صرح الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنه "يحتفظ بمجموعة من الخيارات الدبلوماسية والعسكرية بخصوص سورية" وقال إنه يريد "معلومات أكثر تحديدا" لتأكيد مزاعم استخدام السلاح الكيمائي في سورية قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد.

تصريحات أوباما هذه جاءت خلال مؤتمر صحفي أمس مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي بدا متعجلا لدعوة واشنطن للقيام باجراء ما تجاه سورية بعد ان فشلت جميع مساعيه بما فيها ارسال الارهابيين الى سورية وتسليحهم وتدريبهم.

ورغم أن أوباما تحدث عن ما اسماه "تشديد الضغط على النظام في سورية إلا أنه أقر بعدم وجود "وصفة سحرية" لذلك ليتضح ان تصريحاته ليست الا مجاملة لضيفه الذي يشعر بحرج شديد بعد عامين من التهويل والتحريض والتوعد وهدر المواقف السياسية دون ان يصل الى نتيجة وبات مصيره السياسي مرهونا بتطورات الوضع في سورية .

وتأتي تصريحات اوباما في ظل تقارب روسي امريكي وفق بيان جنيف والسعي للحل السياسي للازمة في سورية ولذلك فان اوباما يعلم ان اي خروج عن مقتضيات بيان جنيف والقانون الدولي لن يجد صداه في موسكو ولذلك حرص على ان تكون تصريحاته حمالة اوجه.

بالمقابل كان اردوغان حريصا على اعادة ادعاته السابقة والتهويل بخصوص استخدام الاسلحة الكيمائية في سورية مدعيا انه يملك معلومات في هذا الاطار الا ان معلوماته لم تنفعه في واشنطن التي تقول انها تريد تاكيدات لم تحصل عليها استخباراتها حتى الان .

ولم ينس اردوغان ان يستغل الازمة السورية وخاصة ازمة المهجرين ليترزق على حسابهم متحدثا عن استضافة تركيا لهم وما يكلفها ذلك من نفقات وحصل مقابل ذلك على وعد من اوباما بزيادة المساعدات لتركيا .

وكان اردوغان حريصا على طلب الدعم الامريكي لاسقاط الحكومة السورية بعد فشله في هذه المهمة وطلب من اوباما "موقفا اكثر حزما من النظام" إلا أن ما سمعه من مضيفه لم يتجاوز حد التصريحات الامريكية السابقة والمتمثلة "بتشديد الضغط على النظام ومساعدة المعارضة" وهو ما صرح به جميع مسوءولي الادارة الامريكية منذ سنتين الى اليوم.

  • فريق ماسة
  • 2013-05-16
  • 6405
  • من الأرشيف

أوباما يحتفظ بخياراته تجاه سورية وأردوغان يتعجل التدخل الامريكي لانقاذ نفسه

صرح الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنه "يحتفظ بمجموعة من الخيارات الدبلوماسية والعسكرية بخصوص سورية" وقال إنه يريد "معلومات أكثر تحديدا" لتأكيد مزاعم استخدام السلاح الكيمائي في سورية قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد. تصريحات أوباما هذه جاءت خلال مؤتمر صحفي أمس مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي بدا متعجلا لدعوة واشنطن للقيام باجراء ما تجاه سورية بعد ان فشلت جميع مساعيه بما فيها ارسال الارهابيين الى سورية وتسليحهم وتدريبهم. ورغم أن أوباما تحدث عن ما اسماه "تشديد الضغط على النظام في سورية إلا أنه أقر بعدم وجود "وصفة سحرية" لذلك ليتضح ان تصريحاته ليست الا مجاملة لضيفه الذي يشعر بحرج شديد بعد عامين من التهويل والتحريض والتوعد وهدر المواقف السياسية دون ان يصل الى نتيجة وبات مصيره السياسي مرهونا بتطورات الوضع في سورية . وتأتي تصريحات اوباما في ظل تقارب روسي امريكي وفق بيان جنيف والسعي للحل السياسي للازمة في سورية ولذلك فان اوباما يعلم ان اي خروج عن مقتضيات بيان جنيف والقانون الدولي لن يجد صداه في موسكو ولذلك حرص على ان تكون تصريحاته حمالة اوجه. بالمقابل كان اردوغان حريصا على اعادة ادعاته السابقة والتهويل بخصوص استخدام الاسلحة الكيمائية في سورية مدعيا انه يملك معلومات في هذا الاطار الا ان معلوماته لم تنفعه في واشنطن التي تقول انها تريد تاكيدات لم تحصل عليها استخباراتها حتى الان . ولم ينس اردوغان ان يستغل الازمة السورية وخاصة ازمة المهجرين ليترزق على حسابهم متحدثا عن استضافة تركيا لهم وما يكلفها ذلك من نفقات وحصل مقابل ذلك على وعد من اوباما بزيادة المساعدات لتركيا . وكان اردوغان حريصا على طلب الدعم الامريكي لاسقاط الحكومة السورية بعد فشله في هذه المهمة وطلب من اوباما "موقفا اكثر حزما من النظام" إلا أن ما سمعه من مضيفه لم يتجاوز حد التصريحات الامريكية السابقة والمتمثلة "بتشديد الضغط على النظام ومساعدة المعارضة" وهو ما صرح به جميع مسوءولي الادارة الامريكية منذ سنتين الى اليوم.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة