نشرت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية لقاءً مع الانتحاري الثاني الذي فشل في تفجير سيارته في نهاية نفق الثورة في قلب العاصمة دمشق في شهر شباط الماضي خلافا لزميله "المجاهد" الذي تسبب تفجير سيارته المففخة باستشهاد 59 شخاصاً بينهم... أطفال مدارس وغالبيتهم العظمى من المدنيين.

وتنقل مراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط، هالة جابر، التي التقت الانتحاري و الذي عرفته باسم "ابو اسماعيل":

"تجمع أكثر من 20 زميلا حول ابو اسماعيل مباركين له عرسه مع 72 حورية عذراء في الجنة. بكى معظم الرجال وهم ينشدون نشيد الشهيد لمنح ابو اسماعيل الشجاعة"، في حين قال هو"أحاول وداعكم بدموع عيني، واترك الأحباء على الأرض، اتركهم ورائي وأنا ماض في رحلتي، ولن أتراجع".

وتضيف نقلاً عن "ابو اسماعيل" والتي قالت انه يبلغ من العمر 25 عاما، انه عاش في منزل مع عدد من المقاتلين في جبهة النصرة مدة أربعة أشهر ، حيث شرح قائلاً "كان هناك عرب، ألمان، مقاتلين أتراك، سعوديين، كويتيين وتونسيين قبلوني مودعين والبعض كان يحسدني على اختياري لهذه المهمة".

عند الظهيرة صعد ابو اسماعيل سيارة "بيك اب" خارج المنزل في ضاحية جوبر بريف دمشق، لوح لأصدقائه مودعا وتوجه إلى وسط المدينة وعلى متنها 1 طن من مادة تي ان تي المتفجرة.

وعلى مسافة قصيرة أمامه، كان زميله "أبو القعقاع"، وهو عربي كندي، يقود سيارته مسرعا وعلى متنها ثلاثة أطنان من المتفجرات.

"سرنا في صمت" يروي ابو اسماعيل، "لم يكن هناك أي اتصال بيننا أثناء الرحلة، لم أكن خائفا. في الواقع كنت سعيدا جدا. كنت ذاهبا إلى السماء في ذلك اليوم".

وتقول الصحيفة " كانا في مهمة جهادية لصالح جبهة النصرة هدفهم كان مقر حزب البعث، ولكن وبينما كانا يسيران في زحمة مرور دمشق على بعد من المقر حدث انفجار هائل".

وتشرح " قنبلة الكندي انفجرت قبل أوانها، تحطمت السيارات المحيطة وقتل المارة وتمزقت اطرافهم كان بينهم أطفالاً يخرجون من مدرسة مجاورة. قتل تسعة وخمسون شخصا، من بينهم بعض الأطفال".

اضطر ابو إسماعيل إلى التوقف، ذراعه اليسرى كسرت بسبب قوة الانفجار. الشظايا المتطايرة احرقت جسده وثقبت عينه اليمنى وجمجمته. وقال انه كان محاصرا في مركبته بالنار في كل مكان حوله. وتابع " بدأت الصراخ بأعلى صوتي . تحت لهب الحريق والحرارة. صرخت :أريد ماء. أريد ماء".

ظهر رجل غريب من خلال الدخان، قائلا: "لا تقلق. أنا أبو خالد  اسمح لي بمساعدتك"، ويضيف ابو اسماعيل "الشيء الوحيد الذي أتذكره لاحقا إنني فتحت عيني في مشفى".

وتقول الصحيفة أن "أبو إسماعيل " جاء من الزرقاء في الأردن، بلدة أبو مصعب الزرقاوي، الذي قاد تنظيم القاعدة في العراق حتى وفاته في عام 2006. وهو ابن حداد، وترعرع مع خمسة أشقاء وشقيقات وعاش سنوات المراهقة صائعا يدخن، يتابع الفتيات على طريق مدارسهن، وكان حلمه الوحيد أن يكون غنيا ويشتري بيتا وسيارة فخمة.

وتضيف الصحيفة " تغير كل شيء عندما قتل صديقه في المدرسة بحادث سير نتيجة صدم شاحنة سيارته".

" بدأت التحول إلى الله" يقول ابو اسماعيل للمراسلة التي قابلته "في مكان سري" حيث لا يزال يعالج من إصاباته بعد ثلاثة أشهر من الانفجار، ويتابع "كنت خائفا من الموت".

درس القرآن الكريم، وتطور في داخله خوف العقاب كونه عاش "حياة خاطئين"، ويضيف : "قررت أن أصبح مسلما تقيا وأتخلى عن كل الرذائل". بدأ يذهب إلى المسجد مع الأصدقاء حيث استمعوا باهتمام لدعوات الدعاة "لإقامة دولة إسلامية".

قبل عامين اعتقل أبو إسماعيل لمشاركته في مظاهرات تدعو إلى إقامة دولة الخلافة في الأردن، التي يحكمها الملك عبد الله الثاني. قضى أربعة أشهر في الحبس الانفرادي، يقول "لم أكن (حينها) أرى حتى الشمس"، ثمانية أشهر أخرى قضاها في السجن مع سجناء إسلاميين عملوا على إعداده" للجهاد".

بحلول موعد إطلاق سراحه، كان والده توفي نتيجة أزمة قلبية وكان أقرب أشقائه قد أصبح متشددا أيضا حيث دأب معه على مشاهدة قناة "الجزيرة" القطرية.

يقول أن شاهد على الجزيرة " صورا لنساء النازحين وجرحى من الأطفال، واستمعت إلى قصص النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب. من سيساعدهم؟، كان علينا الارتقاء لذلك" يقول ابو اسماعيل.

تعرف أبو إسماعيل وشقيقه على رجل يدعى أبو سمير، صاحب مكتبة إسلامية في الزرقاء. أبو سمير، 38 عاما، حارب في العراق لمدة عامين خلال فترة الزرقاوي. و انضم لـ "جبهة النصرة" في العاصمة السورية وتدرج بسرعة في الرتب حيث استقطب مئات "الجهاديين " من الكثير من دول العالم العربي وخارجه.

"هو أمير دمشق، رجل بـألف رجل" يقول أبو إسماعيل. أبو سمير حلق لحيته ويرتدي ملابس غربية لتجنب الكشف أثناء قيادة سيارته ذهابا وإيابا عبر الحدود الأردنية.

شقيق أبو إسماعيل كان أول من سافر إلى دمشق، ولكن ألقي القبض عليه. كانت أمه مترددة في السماح لأبو إسماعيل لاتباعه في البداية، على الرغم من ذلك، كما قال، كانت امرأة تقية ومن الذين فهموا معنى "الجهاد".

"لماذا؟" سألته والدته عندما أعلن أنه ذاهب إلى سورية، فاجابها "للقتال مع إخواني للدفاع عنهم وحمايتهم"، فمنحته بركتها سائلة الله أن يهون عليه، على حد تعبيره.

ويرى ابو اسماعيل أن "القتال والجهاد في سبيل الله أفضل من العيش على الأرض. في السماء هناك كل شيء".

وما أن وصل إلى منزل آمن في جوبر واستقر في عنبر للنوم، حتى أعلن أبو إسماعيل رغبته في الاستشهاد. امتلأت الأشهر التي تلت وصوله بالتعليمات الدينية والتدريب العسكري ومشاهدة أشرطة فيديو الهجمات والاستماع إلى محاضرات مسجلة من خطباء يشجبون التدخل الغربي في أفغانستان والعراق.

وتعلّم ابو اسماعيل أن الأسد "ظالم" والنخبة حول الرئيس "كفار".

"تنظيم القاعدة هو أفضل منظمة في العالم" يقول ابو اسماعيل "الناس هنا تريد أن يحكمها الكفار بدلا من شريعة الله، ولكن القاعدة وجبهة النصرة سوف تغير ذلك وسوف تفرض الدولة الإسلامية هنا، ومن ثم الانتقال إلى فلسطين لفعل الشيء نفسه".

كان هناك درجة عالية من الانضباط في المنزل لم تكن هناك أفلام أو موسيقى أو تلفزيون، والتدخين كان ممنوعا باعتباره عادة غربية غير إسلامية.

أعطى أبو سمير أبو إسماعيل وصديقه الكندي مهلة ثلاثة أيام لتنفيذ مهمة انتحارية. تم فصلهم عن الآخرين حتى يتمكنوا من التركيز في "عبادة الله والتقرب إليه". "دعوت الله أن يمنحني النجاح في مهمتي ويفتح لي من أبواب السماء"، يقول أبو إسماعيل.

استيقظ ابو اسماعيل يوم الخميس 21 شباط عند الفجر لأداء الصلاة الأولى من اليوم . وصل أبو سمير في وقت مبكر واقتاده إلى الطابق السفلي، حيث جلس مع الكندي، أبو القعقاع، على وسائد موضوعة على الأرض لإعطائهم تعليماته النهائية.

"الطريق، والهدف والمكان الذي يجب إيقاف سياراتنا من أجل تفجيرها" يروي ابو اسماعيل، "أمر أبو القعقاع بدخول المنطقة المستهدفة من الجهة اليمنى لتفجير سيارته على الفور في حين طلب مني أن أبقى خلفه بمسافة قريبة، و بمجرد أن أسمع صوت الانفجار، أدخل المنطقة المستهدفة من الناحية اليسرى وأفجر الحافلة "

أصدر "الأمير" تعليمات صارمة أخرى. أولا، ينبغي أن يكونا على استعداد لتفجير سياراتهما على الفور إذا واجهوا أي مشاكل عند نقاط التفتيش. ثانيا، سيتم تزويدهما بحزام ناسف للتحرك في حال فشل المهمة بدل أن يتم إلقاء القبض عليهما.

قام الانتحاريان بتسجيل شريط فيديو ليتم بثه بعد تنفيذ العملية كما توجه مصوران إلى مكان الانفجار لتصوير نسف مقر حزب البعث للدعاية.

تقول الصحيفة أن "أبو إسماعيل " لا يشعر أبداً بالندم، حيث ردا على سؤال المراسلة حول وفاة أطفال المدارس، ببساطة "لقد ذهبوا جميعا إلى الجنة إن شاء الله."

وأعرب عن خيبة أمله انه فشل في تحقيق " الاستشهاد"، وقال " "إن الله عز وجل قد كتب أن يكون ذلك ولكنني أتعافى وسأعود إلى الجبهة. أتمنى أن أحصل على فرصة لتنفيذ هجوم آخر"

  • فريق ماسة
  • 2013-05-20
  • 11781
  • من الأرشيف

أبو اسماعيل..الانتحاري الثاني الذي فشل في تفجير سيارته في نفق الثورة بدمشق..

نشرت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية لقاءً مع الانتحاري الثاني الذي فشل في تفجير سيارته في نهاية نفق الثورة في قلب العاصمة دمشق في شهر شباط الماضي خلافا لزميله "المجاهد" الذي تسبب تفجير سيارته المففخة باستشهاد 59 شخاصاً بينهم... أطفال مدارس وغالبيتهم العظمى من المدنيين. وتنقل مراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط، هالة جابر، التي التقت الانتحاري و الذي عرفته باسم "ابو اسماعيل": "تجمع أكثر من 20 زميلا حول ابو اسماعيل مباركين له عرسه مع 72 حورية عذراء في الجنة. بكى معظم الرجال وهم ينشدون نشيد الشهيد لمنح ابو اسماعيل الشجاعة"، في حين قال هو"أحاول وداعكم بدموع عيني، واترك الأحباء على الأرض، اتركهم ورائي وأنا ماض في رحلتي، ولن أتراجع". وتضيف نقلاً عن "ابو اسماعيل" والتي قالت انه يبلغ من العمر 25 عاما، انه عاش في منزل مع عدد من المقاتلين في جبهة النصرة مدة أربعة أشهر ، حيث شرح قائلاً "كان هناك عرب، ألمان، مقاتلين أتراك، سعوديين، كويتيين وتونسيين قبلوني مودعين والبعض كان يحسدني على اختياري لهذه المهمة". عند الظهيرة صعد ابو اسماعيل سيارة "بيك اب" خارج المنزل في ضاحية جوبر بريف دمشق، لوح لأصدقائه مودعا وتوجه إلى وسط المدينة وعلى متنها 1 طن من مادة تي ان تي المتفجرة. وعلى مسافة قصيرة أمامه، كان زميله "أبو القعقاع"، وهو عربي كندي، يقود سيارته مسرعا وعلى متنها ثلاثة أطنان من المتفجرات. "سرنا في صمت" يروي ابو اسماعيل، "لم يكن هناك أي اتصال بيننا أثناء الرحلة، لم أكن خائفا. في الواقع كنت سعيدا جدا. كنت ذاهبا إلى السماء في ذلك اليوم". وتقول الصحيفة " كانا في مهمة جهادية لصالح جبهة النصرة هدفهم كان مقر حزب البعث، ولكن وبينما كانا يسيران في زحمة مرور دمشق على بعد من المقر حدث انفجار هائل". وتشرح " قنبلة الكندي انفجرت قبل أوانها، تحطمت السيارات المحيطة وقتل المارة وتمزقت اطرافهم كان بينهم أطفالاً يخرجون من مدرسة مجاورة. قتل تسعة وخمسون شخصا، من بينهم بعض الأطفال". اضطر ابو إسماعيل إلى التوقف، ذراعه اليسرى كسرت بسبب قوة الانفجار. الشظايا المتطايرة احرقت جسده وثقبت عينه اليمنى وجمجمته. وقال انه كان محاصرا في مركبته بالنار في كل مكان حوله. وتابع " بدأت الصراخ بأعلى صوتي . تحت لهب الحريق والحرارة. صرخت :أريد ماء. أريد ماء". ظهر رجل غريب من خلال الدخان، قائلا: "لا تقلق. أنا أبو خالد  اسمح لي بمساعدتك"، ويضيف ابو اسماعيل "الشيء الوحيد الذي أتذكره لاحقا إنني فتحت عيني في مشفى". وتقول الصحيفة أن "أبو إسماعيل " جاء من الزرقاء في الأردن، بلدة أبو مصعب الزرقاوي، الذي قاد تنظيم القاعدة في العراق حتى وفاته في عام 2006. وهو ابن حداد، وترعرع مع خمسة أشقاء وشقيقات وعاش سنوات المراهقة صائعا يدخن، يتابع الفتيات على طريق مدارسهن، وكان حلمه الوحيد أن يكون غنيا ويشتري بيتا وسيارة فخمة. وتضيف الصحيفة " تغير كل شيء عندما قتل صديقه في المدرسة بحادث سير نتيجة صدم شاحنة سيارته". " بدأت التحول إلى الله" يقول ابو اسماعيل للمراسلة التي قابلته "في مكان سري" حيث لا يزال يعالج من إصاباته بعد ثلاثة أشهر من الانفجار، ويتابع "كنت خائفا من الموت". درس القرآن الكريم، وتطور في داخله خوف العقاب كونه عاش "حياة خاطئين"، ويضيف : "قررت أن أصبح مسلما تقيا وأتخلى عن كل الرذائل". بدأ يذهب إلى المسجد مع الأصدقاء حيث استمعوا باهتمام لدعوات الدعاة "لإقامة دولة إسلامية". قبل عامين اعتقل أبو إسماعيل لمشاركته في مظاهرات تدعو إلى إقامة دولة الخلافة في الأردن، التي يحكمها الملك عبد الله الثاني. قضى أربعة أشهر في الحبس الانفرادي، يقول "لم أكن (حينها) أرى حتى الشمس"، ثمانية أشهر أخرى قضاها في السجن مع سجناء إسلاميين عملوا على إعداده" للجهاد". بحلول موعد إطلاق سراحه، كان والده توفي نتيجة أزمة قلبية وكان أقرب أشقائه قد أصبح متشددا أيضا حيث دأب معه على مشاهدة قناة "الجزيرة" القطرية. يقول أن شاهد على الجزيرة " صورا لنساء النازحين وجرحى من الأطفال، واستمعت إلى قصص النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب. من سيساعدهم؟، كان علينا الارتقاء لذلك" يقول ابو اسماعيل. تعرف أبو إسماعيل وشقيقه على رجل يدعى أبو سمير، صاحب مكتبة إسلامية في الزرقاء. أبو سمير، 38 عاما، حارب في العراق لمدة عامين خلال فترة الزرقاوي. و انضم لـ "جبهة النصرة" في العاصمة السورية وتدرج بسرعة في الرتب حيث استقطب مئات "الجهاديين " من الكثير من دول العالم العربي وخارجه. "هو أمير دمشق، رجل بـألف رجل" يقول أبو إسماعيل. أبو سمير حلق لحيته ويرتدي ملابس غربية لتجنب الكشف أثناء قيادة سيارته ذهابا وإيابا عبر الحدود الأردنية. شقيق أبو إسماعيل كان أول من سافر إلى دمشق، ولكن ألقي القبض عليه. كانت أمه مترددة في السماح لأبو إسماعيل لاتباعه في البداية، على الرغم من ذلك، كما قال، كانت امرأة تقية ومن الذين فهموا معنى "الجهاد". "لماذا؟" سألته والدته عندما أعلن أنه ذاهب إلى سورية، فاجابها "للقتال مع إخواني للدفاع عنهم وحمايتهم"، فمنحته بركتها سائلة الله أن يهون عليه، على حد تعبيره. ويرى ابو اسماعيل أن "القتال والجهاد في سبيل الله أفضل من العيش على الأرض. في السماء هناك كل شيء". وما أن وصل إلى منزل آمن في جوبر واستقر في عنبر للنوم، حتى أعلن أبو إسماعيل رغبته في الاستشهاد. امتلأت الأشهر التي تلت وصوله بالتعليمات الدينية والتدريب العسكري ومشاهدة أشرطة فيديو الهجمات والاستماع إلى محاضرات مسجلة من خطباء يشجبون التدخل الغربي في أفغانستان والعراق. وتعلّم ابو اسماعيل أن الأسد "ظالم" والنخبة حول الرئيس "كفار". "تنظيم القاعدة هو أفضل منظمة في العالم" يقول ابو اسماعيل "الناس هنا تريد أن يحكمها الكفار بدلا من شريعة الله، ولكن القاعدة وجبهة النصرة سوف تغير ذلك وسوف تفرض الدولة الإسلامية هنا، ومن ثم الانتقال إلى فلسطين لفعل الشيء نفسه". كان هناك درجة عالية من الانضباط في المنزل لم تكن هناك أفلام أو موسيقى أو تلفزيون، والتدخين كان ممنوعا باعتباره عادة غربية غير إسلامية. أعطى أبو سمير أبو إسماعيل وصديقه الكندي مهلة ثلاثة أيام لتنفيذ مهمة انتحارية. تم فصلهم عن الآخرين حتى يتمكنوا من التركيز في "عبادة الله والتقرب إليه". "دعوت الله أن يمنحني النجاح في مهمتي ويفتح لي من أبواب السماء"، يقول أبو إسماعيل. استيقظ ابو اسماعيل يوم الخميس 21 شباط عند الفجر لأداء الصلاة الأولى من اليوم . وصل أبو سمير في وقت مبكر واقتاده إلى الطابق السفلي، حيث جلس مع الكندي، أبو القعقاع، على وسائد موضوعة على الأرض لإعطائهم تعليماته النهائية. "الطريق، والهدف والمكان الذي يجب إيقاف سياراتنا من أجل تفجيرها" يروي ابو اسماعيل، "أمر أبو القعقاع بدخول المنطقة المستهدفة من الجهة اليمنى لتفجير سيارته على الفور في حين طلب مني أن أبقى خلفه بمسافة قريبة، و بمجرد أن أسمع صوت الانفجار، أدخل المنطقة المستهدفة من الناحية اليسرى وأفجر الحافلة " أصدر "الأمير" تعليمات صارمة أخرى. أولا، ينبغي أن يكونا على استعداد لتفجير سياراتهما على الفور إذا واجهوا أي مشاكل عند نقاط التفتيش. ثانيا، سيتم تزويدهما بحزام ناسف للتحرك في حال فشل المهمة بدل أن يتم إلقاء القبض عليهما. قام الانتحاريان بتسجيل شريط فيديو ليتم بثه بعد تنفيذ العملية كما توجه مصوران إلى مكان الانفجار لتصوير نسف مقر حزب البعث للدعاية. تقول الصحيفة أن "أبو إسماعيل " لا يشعر أبداً بالندم، حيث ردا على سؤال المراسلة حول وفاة أطفال المدارس، ببساطة "لقد ذهبوا جميعا إلى الجنة إن شاء الله." وأعرب عن خيبة أمله انه فشل في تحقيق " الاستشهاد"، وقال " "إن الله عز وجل قد كتب أن يكون ذلك ولكنني أتعافى وسأعود إلى الجبهة. أتمنى أن أحصل على فرصة لتنفيذ هجوم آخر"

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة