بدت ملامح تلاق اميركي روسي حول سوريا تلوح في الأجواء بعد زيارة جون كيري لموسكو ولقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف  ومن ثم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي جعل كيري ينتظره ساعتين قبل أن يستقبله في مكتبه بالكرملين. وقد توجت هذه الزيارة باتفاق على عقد مؤتمر جنيف 2 يجمع بين ممثلين عن المعارضات السورية وممثلين عن النظام في سويسرا ويكون المؤتمر تحت رعاية الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.

ويبدو أن تسارع الأحداث هذا لم يرق للمعارضات السورية المنتشرة في الداخل والخارج والمنقسمة على نفسها في كل شيء، فالبعض من هذه المعارضات لا يجمعها سوى عدائها للنظام وكل حسب رؤيته ومصلحته. وقد تسببت الأخبار الآتية من موسكو فضلا عن اتصالات أركان هذه المعارضات مع المسؤولين الأميركيين في العالم بحالة صراع بين أطياف المعارضة حول ضرورة حضور مؤتمر دولي للمصالحة مع النظام والمصلحة في حضوره، وتهدد هذه الخلافات بالخصوص في تفكك الائتلاف السوري المعارض، وتشرذمه شظايا مبعثرة نظرا للصراعات القوية داخل تيارات الائتلاف، وتعدد مشارب مصادر التمويل، وإعطاء الأوامر الإقليمية والدولية التي تتنازع فيما بينها حول من يمسك بورقة المعارضات السورية ويحدد مسارها واتجاهاتها.

 

مصادر غربية في باريس حددت التيارات التي تتنازع داخل المعارضة السورية بأربعة وهي التالية:

 

1– تيار يرفض كليا التفاوض مع النظام وهذا التيار سمته المصادر الغربية بتيار (لا) ويتألف من رياض الترك، احمد رمضان، الهيئة العامة للثورة السورية، جماعة قطر في الائتلاف المعارض، "جبهة النصرة"، وقسم من قيادة جماعة "الإخوان المسلمين" في تركيا.

 

2- تيار سمته المصادر (لا، ولكن) وهذا التيار يرفض الحوار مع النظام ولكن في حال تمت تسميته ممثلا للمعارضة وإعطائه حصة المعارضة في الحكم فهو مستعد للقبول بالتفاوض. ويتألف هذا التيار من نائب المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" (محمد فاروق طيفور) الذي يقبل تسوية مع النظام إذا اختير وتياره في الحكم ويريد طيفور من خلال هذا التوجه الابتعاد عن تهمة تشكيل "جبهة النصرة" التي كان أول من أدخلها الى سوريا، ودمج بداخلها الكثير من وحدات لواء التوحيد التابع لجماعة "الإخوان المسلمين" في الشمال السوري، ويشترك مع طيفور في هذا التوجه جورج صبرة ومجموعة من أعضاء الائتلاف.

 

‫3 – تيار سمته المصادر (نعم ولكن) وهذا التيار فيه مجموعات مختلفة من المعارضة ومنها قسم من جماعة "الإخوان المسلمين" على رأسهم ملهم الدروبي الذي حضر مؤتمر برنارد هنري ليفي حول سوريا الذي عقد في باريس صيف في العام 2011 وتقول المصادر أن ميشال كيلو ليس بعيدا عن أجواء هذه المجموعة ويحلم كل من الدروبي وكيلو بمنصب كبير من خلال هذا الموقف.

 

4–هيئة التنسيق الوطنية التي سمتها المصادر (نعم) والتي كانت وراء بنود إعلان جنيف الأول بين (كلينتون ولافروف) وهذه المجموعة لها شروطها وهي رفضت دائما عملية عسكرة الأزمة في سورية.

 

وتقول المصادر الغربية إن "بعض المعارضة السورية مصاب بالهلع من تخلي امريكا عن فكرة المواجهة مع النظام واتجاهها للتسوية مع روسيا. وهذا الهلع يمكن استشرافه من بعض مما دار خلال لقاء جمع السفير الأميركي في دمشق (روبرت فورد) ورئيس حزب الشعب السوري المعارض (رياض الترك) حسب المصادر الغربية نفسها التي تروي الحوار التالي بين فورد والترك:

رياض الترك: النصر صبر ساعة لماذا انتم مستعجلون

 

روبرت فورد: على الأرض ليس أنتم من يتقدم

 

رياض الترك: لماذا نذهب للتفاوض مع النظام وهو على حافة الانهيار القصة أصبحت منتهية؟

 

روبرت فورد: ما اخشاه ان تنتهي القصة بنهاية المعارضة لذلك عليكم الذهاب الى التفاوض.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-05-12
  • 11767
  • من الأرشيف

خلافات في المعارضة السورية على التسوية

بدت ملامح تلاق اميركي روسي حول سوريا تلوح في الأجواء بعد زيارة جون كيري لموسكو ولقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف  ومن ثم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي جعل كيري ينتظره ساعتين قبل أن يستقبله في مكتبه بالكرملين. وقد توجت هذه الزيارة باتفاق على عقد مؤتمر جنيف 2 يجمع بين ممثلين عن المعارضات السورية وممثلين عن النظام في سويسرا ويكون المؤتمر تحت رعاية الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. ويبدو أن تسارع الأحداث هذا لم يرق للمعارضات السورية المنتشرة في الداخل والخارج والمنقسمة على نفسها في كل شيء، فالبعض من هذه المعارضات لا يجمعها سوى عدائها للنظام وكل حسب رؤيته ومصلحته. وقد تسببت الأخبار الآتية من موسكو فضلا عن اتصالات أركان هذه المعارضات مع المسؤولين الأميركيين في العالم بحالة صراع بين أطياف المعارضة حول ضرورة حضور مؤتمر دولي للمصالحة مع النظام والمصلحة في حضوره، وتهدد هذه الخلافات بالخصوص في تفكك الائتلاف السوري المعارض، وتشرذمه شظايا مبعثرة نظرا للصراعات القوية داخل تيارات الائتلاف، وتعدد مشارب مصادر التمويل، وإعطاء الأوامر الإقليمية والدولية التي تتنازع فيما بينها حول من يمسك بورقة المعارضات السورية ويحدد مسارها واتجاهاتها.   مصادر غربية في باريس حددت التيارات التي تتنازع داخل المعارضة السورية بأربعة وهي التالية:   1– تيار يرفض كليا التفاوض مع النظام وهذا التيار سمته المصادر الغربية بتيار (لا) ويتألف من رياض الترك، احمد رمضان، الهيئة العامة للثورة السورية، جماعة قطر في الائتلاف المعارض، "جبهة النصرة"، وقسم من قيادة جماعة "الإخوان المسلمين" في تركيا.   2- تيار سمته المصادر (لا، ولكن) وهذا التيار يرفض الحوار مع النظام ولكن في حال تمت تسميته ممثلا للمعارضة وإعطائه حصة المعارضة في الحكم فهو مستعد للقبول بالتفاوض. ويتألف هذا التيار من نائب المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" (محمد فاروق طيفور) الذي يقبل تسوية مع النظام إذا اختير وتياره في الحكم ويريد طيفور من خلال هذا التوجه الابتعاد عن تهمة تشكيل "جبهة النصرة" التي كان أول من أدخلها الى سوريا، ودمج بداخلها الكثير من وحدات لواء التوحيد التابع لجماعة "الإخوان المسلمين" في الشمال السوري، ويشترك مع طيفور في هذا التوجه جورج صبرة ومجموعة من أعضاء الائتلاف.   ‫3 – تيار سمته المصادر (نعم ولكن) وهذا التيار فيه مجموعات مختلفة من المعارضة ومنها قسم من جماعة "الإخوان المسلمين" على رأسهم ملهم الدروبي الذي حضر مؤتمر برنارد هنري ليفي حول سوريا الذي عقد في باريس صيف في العام 2011 وتقول المصادر أن ميشال كيلو ليس بعيدا عن أجواء هذه المجموعة ويحلم كل من الدروبي وكيلو بمنصب كبير من خلال هذا الموقف.   4–هيئة التنسيق الوطنية التي سمتها المصادر (نعم) والتي كانت وراء بنود إعلان جنيف الأول بين (كلينتون ولافروف) وهذه المجموعة لها شروطها وهي رفضت دائما عملية عسكرة الأزمة في سورية.   وتقول المصادر الغربية إن "بعض المعارضة السورية مصاب بالهلع من تخلي امريكا عن فكرة المواجهة مع النظام واتجاهها للتسوية مع روسيا. وهذا الهلع يمكن استشرافه من بعض مما دار خلال لقاء جمع السفير الأميركي في دمشق (روبرت فورد) ورئيس حزب الشعب السوري المعارض (رياض الترك) حسب المصادر الغربية نفسها التي تروي الحوار التالي بين فورد والترك: رياض الترك: النصر صبر ساعة لماذا انتم مستعجلون   روبرت فورد: على الأرض ليس أنتم من يتقدم   رياض الترك: لماذا نذهب للتفاوض مع النظام وهو على حافة الانهيار القصة أصبحت منتهية؟   روبرت فورد: ما اخشاه ان تنتهي القصة بنهاية المعارضة لذلك عليكم الذهاب الى التفاوض.  

المصدر : نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة