خلقت صواريخ «إس 300»، التي أعلنت أوساط رسمية روسية أنها ستسلم إلى سورية، إرباكاً كبيراً في "إسرائيل" بعد توارد أنباء عن أنها وصلت بالفعل إلى سورية.

وعمدت أوساط عسكرية إسرائيلية إلى التأكيد أنها تفحص التقارير عن وصول هذه الصواريخ، لكنها شبه متيقنة من أن هذه المنظومات لم تصل لا جزئياً ولا كلياً إلى سورية. ومع ذلك وفي إطار تبادل التهديدات حملت كل الصحف الإسرائيلية تقارير عن لقاء بين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال يعقوب عاميدرور وديبلوماسيين أوروبيين أكد فيه أن "الدولة العبرية" لن تسمح بتفعيل هذه المنظومات على الأرض السورية.

وفي مقابلة مع قناة «المنار» اللبنانية قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الصفقات بين روسيا وسورية مستمرة، وقد تم الوفاء ببعضها، من دون أن يحدد صواريخ «إس 300». وقبل المقابلة، تواترت أنباء عن إقرار الأسد بوصول قسم من بطاريات «إس 300» فعلياً إلى الأراضي السورية. ولكن المصادر العسكرية الإسرائيلية تؤكد أن أياً من البطاريات أو أجزاء منها لم تصل إلى سورية. وقال المراسل العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن سورية، وخلافاً لما أذيع سابقاً، لم تدفع سوى ثلث قيمة صفقة السلاح هذه. وأضاف إن الإعلان عن وصول هذه الصواريخ إلى سورية يأتي فقط من قبيل تقليص الضغوط التي تمارس حالياً على روسيا لمنعها من تسليم هذا السلاح إلى سورية.

وشددت مصادر إسرائيلية على أن وصول الصواريخ يغيّر بشكل جوهري ميزان القوى في الشرق الأوسط. ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل تفحص صحة أقوال الأسد حول الصواريخ، وتعترف أنها «أثارت بلبلة» في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وأقرّ مصدر إسرائيلي آخر في حديث مع «نيويورك تايمز» باحتمال أن يكون قسم من الصواريخ قد وصل إلى سورية، ولكن ليست هناك أي إشارات إلى تحوّل قسم منها إلى قوة عملياتية.

وفي لقاء جمع عاميدرور مع سفراء الاتحاد الأوروبي الـ27 في إسرائيل رسم الخط الأحمر الإسرائيلي بشأن صواريخ «إس 300». ونقلت «هآرتس» عن ديبلوماسيين أوروبيين قولهم إن عاميدرور شدد على أن إسرائيل ستعمل «لمنع صواريخ إٍس 300 من التحول إلى قوة عملياتية». وأوضحت الصحيفة أنه من الجائز أن عاميدرور أراد شرح عبارة وزير الدفاع موشي يعلون التي قال فيها إن «إسرائيل ستعرف ما ستفعله» إذا وصلت هذه الصواريخ إلى سورية.

عموماً شدد عاميدرور في لقائه مع الديبلوماسيين الأوروبيين على أن إسرائيل «غير معنية بالتدخل أو التأثير في الوضع داخل سورية». وأضاف «إننا نعمل فقط عندما يتطلب الأمر ومن أجل الحفاظ على أمننا، وأيضاً لمنع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في المستقبل». وبحسب أحد الحاضرين فإن عاميدرور أجمل كلامه، قائلاً إن المسألة الاستراتيجية في نظر إسرائيل هي إضعاف «حزب الله» وإيران، وإن سياسة إسرائيل تتقرر وفقاً لهذه الرؤية.

ووفقاً لعاميدرور فإن إسرائيل تقدر أنه آجلاً أم عاجلاً سوف تزوّد روسيا سورية بهذه الصواريخ لأسباب لا تتعلق بإسرائيل، وإنما بالخصومة مع أميركا وأوروبا. وقال أحد الديبلوماسيين «إننا فهمنا من عاميدرور أن إسرائيل لا يمكنها أن تمنع تزويد سورية بهذه الصواريخ، ولكنها ستفعل ضدها بعد وصولها وقبل أن تتحوّل إلى قوة عملياتية». وأشارت «هآرتس» إلى أن تحويل المنظومة إلى عملياتية بعد وصولها إلى سورية يحتاج إلى مهلة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر.

ومن جهتها، نقلت صحيفة «معاريف» عن ديبلوماسيين آخرين حضروا الاجتماع قولهم إنهم فهموا من كلام عاميدرور أن الروس قد يزوّدون سورية بقسم من منظومات هذه الصواريخ، ولكنها لن تكون بالضرورة جاهزة عملياتياً. ولذلك فهموا أن إسرائيل بالتعاون مع الإدارة الأميركية ستحاول إحباط الصفقة بطرق ديبلوماسية عبر إقناع الروس بعدم تسليم مكونات حيوية فيها، وعدم تدريب السوريين بشكل يجعل هذه المنظومات عملياتية.

وخلافاً لغالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي حصلت على تقرير حول الاجتماع من ديبلوماسيين غربيين، قدّمت صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو رواية أخرى بعنوان تساؤلي «الصواريخ من خط الانتاج إلى مخزن الخردوات؟». واعتبرت أن كلام الجنرال عاميدرور مع السفراء الأوروبيين «رسالة شديدة» من ديوان رئاسة الحكومة إلى أوروبا بشأن سوريا. ونقلت عن «مصدر سياسي» إسرائيلي قوله إن الكلام جاء في إطار مساعي إسرائيل لإحباط الصفقة.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي طلب من وزرائه عدم الحديث عن الصواريخ، قد اعتبر «تزويد سورية بها تحدياً أمنياً مهماً لإسرائيل، ونحن لا يسعنا الوقوف جانباً». وقد أبلغ نتنياهو وزراء الخارجية الأوروبيين، الذين التقاهم مؤخراً، خطورة صواريخ «إس 300» على إسرائيل بقوله إن تسليمها لسورية يجعل «كل المجال الجوي الإسرائيلي منطقة حظر طيران».

وأشارت صحيفة «الغارديان» إلى أن رجال استخبارات إسرائيليين وصلوا إلى موسكو يوم الثلاثاء الماضي بهدف إقناع الروس بعدم تزويد سوريا بهذه الصواريخ. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد هدّد بأن أي اعتداء إسرائيلي آخر على الأراضي السورية «سيجابه بشكل فوري».

  • فريق ماسة
  • 2013-05-30
  • 15681
  • من الأرشيف

صواريخ «إس 300» تقض مضاجعهم : "اسرائيل" لن نسمح بتفعيلها

خلقت صواريخ «إس 300»، التي أعلنت أوساط رسمية روسية أنها ستسلم إلى سورية، إرباكاً كبيراً في "إسرائيل" بعد توارد أنباء عن أنها وصلت بالفعل إلى سورية. وعمدت أوساط عسكرية إسرائيلية إلى التأكيد أنها تفحص التقارير عن وصول هذه الصواريخ، لكنها شبه متيقنة من أن هذه المنظومات لم تصل لا جزئياً ولا كلياً إلى سورية. ومع ذلك وفي إطار تبادل التهديدات حملت كل الصحف الإسرائيلية تقارير عن لقاء بين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال يعقوب عاميدرور وديبلوماسيين أوروبيين أكد فيه أن "الدولة العبرية" لن تسمح بتفعيل هذه المنظومات على الأرض السورية. وفي مقابلة مع قناة «المنار» اللبنانية قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الصفقات بين روسيا وسورية مستمرة، وقد تم الوفاء ببعضها، من دون أن يحدد صواريخ «إس 300». وقبل المقابلة، تواترت أنباء عن إقرار الأسد بوصول قسم من بطاريات «إس 300» فعلياً إلى الأراضي السورية. ولكن المصادر العسكرية الإسرائيلية تؤكد أن أياً من البطاريات أو أجزاء منها لم تصل إلى سورية. وقال المراسل العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن سورية، وخلافاً لما أذيع سابقاً، لم تدفع سوى ثلث قيمة صفقة السلاح هذه. وأضاف إن الإعلان عن وصول هذه الصواريخ إلى سورية يأتي فقط من قبيل تقليص الضغوط التي تمارس حالياً على روسيا لمنعها من تسليم هذا السلاح إلى سورية. وشددت مصادر إسرائيلية على أن وصول الصواريخ يغيّر بشكل جوهري ميزان القوى في الشرق الأوسط. ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل تفحص صحة أقوال الأسد حول الصواريخ، وتعترف أنها «أثارت بلبلة» في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وأقرّ مصدر إسرائيلي آخر في حديث مع «نيويورك تايمز» باحتمال أن يكون قسم من الصواريخ قد وصل إلى سورية، ولكن ليست هناك أي إشارات إلى تحوّل قسم منها إلى قوة عملياتية. وفي لقاء جمع عاميدرور مع سفراء الاتحاد الأوروبي الـ27 في إسرائيل رسم الخط الأحمر الإسرائيلي بشأن صواريخ «إس 300». ونقلت «هآرتس» عن ديبلوماسيين أوروبيين قولهم إن عاميدرور شدد على أن إسرائيل ستعمل «لمنع صواريخ إٍس 300 من التحول إلى قوة عملياتية». وأوضحت الصحيفة أنه من الجائز أن عاميدرور أراد شرح عبارة وزير الدفاع موشي يعلون التي قال فيها إن «إسرائيل ستعرف ما ستفعله» إذا وصلت هذه الصواريخ إلى سورية. عموماً شدد عاميدرور في لقائه مع الديبلوماسيين الأوروبيين على أن إسرائيل «غير معنية بالتدخل أو التأثير في الوضع داخل سورية». وأضاف «إننا نعمل فقط عندما يتطلب الأمر ومن أجل الحفاظ على أمننا، وأيضاً لمنع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في المستقبل». وبحسب أحد الحاضرين فإن عاميدرور أجمل كلامه، قائلاً إن المسألة الاستراتيجية في نظر إسرائيل هي إضعاف «حزب الله» وإيران، وإن سياسة إسرائيل تتقرر وفقاً لهذه الرؤية. ووفقاً لعاميدرور فإن إسرائيل تقدر أنه آجلاً أم عاجلاً سوف تزوّد روسيا سورية بهذه الصواريخ لأسباب لا تتعلق بإسرائيل، وإنما بالخصومة مع أميركا وأوروبا. وقال أحد الديبلوماسيين «إننا فهمنا من عاميدرور أن إسرائيل لا يمكنها أن تمنع تزويد سورية بهذه الصواريخ، ولكنها ستفعل ضدها بعد وصولها وقبل أن تتحوّل إلى قوة عملياتية». وأشارت «هآرتس» إلى أن تحويل المنظومة إلى عملياتية بعد وصولها إلى سورية يحتاج إلى مهلة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر. ومن جهتها، نقلت صحيفة «معاريف» عن ديبلوماسيين آخرين حضروا الاجتماع قولهم إنهم فهموا من كلام عاميدرور أن الروس قد يزوّدون سورية بقسم من منظومات هذه الصواريخ، ولكنها لن تكون بالضرورة جاهزة عملياتياً. ولذلك فهموا أن إسرائيل بالتعاون مع الإدارة الأميركية ستحاول إحباط الصفقة بطرق ديبلوماسية عبر إقناع الروس بعدم تسليم مكونات حيوية فيها، وعدم تدريب السوريين بشكل يجعل هذه المنظومات عملياتية. وخلافاً لغالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي حصلت على تقرير حول الاجتماع من ديبلوماسيين غربيين، قدّمت صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو رواية أخرى بعنوان تساؤلي «الصواريخ من خط الانتاج إلى مخزن الخردوات؟». واعتبرت أن كلام الجنرال عاميدرور مع السفراء الأوروبيين «رسالة شديدة» من ديوان رئاسة الحكومة إلى أوروبا بشأن سوريا. ونقلت عن «مصدر سياسي» إسرائيلي قوله إن الكلام جاء في إطار مساعي إسرائيل لإحباط الصفقة. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي طلب من وزرائه عدم الحديث عن الصواريخ، قد اعتبر «تزويد سورية بها تحدياً أمنياً مهماً لإسرائيل، ونحن لا يسعنا الوقوف جانباً». وقد أبلغ نتنياهو وزراء الخارجية الأوروبيين، الذين التقاهم مؤخراً، خطورة صواريخ «إس 300» على إسرائيل بقوله إن تسليمها لسورية يجعل «كل المجال الجوي الإسرائيلي منطقة حظر طيران». وأشارت صحيفة «الغارديان» إلى أن رجال استخبارات إسرائيليين وصلوا إلى موسكو يوم الثلاثاء الماضي بهدف إقناع الروس بعدم تزويد سوريا بهذه الصواريخ. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد هدّد بأن أي اعتداء إسرائيلي آخر على الأراضي السورية «سيجابه بشكل فوري».

المصدر : الماسة السورية/ حلمي موسى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة