يرى خبراء أن الولايات المتحدة لا ترغب في تسليح المعارضة السورية المنقسمة بين «معتدلين» وإسلاميين خشية التورط في «حرب بالوكالة» مع إيران وروسيا، ولو أنها أيدت قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن الأسلحة للمقاتلين.

ويخضع الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ أشهر لضغوط من أعضاء جمهوريين في الكونغرس، وحتى من مسؤولين في إدارته، لتسليح المعارضة السورية، غير انه ما زال يكتفي بتقديم مساعدة تتضمن تجهيزات «غير قاتلة» مراهنا على تسوية سياسية للنزاع من خلال مؤتمر دولي مقرر عقده في جنيف.

وقال المحلل في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن آرام نرغيزيان إن «الولايات المتحدة لا ترغب في الحقيقة بتدخل في سورية، ولا نود أن تتسارع الحرب». وأضاف إن «الرئيس (أوباما) هو صاحب القرار في نهاية المطاف بالنسبة لسورية»، منددا «بعدم انسجام السياسة الأميركية بشأن مسألة تسليح» المعارضة، وهو ملف تصدر بشأنه مواقف متعارضة و«غامضة» عن البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية.

وتحذر الإدارة الأميركية منذ أشهر من مخاطر تسليم أسلحة إلى المقاتلين المعارضين في سورية، وهي تخشى أن تقع تجهيزات عسكرية مثل قاذفات صواريخ من طراز «ستينغر» في «أيد خاطئة» أي إلى مقاتلين إسلاميين من «جبهة النصرة» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة».

وحذر السفير الأميركي السابق في العراق رايان كروكر هذا الاسبوع في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا من أن واشنطن «لا تملك ما يكفي من المعلومات حول المعارضة السورية المشرذمة للتدخل أو لتسليحها».

وتتعامل الولايات المتحدة منذ أشهر مع «المعارضة السورية المعتدلة»، وعلى رأسها «المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر» بقيادة سليم إدريس. وتساءل نرغيزيان «حتى لو أعطينا أسلحة إلى اللواء إدريس. كيف نمنع انتقالها إلى جبهة النصرة؟» مستشهدا بأمثال من «لبـــنان أثـــناء الحرب الأهلية، وليبيا والعراق».

وأوضح مدير مركز «بروكينغز» في الدوحة سلمان الشيخ إن «سابقة أفغانستان شكلت بالتأكيد درسا» للأميركيين الذين اضطروا إلى مقاتلة إسلاميين سلحوهم بأنفسهم قبل سنوات لقتال للسوفيات.

ولفت نرغيزيان إلى انه كلما طغى الإسلاميون في صفوف المعارضة المسلحة بات من الصعب «أن نلعب هذه اللعبة مع القاعدة ومع ناشطين إسلاميين سيزعزعون الاستقرار في المنطقة».

ويشير محللون وديبلوماسيون إلى أن واشنطن تبقى «متمنعة» عن المضي ابعد في التزامها. وقال الشيخ «بتسليمها أسلحة قاتلة، فان الولايات المتحـــدة ستكون ضالعة بشكل مباشر في حرب بالوكالة وعلى الأخـــص ضد الروس، الذين يقدمون مع الايرانيين دعما ثابتا لنظام دمشق»، لكن نرغيزيان لفت إلى انه «في حال فشلت الديبلوماسية، فان الولايات المتحدة قد تعمد إلى تسليح بعض الفصائل، وعندها سنشهد حربا بالوكالة قد تستمر سنوات»، محذرا من ان «هذا خطر فعلي».

  • فريق ماسة
  • 2013-05-31
  • 9720
  • من الأرشيف

الإسلاميون والسلاح.. والمأزق الأميركي في سورية

يرى خبراء أن الولايات المتحدة لا ترغب في تسليح المعارضة السورية المنقسمة بين «معتدلين» وإسلاميين خشية التورط في «حرب بالوكالة» مع إيران وروسيا، ولو أنها أيدت قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن الأسلحة للمقاتلين. ويخضع الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ أشهر لضغوط من أعضاء جمهوريين في الكونغرس، وحتى من مسؤولين في إدارته، لتسليح المعارضة السورية، غير انه ما زال يكتفي بتقديم مساعدة تتضمن تجهيزات «غير قاتلة» مراهنا على تسوية سياسية للنزاع من خلال مؤتمر دولي مقرر عقده في جنيف. وقال المحلل في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن آرام نرغيزيان إن «الولايات المتحدة لا ترغب في الحقيقة بتدخل في سورية، ولا نود أن تتسارع الحرب». وأضاف إن «الرئيس (أوباما) هو صاحب القرار في نهاية المطاف بالنسبة لسورية»، منددا «بعدم انسجام السياسة الأميركية بشأن مسألة تسليح» المعارضة، وهو ملف تصدر بشأنه مواقف متعارضة و«غامضة» عن البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية. وتحذر الإدارة الأميركية منذ أشهر من مخاطر تسليم أسلحة إلى المقاتلين المعارضين في سورية، وهي تخشى أن تقع تجهيزات عسكرية مثل قاذفات صواريخ من طراز «ستينغر» في «أيد خاطئة» أي إلى مقاتلين إسلاميين من «جبهة النصرة» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة». وحذر السفير الأميركي السابق في العراق رايان كروكر هذا الاسبوع في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا من أن واشنطن «لا تملك ما يكفي من المعلومات حول المعارضة السورية المشرذمة للتدخل أو لتسليحها». وتتعامل الولايات المتحدة منذ أشهر مع «المعارضة السورية المعتدلة»، وعلى رأسها «المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر» بقيادة سليم إدريس. وتساءل نرغيزيان «حتى لو أعطينا أسلحة إلى اللواء إدريس. كيف نمنع انتقالها إلى جبهة النصرة؟» مستشهدا بأمثال من «لبـــنان أثـــناء الحرب الأهلية، وليبيا والعراق». وأوضح مدير مركز «بروكينغز» في الدوحة سلمان الشيخ إن «سابقة أفغانستان شكلت بالتأكيد درسا» للأميركيين الذين اضطروا إلى مقاتلة إسلاميين سلحوهم بأنفسهم قبل سنوات لقتال للسوفيات. ولفت نرغيزيان إلى انه كلما طغى الإسلاميون في صفوف المعارضة المسلحة بات من الصعب «أن نلعب هذه اللعبة مع القاعدة ومع ناشطين إسلاميين سيزعزعون الاستقرار في المنطقة». ويشير محللون وديبلوماسيون إلى أن واشنطن تبقى «متمنعة» عن المضي ابعد في التزامها. وقال الشيخ «بتسليمها أسلحة قاتلة، فان الولايات المتحـــدة ستكون ضالعة بشكل مباشر في حرب بالوكالة وعلى الأخـــص ضد الروس، الذين يقدمون مع الايرانيين دعما ثابتا لنظام دمشق»، لكن نرغيزيان لفت إلى انه «في حال فشلت الديبلوماسية، فان الولايات المتحدة قد تعمد إلى تسليح بعض الفصائل، وعندها سنشهد حربا بالوكالة قد تستمر سنوات»، محذرا من ان «هذا خطر فعلي».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة