أهم البنود السرية لاتفاق حزب العمال الكردستاني وتركيا مستوحى من اتفاق عقده السلطان سليمان القانوني مع وزيره الأول إبراهيم باشا..

هذا اتفاق امني بحت عقد بين عبدالله اوجلان الموجود في سجن أميرالاي التركي وبين المخابرات التركية، وهذا الاتفاق الأمني لا يحوي أية تفاصيل او مواعيد محددة او خريطة عمل لحل القضية الكردية في تركيا، وبالتالي ما يجري يعتبر هزيمة كبيرة من جميع النواحي للقضية الكردية في تركيا لأن المقاتلين الأكراد ينسحبون من تركيا الى بلد آخر في وقت تسير المتغيرات الإقليمية والدولية في اتجاه يصب في مصلحة الأكراد في كل المنطقة ، يأتي عبدالله اوجلان ويعقد اتفاقا مبهم المعالم مع المخابرات التركية وكل ما يتم على ارض الواقع هو مطروح من الأتراك من سنوات وليس جديدا، هذا الكلام لشخصية كردية بارزة مقيمة في الغرب في معرض حديثها عن الانسحاب الذي بدأه مقاتلو حزب العمال الكردستاني من تركيا باتجاه شمال العراق.

 

الشخصية الكردية تقول ان الأتراك لم يقدموا أي تنازل يذكر للكرد في هذه القضية، حتى ان الجيش التركي رفض رفضا قاطعا الإعلان عن التخلي عن عقيدته التي تعتبر حزب العمال الكردستاني حزب إرهابيا وعدوا للدولة التركية و يجب ضربه في كل مكان، وهذا شكل عقبة كبيرة لإتمام الصفقة على اعتبار ان الانسحاب الكردي سوف يكون تحت مرمى نيران الجيش التركي الذي سوف يطلق جنوده النار على المقاتلين الأكراد المنسحبين التزاما بالعقيد العسكرية للجيش. واضافت الشخصية الكردية البارزة انه في سبيل تذليل هذه العقبة الكبيرة تم اللجوء الى حيلة استندت الى اتفاق كان عقده السلطان العثماني سليمان القانوني مع وزيره الأول ابراهيم باشا الفرنجي خلال القرن السادس عشر.

 

وتروي الشخصية الكردية الرفيعة قصة هذا الاتفاق بالقول :

 

ان السلطان سليمان القانوني في صغره كان لديه صديق يلعب معه ويقضي وأياه معظم اوقاته و أصبح هذا الصديق فيما بعد وزيره الأول إبراهيم باشا وكان سليمان تعهد لصديقه انه لن يقتله أبدا، وفعلا تولى ابراهيم باشا منصب الوزير الأول سنوات طويلة في خدمة سليمان القانوني غير أن مشاكل الحكم وألاعيبه فرضت على السلطان قتل وزيره الأول ، وكان الوعد الذي قطعه سليمان لإبراهيم في أيام الصغر يؤرق السلطان الذي استفتى شيخا في الأمر فأـشار عليه الشيخ بالنوم أي ان يتم قتل ابراهيم باشا في وقت يكون فيه السلطان غارقا في نومه وهذا ما حصل وتبرأ السلطان سليمان من عهده.

 

لقد استوحت المخابرات التركية فكرة النوم من هذه القصة مخرجا لرفض الجيش التركي التخلي عن عقيدته في اعتبار حزب العمال الكردستاني عدوا يجب قتله، وكان نص أهم البنود السرية للاتفاق بين اوجلان والمخابرات التركية، ان ينسحب المقاتلون الأكراد في وقت يكون الجيش التركي فيه نائما او يعطى فيه الجنود الأتراك اوامر من ضباطهم انكم في هذه الفترة الزمنية من كل يوم وخلال شهر كامل أنتم بحكم النائمين وعليكم عدم القيام بأي عمل حربي، وحددت الفترة الزمنية لمدة اربع ساعات يوميا من الساعة الثالثة وحتى الساعة السابعة صباحا، يقوم خلالها المقاتلون الأكراد بالانسحاب يوميا على مدى شهر كامل، يعود بعده الجيش التركي ليستيقظ في تلك الفترة الزمنية بعد اتمام مسلحي حزب العمال انسحابهم الى شمال العراق.

 

مصلحة البرزاني الشخصية في اتمام هذا الانسحاب..

 

في موقف الجمعة بتاريخ (16 كانون اول عام 2011) أي قبل سنة ونصف تقريبا كان موقع المنار سباقا في الإعلان عن خطة تركية بالتنسيق مع مسعود البرزاني لانسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من تركيا الى شمال العراق وذكرنا حينها البنود التي كشف عنها في الاتفاق الذي عقد من شهرين تقريبا بين حزب العمال الكردستاني وتركيا. وقد اتى الاتفاق في وقت مهم شخصيا بالنسبة لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الذي يعتبر هذا الاتفاق مسألة حياة او موت بالنسبة له ولزعامته بين الأكراد بسبب قرب انتهاء ولايته الثانية لرئاسة الإقليم في أيلول المقبل وعدم دستورية ترشحه لولاية ثالثة.

 

مصادر كردية تقول ان مسعود البرزاني يريد من اتمام هذا الاتفاق الحصول على دعم تركيا وأمريكا في سعيه للبقاء في رئاسة الإقليم وهو سوف يتحايل على الدستور بالقول ان ولايته الأولى التي استمرت خمس سنوات لا تحسب لان الدستور عدل في الولاية الثانية وأصبحت ولاية رئاسة الإقليم أربع سنوات لا تتعدى ولايتين، وبالتالي فهو يقول انه وفقا للتعديل الذي جرى يعتبر انه حكم ولاية واحدة لمدة اربع سنوات وبالتالي يحق له الترشح لولاية ثانية، وهذا الأمر يثير اعتراض قوى كبيرة ومهمة في إقليم كردستان العراق خصوصا لدى رجل السليمانية القوي نوشيروان مصطفى رئيس حركة التغيير المنشق عن جلال طالباني، ونوشيروان يرفض التجديد لمسعود برزاني كونه مخالفا للدستور وهذا الأمر يقلق البرزاني الذي يريد مساعدة الاتراك في التجديد. وتقول المصادر الكردية ان البرزاني قال للآخرين إذا لم تقبلوا التجديد لي في رئاسة الإقليم لكم (سليمانيتكم) في إشارة الى مدينة السليمانية والى مدينة إربيل ، سوف ننفصل كل في مكانه ، وتختم المصادر الكردية كلامها بالقول قد يأتي أيلول المقبل على الأكراد بهزيمة في غير وقتها وقد تتعرض تجربة الحكم الذاتي في اقليم كردستان العراق للدمار بسبب الخلافات الداخلية. ومن مفارقات الزمن أن تركيا التي ترفض الاعتراف بأي حقوق للأكراد في المنطقة سوف يكون بيدها تحديد مصير إقليم كردستان العراق ومصير من يحكمه.

  • فريق ماسة
  • 2013-05-10
  • 8419
  • من الأرشيف

عندما ينام الجيش التركي

أهم البنود السرية لاتفاق حزب العمال الكردستاني وتركيا مستوحى من اتفاق عقده السلطان سليمان القانوني مع وزيره الأول إبراهيم باشا.. هذا اتفاق امني بحت عقد بين عبدالله اوجلان الموجود في سجن أميرالاي التركي وبين المخابرات التركية، وهذا الاتفاق الأمني لا يحوي أية تفاصيل او مواعيد محددة او خريطة عمل لحل القضية الكردية في تركيا، وبالتالي ما يجري يعتبر هزيمة كبيرة من جميع النواحي للقضية الكردية في تركيا لأن المقاتلين الأكراد ينسحبون من تركيا الى بلد آخر في وقت تسير المتغيرات الإقليمية والدولية في اتجاه يصب في مصلحة الأكراد في كل المنطقة ، يأتي عبدالله اوجلان ويعقد اتفاقا مبهم المعالم مع المخابرات التركية وكل ما يتم على ارض الواقع هو مطروح من الأتراك من سنوات وليس جديدا، هذا الكلام لشخصية كردية بارزة مقيمة في الغرب في معرض حديثها عن الانسحاب الذي بدأه مقاتلو حزب العمال الكردستاني من تركيا باتجاه شمال العراق.   الشخصية الكردية تقول ان الأتراك لم يقدموا أي تنازل يذكر للكرد في هذه القضية، حتى ان الجيش التركي رفض رفضا قاطعا الإعلان عن التخلي عن عقيدته التي تعتبر حزب العمال الكردستاني حزب إرهابيا وعدوا للدولة التركية و يجب ضربه في كل مكان، وهذا شكل عقبة كبيرة لإتمام الصفقة على اعتبار ان الانسحاب الكردي سوف يكون تحت مرمى نيران الجيش التركي الذي سوف يطلق جنوده النار على المقاتلين الأكراد المنسحبين التزاما بالعقيد العسكرية للجيش. واضافت الشخصية الكردية البارزة انه في سبيل تذليل هذه العقبة الكبيرة تم اللجوء الى حيلة استندت الى اتفاق كان عقده السلطان العثماني سليمان القانوني مع وزيره الأول ابراهيم باشا الفرنجي خلال القرن السادس عشر.   وتروي الشخصية الكردية الرفيعة قصة هذا الاتفاق بالقول :   ان السلطان سليمان القانوني في صغره كان لديه صديق يلعب معه ويقضي وأياه معظم اوقاته و أصبح هذا الصديق فيما بعد وزيره الأول إبراهيم باشا وكان سليمان تعهد لصديقه انه لن يقتله أبدا، وفعلا تولى ابراهيم باشا منصب الوزير الأول سنوات طويلة في خدمة سليمان القانوني غير أن مشاكل الحكم وألاعيبه فرضت على السلطان قتل وزيره الأول ، وكان الوعد الذي قطعه سليمان لإبراهيم في أيام الصغر يؤرق السلطان الذي استفتى شيخا في الأمر فأـشار عليه الشيخ بالنوم أي ان يتم قتل ابراهيم باشا في وقت يكون فيه السلطان غارقا في نومه وهذا ما حصل وتبرأ السلطان سليمان من عهده.   لقد استوحت المخابرات التركية فكرة النوم من هذه القصة مخرجا لرفض الجيش التركي التخلي عن عقيدته في اعتبار حزب العمال الكردستاني عدوا يجب قتله، وكان نص أهم البنود السرية للاتفاق بين اوجلان والمخابرات التركية، ان ينسحب المقاتلون الأكراد في وقت يكون الجيش التركي فيه نائما او يعطى فيه الجنود الأتراك اوامر من ضباطهم انكم في هذه الفترة الزمنية من كل يوم وخلال شهر كامل أنتم بحكم النائمين وعليكم عدم القيام بأي عمل حربي، وحددت الفترة الزمنية لمدة اربع ساعات يوميا من الساعة الثالثة وحتى الساعة السابعة صباحا، يقوم خلالها المقاتلون الأكراد بالانسحاب يوميا على مدى شهر كامل، يعود بعده الجيش التركي ليستيقظ في تلك الفترة الزمنية بعد اتمام مسلحي حزب العمال انسحابهم الى شمال العراق.   مصلحة البرزاني الشخصية في اتمام هذا الانسحاب..   في موقف الجمعة بتاريخ (16 كانون اول عام 2011) أي قبل سنة ونصف تقريبا كان موقع المنار سباقا في الإعلان عن خطة تركية بالتنسيق مع مسعود البرزاني لانسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من تركيا الى شمال العراق وذكرنا حينها البنود التي كشف عنها في الاتفاق الذي عقد من شهرين تقريبا بين حزب العمال الكردستاني وتركيا. وقد اتى الاتفاق في وقت مهم شخصيا بالنسبة لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الذي يعتبر هذا الاتفاق مسألة حياة او موت بالنسبة له ولزعامته بين الأكراد بسبب قرب انتهاء ولايته الثانية لرئاسة الإقليم في أيلول المقبل وعدم دستورية ترشحه لولاية ثالثة.   مصادر كردية تقول ان مسعود البرزاني يريد من اتمام هذا الاتفاق الحصول على دعم تركيا وأمريكا في سعيه للبقاء في رئاسة الإقليم وهو سوف يتحايل على الدستور بالقول ان ولايته الأولى التي استمرت خمس سنوات لا تحسب لان الدستور عدل في الولاية الثانية وأصبحت ولاية رئاسة الإقليم أربع سنوات لا تتعدى ولايتين، وبالتالي فهو يقول انه وفقا للتعديل الذي جرى يعتبر انه حكم ولاية واحدة لمدة اربع سنوات وبالتالي يحق له الترشح لولاية ثانية، وهذا الأمر يثير اعتراض قوى كبيرة ومهمة في إقليم كردستان العراق خصوصا لدى رجل السليمانية القوي نوشيروان مصطفى رئيس حركة التغيير المنشق عن جلال طالباني، ونوشيروان يرفض التجديد لمسعود برزاني كونه مخالفا للدستور وهذا الأمر يقلق البرزاني الذي يريد مساعدة الاتراك في التجديد. وتقول المصادر الكردية ان البرزاني قال للآخرين إذا لم تقبلوا التجديد لي في رئاسة الإقليم لكم (سليمانيتكم) في إشارة الى مدينة السليمانية والى مدينة إربيل ، سوف ننفصل كل في مكانه ، وتختم المصادر الكردية كلامها بالقول قد يأتي أيلول المقبل على الأكراد بهزيمة في غير وقتها وقد تتعرض تجربة الحكم الذاتي في اقليم كردستان العراق للدمار بسبب الخلافات الداخلية. ومن مفارقات الزمن أن تركيا التي ترفض الاعتراف بأي حقوق للأكراد في المنطقة سوف يكون بيدها تحديد مصير إقليم كردستان العراق ومصير من يحكمه.

المصدر : المنار \نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة