دان ديكير أمين عام منظمة المؤتمر اليهودي العالمي في السنوات الثلاث الماضية 2010 -2013 ومعه هارولد رود من مساعدي وزراء الدفاع الأميركيين في السنوات الثماني عشرة الماضية نشرا مقالا مشتركاً في صحيفة جروزليم بوست الإسرائيلية في 28 من الشهر الجاري أيار جاء فيه أن أكبر فرصة تجدها إسرائيل ويهود العالم الآن هي فرصة إعادة تقسيم سورية والعراق ولبنان إلى دول طوائف واتنيات مستقلة عن بعضها البعض بعد أن تتحالف إسرائيل مع بعض الاتنيات في شمال العراق.

ويقول المفكران الصهيونيان: إن الظروف التي تشجع على استغلال هذه الفرصة لإنشاء تحالفات إسرائيلية سرية وشبه علنية مع بعض أطراف المعارضة في سورية والعراق ولبنان تشبه الظروف التي أنشئت فيها إسرائيل ككيان يهودي تأسس على الدين ويراد الآن استكماله كدولة يهودية لا تضم في مواطنيتها أي طائفة عربية إسلامية أو مسيحية.

ويتطلع الاثنان إلى تفتيت سورية والعراق وإعادة تفتيت لبنان للتخلص من حزب اللـه وقوى المقاومة الأخرى وتشكيل كيانات سياسية تتمتع باستقلالية تحت الحماية الإسرائيلية والتحالف معها لضمان بقائها كيانات تشبه ما تسيطر عليه واشنطن من كيانات خليجية صغيرة لا تستطيع الخروج من دائرة الهيمنة الأميركية. ويرى الاثنان أن تفتيت المنطقة إلى كيانات تستند للطائفية والاتنية يمكن أن تمتد بل يجب أن تمتد بنظرهما إلى إيران وفسيفساء التنوع الاتني والقومي فيها إضافة إلى مصر في شمال إفريقية لمنع وجود أي دولة يمكن أن تفكر بالخروج من دائرة النفوذ الإسرائيلي. ويستنتج( رود) و(ديكير) في دراسة أخرى نشرها ديكير في (مركز جروزليم للشؤون العامة) أن هذا المشروع أصبح قابلا للتطبيق بسرعة بسبب عدد من العوامل التي لم تظهر قبل التطورات الأخيرة و(ربيعها العربي) ومنها أن العداء المتصاعد بين الدول والحكام العرب لم تعهد له المنطقة مثيلا. كما أن المعارضة السورية المسلحة وغير المسلحة أصبحت جاهزة للتعاون مع إسرائيل سواء في ساحة الأردن أو ساحة الجبهة في منطقة الجولان بعد تعاونها الوثيق مع واشنطن وباريس ولندن وتركيا. فسورية أصبحت بنظر بعض الدول العربية ساحة الحرب التي تشارك في خوضها هذه الدول العربية بشكل علني للتخلص من وحدة الشعب السوري وتماسك بلاده وهذا ما تعول عليه إسرائيل لأن تحقيق هذا الهدف سيجعل الدول العربية الصغيرة في عدد السكان والمتحالفة مع واشنطن قاعدة لتحالف إسرائيلي غير مسبوق تتمكن إسرائيل من خلاله من ابتزاز مصر وتخفيض قدرتها على التأثير في المنطقة حتى لو اضطر الأمر إلى فرض جدول عمل لتقسيمها.

ويبدو أن الفرق بين الذي جرى في ظروف تقسيم الوطن العربي في خطة سايكس- بيكو في عهد الشريف حسين والمخطط المعد الآن ضد سورية والعراق ولبنان هو أن هذا المخطط الإسرائيلي -الأميركي لإعادة تفتيت وتقسيم الأمة العربية وشعوبها يجري الإعداد له علنا وبمشاركة علنية من بعض الدول العربية التي ارتضى حكامها تنفيذ كل ما تطلبه منهم واشنطن ولندن وباريس وعلى مرأى من الشعوب العربية.

فمعركة سورية بموجب هذه الدعوات العلنية الإسرائيلية - الأميركية وتواطؤ بعض الدول العربية مع هذا المخطط أصبحت معركة المحافظة على وحدة الأمة العربية واستقلالها دولا وشعوبا شقيقة لحماية وجودها ومستقبلها وبخاصة لحماية حقوق الشعب الفلسطيني ومستقبله فوق ترابه الوطني.

فإذا كان قادة إسرائيل يعترفون في كل مناسبة بأن إعادة تقسيم الدول العربية المجاورة يشكل المقدمة الأنسب للتوسع الإسرائيلي واستكمال المشروع الصهيوني فإن كل من يشارك في ضرب سورية ومحاصرتها والمشاركة في التدخل المباشر وغير المباشر في إضعافها وزعزعة استقرارها سيكون مشاركاً ومتواطئاً في تفتيت الوطن العربي كله من مصر إلى العراق إلى سورية إلى دول المغرب العربي والسودان. وبالمقابل لا يمكن للشعوب العربية مهما بلغت محاولات التضليل التي تتكاثف حولها أن تقبل بالسكوت على مؤامرة تتكشف يوماً تلو آخر فصولها التدميرية على جميع الشعوب العربية.

  • فريق ماسة
  • 2013-06-01
  • 6415
  • من الأرشيف

الكشف عن أخطر مشروع إسرائيلي منذ اتفاقية سايكس بيكو

دان ديكير أمين عام منظمة المؤتمر اليهودي العالمي في السنوات الثلاث الماضية 2010 -2013 ومعه هارولد رود من مساعدي وزراء الدفاع الأميركيين في السنوات الثماني عشرة الماضية نشرا مقالا مشتركاً في صحيفة جروزليم بوست الإسرائيلية في 28 من الشهر الجاري أيار جاء فيه أن أكبر فرصة تجدها إسرائيل ويهود العالم الآن هي فرصة إعادة تقسيم سورية والعراق ولبنان إلى دول طوائف واتنيات مستقلة عن بعضها البعض بعد أن تتحالف إسرائيل مع بعض الاتنيات في شمال العراق. ويقول المفكران الصهيونيان: إن الظروف التي تشجع على استغلال هذه الفرصة لإنشاء تحالفات إسرائيلية سرية وشبه علنية مع بعض أطراف المعارضة في سورية والعراق ولبنان تشبه الظروف التي أنشئت فيها إسرائيل ككيان يهودي تأسس على الدين ويراد الآن استكماله كدولة يهودية لا تضم في مواطنيتها أي طائفة عربية إسلامية أو مسيحية. ويتطلع الاثنان إلى تفتيت سورية والعراق وإعادة تفتيت لبنان للتخلص من حزب اللـه وقوى المقاومة الأخرى وتشكيل كيانات سياسية تتمتع باستقلالية تحت الحماية الإسرائيلية والتحالف معها لضمان بقائها كيانات تشبه ما تسيطر عليه واشنطن من كيانات خليجية صغيرة لا تستطيع الخروج من دائرة الهيمنة الأميركية. ويرى الاثنان أن تفتيت المنطقة إلى كيانات تستند للطائفية والاتنية يمكن أن تمتد بل يجب أن تمتد بنظرهما إلى إيران وفسيفساء التنوع الاتني والقومي فيها إضافة إلى مصر في شمال إفريقية لمنع وجود أي دولة يمكن أن تفكر بالخروج من دائرة النفوذ الإسرائيلي. ويستنتج( رود) و(ديكير) في دراسة أخرى نشرها ديكير في (مركز جروزليم للشؤون العامة) أن هذا المشروع أصبح قابلا للتطبيق بسرعة بسبب عدد من العوامل التي لم تظهر قبل التطورات الأخيرة و(ربيعها العربي) ومنها أن العداء المتصاعد بين الدول والحكام العرب لم تعهد له المنطقة مثيلا. كما أن المعارضة السورية المسلحة وغير المسلحة أصبحت جاهزة للتعاون مع إسرائيل سواء في ساحة الأردن أو ساحة الجبهة في منطقة الجولان بعد تعاونها الوثيق مع واشنطن وباريس ولندن وتركيا. فسورية أصبحت بنظر بعض الدول العربية ساحة الحرب التي تشارك في خوضها هذه الدول العربية بشكل علني للتخلص من وحدة الشعب السوري وتماسك بلاده وهذا ما تعول عليه إسرائيل لأن تحقيق هذا الهدف سيجعل الدول العربية الصغيرة في عدد السكان والمتحالفة مع واشنطن قاعدة لتحالف إسرائيلي غير مسبوق تتمكن إسرائيل من خلاله من ابتزاز مصر وتخفيض قدرتها على التأثير في المنطقة حتى لو اضطر الأمر إلى فرض جدول عمل لتقسيمها. ويبدو أن الفرق بين الذي جرى في ظروف تقسيم الوطن العربي في خطة سايكس- بيكو في عهد الشريف حسين والمخطط المعد الآن ضد سورية والعراق ولبنان هو أن هذا المخطط الإسرائيلي -الأميركي لإعادة تفتيت وتقسيم الأمة العربية وشعوبها يجري الإعداد له علنا وبمشاركة علنية من بعض الدول العربية التي ارتضى حكامها تنفيذ كل ما تطلبه منهم واشنطن ولندن وباريس وعلى مرأى من الشعوب العربية. فمعركة سورية بموجب هذه الدعوات العلنية الإسرائيلية - الأميركية وتواطؤ بعض الدول العربية مع هذا المخطط أصبحت معركة المحافظة على وحدة الأمة العربية واستقلالها دولا وشعوبا شقيقة لحماية وجودها ومستقبلها وبخاصة لحماية حقوق الشعب الفلسطيني ومستقبله فوق ترابه الوطني. فإذا كان قادة إسرائيل يعترفون في كل مناسبة بأن إعادة تقسيم الدول العربية المجاورة يشكل المقدمة الأنسب للتوسع الإسرائيلي واستكمال المشروع الصهيوني فإن كل من يشارك في ضرب سورية ومحاصرتها والمشاركة في التدخل المباشر وغير المباشر في إضعافها وزعزعة استقرارها سيكون مشاركاً ومتواطئاً في تفتيت الوطن العربي كله من مصر إلى العراق إلى سورية إلى دول المغرب العربي والسودان. وبالمقابل لا يمكن للشعوب العربية مهما بلغت محاولات التضليل التي تتكاثف حولها أن تقبل بالسكوت على مؤامرة تتكشف يوماً تلو آخر فصولها التدميرية على جميع الشعوب العربية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة