يقوم السيد الرئيس بشار الأسد بزيارة رسمية إلى جمهورية بيلاروسيا تستغرق يومين يبحث خلالها مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وعدد من كبار المسؤولين في بيلاروسيا العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وأوروبا.

وسيعقد الرئيسان الأسد ولوكاشينكو مؤتمرا صحفياً خلال الزيارة يجملان خلاله محادثاتهما كما سيتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين البلدين فى مختلف المجالات.

ويرافق الرئيس الأسد وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فؤاد الجوني وزير الصناعة و لمياء عاصى وزيرة الاقتصاد ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية والعماد منير أدانوف نائب رئيس هيئة الأركان وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية.

وكان الرئيس الأسد أجرى والرئيس البيلاروسي مباحثات بدمشق في شهر كانون الأول عام 2003 حول تطوير علاقات البلدين الثنائية والوضع الاقليمي والدولي وتم الاتفاق على استمرار الاتصالات والمشاورات ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات.

ووقع البلدان خلال انعقاد الدورة الخامسة للجنة المشتركة السورية البيلاروسية بدمشق في تشرين الثاني 2009 على وثيقة تتضمن مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية وخطط تعاون في المجالات السياحية والرياضية والفنية والتعليم العالي والتربية ورجال الأعمال وقطاعات الزراعة والصناعة والبيئة والنقل والإسكان والإدارة المحلية.

وأعرب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عن ترحيبه بزيارة الرئيس الأسد الأولى إلى بيلاروسيا معتبراً أنها زيارة تاريخية يعلق عليها البيلاروسيون الأمل للمضي في ديناميكية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ومؤكدا أن التعاون السياسي مع سورية يتميز بالمستوى العالي من التفاهم والثقة.

وأشار الرئيس لوكاشينكو في لقاء مع صحيفة الوطن نشرته اليوم إلى بروز ديناميكية في العلاقات التجارية الاقتصادية بين البلدين في العامين الأخيرين مبيناً أن الرئيس الأسد كان دقيقاً جداً في تنفيذ ما تم التوصل إليه من اتفاقات.

وقال: لدينا اتصالات نشطة على المستوى الثنائي ويتم تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين وهناك تطور على خط الشركات الصناعية الكبرى معتبرا أن وصول حجم التبادل التجاري بين بيلاروسيا وسورية إلى حدود 85 مليون دولار لا يتناسب مع الإمكانات الاقتصادية للبلدين.

ودعا الرئيس البيلاروسي إلى توسيع الاتصالات بين قطاعي الأعمال والانتقال من التجارة البسيطة إلى التعاون الصناعي وتنفيذ مشاريع مشتركة ضخمة مبديا اهتمام بلاده باقتراح سورية لتنفيذ مشروع عقدة سكك حديدية تربط أوروبا الشرقية والغربية مع الشرق الأوسط وبمشاركة سورية وبيلاروسيا مؤكداً اهتمام مينسك بالمشاركة في المشروعات الطاقية الإقليمية التي تنفذ في سورية.

وأشار الرئيس لوكاشينكو إلى ضرورة تحسين الطرق التجارية بما يساهم في تخفيض تكلفة نقل البضائع فضلاً عن تحسين القوانين التجارية بهدف تأمين حجم كبير من الامتيازات والتفضيلات التجارية المتبادلة وبعض مسائل الأنظمة الجمركية.

وقال الرئيس لوكاشينكو إن سورية دولة عربية مهمة تتبنى نموذجاً اقتصادياً اجتماعياً مشيرا الى تشابه مهام التنمية الاقتصادية/الاجتماعية والإصلاحات الاقتصادية بين البلدين.

وفي الشأن السياسي ربط الرئيس البيلاروسي تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما فيها انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل مشيرا في هذا الصدد الى ان مبادرة السلام العربية تلعب دوراً مهماً في هذه العملية اضافة الى مبدأ الأرض مقابل السلام.

واعتبر الرئيس لوكاشينكو أن كلاً من دمشق ومينسك تدافعان معاً عن فكرة عالم متعدد الأقطاب موءكدا دعم بلاده تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبدأ الأرض مقابل السلام مشيراً إلى ادانة بلاده لاستخدام إسرائيل القوة العسكرية ضد اسطول الحرية وسقوط ضحايا بين المتطوعين.

وحول زيارتيه إلى سورية عامي 1998 و2003 اشار الرئيس لوكاشينكو الى انه تم خلال هاتين الزيارتين التفاهم حول مختلف قضايا بناء العلاقات الثنائية والتطور في المجالات العلمية التقنية والتبادل التجاري والارتقاء إلى مستوى التعاون الإنتاجي الصناعي اضافة الى التعاون في المنظمات الدولية.

من جهته أكد سيرغي مارتينوف وزير خارجية بيلاروسيا أن العلاقات التجارية والاقتصادية والتعاون بين المؤسسات الاقتصادية في سورية وبيلاروسيا تشهد تطورا نشطا في جميع المجالات.

وقال مارتينوف في لقاء مع وكالة الأنباء العربية السورية سانا: إنه سيتم خلال زيارة الرئيس الأسد إلى بيلاروسيا التوقيع على باقة من الاتفاقيات التي تنظم اتجاهات التعاون وخاصة في المجال التجاري والاقتصادي بين البلدين معتبرا أن المؤشرات الاقتصادية في مجال التبادل التجاري لا تتناسب مع مقدرات البلدين الاقتصادية.

ولفت مارتينوف إلى تجهيز مجموعة من المشاريع في مجال صناعة الآليات حيث ستتم إقامة صناعة تركيبية بالتكنولوجيا البيلاروسية للباصات والشاحنات في سورية التي يمكن تصديرها إلى دول المنطقة

وأعرب وزير خارجية بيلاروسيا عن اهتمام بلاده باقتراح سورية إقامة خط حديدي يربط بين دول شرق وشمال أوروبا والشرق الأوسط بمشاركة البلدين واهتمامها ببناء مشاريع للطاقة في سورية والمنطقة.

وفي الشأن السياسي أكد وزير خارجية بيلاروسيا أن بلاده تؤيد حل قضية الشرق الأوسط على أساس تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة والقاضية بالانسحاب الاسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري لافتا إلى قوة السياسة السورية ودورها في عملية السلام بالشرق الأوسط.

وقال مارتينوف إن ما يجمع بين سورية وبيلاروسيا هو الآراء المشتركة وعدم تقبل الضغوط الخارجية والسعي المشترك لسلوك طريق مستقل مبديا تأييد بلاده للمبادرة المتعلقة بتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من السلاح النووي.

وأوضح مارتينوف أن بناء علاقات متوازنة وإيجابية بين بيلاروسيا ومختلف مناطق العالم يقوم على الاحترام ومراعاة المصالح وعدم تقبل الضغوط أو التدخل في الشؤون الداخلية مشيرا إلى أن علاقات بيلاروسيا مع بعض الدول الشرقية تتطور بشكل أكثر إيجابية وديناميكية وهذا ينطبق بشكل كامل على علاقاتنا مع سورية.

ورأى مارتينوف أن الأوضاع في الشرق الأوسط تتطور بشكل ديناميكي نتيجة لرغبة دول المنطقة في تطوير قدراتها الذاتية وبناء علاقاتها الدولية بشكل مستقل ودون تدخل خارجي.

وأضاف: أن التعاون المتعدد الجوانب مع دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية له أهمية حقيقية في توجيه نشاط بيلاروسيا في السياسة الخارجية حيث نرى في تطوير العلاقات الايجابية المتبادلة مع مختلف دول العالم فرصة لاستخدام مقدرات بلدنا لمصلحة شعبنا.

واعتبر وزير الخارجية البيلاروسية أن تعدد توجهات بلاده في السياسة الخارجية سرع في قيام بيلاروسيا كدولة مستقلة وذات سيادة ما سمح لها بطرح مصالحها القومية على الساحة الدولية بثقة وفاعلية.
  • فريق ماسة
  • 2010-07-24
  • 10769
  • من الأرشيف

الرئيس الأسد يقوم بزيارة رسمية لجمهورية بيلاروسيا تستغرق يومين

يقوم السيد الرئيس بشار الأسد بزيارة رسمية إلى جمهورية بيلاروسيا تستغرق يومين يبحث خلالها مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وعدد من كبار المسؤولين في بيلاروسيا العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وأوروبا. وسيعقد الرئيسان الأسد ولوكاشينكو مؤتمرا صحفياً خلال الزيارة يجملان خلاله محادثاتهما كما سيتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين البلدين فى مختلف المجالات. ويرافق الرئيس الأسد وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فؤاد الجوني وزير الصناعة و لمياء عاصى وزيرة الاقتصاد ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية والعماد منير أدانوف نائب رئيس هيئة الأركان وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية. وكان الرئيس الأسد أجرى والرئيس البيلاروسي مباحثات بدمشق في شهر كانون الأول عام 2003 حول تطوير علاقات البلدين الثنائية والوضع الاقليمي والدولي وتم الاتفاق على استمرار الاتصالات والمشاورات ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات. ووقع البلدان خلال انعقاد الدورة الخامسة للجنة المشتركة السورية البيلاروسية بدمشق في تشرين الثاني 2009 على وثيقة تتضمن مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية وخطط تعاون في المجالات السياحية والرياضية والفنية والتعليم العالي والتربية ورجال الأعمال وقطاعات الزراعة والصناعة والبيئة والنقل والإسكان والإدارة المحلية. وأعرب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عن ترحيبه بزيارة الرئيس الأسد الأولى إلى بيلاروسيا معتبراً أنها زيارة تاريخية يعلق عليها البيلاروسيون الأمل للمضي في ديناميكية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ومؤكدا أن التعاون السياسي مع سورية يتميز بالمستوى العالي من التفاهم والثقة. وأشار الرئيس لوكاشينكو في لقاء مع صحيفة الوطن نشرته اليوم إلى بروز ديناميكية في العلاقات التجارية الاقتصادية بين البلدين في العامين الأخيرين مبيناً أن الرئيس الأسد كان دقيقاً جداً في تنفيذ ما تم التوصل إليه من اتفاقات. وقال: لدينا اتصالات نشطة على المستوى الثنائي ويتم تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين وهناك تطور على خط الشركات الصناعية الكبرى معتبرا أن وصول حجم التبادل التجاري بين بيلاروسيا وسورية إلى حدود 85 مليون دولار لا يتناسب مع الإمكانات الاقتصادية للبلدين. ودعا الرئيس البيلاروسي إلى توسيع الاتصالات بين قطاعي الأعمال والانتقال من التجارة البسيطة إلى التعاون الصناعي وتنفيذ مشاريع مشتركة ضخمة مبديا اهتمام بلاده باقتراح سورية لتنفيذ مشروع عقدة سكك حديدية تربط أوروبا الشرقية والغربية مع الشرق الأوسط وبمشاركة سورية وبيلاروسيا مؤكداً اهتمام مينسك بالمشاركة في المشروعات الطاقية الإقليمية التي تنفذ في سورية. وأشار الرئيس لوكاشينكو إلى ضرورة تحسين الطرق التجارية بما يساهم في تخفيض تكلفة نقل البضائع فضلاً عن تحسين القوانين التجارية بهدف تأمين حجم كبير من الامتيازات والتفضيلات التجارية المتبادلة وبعض مسائل الأنظمة الجمركية. وقال الرئيس لوكاشينكو إن سورية دولة عربية مهمة تتبنى نموذجاً اقتصادياً اجتماعياً مشيرا الى تشابه مهام التنمية الاقتصادية/الاجتماعية والإصلاحات الاقتصادية بين البلدين. وفي الشأن السياسي ربط الرئيس البيلاروسي تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما فيها انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل مشيرا في هذا الصدد الى ان مبادرة السلام العربية تلعب دوراً مهماً في هذه العملية اضافة الى مبدأ الأرض مقابل السلام. واعتبر الرئيس لوكاشينكو أن كلاً من دمشق ومينسك تدافعان معاً عن فكرة عالم متعدد الأقطاب موءكدا دعم بلاده تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبدأ الأرض مقابل السلام مشيراً إلى ادانة بلاده لاستخدام إسرائيل القوة العسكرية ضد اسطول الحرية وسقوط ضحايا بين المتطوعين. وحول زيارتيه إلى سورية عامي 1998 و2003 اشار الرئيس لوكاشينكو الى انه تم خلال هاتين الزيارتين التفاهم حول مختلف قضايا بناء العلاقات الثنائية والتطور في المجالات العلمية التقنية والتبادل التجاري والارتقاء إلى مستوى التعاون الإنتاجي الصناعي اضافة الى التعاون في المنظمات الدولية. من جهته أكد سيرغي مارتينوف وزير خارجية بيلاروسيا أن العلاقات التجارية والاقتصادية والتعاون بين المؤسسات الاقتصادية في سورية وبيلاروسيا تشهد تطورا نشطا في جميع المجالات. وقال مارتينوف في لقاء مع وكالة الأنباء العربية السورية سانا: إنه سيتم خلال زيارة الرئيس الأسد إلى بيلاروسيا التوقيع على باقة من الاتفاقيات التي تنظم اتجاهات التعاون وخاصة في المجال التجاري والاقتصادي بين البلدين معتبرا أن المؤشرات الاقتصادية في مجال التبادل التجاري لا تتناسب مع مقدرات البلدين الاقتصادية. ولفت مارتينوف إلى تجهيز مجموعة من المشاريع في مجال صناعة الآليات حيث ستتم إقامة صناعة تركيبية بالتكنولوجيا البيلاروسية للباصات والشاحنات في سورية التي يمكن تصديرها إلى دول المنطقة وأعرب وزير خارجية بيلاروسيا عن اهتمام بلاده باقتراح سورية إقامة خط حديدي يربط بين دول شرق وشمال أوروبا والشرق الأوسط بمشاركة البلدين واهتمامها ببناء مشاريع للطاقة في سورية والمنطقة. وفي الشأن السياسي أكد وزير خارجية بيلاروسيا أن بلاده تؤيد حل قضية الشرق الأوسط على أساس تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة والقاضية بالانسحاب الاسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري لافتا إلى قوة السياسة السورية ودورها في عملية السلام بالشرق الأوسط. وقال مارتينوف إن ما يجمع بين سورية وبيلاروسيا هو الآراء المشتركة وعدم تقبل الضغوط الخارجية والسعي المشترك لسلوك طريق مستقل مبديا تأييد بلاده للمبادرة المتعلقة بتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من السلاح النووي. وأوضح مارتينوف أن بناء علاقات متوازنة وإيجابية بين بيلاروسيا ومختلف مناطق العالم يقوم على الاحترام ومراعاة المصالح وعدم تقبل الضغوط أو التدخل في الشؤون الداخلية مشيرا إلى أن علاقات بيلاروسيا مع بعض الدول الشرقية تتطور بشكل أكثر إيجابية وديناميكية وهذا ينطبق بشكل كامل على علاقاتنا مع سورية. ورأى مارتينوف أن الأوضاع في الشرق الأوسط تتطور بشكل ديناميكي نتيجة لرغبة دول المنطقة في تطوير قدراتها الذاتية وبناء علاقاتها الدولية بشكل مستقل ودون تدخل خارجي. وأضاف: أن التعاون المتعدد الجوانب مع دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية له أهمية حقيقية في توجيه نشاط بيلاروسيا في السياسة الخارجية حيث نرى في تطوير العلاقات الايجابية المتبادلة مع مختلف دول العالم فرصة لاستخدام مقدرات بلدنا لمصلحة شعبنا. واعتبر وزير الخارجية البيلاروسية أن تعدد توجهات بلاده في السياسة الخارجية سرع في قيام بيلاروسيا كدولة مستقلة وذات سيادة ما سمح لها بطرح مصالحها القومية على الساحة الدولية بثقة وفاعلية.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة