قالت صحيفة هآرتس إن إسرائيل والولايات المتحدة تتصرفان وكأن الرئيس المصري حسني مبارك سيعيش أبد الدهر.

ففي مقال بعنوان "قبل رحيله" تقول الصحيفة إن مبارك ليس ناشطاً صهيونياً وإن السياسة التي ينتهجها لا تحددها المصالح الإسرائيلية. ومع ذلك فإن الظروف تطورت بحيث التقت المصالح الإسرائيلية والمصرية وهما الآن يتدبران أمورهما جيداً

وأسهب محلل شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة تسفي بارئيل في تحليله في ذكر مناقب مبارك بالنسبة لإسرائيل، مشيراً إلى أنه يظل الزعيم الذي يرغب في إحداث تحرك سياسي وهو القادر على تعزيزه

وأضاف أن مبارك إذا ما اقتنع بأن الوقت قد حان فإنه سيدفع بالمفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين إلى الأمام، وهو الوحيد القادر على رعايتها.

ويزعم المحلل بأن مبارك هو الزعيم العربي الوحيد الذي لا يخشى حزب الله (اللبناني) ولا يتحاور مع (الرئيس السوري) بشار الأسد، وهو الذي يقف في طريق (حركة المقاومة الإسلامية) حماس.

وتابع قائلاً أن "مبارك ومعه السعودية يقفان سداً منيعاً أمام انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو يقود محوراً وُصف بالمعتدل ذات مرة ولكنه يواجه اليوم محوراً جديداً متمثلاً في سوريا وتركيا وإيران والعراق كشركاء".

ومن الناحية الأخرى شرعت سوريا فعلاً في تنشيط أدواتها كي تضع نفسها في موقع يمكِّنها من لعب دور أكثر تأثيراً وهيمنة في المنطقة بعد رحيل مبارك، على حد ادعاء الصحفي الإسرائيلي.

وأصبحت سوريا على حين غرة وسيطاً في الشؤون الداخلية للعراق مما زاد من أهميتها عند واشنطن الراغبة في بدء سحب قواتها من العراق في أغسطس/آب المقبل.

وترغب تركيا في أن تصبح وسيطاً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن مبارك ليس في عجلة من أمره في أن يضم إلى جانبه تركيا في هذه القضية.

ومبارك شأنه شأن إسرائيل تساوره المخاوف من أن تركيا تعمل على تقوية حماس على حساب السلطة الفلسطينية، إذ يرى أن القضية الإسرائيلية الفلسطينية ينبغي أن تظل داخل الإطار العربي لا أن تنتقل إلى الأتراك أو الإيرانيين.

كما يبدي قلقه من أن يكون "لضلوع الإيرانيين ومشاركة الأتراك" تأثير حاسم على مبادرة الجامعة العربية لعام 2002 التي أضحت "قاسماً عربياً مشتركاً مهماً" من شأنه أن يضمن وضع حد للنزاع.

ومضى إلى أنه يحق للناس التمتع بنشوة الإحساس الذي سرى عقب اللقاء الأخير لمبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والعناق الحار والصورة المشتركة "الهامة" التي التقطت لهما، لكن هذا "الاندفاع" -كما وصفه- له ثمن باهظ.

وأشار إلى أن النجاح في نظر إسرائيل هو في بناء "القبة الحديدية" أو منظومة أسلحة متطورة أخرى، لكن ساحة القتال الأكثر صعوبة تكمن اليوم في أساطيل المساعدات، ومنابر الأمم المتحدة، وفي التحقيقات الاستقصائية ودرجة التعاطف الأميركي (مع إسرائيل).

ويخلص إلى الزعم بأن مبارك برهن على قوته في كل تلك الأمور أيضاً، أو على الأقل في سفينة المساعدات الليبية الأخيرة التي وافقت على الرسو في ميناء العريش المصري.

وقال بلهجة لا تخلو من تهكم إن الرئيس المصري يشاطر إسرائيل حبها لتلك الأساطيل.

وأردف أن على إسرائيل أن تمعن النظر في ما استطاعت أن تفعله وما لم تستطع فعله أو أهملته في عهد مبارك، مشيرا إلى أن الفرصة لم تضع بعد.

وختم قائلاً "لكن على أولئك الذين يراقبون نبض مبارك أن يجدوا للحاق به"، في إشارة إلى مقولة استهل بها تحليله مفادها أن المصريين يقولون إنه حتى حرس رئيسهم الخاص لا يستطيع اللحاق به عند ممارسته رياضة المشي وذلك كناية عن تمتعه بصحة جيدة.
  • فريق ماسة
  • 2010-07-25
  • 12386
  • من الأرشيف

مبارك هو الوحيد الذي لا يخشى حزب الله ولا يتحاور مع الأسد ويقف ضد حماس

قالت صحيفة هآرتس إن إسرائيل والولايات المتحدة تتصرفان وكأن الرئيس المصري حسني مبارك سيعيش أبد الدهر. ففي مقال بعنوان "قبل رحيله" تقول الصحيفة إن مبارك ليس ناشطاً صهيونياً وإن السياسة التي ينتهجها لا تحددها المصالح الإسرائيلية. ومع ذلك فإن الظروف تطورت بحيث التقت المصالح الإسرائيلية والمصرية وهما الآن يتدبران أمورهما جيداً وأسهب محلل شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة تسفي بارئيل في تحليله في ذكر مناقب مبارك بالنسبة لإسرائيل، مشيراً إلى أنه يظل الزعيم الذي يرغب في إحداث تحرك سياسي وهو القادر على تعزيزه وأضاف أن مبارك إذا ما اقتنع بأن الوقت قد حان فإنه سيدفع بالمفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين إلى الأمام، وهو الوحيد القادر على رعايتها. ويزعم المحلل بأن مبارك هو الزعيم العربي الوحيد الذي لا يخشى حزب الله (اللبناني) ولا يتحاور مع (الرئيس السوري) بشار الأسد، وهو الذي يقف في طريق (حركة المقاومة الإسلامية) حماس. وتابع قائلاً أن "مبارك ومعه السعودية يقفان سداً منيعاً أمام انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو يقود محوراً وُصف بالمعتدل ذات مرة ولكنه يواجه اليوم محوراً جديداً متمثلاً في سوريا وتركيا وإيران والعراق كشركاء". ومن الناحية الأخرى شرعت سوريا فعلاً في تنشيط أدواتها كي تضع نفسها في موقع يمكِّنها من لعب دور أكثر تأثيراً وهيمنة في المنطقة بعد رحيل مبارك، على حد ادعاء الصحفي الإسرائيلي. وأصبحت سوريا على حين غرة وسيطاً في الشؤون الداخلية للعراق مما زاد من أهميتها عند واشنطن الراغبة في بدء سحب قواتها من العراق في أغسطس/آب المقبل. وترغب تركيا في أن تصبح وسيطاً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن مبارك ليس في عجلة من أمره في أن يضم إلى جانبه تركيا في هذه القضية. ومبارك شأنه شأن إسرائيل تساوره المخاوف من أن تركيا تعمل على تقوية حماس على حساب السلطة الفلسطينية، إذ يرى أن القضية الإسرائيلية الفلسطينية ينبغي أن تظل داخل الإطار العربي لا أن تنتقل إلى الأتراك أو الإيرانيين. كما يبدي قلقه من أن يكون "لضلوع الإيرانيين ومشاركة الأتراك" تأثير حاسم على مبادرة الجامعة العربية لعام 2002 التي أضحت "قاسماً عربياً مشتركاً مهماً" من شأنه أن يضمن وضع حد للنزاع. ومضى إلى أنه يحق للناس التمتع بنشوة الإحساس الذي سرى عقب اللقاء الأخير لمبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والعناق الحار والصورة المشتركة "الهامة" التي التقطت لهما، لكن هذا "الاندفاع" -كما وصفه- له ثمن باهظ. وأشار إلى أن النجاح في نظر إسرائيل هو في بناء "القبة الحديدية" أو منظومة أسلحة متطورة أخرى، لكن ساحة القتال الأكثر صعوبة تكمن اليوم في أساطيل المساعدات، ومنابر الأمم المتحدة، وفي التحقيقات الاستقصائية ودرجة التعاطف الأميركي (مع إسرائيل). ويخلص إلى الزعم بأن مبارك برهن على قوته في كل تلك الأمور أيضاً، أو على الأقل في سفينة المساعدات الليبية الأخيرة التي وافقت على الرسو في ميناء العريش المصري. وقال بلهجة لا تخلو من تهكم إن الرئيس المصري يشاطر إسرائيل حبها لتلك الأساطيل. وأردف أن على إسرائيل أن تمعن النظر في ما استطاعت أن تفعله وما لم تستطع فعله أو أهملته في عهد مبارك، مشيرا إلى أن الفرصة لم تضع بعد. وختم قائلاً "لكن على أولئك الذين يراقبون نبض مبارك أن يجدوا للحاق به"، في إشارة إلى مقولة استهل بها تحليله مفادها أن المصريين يقولون إنه حتى حرس رئيسهم الخاص لا يستطيع اللحاق به عند ممارسته رياضة المشي وذلك كناية عن تمتعه بصحة جيدة.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة