ذكرت وكالات الأنباء العالمية أن عدد القتلى من جراء قمع قوات أردوغان للمتظاهرين المدنيين الأتراك وصل إلى 7 قتلى فيما ذكرت صحيفة ملليت التركية أن جرافات الشرطة دهشت أحد المتظاهرين في أنقرة ما تسبب بتوتر الأوضاع وسط أنباء عن مقتل المتظاهر.

وقمعت الشرطة التركية مجددا صباح اليوم الاحتجاجات مستخدمة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لليوم الثاني لمنع حشود المحتجين من الوصول إلى ميدان تقسيم وسط اسطنبول الذي شهد اشتباكات عنيفة كما أفادت وكالتا الصحافة الفرنسية ورويترز .

وردد المتظاهرون المناهضون للحكومة الذين وضعوا مناديل وأقنعة طبية "التوحد ضد الفاشية" و"استقالة الحكومة" وهم يحاولون التقدم في الشارع المؤدي إلى الميدان معبرين عن رفضهم لمحاولات حكومة اردوغان إحياء الوجه العثماني لمدينة اسطنبول عبر تنفيذها مشروع إقامة ثكنات عسكرية عثمانية واقتلاع أشجار في حديقة بميدان تقسيم وسط اسطنبول .

كما اشتبك المحتجون مع الشرطة في حي بشكطاش على شاطيء البوسفور بعد عبورهم جسرا في محاولة أخرى على ما يبدو للوصول إلى ميدان تقسيم فيما حلقت مروحية تابعة للشرطة فوق المدينة لمراقبة المتظاهرين في حين لجأ مئات الناشطين إلى مقر لإحدى النقابات بين فصلين من المواجهات حيث أقام أطباء فيها مركزا لتقديم الإسعافات الأولية خصوصا لمعالجة الإصابات الجلدية والتنفسية الناجمة عن الغازات المسيلة للدموع فيما أقام ناشطون آخرون خلية أزمة.

واليوم منعت الشرطة مجموعة من المتظاهرين من التوجه إلى البرلمان ومكاتب رئيس الوزراء في أنقرة.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن مخزون الغاز المسيل للدموع بدأ ينفد لدى شرطة اسطنبول حيث كانت رسائل أجهزة اللاسلكي تحذر الوحدات وتطلب منهم "الاقتصاد" في استخدامه.

وانطلقت حركة الاحتجاجات المذكورة والتي تعد أكبر وأوسع التحركات التي تواجهها حكومة حزب العدالة والتنمية منذ تسلمها السلطة في عام 2002 .

وقال مسعفون إن الاشتباكات في اسطنبول أدت أمس لإصابة حوالي ألف شخص بينما أفاد اتحاد الأطباء التركي أن نحو ستة من المتظاهرين فقدوا البصر بعد إصابتهم في العين بعبوات غاز.

وتعبيرا عن التحدي للحكومة التركية ورئيسها ردد المحتجون في حي جهانجير السكني في الشطر الأوروبي من المدينة التركية "طيب اردوغان انظر كم عددنا في مواجهتك" واصفين مسؤولي هذه الحكومة "بأنهم فاشيون أوغاد .. سئم الأتراك من ممارساتهم".

وكتب المتظاهرون على لافتة إلى جانب رسم كاريكاتيرى لاردوغان وهو يرتدي عمامة سلطان عثماني.. مخاطبا إياه "هؤلاء الناس لن ينحنوا لك" .

وفي العاصمة انقرة تجمع آلاف الأشخاص مطالبين باستقالة الحكومة كما أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تجمع محتجين أيضا في موقعين في ازمير.

ورفضت الشرطة التدخل في إدرنة شمال غرب تركيا فيما تم إحراق مكتب لحزب العدالة والتنمية في ازمير.

ودون ناشطون على لوح معلومات عن تحركات قوات الشرطة والمتظاهرين في الأحياء والمدن الأخرى من المنتجعات الواقعة على بحر ايجة غربا إلى بلدات الشرق وعناوين الكترونية أو شهادات عن عنف الشرطة معتبرين أن الأخبار عن التعبئة مشجعة.

واندلعت شرارة الاحتجاجات بسبب مشروع تنفذه بلدية اسطنبول ويفترض اقتلاع عدد كبير من 600 شجرة تعتبر متنفسا لسكان المدينة إذ يؤكد معارضو المشروع أنه سيحول ساحة تقسيم إلى منطقة تجارية اسمنتية بلا طابع تهدف إلى كسب المال وستبعد السكان الذين كانوا يعتمدون الحديقة مكانا للتلاقي.

وتؤكد الأوساط المؤيدة للعلمانية في تركيا أن أردوغان يميل إلى الاستبداد والسعي إلى "أسلمة" المجتمع التركي.

وأفادت تقارير إخبارية أن الاحتجاجات الشعبية عبرت أيضا عن المعارضة لموقف الحكومة التركية من سورية وامتدت المظاهرات إلى مدن أخرى.

كما ذكرت تعليقات على موقعي تويتر وفيسبوك أن مظاهرات مماثلة ستنظم في الأيام القليلة المقبلة بمدن تركية أخرى بينها أنقرة وازمير وأضنة وبورصة.

في هذه الأثناء قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض "كمال قليجدار اوغلو ..لا نريد أن نعيش في عام 2013 عهد النازية في تركيا ونطالب بالحرية والديمقراطية وندعو اردوغان وحكومته الى تحمل مسؤولياتهما تجاه ما يحدث.

من جانبها اعتبرت صحيفة يورت التركية أن حديقة /كزي/ وساحة /تقسيم/ تحولتا الى رمز للتمرد ضد حكومة اردوغان والممارسات الرجعية والفاشية ونهب ثروات البلاد.

وفي ردود الفعل على قمع الاحتجاجات أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن "الاستخدام المفرط للقوة" من جانب الشرطة التركية ضد الاحتجاج الذي بدأ سلميا.

وفي واشنطن اكتفت وزارة الخارجية الأمريكية بالإعراب عن شعورها بالقلق من عدد الإصابات مشيرة إلى أنها تجمع معلومات بشأن هذه الواقعة.

وقالت جين باسكى المتحدثة باسم الخارجية الامريكية للصحفيين "نعتقد أن أفضل ما يضمن استقرار وأمن وازدهار تركيا على المدى البعيد هو تعزيز الحريات الأساسية للتعبير والاجتماع وتكوين جمعيات وهو ما يبدو أن هؤلاء الأفراد كانوا يفعلونه".

  • فريق ماسة
  • 2013-05-31
  • 7947
  • من الأرشيف

7 قتلى أتراك على يد قوات أردوغان وجرافات الشرطة تدهس متظاهر في أنقرة

ذكرت وكالات الأنباء العالمية أن عدد القتلى من جراء قمع قوات أردوغان للمتظاهرين المدنيين الأتراك وصل إلى 7 قتلى فيما ذكرت صحيفة ملليت التركية أن جرافات الشرطة دهشت أحد المتظاهرين في أنقرة ما تسبب بتوتر الأوضاع وسط أنباء عن مقتل المتظاهر. وقمعت الشرطة التركية مجددا صباح اليوم الاحتجاجات مستخدمة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لليوم الثاني لمنع حشود المحتجين من الوصول إلى ميدان تقسيم وسط اسطنبول الذي شهد اشتباكات عنيفة كما أفادت وكالتا الصحافة الفرنسية ورويترز . وردد المتظاهرون المناهضون للحكومة الذين وضعوا مناديل وأقنعة طبية "التوحد ضد الفاشية" و"استقالة الحكومة" وهم يحاولون التقدم في الشارع المؤدي إلى الميدان معبرين عن رفضهم لمحاولات حكومة اردوغان إحياء الوجه العثماني لمدينة اسطنبول عبر تنفيذها مشروع إقامة ثكنات عسكرية عثمانية واقتلاع أشجار في حديقة بميدان تقسيم وسط اسطنبول . كما اشتبك المحتجون مع الشرطة في حي بشكطاش على شاطيء البوسفور بعد عبورهم جسرا في محاولة أخرى على ما يبدو للوصول إلى ميدان تقسيم فيما حلقت مروحية تابعة للشرطة فوق المدينة لمراقبة المتظاهرين في حين لجأ مئات الناشطين إلى مقر لإحدى النقابات بين فصلين من المواجهات حيث أقام أطباء فيها مركزا لتقديم الإسعافات الأولية خصوصا لمعالجة الإصابات الجلدية والتنفسية الناجمة عن الغازات المسيلة للدموع فيما أقام ناشطون آخرون خلية أزمة. واليوم منعت الشرطة مجموعة من المتظاهرين من التوجه إلى البرلمان ومكاتب رئيس الوزراء في أنقرة. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن مخزون الغاز المسيل للدموع بدأ ينفد لدى شرطة اسطنبول حيث كانت رسائل أجهزة اللاسلكي تحذر الوحدات وتطلب منهم "الاقتصاد" في استخدامه. وانطلقت حركة الاحتجاجات المذكورة والتي تعد أكبر وأوسع التحركات التي تواجهها حكومة حزب العدالة والتنمية منذ تسلمها السلطة في عام 2002 . وقال مسعفون إن الاشتباكات في اسطنبول أدت أمس لإصابة حوالي ألف شخص بينما أفاد اتحاد الأطباء التركي أن نحو ستة من المتظاهرين فقدوا البصر بعد إصابتهم في العين بعبوات غاز. وتعبيرا عن التحدي للحكومة التركية ورئيسها ردد المحتجون في حي جهانجير السكني في الشطر الأوروبي من المدينة التركية "طيب اردوغان انظر كم عددنا في مواجهتك" واصفين مسؤولي هذه الحكومة "بأنهم فاشيون أوغاد .. سئم الأتراك من ممارساتهم". وكتب المتظاهرون على لافتة إلى جانب رسم كاريكاتيرى لاردوغان وهو يرتدي عمامة سلطان عثماني.. مخاطبا إياه "هؤلاء الناس لن ينحنوا لك" . وفي العاصمة انقرة تجمع آلاف الأشخاص مطالبين باستقالة الحكومة كما أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تجمع محتجين أيضا في موقعين في ازمير. ورفضت الشرطة التدخل في إدرنة شمال غرب تركيا فيما تم إحراق مكتب لحزب العدالة والتنمية في ازمير. ودون ناشطون على لوح معلومات عن تحركات قوات الشرطة والمتظاهرين في الأحياء والمدن الأخرى من المنتجعات الواقعة على بحر ايجة غربا إلى بلدات الشرق وعناوين الكترونية أو شهادات عن عنف الشرطة معتبرين أن الأخبار عن التعبئة مشجعة. واندلعت شرارة الاحتجاجات بسبب مشروع تنفذه بلدية اسطنبول ويفترض اقتلاع عدد كبير من 600 شجرة تعتبر متنفسا لسكان المدينة إذ يؤكد معارضو المشروع أنه سيحول ساحة تقسيم إلى منطقة تجارية اسمنتية بلا طابع تهدف إلى كسب المال وستبعد السكان الذين كانوا يعتمدون الحديقة مكانا للتلاقي. وتؤكد الأوساط المؤيدة للعلمانية في تركيا أن أردوغان يميل إلى الاستبداد والسعي إلى "أسلمة" المجتمع التركي. وأفادت تقارير إخبارية أن الاحتجاجات الشعبية عبرت أيضا عن المعارضة لموقف الحكومة التركية من سورية وامتدت المظاهرات إلى مدن أخرى. كما ذكرت تعليقات على موقعي تويتر وفيسبوك أن مظاهرات مماثلة ستنظم في الأيام القليلة المقبلة بمدن تركية أخرى بينها أنقرة وازمير وأضنة وبورصة. في هذه الأثناء قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض "كمال قليجدار اوغلو ..لا نريد أن نعيش في عام 2013 عهد النازية في تركيا ونطالب بالحرية والديمقراطية وندعو اردوغان وحكومته الى تحمل مسؤولياتهما تجاه ما يحدث. من جانبها اعتبرت صحيفة يورت التركية أن حديقة /كزي/ وساحة /تقسيم/ تحولتا الى رمز للتمرد ضد حكومة اردوغان والممارسات الرجعية والفاشية ونهب ثروات البلاد. وفي ردود الفعل على قمع الاحتجاجات أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن "الاستخدام المفرط للقوة" من جانب الشرطة التركية ضد الاحتجاج الذي بدأ سلميا. وفي واشنطن اكتفت وزارة الخارجية الأمريكية بالإعراب عن شعورها بالقلق من عدد الإصابات مشيرة إلى أنها تجمع معلومات بشأن هذه الواقعة. وقالت جين باسكى المتحدثة باسم الخارجية الامريكية للصحفيين "نعتقد أن أفضل ما يضمن استقرار وأمن وازدهار تركيا على المدى البعيد هو تعزيز الحريات الأساسية للتعبير والاجتماع وتكوين جمعيات وهو ما يبدو أن هؤلاء الأفراد كانوا يفعلونه".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة