دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
خالف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري التوقعات الإعلامية التي تحدثت عن أنه سيرد فيه على خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله الذي قال فيه إن الحريري أطلعه على مضمون القرار الظني الذي سيصدر قريباً عن المحكمة الدولية، واكتفى الحريري في خطابه بالتأكيد على أن قضية المحكمة الدولية باتت قضية وطنية وعربية ودولية وأنها لن تكون سبباً في اندلاع حربٍ أهلية. كما تطرق الحريري في كلمته خلال افتتاح المؤتمر التأسيسي لتيار "المستقبل" إلى زياراته الأربع التي قام بها إلى سورية ووصفها بـ"الناجحة".
رأى رئيس الحكومة سعد الحريري أن "المحكمة الدولية ليست أمراً طارئاً وأن قضية اغتيال رفيق الحريري باتت قضية وطنية وعربية ودولية"، مؤكداً "أن الالتزام بتحقيق العدالة غير قابل للمساومة وجزء لا يتجزأ من الإجماع اللبناني ومن البيانات الوزارية ومن قرارات القمم العربية التي أكدت على ضرورة تحقيق العدالة"، لافتاً إلى أن "هناك من يتصور أو يتخوف أو يهول أو يتمنى أن تكون قضية اغتيال رفيق الحريري سبباً لاندلاع الحرب اللبنانية ونحن نقول إن لا مكان بقاموسنا لهذه المخاوف ولا نبني موقفنا على معلومات أو تسريبات فالقضية لنا مبدئية لا ترتبط بمسار التحقيق بل التزام شرعي وقومي نتعاطى معها بروح المسؤولية لمنع الفتنة من النفاذ لوحدتنا الوطنية الداخلية".
وخلال افتتاح المؤتمر التأسيسي لتيار "المستقبل"، لفت الحريري إلى أنه "ليس هناك في سيرة رفيق الحريري الوطنية نقطة دم واحدة سقطت في ساحات الصراع على لبنان فهو قاوم الحرب اللبنانية في حياته"، مشدداً على أن "روحه الطاهرة لن تكون سبباً لتجديد الفتنة على أرض لبنان فكفى تأويلاً وتهويلاً واستنفاراً في عواطف الناس".
وأشار رئيس الحكومة في كلمته إلى أنه يعلم جيداً "الهواجس السياسية التي تعيشونها وكثيراً أطرح على نفسي الأسئلة التي تطرحونها، وأنتم في تيار المستقبل تسألون أيضاً عن المستقبل وعن مشروع رفيق الحريري وعن قدرة التيار على مواجهة العواصف التي تواجه لبنان"، لافتاً إلى "أننا لسنا بعيدين عن العاصفة"، مؤكداً "أن العاصفة التي لم تتمكن من القضاء على حلم رفيق الحريري في الحياة اللبنانية لن تتمكن من اغتيال رفيق الحريري مرة ثانية".
وإذ أشار إلى أن "هناك محاولات لإثارة البلبلة في نفوس المواطنين"، دعا للهدوء والتزام السياسة الوطنية
ولفت إلى أن "لبنان ليس جزيرة معزولة عن هموم المنطقة وقضاياها بل ومنذ عقود لم يتوقف عن التفاعل مع هذه القضايا ودفع بمراحل عديدة ثمناً من تقدمه وازدهاره لوجوده في قلب العاصفة الإقليمية ومرت علينا في أقل من 4 عقود 6 حروب إسرائيلية من أعنف الحروب التي سجلت بالصراع العربي الإسرائيلي واستطاع لبنان أن يتجاوز العاصفة ليقول للعالم إنه دولة قابلة للحياة والتقدم وأن إسرائيل لن تتمكن من لبنان طالما عرف اللبنانيون كيف يحافظون على وحدتهم الوطنية ومتماسكة وليست مجرد ملعب لمونديال الطوائف"، معتبراً أن "مسؤولية الدولة أن تكون بمستوى التحدي للعدوان الإسرائيلي وانتهاكه لأرضنا ومياهنا ووجودنا".
وأكد الحريري "الالتزام بقضية تحرير أرضنا في شبعا وكفرشوبا ووضعها في خانة الدفاع عن حقنا ونرسم التزامنا بقضايانا القومية وموقعنا الخاص في الصراع العربي الإسرائيلي وفلسطين وفي هذا المجال ليست قضية موسمية أو عنواناً إنسانياً فقط، ففلسطين قضية موروثة بالدم قضية الآباء والأجداد والجيل الجديد الذي ما زال يرى فيها منارة الماضي وأمل المستقبل"، مشيراً إلى "أننا في تيار المستقبل أبناء هذه القضية بأن نكون حراساً لقضية فلسطين ما يعني أن نحسن الحراسة لاستقرار لبنان".
وشدد رئيس الحكومة على أن "تيار المستقبل سيبقى وفياً لشركائه جميعاً في 14 آذار مهما تبدلت المواقع وتباينت الآراء وتغيرت الظروف وسيتعامل مع المتغيرات بموضوعية في إطار الالتزام بالثوابت والقناعات الوطنية ومن هنا كان قرار مشاركتنا بالحوار الوطني لمحاصرة أسباب الفتنة التي هبت في غير مكان"، مشيراً إلى "أننا تراجعنا في محطات معينة ليتقدم لبنان خطوة في مسار الاستقرار".
وتطرق الحريري إلى زياراته الأربع التي قام بها إلى سورية، واصفاً إياها بالناجحة و"إنها أدت إلى فتح صفحة جديدة مع سورية ومع الرئيس بشار الأسد وهذه الصفحة المبنية على الأخوة واحترام السيادتين ما كانت لتكون لولا الايجابية التي يبادلنا بها الأسد ولولا استلهامي من رفيق الحريري بمراجعة الفترة الماضية".
وأعلن الحريري "إننا نتطلع لأن نكون تيار النظام الديمقراطي اللبناني الفريد، نظام العيش المشترك بين اللبنانيين الذي هو مصدر قوة وتنوع للنظام الديمقراطي"، معتبراً أنه "من دون العيش المشترك يتخلى لبنان عن روحه ويسلم نفسه للفوضى الطائفية"، مشيراً إلى أن "التخلي عن العيش المشترك دعوة للانتقال بلبنان من الدولة إلى الساحة، ونحن معكم نراهن على تطويق هذا الخلل وكسر حلقات الاصطفاف الطائفي لندفع بلبنان نحو واقع ديمقراطي متجدد والتوصل إلى دولة مدنية حديثة"، لافتاً إلى أن "هذا هو التحدي الكبير الذي نطرحه على أنفسنا تحدي مواجهة المأزق الطائفي".
وأشار إلى أن "هناك من يعتقد ومن سيروج أن هذا المؤتمر سيضع حجر الأساس لحزب السنّة في لبنان وأن تيار المستقبل سينضم لأحزاب الطائفية"، معلناً باسم تيار المستقبل "أن تيار المستقبل لن يحمل هوية مذهبية أو طائفية أو مناطقية وأن المدى الذي يمثله السنّة في لبنان وفي المنطقة لن يُختصر في حزب أو تيار".
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة