لا مؤتمر في جنيف بين  الدولة السورية والمعارضة قبل العشرين من حزيران المقبل.

وبحسب ديبلوماسي غربي، يعمل في جنيف، لا تزال الأمم المتحدة تتمهل في تكليف فريق مختص بالإعداد للمؤتمر. كما أن المواعيد التي جرى التحدث عنها بين 10 و15 حزيران تشغلها اجتماعات عامة سنوية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية.

ومن المنتظر أن تستمر فرق الأمم المتحدة بالعمل على انجاز اجتماعات أخرى مقررة في المقر الأوروبي حتى 22 حزيران. وقال المصدر الديبلوماسي إن الأمم المتحدة لم تتلق حتى الأمس طلبا نهائيا بتنظيم المؤتمر في مواعيد محددة في جنيف.

ومن المنتظر أن يحسم اجتماع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري في باريس الاثنين المقبل، روزنامة المواعيد للبدء بتوجيه الدعوات إلى الوفود التي ستشارك في جنيف، والاتفاق على لائحة الدول التي ستنضم إلى الاجتماع، ومن بينها إيران.

وكانت فرنسا وحدها التي تستقبل الاجتماع السادس لعرابي التفاهم الروسي - الأميركي حول سورية، هي الطرف الوحيد الذي يعلن اعتراضه على مشاركة إيران في الاجتماع السوري، بينما لا تبدي الولايات المتحدة أي اعتراض على طهران، باعتبارها طرفا أساسيا في الأزمة السورية.

وكان الفرنسيون قد لجأوا في الأسابيع الأخيرة إلى التصعيد الكلامي بالتذكير بضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد، ورفض المشاركة الإيرانية في جنيف، تلافيا للخلط بين الملف النووي الإيراني والملف السوري، من دون أن يقنع الاعتراض الفرنسي لا الأميركيين ولا الروس، فضلا عن الرغبة بين الكبيرين بان تضم جنيف جميع الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، لانتزاع أقصى قدر ممكن من الضمانات، وتوفير ما أمكن من الضغوط على جميع الأطراف لتنفيذ خريطة طريق محتملة.

ويعبر الفرنسيون في تصعيدهم الكلامي عن الرغبة باللحاق بعربة التفاهم الروسي - الأميركي، وإيجاد موطئ قدم في العملية التي استبعدوا منها، بسبب رهاناتهم الخاسرة على إسقاط النظام السوري بأسرع وقت ممكن، وتجيير الديبلوماسية الفرنسية جهودا اقتصرت خلال عامين على دعم الأطراف التي ترفض أي عملية تفاوضية في الأزمة السورية منذ بدايتها.

ولا يبدو أن جنيف وتشكيل وفد تفاوضي إليها من قبل «الائتلاف السوري» المعارض في اجتماعه الاسطنبولي المستمر منذ يومين، يحتلان أولوية لدى المجتمعين. وبدت مغادرة السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الاجتماعات مؤشرا على حسم القضية مع الائتلافيين قبل أن تكتمل الاجتماعات وتذهب النقاشات إلى نهاياتها المنطقية بين أطرافه من إخوان مسلمين وكتلة قطرية وليبرالية وعلمانية، ومجموعة ميشال كيلو التي تحاول فرض لائحة من ٢٥ اسما لتوسيع «الائتلاف».

وقال قطب سوري معارض يشارك في الاجتماع الاسطنبولي إن مسألة تشكيل الوفد للتفاوض لا تعود مباشرة لـ«لائتلاف»، الذي لم يحدد أي آلية للتفاوض ولا لاختيار مفاوضيه مع النظام. وقال القطب إن السفير الأميركي سيقوم بتشكيل الوفد المفاوض مع دائرة محدودة من قيادة «الائتلاف»، من دون العودة إلى بقية مكوناته، مضيفا إن أحدا لم يطلب منا رأينا في قضية التفاوض ولا في قضية الوفد.

ولم تتقدم المشاورات في مسألة توسعة «الائتلاف»، التي يحاول قطبا المعارضة رياض سيف وميشال كيلو، كل من موقعه، فرضها خلال اليومين الماضيين على بقية المكونات من إخوان مسلمين وكتلتي مصطفى الصباغ القطرية، وجورج صبرا في رئاسة «المجلس الوطني».

ويقوم وليد البني بوساطة بين سيف وكيلو للتوافق على لائحة مشتركة بين القطبين قبل عرضها على المكونات الأخرى. وقال قطب سوري إن رياض سيف يحاول تطعيم لائحة من ٢٥ عضوا جديدا، تقدم بها كيلو، بعشرة مقربين منه، لتدعيم موقعه داخل «الائتلاف» في مواجهة جميع المكونات مع اقتراب استحقاق المفاوضات.

ويقف «المجلس الوطني» ورئيسه جورج صبرا وكتلة مصطفى الصباغ عقبة أمام أي توسيع يحد من نفوذهم على الإطار الأوسع للمعارضة الخارجية، الذي تتنازع النفوذ عليه تركيا وقطر والسعودية والدول الغربية. وقال القطب المعارض إن السعوديين يحاولون قدر الإمكان دعم توسيع «الائتلاف» للحد من نفوذ «الإخوان» في المرحلة المقبلة التي ستدعى فيها المعارضة إلى لعب دور سياسي اكبر، خصوصا في جنيف.

ويتذرع «المجلس الوطني» وكتلة الصباغ في تحجيم التوسيع بان النظام الداخلي لا ينص على ذلك. وقال المعارض ان القطريين فرضوا في الدوحة، بالتعاون مع سيف والأميركيين، توسيع «الائتلاف» الذي ما كان ينبغي أن يتجاوز في صيغته الأولية 40 عضوا، ليضم 30 عضوا إضافيا. وتقاسم «الإخوان» مع المجلس والقطريين ورياض سيف بالمثالثة هيكل «الائتلاف» الذي نشأ في البداية باقتراح من الخارجية الأميركية، للتخلص من نفوذ «الإخوان» في «المجلس الوطني».

وعبر معارض سوري في اسطنبول عن تشاؤمه من التوصل بسرعة إلى حل وسط يتفادى فيه الائتلافيون سقوط الهيكل فوق رؤوسهم. وقال إن جورج صبرا يحاول البقاء في رئاسة «الائتلاف» لترؤس الوفد المفاوض في جنيف. كما أن مصطفى الصباغ يعرض توسيع «الائتلاف»، لكن بعد انتخابه رئيسا فحسب. أما رياض سيف فقد عرض ترشيح لؤي صافي لرئاسة «الائتلاف»، وهو اقتصادي سوري يقيم في الولايات المتحدة.

  • فريق ماسة
  • 2013-05-24
  • 9754
  • من الأرشيف

السفير فورد يشكل الوفد و جنيف موعد مؤجل للمؤتمر السوري

لا مؤتمر في جنيف بين  الدولة السورية والمعارضة قبل العشرين من حزيران المقبل. وبحسب ديبلوماسي غربي، يعمل في جنيف، لا تزال الأمم المتحدة تتمهل في تكليف فريق مختص بالإعداد للمؤتمر. كما أن المواعيد التي جرى التحدث عنها بين 10 و15 حزيران تشغلها اجتماعات عامة سنوية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية. ومن المنتظر أن تستمر فرق الأمم المتحدة بالعمل على انجاز اجتماعات أخرى مقررة في المقر الأوروبي حتى 22 حزيران. وقال المصدر الديبلوماسي إن الأمم المتحدة لم تتلق حتى الأمس طلبا نهائيا بتنظيم المؤتمر في مواعيد محددة في جنيف. ومن المنتظر أن يحسم اجتماع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري في باريس الاثنين المقبل، روزنامة المواعيد للبدء بتوجيه الدعوات إلى الوفود التي ستشارك في جنيف، والاتفاق على لائحة الدول التي ستنضم إلى الاجتماع، ومن بينها إيران. وكانت فرنسا وحدها التي تستقبل الاجتماع السادس لعرابي التفاهم الروسي - الأميركي حول سورية، هي الطرف الوحيد الذي يعلن اعتراضه على مشاركة إيران في الاجتماع السوري، بينما لا تبدي الولايات المتحدة أي اعتراض على طهران، باعتبارها طرفا أساسيا في الأزمة السورية. وكان الفرنسيون قد لجأوا في الأسابيع الأخيرة إلى التصعيد الكلامي بالتذكير بضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد، ورفض المشاركة الإيرانية في جنيف، تلافيا للخلط بين الملف النووي الإيراني والملف السوري، من دون أن يقنع الاعتراض الفرنسي لا الأميركيين ولا الروس، فضلا عن الرغبة بين الكبيرين بان تضم جنيف جميع الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، لانتزاع أقصى قدر ممكن من الضمانات، وتوفير ما أمكن من الضغوط على جميع الأطراف لتنفيذ خريطة طريق محتملة. ويعبر الفرنسيون في تصعيدهم الكلامي عن الرغبة باللحاق بعربة التفاهم الروسي - الأميركي، وإيجاد موطئ قدم في العملية التي استبعدوا منها، بسبب رهاناتهم الخاسرة على إسقاط النظام السوري بأسرع وقت ممكن، وتجيير الديبلوماسية الفرنسية جهودا اقتصرت خلال عامين على دعم الأطراف التي ترفض أي عملية تفاوضية في الأزمة السورية منذ بدايتها. ولا يبدو أن جنيف وتشكيل وفد تفاوضي إليها من قبل «الائتلاف السوري» المعارض في اجتماعه الاسطنبولي المستمر منذ يومين، يحتلان أولوية لدى المجتمعين. وبدت مغادرة السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الاجتماعات مؤشرا على حسم القضية مع الائتلافيين قبل أن تكتمل الاجتماعات وتذهب النقاشات إلى نهاياتها المنطقية بين أطرافه من إخوان مسلمين وكتلة قطرية وليبرالية وعلمانية، ومجموعة ميشال كيلو التي تحاول فرض لائحة من ٢٥ اسما لتوسيع «الائتلاف». وقال قطب سوري معارض يشارك في الاجتماع الاسطنبولي إن مسألة تشكيل الوفد للتفاوض لا تعود مباشرة لـ«لائتلاف»، الذي لم يحدد أي آلية للتفاوض ولا لاختيار مفاوضيه مع النظام. وقال القطب إن السفير الأميركي سيقوم بتشكيل الوفد المفاوض مع دائرة محدودة من قيادة «الائتلاف»، من دون العودة إلى بقية مكوناته، مضيفا إن أحدا لم يطلب منا رأينا في قضية التفاوض ولا في قضية الوفد. ولم تتقدم المشاورات في مسألة توسعة «الائتلاف»، التي يحاول قطبا المعارضة رياض سيف وميشال كيلو، كل من موقعه، فرضها خلال اليومين الماضيين على بقية المكونات من إخوان مسلمين وكتلتي مصطفى الصباغ القطرية، وجورج صبرا في رئاسة «المجلس الوطني». ويقوم وليد البني بوساطة بين سيف وكيلو للتوافق على لائحة مشتركة بين القطبين قبل عرضها على المكونات الأخرى. وقال قطب سوري إن رياض سيف يحاول تطعيم لائحة من ٢٥ عضوا جديدا، تقدم بها كيلو، بعشرة مقربين منه، لتدعيم موقعه داخل «الائتلاف» في مواجهة جميع المكونات مع اقتراب استحقاق المفاوضات. ويقف «المجلس الوطني» ورئيسه جورج صبرا وكتلة مصطفى الصباغ عقبة أمام أي توسيع يحد من نفوذهم على الإطار الأوسع للمعارضة الخارجية، الذي تتنازع النفوذ عليه تركيا وقطر والسعودية والدول الغربية. وقال القطب المعارض إن السعوديين يحاولون قدر الإمكان دعم توسيع «الائتلاف» للحد من نفوذ «الإخوان» في المرحلة المقبلة التي ستدعى فيها المعارضة إلى لعب دور سياسي اكبر، خصوصا في جنيف. ويتذرع «المجلس الوطني» وكتلة الصباغ في تحجيم التوسيع بان النظام الداخلي لا ينص على ذلك. وقال المعارض ان القطريين فرضوا في الدوحة، بالتعاون مع سيف والأميركيين، توسيع «الائتلاف» الذي ما كان ينبغي أن يتجاوز في صيغته الأولية 40 عضوا، ليضم 30 عضوا إضافيا. وتقاسم «الإخوان» مع المجلس والقطريين ورياض سيف بالمثالثة هيكل «الائتلاف» الذي نشأ في البداية باقتراح من الخارجية الأميركية، للتخلص من نفوذ «الإخوان» في «المجلس الوطني». وعبر معارض سوري في اسطنبول عن تشاؤمه من التوصل بسرعة إلى حل وسط يتفادى فيه الائتلافيون سقوط الهيكل فوق رؤوسهم. وقال إن جورج صبرا يحاول البقاء في رئاسة «الائتلاف» لترؤس الوفد المفاوض في جنيف. كما أن مصطفى الصباغ يعرض توسيع «الائتلاف»، لكن بعد انتخابه رئيسا فحسب. أما رياض سيف فقد عرض ترشيح لؤي صافي لرئاسة «الائتلاف»، وهو اقتصادي سوري يقيم في الولايات المتحدة.

المصدر : السفير/ محمد بلوط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة