نشرت صحيفة "الاندبندنت اون صنداي" البريطانية تحليلا بعنوان "دروس من التاريخ يرفض الغرب تعلمها"، لفتت فيه الى أنه "بعد الحرب العالمية الأولى خلقت بريطانيا وفرنسا الشرق الأوسط الحديث عن طريق تقسيم ما كان الامبراطورية العثمانية. وتم وضع حدود دول جديدية مثل سوريا والعراق بما يحفظ مصالح واحتياجات بريطانيا وفرنسا".

وأشارت الى أن "هذه الحدود لم تأخذ في الحسبان رغبات السكان المحليين التي تم تجاهلها إلى حد كبير"، موضحا أنه "لأول مرة منذ أكثر من 90 عاما تخلخل تشكيل ما بعد الحرب العالمية للشرق الأوسط بالكامل، حيث أصبحت الحدود بين بعض دول المنطقة يسيرة في العبور بعد أن كانت صعبة، بينما المرور بين التقسيمات الداخلية في بعض الدول اكثر صعوبة وتعقيدا".

وتابعت الصحيفة البريطانية في تحقيقها أنه "في سوريا اصبحت الحكومة السورية لا تسيطر على الكثير من نقاط العبور بين سوريا وتركيا والعراق. وتتمكن المعارضة السورية المسلحة من عبور الحدود الدولية للبلاد من دون إعاقة، بينما يقاتل المسلحون اللبنانيون الشيعة والسنّة مع الجانبين المتعارضين والمتحاربين في سوريا. وفي الوقت ذاته، تتمكن اسرائيل من قصف سوريا كيفما تريد".

وأشارت الى أن "هذا لا يعني إنهيار الدولة في سوريا، ولكن سهولة عبور حدودها يعني أن الرابح في الحرب الأهلية السورية سيحكم على دولة ضعيفة يصعب عليها الدفاع عن نفسها".

وتساءلت "هل يجب أن يكترث العالم بمن يقاتل من في البلدات والقرى الفقيرة في الريف السوري؟"، مجيبة "بالطبع يجب أن نهتم، لأن المنطقة بين الساحل السوري على البحر المتوسط والحدود الغربية لإيران كان على مدار التاريخ منطقة صراع وحروب بين الامبراطوريات".

وطرحت سؤالا آخر: "في حال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، من سيحل محله؟ وهل يعتقد أن السلام سيحل بمجرد سقوطه؟ وهل لا يحتمل أن يكون القتال سيستمر بل شيتد بعد رحيله كما كان الحال في العراق عام 2003 عند سقوط صدام حسين؟"، لتخلص الى أنه "رغم تهوين المعارضة السورية من شأن المقارنة بين سوريا والعراق، إلا أن هناك تشابهات كبيرة وتنذر بالخطر بين البلدين. فقد يكون صدام حسين حاكما لا يحظى بالشعبية في العراق، ولكن الذين ايدوه أو عملوا معه لم يرضخوا لمحاولة تحييدهم عن السلطة او معاملتهم كمواطنين من الدرجة الأولى".

ورأت أن "خطط الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الخاصة بمستقبل سوريا قد تؤدي لكارثة كما كان الحال في خططهم عام 2003 في العراق، وأن الاسد لا يجب أن يلعب دورا في الحكومة السورية المقبلة، لا يأخذ وزير الخارجية الاميركي جون كيري في الحسبان أن الحكومة السورية لم تفقد السيطرة إلا على عاصمة اقليمية واحدة سقطت في يد مسلحي المعارضة. وإنه لا يمكن فرض مثل هذه الشروط إلا على فريق مهزم أو يكاد أن يهزم. وهذا لن يحدث إلا إذا تدخل الغرب عسكريا في سوريا نيابة عن المعارضة المسلحة كما حدث في ليبيا، ولكن عواقب ذلك على المدى البعيد قد تكون وخيمة".

  • فريق ماسة
  • 2013-05-11
  • 5901
  • من الأرشيف

الاندبندنت أون صنداي: خطط الغرب لسورية قد تكون "كارثية" العواقب

نشرت صحيفة "الاندبندنت اون صنداي" البريطانية تحليلا بعنوان "دروس من التاريخ يرفض الغرب تعلمها"، لفتت فيه الى أنه "بعد الحرب العالمية الأولى خلقت بريطانيا وفرنسا الشرق الأوسط الحديث عن طريق تقسيم ما كان الامبراطورية العثمانية. وتم وضع حدود دول جديدية مثل سوريا والعراق بما يحفظ مصالح واحتياجات بريطانيا وفرنسا". وأشارت الى أن "هذه الحدود لم تأخذ في الحسبان رغبات السكان المحليين التي تم تجاهلها إلى حد كبير"، موضحا أنه "لأول مرة منذ أكثر من 90 عاما تخلخل تشكيل ما بعد الحرب العالمية للشرق الأوسط بالكامل، حيث أصبحت الحدود بين بعض دول المنطقة يسيرة في العبور بعد أن كانت صعبة، بينما المرور بين التقسيمات الداخلية في بعض الدول اكثر صعوبة وتعقيدا". وتابعت الصحيفة البريطانية في تحقيقها أنه "في سوريا اصبحت الحكومة السورية لا تسيطر على الكثير من نقاط العبور بين سوريا وتركيا والعراق. وتتمكن المعارضة السورية المسلحة من عبور الحدود الدولية للبلاد من دون إعاقة، بينما يقاتل المسلحون اللبنانيون الشيعة والسنّة مع الجانبين المتعارضين والمتحاربين في سوريا. وفي الوقت ذاته، تتمكن اسرائيل من قصف سوريا كيفما تريد". وأشارت الى أن "هذا لا يعني إنهيار الدولة في سوريا، ولكن سهولة عبور حدودها يعني أن الرابح في الحرب الأهلية السورية سيحكم على دولة ضعيفة يصعب عليها الدفاع عن نفسها". وتساءلت "هل يجب أن يكترث العالم بمن يقاتل من في البلدات والقرى الفقيرة في الريف السوري؟"، مجيبة "بالطبع يجب أن نهتم، لأن المنطقة بين الساحل السوري على البحر المتوسط والحدود الغربية لإيران كان على مدار التاريخ منطقة صراع وحروب بين الامبراطوريات". وطرحت سؤالا آخر: "في حال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، من سيحل محله؟ وهل يعتقد أن السلام سيحل بمجرد سقوطه؟ وهل لا يحتمل أن يكون القتال سيستمر بل شيتد بعد رحيله كما كان الحال في العراق عام 2003 عند سقوط صدام حسين؟"، لتخلص الى أنه "رغم تهوين المعارضة السورية من شأن المقارنة بين سوريا والعراق، إلا أن هناك تشابهات كبيرة وتنذر بالخطر بين البلدين. فقد يكون صدام حسين حاكما لا يحظى بالشعبية في العراق، ولكن الذين ايدوه أو عملوا معه لم يرضخوا لمحاولة تحييدهم عن السلطة او معاملتهم كمواطنين من الدرجة الأولى". ورأت أن "خطط الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الخاصة بمستقبل سوريا قد تؤدي لكارثة كما كان الحال في خططهم عام 2003 في العراق، وأن الاسد لا يجب أن يلعب دورا في الحكومة السورية المقبلة، لا يأخذ وزير الخارجية الاميركي جون كيري في الحسبان أن الحكومة السورية لم تفقد السيطرة إلا على عاصمة اقليمية واحدة سقطت في يد مسلحي المعارضة. وإنه لا يمكن فرض مثل هذه الشروط إلا على فريق مهزم أو يكاد أن يهزم. وهذا لن يحدث إلا إذا تدخل الغرب عسكريا في سوريا نيابة عن المعارضة المسلحة كما حدث في ليبيا، ولكن عواقب ذلك على المدى البعيد قد تكون وخيمة".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة