يبدو أن المخاوف التي سبق وتحدثت عنها مراجع أمنية في سلسلة من التقارير التي أعدتها، حول الاحتمالات السلبية للتداعيات الأمنية التي قد تنتج من أي عملية عسكرية قد تنفذها القوات السورية ضد مدينة القصير، قد صدقت وبدأت تطل برأسها مع المواجهات التي بدأت أمس في مخيم عين الحلوة وتواتر المعلومات للقوى الأمنية عن حالة استنفار غير مرئي للقوى السلفية والإسلامية وانتقال مجموعات إلى بعض المناطق اللبنانية بشكل لافت، مع وصول معلومات من الداخل السوري تحدثت عن اكتمال الاستعدادات «لحملة تطهير» القصير خلال ساعات بعد صدور الأوامر بذلك وبعد الحصول على غطاء وضوء اخضر غربي نقله مسؤول عسكري روسي زار دمشق ليل الخميس الماضي حيث بقي في دمشق لمتابعة العملية أول بأول، وقد تبلغت قيادات لبنانية بواسطة قنوات استخباراتية أن الجيش السوري سيبدأ حملته خلال ساعات.

فالاشتباك الليلي في صيدا تبعه اليوم انفجار كان متوقعاً في طرابلس مع اندلاع الاشتباكات العنيفة على محاور باب التبانة ـ جبل محسن بعد انتشار إشاعات تناقلتها وسائل الإعلام تحدثت عن مقتل 12 متطوعاً من أنصار الشيخ سالم الرافعي كانوا قد أرسلوا إلى القصير للقتال كما تحدثت عن محاصرة مجموعتين أخريين.

وتقول مصادر متابعة أن التقارير التي رفعت إلى القيادة السياسية اللبنانية المعنية نصحت بضرورة اتخاذ سلسلة من الإجراءات والتدابير الأمنية الاستباقية لتلافي الأسوأ المتوقع، وعليه كانت سلسلة الاجتماعات والاتصالات التي جرت في العلن وخلف الكواليس في أكثر من منطقة لم يكن آخرها ما جرى في طرابلس لجهة التدابير الأمنية والخطط التي وضعت تحت إشراف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بغية تجنيب المنطقة الكأس المرة.

هذه المعلومات الأمنية اللبنانية تقاطعت مع تقارير استخباراتية غربية وتحدثت عن قرار لدى المسلحين في القصير بانسحاب تكتيكي لعناصر جبهة النصرة باتجاه لبنان مع بدء العمليات العسكرية، بالتزامن مع توافر معطيات عن رصد تحضيرات لعمليات قد تستهدف القوات الدولية العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان سواء في مواقعها أو خلال انتقال قوافلها أو طائراتها بين الجنوب وبيروت، حيث تم اتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة وهو ما دفع الممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة في لبنان إلى التحذير وإبداء خوفه من زعزعة الاستقرار. يضاف إلى ذلك تمكن مديرية المخابرات من وضع يدها على معلومات على قدر عال من الأهمية أوصلتها إلى إحباط عملية إرهابية كانت ستنفذ داخل احد المواقع العسكرية في بيروت (موقع الكرنتينا) والتي أدت إلى توقيف إحدى أخطر الشبكات للمرة الثانية داخل المؤسسة بعد أن كان سبق للمديرية أن أوقفت منذ مدة شبكة مماثلة.

غير أن اللافت انه ولأول مرة منذ اندلاع الأحداث السورية، وبعد ساعات من انتشار المعلومات عن قرب بدء العملية العسكرية ضد القصير رصدت الجهات الأمنية نداءات في لبنان إلى وجوب أن ينظم اللبنانيون هجوماً ضد حزب الله في لبنان، وبدأ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في نقل دعوات الثوار السوريين وتأييدها. ومن يدقق بطريقة التغطية الإعلامية والمواقف من معركة القصير الجارية منذ ساعات، يدرك أن هناك ما يحاك في الكواليس لتحميل سقوط هذه المدينة وما قد يرافقه من أحداث إلى حزب الله.

لذلك تتخوف الأوساط السياسية والأمنية اللبنانية من أن تأتي ردة الفعل عنيفة في لبنان على ما يجري بعد رصد دعوات إلى وجود «إعلان أهالي طرابلس الجهاد ضد الموالين للأسد بينهم حيث أن المعركة واحدة» كذلك السؤال «لماذا لا تشتعل جبهات الضاحية وجبل محسن، فالعين بالعين والسن بالسن».

فهل وصلت الفتنة هذه المرة وحان وقت انفجارها؟ وهل تخرج الأمور عن السيطرة وما كان مجرد تكهنات يصبح حقيقة وواقعاً؟ وهل تستطيع القوى الأمنية والجيش ضبط الواقع في ظل غياب الغطاء السياسي والقرار العسكري مع الفراغ الذي أصاب المؤسسات العسكرية.

  • فريق ماسة
  • 2013-05-20
  • 13311
  • من الأرشيف

مسلّحو القصير انسحبوا تكتيكياً باتجاه لبنان مع بدء عمليّات القصير

يبدو أن المخاوف التي سبق وتحدثت عنها مراجع أمنية في سلسلة من التقارير التي أعدتها، حول الاحتمالات السلبية للتداعيات الأمنية التي قد تنتج من أي عملية عسكرية قد تنفذها القوات السورية ضد مدينة القصير، قد صدقت وبدأت تطل برأسها مع المواجهات التي بدأت أمس في مخيم عين الحلوة وتواتر المعلومات للقوى الأمنية عن حالة استنفار غير مرئي للقوى السلفية والإسلامية وانتقال مجموعات إلى بعض المناطق اللبنانية بشكل لافت، مع وصول معلومات من الداخل السوري تحدثت عن اكتمال الاستعدادات «لحملة تطهير» القصير خلال ساعات بعد صدور الأوامر بذلك وبعد الحصول على غطاء وضوء اخضر غربي نقله مسؤول عسكري روسي زار دمشق ليل الخميس الماضي حيث بقي في دمشق لمتابعة العملية أول بأول، وقد تبلغت قيادات لبنانية بواسطة قنوات استخباراتية أن الجيش السوري سيبدأ حملته خلال ساعات. فالاشتباك الليلي في صيدا تبعه اليوم انفجار كان متوقعاً في طرابلس مع اندلاع الاشتباكات العنيفة على محاور باب التبانة ـ جبل محسن بعد انتشار إشاعات تناقلتها وسائل الإعلام تحدثت عن مقتل 12 متطوعاً من أنصار الشيخ سالم الرافعي كانوا قد أرسلوا إلى القصير للقتال كما تحدثت عن محاصرة مجموعتين أخريين. وتقول مصادر متابعة أن التقارير التي رفعت إلى القيادة السياسية اللبنانية المعنية نصحت بضرورة اتخاذ سلسلة من الإجراءات والتدابير الأمنية الاستباقية لتلافي الأسوأ المتوقع، وعليه كانت سلسلة الاجتماعات والاتصالات التي جرت في العلن وخلف الكواليس في أكثر من منطقة لم يكن آخرها ما جرى في طرابلس لجهة التدابير الأمنية والخطط التي وضعت تحت إشراف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بغية تجنيب المنطقة الكأس المرة. هذه المعلومات الأمنية اللبنانية تقاطعت مع تقارير استخباراتية غربية وتحدثت عن قرار لدى المسلحين في القصير بانسحاب تكتيكي لعناصر جبهة النصرة باتجاه لبنان مع بدء العمليات العسكرية، بالتزامن مع توافر معطيات عن رصد تحضيرات لعمليات قد تستهدف القوات الدولية العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان سواء في مواقعها أو خلال انتقال قوافلها أو طائراتها بين الجنوب وبيروت، حيث تم اتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة وهو ما دفع الممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة في لبنان إلى التحذير وإبداء خوفه من زعزعة الاستقرار. يضاف إلى ذلك تمكن مديرية المخابرات من وضع يدها على معلومات على قدر عال من الأهمية أوصلتها إلى إحباط عملية إرهابية كانت ستنفذ داخل احد المواقع العسكرية في بيروت (موقع الكرنتينا) والتي أدت إلى توقيف إحدى أخطر الشبكات للمرة الثانية داخل المؤسسة بعد أن كان سبق للمديرية أن أوقفت منذ مدة شبكة مماثلة. غير أن اللافت انه ولأول مرة منذ اندلاع الأحداث السورية، وبعد ساعات من انتشار المعلومات عن قرب بدء العملية العسكرية ضد القصير رصدت الجهات الأمنية نداءات في لبنان إلى وجوب أن ينظم اللبنانيون هجوماً ضد حزب الله في لبنان، وبدأ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في نقل دعوات الثوار السوريين وتأييدها. ومن يدقق بطريقة التغطية الإعلامية والمواقف من معركة القصير الجارية منذ ساعات، يدرك أن هناك ما يحاك في الكواليس لتحميل سقوط هذه المدينة وما قد يرافقه من أحداث إلى حزب الله. لذلك تتخوف الأوساط السياسية والأمنية اللبنانية من أن تأتي ردة الفعل عنيفة في لبنان على ما يجري بعد رصد دعوات إلى وجود «إعلان أهالي طرابلس الجهاد ضد الموالين للأسد بينهم حيث أن المعركة واحدة» كذلك السؤال «لماذا لا تشتعل جبهات الضاحية وجبل محسن، فالعين بالعين والسن بالسن». فهل وصلت الفتنة هذه المرة وحان وقت انفجارها؟ وهل تخرج الأمور عن السيطرة وما كان مجرد تكهنات يصبح حقيقة وواقعاً؟ وهل تستطيع القوى الأمنية والجيش ضبط الواقع في ظل غياب الغطاء السياسي والقرار العسكري مع الفراغ الذي أصاب المؤسسات العسكرية.

المصدر : الماسة السورية/ الخبر برس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة