دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أبدى مسؤول سوري تشاؤمه من إمكانية حصول تسوية قريبة للأزمة، في الوقت الذي تجري الاستعدادات لمؤتمر دولي حول سوريا من المزمع عقده في جنيف في حزيران المقبل، وذلك في الوقت الذي أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن دمشق لا تزال بانتظار معرفة تفاصيل المؤتمر.
وقال مسؤول سوري بارز لـ«السفير»، امس، إن «آفاق التسوية لا زالت غير ظاهرة» بالرغم من اجواء «التفاؤل» التي تحاول أن تشيعها بعض التصريحات الديبلوماسية، والاستعدادات الجارية لمؤتمر «جنيف 2». مقدمات هذه التسوية «ما زالت غير ظاهرة، وتتمثل بعدم وجود معارضة يمكن الحوار معها» من جهة و«ظروف دولية تسمح بالاعتراف بالواقع الميداني والسياسي القائم»، في إشارة إلى انتهاء كل «مؤشرات سقوط النظام التي راهنت عليها القوى الدولية منذ ربيع العام 2011».
ويأتي هذا الكلام متزامنا مع اجتماعات يجريها الديبلوماسيون الروس والأميركيون في عواصم مختلفة مع أقطاب المعارضة السورية، لا سيما تلك الموجودة في سوريا، في مناطق النزاع أو في قلب العاصمة.
ويعتقد كثر في القيادة السورية أن «آمال انعقاد المؤتمر ضعيفة» رغم رغبة دمشق المعلنة في «الانسجام مع التوافق الدولي حوله، وثقتها الكاملة بموسكو».
لكن هذا لم يمنع الزعبي من تذكير الحلفاء قبل الخصوم أن ثمة «خطوطا حمرا» بالنسبة إلى سوريا، أيا كان التوافق الداعي للمؤتمر. وفي تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا) ـ تفاديا لأي سوء تقدير على ما يبدو ـ قال إن «التفاؤل» الموجود لدى الحكومة حيال المؤتمر «حذر، لأن الأقوال لا تكفي، بل يجب أن تكون هناك خطوات لاحقة وبحث في التفاصيل».
وأضاف الزعبي، أمس: «إننا بحاجة لمعرفة هل أن التفاهم الروسي ـ الأميركي بأهمية الحل السياسي وضرورته كخيار أوحد، يسري على الجميع؟»، مشيرا لما هو أكثر مفصلية، بأن مشاركة سوريا في المؤتمر الدولي، رهن بمعرفة التفاصيل والتطورات، علما «أن دمشق لن تكون طرفا في أي عمل، أو جهد سياسي، أو لقاء، يمس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة السيادة الوطنية». وهو تذكير بحساسية دمشق تجاه أي مبادرة سياسية تمس كيان الرئاسة في البلاد.
وتعتقد دمشق رسميا أنه بمقدور السلطة الحالية رعاية عملية تسوية سياسية تنتهي إلى انتخابات تشريعية ورئاسية، مبنية على «المبادرة الوطنية» التي أعلنها الرئيس السوري بشار الأسد في وقت سابق، وهي مبادرة أشار إليها الزعبي أيضا باعتبارها طريق الحل من وجهة نظر السلطة.
وتؤكد التصريحات السورية مجددا، تَشَكُّلَ مشهدٍ مشابهٍ لمشهد «جنيف 1» العام الماضي، حين تفاجأت دمشق بالتفاهم الروسي الأميركي الذي قاد للاتفاق المعروف. وهذا يعزز شعور المصدر السوري بضآلة فرص المؤتمر المزمع رغم «التأييد المتحفظ له في دمشق».
وكان مسؤول سوري أكد منذ أيام لـ«السفير» أن الوفد الذي سبق وشكلته الحكومة السورية للحوار مع المعارضة، وأعلمت به الروس، ليس بالضرورة الوفد الذي يمكن أن يشارك في مؤتمر جنيف المزمع، خلافا لما روجه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بان سوريا أعلمت موسكو بوفدها منذ مدة، وهو وفد يضم رئيس الوزراء وائل الحلقي ووزراء الخارجية وليد المعلم والمصالحة الوطنية علي حيدر والإعلام عمران الزعبي. هذا الوفد قابل للتغيير «وفقا للمعطيات التي ستظهر في التفاوض» كما قال المصدر، حيث تعتبر دمشق أن قبولها حضور المؤتمر «يستدعي مفاوضات أيضا» يمكن أن تجري سرا أو عبر قنوات تنسيق مع الحلفاء، بل إن ثمة من يعتقد أن «مكان انعقاد المؤتمر ليس بالضرورة محسوما».
لذا ترغب دمشق في ضمانات، سيادية واعتراف بالواقع الراهن. ويرى ديبلوماسيون مقيمون في بيروت، أن فكرة «جنيف 2»، وإن كانت تسجل تقدما، في خلخلة المأزق السياسي السوري، مبنيا على قراءة جديدة للواقع الميداني والإقليمي، كما الدولي، إلا أنها لا تزال «بعيدة عن اللحظة المناسبة لتحقيق اختراق فعلي، يمكن البناء عليه». وتعترف موسكو في هذا السياق بالصعوبة الفائقة بجمع المعارضة في وفد، والتئامها على فكرة التحاور مع ممثلي السلطة. وهو ما يعزز إيمان الجانب السوري بضيق أفق «جنيف 2»، وحتى بإمكانية انعقاده.
المصدر :
السفير \ زياد حيدر
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة