افتتح الدكتور محسن بلال وزير الإعلام مساء أمس استديو الهواء الطلق في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين ضمن الاحتفال بالعيد الخمسين للتلفزيون العربي السوري  ويتوج باحتفالية رسمية اليوم في دار الأسد للثقافة والفنون

قال الوزير بلال في تصريح صحفي بعد الافتتاح إن خمسين عاماً مضت على ولادة التلفزيون العربي السوري بذل خلالها جهوداً كبيرة من قبل الذين رافقوا انطلاقته واستمروا بالعمل على مدى سنوات طويلة تكريسا لشاشة وطنية تعبر عن تطلعات الناس مضيفاً أن استديو الهواء الطلق وبموقعه المطل على قاسيون والمجاور لنهر بردى يعكس طبيعة دمشق وما تنطوي عليه من إرث حضاري وثقافي وإنساني وقومي كما يشكل إضافة جديدة للاستديوهات القائمة في القنوات الأخرى

وأشار الوزير بلال إلى أن الهيئة بصدد الانتهاء من تجهيز استديو القناة الإخبارية الجديدة موضحاً أن بث التلفزيون العربي السوري بدأ من جبل قاسيون عام 1960 في مثل هذا اليوم ببث ساعة ونصف وبطاقة كهربائية 5ر1 كيلو واط ساعي فيما يبث حالياً على مدار الأربع والعشرين ساعة بطاقة تصل الى 25 كيلو واط ساعي وستة استديوهات لقنوات تاخذ طريقها باتجاهات التخصص وقريباً الإخبارية تلبي احتياجات كل شرائح المجتمع

وأكد وزير الإعلام ضرورة التحلي بالمسؤولية في الحصول على المعلومات وتحري الدقة والعمل المستمر لكشف الحقيقة حتى نكون بحق صوت الحقيقة والحق مشيراً إلى أن التلفزيون السوري سيشهد انطلاقة لمرحلة جديدة بعد اليوم الأول لعامه الخمسين بديناميكية وروح جديدة

بدوره أشار المهندس معن حيدر المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إلى أن استديو الهواء الطلق هو إضافة للبنية التحتية في التلفزيون السوري بمختلف قنواته خاصة ما يحققه من خصوصية وجمالية فنية تسهم في إنجاح البرامج المنوعة التي تتطلب مثل هذا النوع من الاستديوهات وهو دائم على مدار السنة مشيراً إلى أن العمل قائم لبناء استديو آخر يتمتع بإطلالة على ساحة الامويين وجبل قاسيون في اطار توفير الجانب التقني والفني لعمل التلفزيون إلى جانب التنوع في المضمون والبرامج

وتم تشييد الاستديو الجديد مؤخراً للاستفادة منه في الاحتفالية باليوبيل الذهبي للتلفزيون السوري حيث يمتد على مساحة 40 ضرب 35 مترا بفضاء مفتوح ستتم الاستفادة منه على مدار العام للبرامج النهارية والمسائية وفي أرجائه الذي صمم بديكور يعبر عن مسيرة التلفزيون من الأبيض والأسود ثم الشاشة الملونة.. تم عبر سهرة تلفزيونية منوعة تكريم نحو خمسين شخصية من الرواد والفنيين والإعلاميين من فترات زمنية متعددة عملوا في التلفزيون وبعضهم مازال على رأس عمله إضافة إلى تكريم إذاعة دمشق والمؤسسة العربية السورية للإعلان

وتقام اليوم احتفالية كبرى في دار الأسد للثقافة والفنون تبدأ بمعرض للوحات الضوئية من إعداد وإشراف سهير سرميني مديرة الفضائية السورية يروي مسيرة تطور التلفزيون منذ التأسيس وحتى الآن إضافة إلى إطلاق وتوزيع كتاب بعنوان "حكاية البداية

ويلي المعرض استعراض مسرحي عن التلفزيون السوري من إعداد عماد نداف وخالد مجر وماهر الخولي يخرجه مسرحيا الفنان أيمن زيدان وينقله للتلفزيون أمجد الحسن يتبعه تكريم 12 من الرواد الأحياء الأوائل الذين ساهموا في انطلاقة التلفزيون السوري في يومه الأول هم صباح قباني مروان شاهين ناديا الغزي هيام طباع حسن بحبوح خلدون المالح جميل ولاية غادة مردم بك رياض ديار بكرلي زياد العطار سمير سمارة دريد لحام

بلال: نفتخر بأن هوية إعلامنا عربية أصيلة وتحررية ومقاومة ومكافحة لاستعادة الأرض والحقوق

وفي مقابلة مع الفضائية السورية قال بلال: إن شهر تموز هو شهر خير حيث حدثت ثورة البطل جمال عبد الناصر في الثالث والعشرين منه وهي التي حولت مصر إلى العروبة والوحدة العربية وتلتها الوحدة بين سورية ومصر والتي شكلت الجمهورية العربية المتحدة وكان التلفزيون السوري ناطقاً باسمها

وأضاف بلال: إن السيد الرئيس بشار الأسد أقسم اليمين الدستورية في ولايته الأولى في 17 تموز أيضا واليوم يمر عقد على هذه الولاية الناجحة والمتألقة والرائعة

وقال وزير الاعلام: وفي تموز أيضا ذكرى يوم مانديلا العالمي بقرار من الأمم المتحدة ومانديلا هو بطل الكفاح ضد التمييز العنصري في جنوب إفريقيا وهو عميد السجناء والأسرى إذ سجن 27 عاماً ثم انتصر واليوم يقف مانديلا في بلده شامخاً كما يقف الرئيس بشار الأسد وكما وقف من قبل القائد الخالد حافظ الأسد وكما وقف قبلهما الرئيس جمال عبد الناصر وأولئك القادة يعطون سمات للمراحل التي يمرون بها

وأضاف الوزير بلال: إن سورية حافظت دائما وتحافظ على الهوية العربية في سلوكها وتصرفها وأدائها الاعلامي من خلال التلفزيون العربي السوري الذي بدأ منذ خمسين عاما ونحن اليوم نعيش اليوبيل الذهبي له برعاية كريمة من الرئيس الأسد وهذا فخر لنا ولكل الإعلاميين في سورية

وقال: إن الفخر بالنسبة لنا هو أن هوية التلفزيون العربي السوري وهوية الإعلام السوري لم تحافظ فقط على عروبتها وإيمانها بهذه الهوية وإنما سورية اليوم هي المرجعية العربية ومرجعية حركة التحرر الوطني العربية وجزء هام من حركة التحرر الوطني في العالم.. ونحن نفتخر بأن هوية وطابع وسمات إعلامنا هي السمة العربية الأصيلة والتحررية والمقاومة والممانعة والمطالبة باستمرار وبكفاح لا يمل ولا يكل من أجل استعادة الأرض والحقوق والجولان المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية

وأشار وزير الاعلام إلى أن ثورة 8 آذار والتصحيح نقاط تحول أساسية ولاسيما الحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد والتي ثبتت المفاهيم والثوابت الوطنية والقومية دستوريا

وقال إن الإعلام العربي السوري واكب الثوابت الوطنية والقومية ولذلك عندما يتكلم معنا اليوم أشقاؤنا الفلسطينيون يقولون إن التلفزيون العربي السوري هو تلفزيون فلسطين وعندما يتكلم معنا الأشقاء في لبنان وفي العراق وفي أي مكان في المنطقة العربية يقولون لنا ويؤكدون بأن التلفزيون السوري هو تلفزيون كل العرب

وعبر الوزير بلال عن الاعتزاز بهذه المصداقية للتلفزيون السوري لدى الاشقاء العرب مشيراً إلى أن الاعلام هو وسيلة للوصول الى الحقيقة النقية الموضوعية بعيدا عن التضليل والاجتزاء وشخصنة الحدث.. هذا الحدث لماذا حدث وكيف حدث وما هي عناصر الحدث وإلى أين سيؤدي ..أي بمعنى أن نجد تشخيصاً دقيقاً للحدث وأن نستشرف مستقبله.. والإعلام هو عملية مركبة ومعقدة والمطلوب من الإعلامي أن يكون باحثاً دقيقاً ومثقفاً ودارساً ليبث الحقيقة إلى الرأي العام دون تضليل وتشويه

وأضاف وزير الاعلام إن هناك ثلاث محطات للإعلام السوري وألقه وصدقيته وهي حرب تشرين التحريرية التاريخية التي حطمت صورة الجيش الإسرائيلي التي كان يروج لها بأنها صورة غير قابلة للكسر أو القهر وحرب تشرين كسرتها وقهرتها والمحطة الثانية كانت في الكيفية التي نقل فيها الإعلام السوري الحدث التحرري العظيم في تصدي المقاومة اللبنانية للعدوان الإسرائيلي في تموز وآب من العام 2006 حيث لقنت المقاومة الوطنية اللبنانية العدو الإسرائيلي الدرس التالي ما بعد حرب تشرين التحريرية كان للإعلام السوري وقفة يعتد ويعتز بها وهي وقفة للرأي العام في سورية وللرأي العام العربي والدولي وكانت وسائل الإعلام الغربية والاسيوية والإفريقية تأخذ عن وكالة سانا للأنباء وتأخذ عن التلفزيون السوري وعن الصحافة السورية وتعتبرها مصدراً مصداقياً من الدرجة الرفيعة

وقال وزير الاعلام إن إعلام العدو الإسرائيلي والمدعوم من الإعلام الغربي والوكالات الغربية الضخمة كان ينقل الحدث مشوها وكان العدو الاسرائيلي يمنع وسائل الإعلام من نقل مايجري والمحطة الثالثة هي العدوان على غزة في عامي 2008-2009 حيث كان الإعلام السوري ينقل عبر مندوبيه في غزة والأراضي المحتلة الصورة النقية لمقاومة أهلنا في غزة وهم الذين أعطوا درساً في الصمود لكل الذين يطرحون في أذهانهم ويخططون للعدوان على الشعوب وبالتالي فإن صمود وانتصار أهلنا في غزة كان الأمثولة الثالثة التي أبدع فيها الإعلام السوري.. واليوم كل أنحاء الوطن العربي تكن الاحترام لمصداقية إعلامنا

وقال الوزير بلال: إن التلفزيون العربي السوري الذي بدأ منذ نصف قرن في يوم 23 تموز عام 1960 لم يعد ذلك التلفزيون المحصور في استديو والذي كان يبث لمدة ساعة ونصف الساعة في اليوم بل خرج للناس ويحتوي اليوم على محطتين أرضيتين ومحطات فضائية تخصصية تعليمية ودرامية وإخبارية متطورة ومتنوعة تبث الثقافة والخبر والتعليق عليه والبرامج والحوارات على الهواء مباشرة ومن الشارع وتتلقى الهواتف مباشرة وهناك أيضاً مشروع محطة فضائية إخبارية جديدة إضافة إلى تلفزيون الدنيا الخاص وصحافة للقطاع الخاص

وأضاف وزير الإعلام: لدينا محطات بث من كل المحافظات السورية ولساعات متفاوتة بين محطة وأخرى مضيفاً أن الشيء الجديد في التلفزيون السوري هو أنه يخاطب الناس مباشرة ويتلقى منهم مباشرة وهذا التلفزيون هو إعلام الناس والشعب وهو الحوار المستمر بين السلطة والناس وبين الشارع والرأي العام كما أن التلفزيون السوري يضم إذاعة دمشق وصوت الشعب وصوت الشباب والبرنامج العام إضافة إلى الإعلام المكتوب والصحافة السورية مثل صحف الثورة والبعث وتشرين وهناك أيضاً إعلام خاص ومجلات ثقافية دوريات وشهريات وأسبوعيات منتشرة في دمشق وفي جميع المحافظات السورية

وقال بلال: إن الإعلام في سورية أصبح خلية نحل وتنافس وحوار كما أن هناك من يكتشف الأخطاء ويسلط الضوء عليها ويدافع عن وجهة نظره بالوثائق .. فالإعلام أصبح اليوم باحثاً عن الحقيقة وكاشفا المخطئة ومسؤولاً عما يقوله و يبثه سواء في الإعلام المرئي أم المكتوب أم المقروء أم المسموع أم عبر الإعلام الالكتروني ونستطيع أن نقول إننا راضون عن هذا الإعلام إلى حد كبير.. غير إننا لم نبلغ أمنيتنا بعد في أن يؤدي الإعلام رسالته كاملة

وأعرب وزير الإعلام عن الأمل بأن يكون القاسم المشترك بين الفضائية الإخبارية السورية السياسية و بين الفضائيات الأخرى هو تقديم الخدمة وبث الحقيقة والتعريف بالقضية المركزية قضية فلسطين للعالم مؤكداً أن الميزة الأولى لهذه المحطة أنها غير مسؤولة أمام الجهات الرسمية بل هي محطة فكرية إخبارية تبث الخبر وتعلق عليه ويتم تحليله عبر مفكرين وسياسيين ومسؤولين أو غير مسؤولين وتبث هذه الفضائية الإخبارية النشاط السياسي السوري والعلاقات السورية العربية والسورية الدولية والسورية الإقليمية وتتحرر من المسؤولية أمام الجهات الرسمية وعملياً تبث بشكل يكمل وينافس بنفس الوقت المحطات العربية الإخبارية المنتشرة في كل أنحاء الوطن العربي وهي محطة قومية هادفة لها هويتها القومية الوطنية العربية المدافعة عن القضية العربية المركزية المتمثلة بانتزاع الحقوق من العدو الصهيوني ويأتي على رأسها استعادة الجولان السوري وإقامة الدولة الفلسطينية

وقال بلال: حافظ إعلامنا على الهوية العربية القومية وعلى الأخلاق العربية السامية ونحن لن ننخدع ولن ننبهر بما تقدمه بعض تلفزيونات الغرب من تشويق وإثارة للغرائز ولدينا مناعة بالنسبة لذلك واعتقد أن أشقاءنا في الدول العربية يحترمون الشاشة السورية لأنها رفضت أن تنزل في هذا المزاد مشيراً إلى أن برامجنا التلفزيونية تحترم المرأة وتخصص مجالاً واسعاً من اجل تمكينها في المجتمع والأسرة والتعليم والتنمية ومؤكداً أن للأسرة في التلفزيون العربي السوري قدسيتها وقد حافظ على ذلك

وأوضح أن إعلامنا ليس خشبياً بل هو إعلام هادف وملتزم وصادق ويحترم المجتمع والرأي العام ويحترم الأسرة التي هي النواة المقدسة لأي مجتمع

وقال وزير الإعلام نأمل أن يحتفل الإعلام السوري في كل عقد من الزمن بما وصل إليه التطور في سورية وخاصة أن مشروع الرئيس الأسد ورؤيته منذ اليوم الأول في 17 تموز عام 2000 عندما أقسم اليمين الدستورية للولاية الأولى وضع برنامجاً تنموياً تطورياً إصلاحياً عصرياً وهو مواظب وصادق في تنفيذ هذا المشروع لأنه مشروع ورؤية الرئيس الأسد لسورية المتطورة والديناميكية والمتحركة والمتألقة ولذلك فإن التلفزيون العربي السوري يتطور وينقل برنامج التطور في البلاد

وأضاف بلال: إن التلفزيون مرآة المجتمع ومرآة للتطور وللتقدم التكنولوجي و الاجتماعي وللأسرة وللحضارة ونحن ننقل هذه المجموعة من المرايا بشكل كامل وننقل صورة سورية العظيمة والمتألقة

وتساءل وزير الاعلام عما اذا كان التلفزيون العربي السوري قد أدى الرسالة بالتعريف بسورية والغنى السوري وقال: اعتقد أننا لم نصل بعد لهذا الهدف ونحن نصر على تحقيقه ونؤكد عليه وعلى تنفيذه في السنوات القادمة لنقدم بلدنا وشعبنا ومجتمعنا وأفكارنا وخطتنا في النمو والتقدم والتطور والإصلاح والتحديث كما هو قائم الآن.. التلفزيون السوري يلزمه نشاط وعمل أكثر حتى نستطيع أن نؤدي هذه الأمانة لسورية وقائد سورية ولشعب سورية
  • فريق ماسة
  • 2010-07-23
  • 14371
  • من الأرشيف

التلفزيون السوري يحتفل بعيده الخمسين ويفتتح استديو الهواء الطلق

افتتح الدكتور محسن بلال وزير الإعلام مساء أمس استديو الهواء الطلق في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين ضمن الاحتفال بالعيد الخمسين للتلفزيون العربي السوري  ويتوج باحتفالية رسمية اليوم في دار الأسد للثقافة والفنون قال الوزير بلال في تصريح صحفي بعد الافتتاح إن خمسين عاماً مضت على ولادة التلفزيون العربي السوري بذل خلالها جهوداً كبيرة من قبل الذين رافقوا انطلاقته واستمروا بالعمل على مدى سنوات طويلة تكريسا لشاشة وطنية تعبر عن تطلعات الناس مضيفاً أن استديو الهواء الطلق وبموقعه المطل على قاسيون والمجاور لنهر بردى يعكس طبيعة دمشق وما تنطوي عليه من إرث حضاري وثقافي وإنساني وقومي كما يشكل إضافة جديدة للاستديوهات القائمة في القنوات الأخرى وأشار الوزير بلال إلى أن الهيئة بصدد الانتهاء من تجهيز استديو القناة الإخبارية الجديدة موضحاً أن بث التلفزيون العربي السوري بدأ من جبل قاسيون عام 1960 في مثل هذا اليوم ببث ساعة ونصف وبطاقة كهربائية 5ر1 كيلو واط ساعي فيما يبث حالياً على مدار الأربع والعشرين ساعة بطاقة تصل الى 25 كيلو واط ساعي وستة استديوهات لقنوات تاخذ طريقها باتجاهات التخصص وقريباً الإخبارية تلبي احتياجات كل شرائح المجتمع وأكد وزير الإعلام ضرورة التحلي بالمسؤولية في الحصول على المعلومات وتحري الدقة والعمل المستمر لكشف الحقيقة حتى نكون بحق صوت الحقيقة والحق مشيراً إلى أن التلفزيون السوري سيشهد انطلاقة لمرحلة جديدة بعد اليوم الأول لعامه الخمسين بديناميكية وروح جديدة بدوره أشار المهندس معن حيدر المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إلى أن استديو الهواء الطلق هو إضافة للبنية التحتية في التلفزيون السوري بمختلف قنواته خاصة ما يحققه من خصوصية وجمالية فنية تسهم في إنجاح البرامج المنوعة التي تتطلب مثل هذا النوع من الاستديوهات وهو دائم على مدار السنة مشيراً إلى أن العمل قائم لبناء استديو آخر يتمتع بإطلالة على ساحة الامويين وجبل قاسيون في اطار توفير الجانب التقني والفني لعمل التلفزيون إلى جانب التنوع في المضمون والبرامج وتم تشييد الاستديو الجديد مؤخراً للاستفادة منه في الاحتفالية باليوبيل الذهبي للتلفزيون السوري حيث يمتد على مساحة 40 ضرب 35 مترا بفضاء مفتوح ستتم الاستفادة منه على مدار العام للبرامج النهارية والمسائية وفي أرجائه الذي صمم بديكور يعبر عن مسيرة التلفزيون من الأبيض والأسود ثم الشاشة الملونة.. تم عبر سهرة تلفزيونية منوعة تكريم نحو خمسين شخصية من الرواد والفنيين والإعلاميين من فترات زمنية متعددة عملوا في التلفزيون وبعضهم مازال على رأس عمله إضافة إلى تكريم إذاعة دمشق والمؤسسة العربية السورية للإعلان وتقام اليوم احتفالية كبرى في دار الأسد للثقافة والفنون تبدأ بمعرض للوحات الضوئية من إعداد وإشراف سهير سرميني مديرة الفضائية السورية يروي مسيرة تطور التلفزيون منذ التأسيس وحتى الآن إضافة إلى إطلاق وتوزيع كتاب بعنوان "حكاية البداية ويلي المعرض استعراض مسرحي عن التلفزيون السوري من إعداد عماد نداف وخالد مجر وماهر الخولي يخرجه مسرحيا الفنان أيمن زيدان وينقله للتلفزيون أمجد الحسن يتبعه تكريم 12 من الرواد الأحياء الأوائل الذين ساهموا في انطلاقة التلفزيون السوري في يومه الأول هم صباح قباني مروان شاهين ناديا الغزي هيام طباع حسن بحبوح خلدون المالح جميل ولاية غادة مردم بك رياض ديار بكرلي زياد العطار سمير سمارة دريد لحام بلال: نفتخر بأن هوية إعلامنا عربية أصيلة وتحررية ومقاومة ومكافحة لاستعادة الأرض والحقوق وفي مقابلة مع الفضائية السورية قال بلال: إن شهر تموز هو شهر خير حيث حدثت ثورة البطل جمال عبد الناصر في الثالث والعشرين منه وهي التي حولت مصر إلى العروبة والوحدة العربية وتلتها الوحدة بين سورية ومصر والتي شكلت الجمهورية العربية المتحدة وكان التلفزيون السوري ناطقاً باسمها وأضاف بلال: إن السيد الرئيس بشار الأسد أقسم اليمين الدستورية في ولايته الأولى في 17 تموز أيضا واليوم يمر عقد على هذه الولاية الناجحة والمتألقة والرائعة وقال وزير الاعلام: وفي تموز أيضا ذكرى يوم مانديلا العالمي بقرار من الأمم المتحدة ومانديلا هو بطل الكفاح ضد التمييز العنصري في جنوب إفريقيا وهو عميد السجناء والأسرى إذ سجن 27 عاماً ثم انتصر واليوم يقف مانديلا في بلده شامخاً كما يقف الرئيس بشار الأسد وكما وقف من قبل القائد الخالد حافظ الأسد وكما وقف قبلهما الرئيس جمال عبد الناصر وأولئك القادة يعطون سمات للمراحل التي يمرون بها وأضاف الوزير بلال: إن سورية حافظت دائما وتحافظ على الهوية العربية في سلوكها وتصرفها وأدائها الاعلامي من خلال التلفزيون العربي السوري الذي بدأ منذ خمسين عاما ونحن اليوم نعيش اليوبيل الذهبي له برعاية كريمة من الرئيس الأسد وهذا فخر لنا ولكل الإعلاميين في سورية وقال: إن الفخر بالنسبة لنا هو أن هوية التلفزيون العربي السوري وهوية الإعلام السوري لم تحافظ فقط على عروبتها وإيمانها بهذه الهوية وإنما سورية اليوم هي المرجعية العربية ومرجعية حركة التحرر الوطني العربية وجزء هام من حركة التحرر الوطني في العالم.. ونحن نفتخر بأن هوية وطابع وسمات إعلامنا هي السمة العربية الأصيلة والتحررية والمقاومة والممانعة والمطالبة باستمرار وبكفاح لا يمل ولا يكل من أجل استعادة الأرض والحقوق والجولان المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية وأشار وزير الاعلام إلى أن ثورة 8 آذار والتصحيح نقاط تحول أساسية ولاسيما الحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد والتي ثبتت المفاهيم والثوابت الوطنية والقومية دستوريا وقال إن الإعلام العربي السوري واكب الثوابت الوطنية والقومية ولذلك عندما يتكلم معنا اليوم أشقاؤنا الفلسطينيون يقولون إن التلفزيون العربي السوري هو تلفزيون فلسطين وعندما يتكلم معنا الأشقاء في لبنان وفي العراق وفي أي مكان في المنطقة العربية يقولون لنا ويؤكدون بأن التلفزيون السوري هو تلفزيون كل العرب وعبر الوزير بلال عن الاعتزاز بهذه المصداقية للتلفزيون السوري لدى الاشقاء العرب مشيراً إلى أن الاعلام هو وسيلة للوصول الى الحقيقة النقية الموضوعية بعيدا عن التضليل والاجتزاء وشخصنة الحدث.. هذا الحدث لماذا حدث وكيف حدث وما هي عناصر الحدث وإلى أين سيؤدي ..أي بمعنى أن نجد تشخيصاً دقيقاً للحدث وأن نستشرف مستقبله.. والإعلام هو عملية مركبة ومعقدة والمطلوب من الإعلامي أن يكون باحثاً دقيقاً ومثقفاً ودارساً ليبث الحقيقة إلى الرأي العام دون تضليل وتشويه وأضاف وزير الاعلام إن هناك ثلاث محطات للإعلام السوري وألقه وصدقيته وهي حرب تشرين التحريرية التاريخية التي حطمت صورة الجيش الإسرائيلي التي كان يروج لها بأنها صورة غير قابلة للكسر أو القهر وحرب تشرين كسرتها وقهرتها والمحطة الثانية كانت في الكيفية التي نقل فيها الإعلام السوري الحدث التحرري العظيم في تصدي المقاومة اللبنانية للعدوان الإسرائيلي في تموز وآب من العام 2006 حيث لقنت المقاومة الوطنية اللبنانية العدو الإسرائيلي الدرس التالي ما بعد حرب تشرين التحريرية كان للإعلام السوري وقفة يعتد ويعتز بها وهي وقفة للرأي العام في سورية وللرأي العام العربي والدولي وكانت وسائل الإعلام الغربية والاسيوية والإفريقية تأخذ عن وكالة سانا للأنباء وتأخذ عن التلفزيون السوري وعن الصحافة السورية وتعتبرها مصدراً مصداقياً من الدرجة الرفيعة وقال وزير الاعلام إن إعلام العدو الإسرائيلي والمدعوم من الإعلام الغربي والوكالات الغربية الضخمة كان ينقل الحدث مشوها وكان العدو الاسرائيلي يمنع وسائل الإعلام من نقل مايجري والمحطة الثالثة هي العدوان على غزة في عامي 2008-2009 حيث كان الإعلام السوري ينقل عبر مندوبيه في غزة والأراضي المحتلة الصورة النقية لمقاومة أهلنا في غزة وهم الذين أعطوا درساً في الصمود لكل الذين يطرحون في أذهانهم ويخططون للعدوان على الشعوب وبالتالي فإن صمود وانتصار أهلنا في غزة كان الأمثولة الثالثة التي أبدع فيها الإعلام السوري.. واليوم كل أنحاء الوطن العربي تكن الاحترام لمصداقية إعلامنا وقال الوزير بلال: إن التلفزيون العربي السوري الذي بدأ منذ نصف قرن في يوم 23 تموز عام 1960 لم يعد ذلك التلفزيون المحصور في استديو والذي كان يبث لمدة ساعة ونصف الساعة في اليوم بل خرج للناس ويحتوي اليوم على محطتين أرضيتين ومحطات فضائية تخصصية تعليمية ودرامية وإخبارية متطورة ومتنوعة تبث الثقافة والخبر والتعليق عليه والبرامج والحوارات على الهواء مباشرة ومن الشارع وتتلقى الهواتف مباشرة وهناك أيضاً مشروع محطة فضائية إخبارية جديدة إضافة إلى تلفزيون الدنيا الخاص وصحافة للقطاع الخاص وأضاف وزير الإعلام: لدينا محطات بث من كل المحافظات السورية ولساعات متفاوتة بين محطة وأخرى مضيفاً أن الشيء الجديد في التلفزيون السوري هو أنه يخاطب الناس مباشرة ويتلقى منهم مباشرة وهذا التلفزيون هو إعلام الناس والشعب وهو الحوار المستمر بين السلطة والناس وبين الشارع والرأي العام كما أن التلفزيون السوري يضم إذاعة دمشق وصوت الشعب وصوت الشباب والبرنامج العام إضافة إلى الإعلام المكتوب والصحافة السورية مثل صحف الثورة والبعث وتشرين وهناك أيضاً إعلام خاص ومجلات ثقافية دوريات وشهريات وأسبوعيات منتشرة في دمشق وفي جميع المحافظات السورية وقال بلال: إن الإعلام في سورية أصبح خلية نحل وتنافس وحوار كما أن هناك من يكتشف الأخطاء ويسلط الضوء عليها ويدافع عن وجهة نظره بالوثائق .. فالإعلام أصبح اليوم باحثاً عن الحقيقة وكاشفا المخطئة ومسؤولاً عما يقوله و يبثه سواء في الإعلام المرئي أم المكتوب أم المقروء أم المسموع أم عبر الإعلام الالكتروني ونستطيع أن نقول إننا راضون عن هذا الإعلام إلى حد كبير.. غير إننا لم نبلغ أمنيتنا بعد في أن يؤدي الإعلام رسالته كاملة وأعرب وزير الإعلام عن الأمل بأن يكون القاسم المشترك بين الفضائية الإخبارية السورية السياسية و بين الفضائيات الأخرى هو تقديم الخدمة وبث الحقيقة والتعريف بالقضية المركزية قضية فلسطين للعالم مؤكداً أن الميزة الأولى لهذه المحطة أنها غير مسؤولة أمام الجهات الرسمية بل هي محطة فكرية إخبارية تبث الخبر وتعلق عليه ويتم تحليله عبر مفكرين وسياسيين ومسؤولين أو غير مسؤولين وتبث هذه الفضائية الإخبارية النشاط السياسي السوري والعلاقات السورية العربية والسورية الدولية والسورية الإقليمية وتتحرر من المسؤولية أمام الجهات الرسمية وعملياً تبث بشكل يكمل وينافس بنفس الوقت المحطات العربية الإخبارية المنتشرة في كل أنحاء الوطن العربي وهي محطة قومية هادفة لها هويتها القومية الوطنية العربية المدافعة عن القضية العربية المركزية المتمثلة بانتزاع الحقوق من العدو الصهيوني ويأتي على رأسها استعادة الجولان السوري وإقامة الدولة الفلسطينية وقال بلال: حافظ إعلامنا على الهوية العربية القومية وعلى الأخلاق العربية السامية ونحن لن ننخدع ولن ننبهر بما تقدمه بعض تلفزيونات الغرب من تشويق وإثارة للغرائز ولدينا مناعة بالنسبة لذلك واعتقد أن أشقاءنا في الدول العربية يحترمون الشاشة السورية لأنها رفضت أن تنزل في هذا المزاد مشيراً إلى أن برامجنا التلفزيونية تحترم المرأة وتخصص مجالاً واسعاً من اجل تمكينها في المجتمع والأسرة والتعليم والتنمية ومؤكداً أن للأسرة في التلفزيون العربي السوري قدسيتها وقد حافظ على ذلك وأوضح أن إعلامنا ليس خشبياً بل هو إعلام هادف وملتزم وصادق ويحترم المجتمع والرأي العام ويحترم الأسرة التي هي النواة المقدسة لأي مجتمع وقال وزير الإعلام نأمل أن يحتفل الإعلام السوري في كل عقد من الزمن بما وصل إليه التطور في سورية وخاصة أن مشروع الرئيس الأسد ورؤيته منذ اليوم الأول في 17 تموز عام 2000 عندما أقسم اليمين الدستورية للولاية الأولى وضع برنامجاً تنموياً تطورياً إصلاحياً عصرياً وهو مواظب وصادق في تنفيذ هذا المشروع لأنه مشروع ورؤية الرئيس الأسد لسورية المتطورة والديناميكية والمتحركة والمتألقة ولذلك فإن التلفزيون العربي السوري يتطور وينقل برنامج التطور في البلاد وأضاف بلال: إن التلفزيون مرآة المجتمع ومرآة للتطور وللتقدم التكنولوجي و الاجتماعي وللأسرة وللحضارة ونحن ننقل هذه المجموعة من المرايا بشكل كامل وننقل صورة سورية العظيمة والمتألقة وتساءل وزير الاعلام عما اذا كان التلفزيون العربي السوري قد أدى الرسالة بالتعريف بسورية والغنى السوري وقال: اعتقد أننا لم نصل بعد لهذا الهدف ونحن نصر على تحقيقه ونؤكد عليه وعلى تنفيذه في السنوات القادمة لنقدم بلدنا وشعبنا ومجتمعنا وأفكارنا وخطتنا في النمو والتقدم والتطور والإصلاح والتحديث كما هو قائم الآن.. التلفزيون السوري يلزمه نشاط وعمل أكثر حتى نستطيع أن نؤدي هذه الأمانة لسورية وقائد سورية ولشعب سورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة