إنه أحد أشكال المخطط الجديد لتسريع الحرب على سورية، التي كانت قد أشارت إليها "الثبات" في الأسبوع الماضي.. تلك هي النتيجة التي خلص إليها المتابعون للمؤامرة على سورية،بعد العدوان الصهيوني الجديد على دمشق، والذي جاء سريعاً، بما يذكر بالعدوان الصهيوني على لبنان وحرب تموز عام 2006، حيث أكدت المعلومات الموثوقة في حينه أن الحرب الصهيونية على لبنان ومقاومته كان مخططاً لها في شهر أيلول من ذاك العام، وتحديداً في شهر رمضان، حيث كانت تحضَّر الساحة محلياً لتترافق مع العدوان، وربما سيأتي يوم يتم فيه الكشف عن تفاصيل التحضيرات التي كان يتم إعدادها لهذا الأمر الخطير، فجاء أسر الجندييْن الصهيونييْن من قبل المقاومة ليسرّع من العملية الصهيونية - الأميركية.

هذه المرة كان التحضير يتم بشكل متسارع للهجوم على عاصمة الأمويين، وجاءت زيارة أوباما إلى المنطقة قبل أسابيع في هذا الإطار، حيث كان وعده القاطع بالتحضير لساعة الصفر، وكان بالتالي رفْع وتيرة تسليح المعارضات السورية، وإدخال مجموعات من أجهزة الاستخبارات الأميركية والأطلسية، التي عملت على إنشاء غرف عمليات عسكرية واستخباراتية في اسطنبول وأنقرة وعمّان، مع تطوير ما كان موجوداً، لكن العمليات النوعية والحاسمة التي نفّذها الجيش السوري في القصير وريفها، وحمص وريفها، وفي أرياف دمشق وحلب وإدلب ودرعا، قلبت المقاييس، خصوصاً أن القوات المسلحة السورية وجهاز الاستخبارات نجح في جمع معلومات مذهلة بخطورتها من المناطق التي طهّرها بعد قتله مئات الإرهابيين، واعتقال مئات آخرين، وفرار من فرّ.

وقد وصفت مصادر مطلعة المعلومات التي باتت في حوزة القيادة السورية بـ"كنز ثمين" من الأسرار، يكشف دور كل طرف من أطراف التآمُر على الدولة الوطنية السورية، وعلى المقاومة.

وحسب هذه المصادر، فإن اكتشاف هذه المعلومات سيكشف المستور عن بعض القيادات العربية المدّعية أنها مقاومة أو في صفّ المقاومة، ومدى ارتباط العديد من الحكام والقيادات بالمخطط الصهيوني - الأميركي، بالإضافة إلى حجم الجرائم التي ارتكبوها بحق الدولة السورية وشعبها، وما أقدموا عليه من أعمال جرائم وتخريب وقتل وفظائع بسلاح أميركي و"إسرائيلي"، بالإضافة إلى أعمال النهب وسرقة الثروات الوطنية، والممتلكات الخاصة والعامة، وكذلك حجم الأموال الهائلة التي أنفقتها الرياض والدوحة في دعم العصابات المسلحة وتدريب المسلحين في معسكرات تركية و"إسرائيلية" وأردنية، بمشاركة أجانب ومرتزقة من كل فج عميق في تدريب وتوجيه المسلحين.

في ظل هذه التطورات الميدانية، كانت واشنطن قد كتبت السيناريو وتحضّر المسرح وتُعدّ الأدوار، بمن فيهم المهرّجون الثانويون، فاستخدمت جامعة نبيل العربي، وما تُسمى "اللجنة العربية"، التي قدمت ما يشبه وعد بلفور جديد لتصفية القضية الفلسطينية وفق الشروط "الإسرائيلية"، وجعلها بعُهدة السعودية وقطر وتركيا ومصر، الذين سيخرجون على الشعوب العربية والإسلامية ليقولوا إنهم حققوا للفلسطينيين "النصر المبين".

لكن التقدّم النوعي الذي حققه الجيش العربي السوري في الحسم بضربه معاقل المسلحين في مختلف المناطق، وما تكشّف من انهيارات في صفوفهم، جعل الكيان الصهيوني يقرر الدخول المباشر على خط التطورات السورية، ويسرع في ما يسمونه "معركة دمشق"، حيث تفيد المعلومات أن كل شيء كان مُعَداً سلفاً، من أجهزة تصوير دقيقة وحديثة جداً، بالإضافة إلى البيانات المحضَّرة سابقاً، حتى أن إحدى الفضائيات العربية كانت مجهزة "دوبلير" للرئيس الأسد.. وباختصار هنا، دخلت "إسرائيل" مباشرة على خط الاشتباك بغطاء ناري فعال، حتى أن بعض المحللين الاستراتيجيين يجزمون أن استهداف مركز الأبحاث العلمية في جمرايا كان بصورايخ أطلقتها الطائرات الحربية "الإسرائيلية" من الأجواء اللبنانية، حيث كانت تحركاتها المكثفة وغاراتها الوهمية في تلك الأثناء تؤشّر إلى عمل عدواني محتمل، وبالتالي فإن هذا العدوان - كما تجزم المعلومات - كان يصب في خطط الهجوم لإسقاط دمشق.

في الخلاصة، فإن العدوان الأميركي - الصهيوني - الرجعي العربي الجديد فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه، حيث لم تُجَرّ سورية وحلفاؤها إلى معركة حدد زمانها ومكانها العدو "الإسرائيلي"؛ بالغطاء والرضا الأميركي، وتميّز الرد السوري برباطة جأش وحرب أعصاب هزت أوصال الأميركي و"الإسرائيلي"، وتمثّل، كما تؤكد المصادر المطلعة، بنصب بطاريات صواريخ موجّهة نحو فلسطين المحتلة، وإعلان دمشق أنها ستزوّد المقاومة بكل أنواع الأسلحة، بما فيها الجديد والنوعي الذي لم تقدَّم مثله سابقاً، فيما نقلت مصادر موثوقة أنه تم تشكيل كتائب شعبية للمقاومة ضد "إسرائيل" في الجولان، وسُمح للفصائل الفلسطينية بالقيام بعمليات ضد الكيان الصهيوني.

باختصار، فإن دمشق أسقطت الهدف الجديد للعدوان، والذي كان يأمل بالرد على الغارات "الإسرائيلية" بصورايخ سورية للتوّ، وبالتالي حصول اشتباكات "إسرائيلية" - سورية واسعة، يتدخّل مجلس الأمن على إثرها ويفرض وقفاً لإطلاق النار، في إطار مفاوضات سورية - "إسرائيلية" ترتكز على وقف نهائي للنار ومفاوضات على الجولان، من دون أي أثر لفلسطين التي قدّم أعرابها وعد بلفور جديد لأوباما ونتنياهو.

ثمة خلاصة هنا يخرج بها المحللون الاستراتيجيون، وهي أن قواعد لعبة جديدة فرضها بشار الأسد؛ الذي كان معبّراً خروجه مع عقيلته السيدة أسماء في السادس من أيار نحو مدرسة أبناء الشهداء في رسالة، لا تخفى على لبيب.. فهل لاحظ أحد أنه مع وصول ناظر الخارجية الأميركية جون كيري إلى موسكو، سقطت قذائف الهاون على مواقع الاحتلال "الإسرائيلي" في الجولان، وأن الجيش السوري أحكم الخناق على المسلحين في أكثر من مكان في سورية؟

تابعوا مسلسل الارتباك "الإسرائيلي"، ولو من خلال إعلامه، ستجدون بعضاً من الجواب على أسئلة البعض الخائفة.

  • فريق ماسة
  • 2013-05-10
  • 9443
  • من الأرشيف

سورية تفرض قواعد جديدة لـ"اللعبة"

إنه أحد أشكال المخطط الجديد لتسريع الحرب على سورية، التي كانت قد أشارت إليها "الثبات" في الأسبوع الماضي.. تلك هي النتيجة التي خلص إليها المتابعون للمؤامرة على سورية،بعد العدوان الصهيوني الجديد على دمشق، والذي جاء سريعاً، بما يذكر بالعدوان الصهيوني على لبنان وحرب تموز عام 2006، حيث أكدت المعلومات الموثوقة في حينه أن الحرب الصهيونية على لبنان ومقاومته كان مخططاً لها في شهر أيلول من ذاك العام، وتحديداً في شهر رمضان، حيث كانت تحضَّر الساحة محلياً لتترافق مع العدوان، وربما سيأتي يوم يتم فيه الكشف عن تفاصيل التحضيرات التي كان يتم إعدادها لهذا الأمر الخطير، فجاء أسر الجندييْن الصهيونييْن من قبل المقاومة ليسرّع من العملية الصهيونية - الأميركية. هذه المرة كان التحضير يتم بشكل متسارع للهجوم على عاصمة الأمويين، وجاءت زيارة أوباما إلى المنطقة قبل أسابيع في هذا الإطار، حيث كان وعده القاطع بالتحضير لساعة الصفر، وكان بالتالي رفْع وتيرة تسليح المعارضات السورية، وإدخال مجموعات من أجهزة الاستخبارات الأميركية والأطلسية، التي عملت على إنشاء غرف عمليات عسكرية واستخباراتية في اسطنبول وأنقرة وعمّان، مع تطوير ما كان موجوداً، لكن العمليات النوعية والحاسمة التي نفّذها الجيش السوري في القصير وريفها، وحمص وريفها، وفي أرياف دمشق وحلب وإدلب ودرعا، قلبت المقاييس، خصوصاً أن القوات المسلحة السورية وجهاز الاستخبارات نجح في جمع معلومات مذهلة بخطورتها من المناطق التي طهّرها بعد قتله مئات الإرهابيين، واعتقال مئات آخرين، وفرار من فرّ. وقد وصفت مصادر مطلعة المعلومات التي باتت في حوزة القيادة السورية بـ"كنز ثمين" من الأسرار، يكشف دور كل طرف من أطراف التآمُر على الدولة الوطنية السورية، وعلى المقاومة. وحسب هذه المصادر، فإن اكتشاف هذه المعلومات سيكشف المستور عن بعض القيادات العربية المدّعية أنها مقاومة أو في صفّ المقاومة، ومدى ارتباط العديد من الحكام والقيادات بالمخطط الصهيوني - الأميركي، بالإضافة إلى حجم الجرائم التي ارتكبوها بحق الدولة السورية وشعبها، وما أقدموا عليه من أعمال جرائم وتخريب وقتل وفظائع بسلاح أميركي و"إسرائيلي"، بالإضافة إلى أعمال النهب وسرقة الثروات الوطنية، والممتلكات الخاصة والعامة، وكذلك حجم الأموال الهائلة التي أنفقتها الرياض والدوحة في دعم العصابات المسلحة وتدريب المسلحين في معسكرات تركية و"إسرائيلية" وأردنية، بمشاركة أجانب ومرتزقة من كل فج عميق في تدريب وتوجيه المسلحين. في ظل هذه التطورات الميدانية، كانت واشنطن قد كتبت السيناريو وتحضّر المسرح وتُعدّ الأدوار، بمن فيهم المهرّجون الثانويون، فاستخدمت جامعة نبيل العربي، وما تُسمى "اللجنة العربية"، التي قدمت ما يشبه وعد بلفور جديد لتصفية القضية الفلسطينية وفق الشروط "الإسرائيلية"، وجعلها بعُهدة السعودية وقطر وتركيا ومصر، الذين سيخرجون على الشعوب العربية والإسلامية ليقولوا إنهم حققوا للفلسطينيين "النصر المبين". لكن التقدّم النوعي الذي حققه الجيش العربي السوري في الحسم بضربه معاقل المسلحين في مختلف المناطق، وما تكشّف من انهيارات في صفوفهم، جعل الكيان الصهيوني يقرر الدخول المباشر على خط التطورات السورية، ويسرع في ما يسمونه "معركة دمشق"، حيث تفيد المعلومات أن كل شيء كان مُعَداً سلفاً، من أجهزة تصوير دقيقة وحديثة جداً، بالإضافة إلى البيانات المحضَّرة سابقاً، حتى أن إحدى الفضائيات العربية كانت مجهزة "دوبلير" للرئيس الأسد.. وباختصار هنا، دخلت "إسرائيل" مباشرة على خط الاشتباك بغطاء ناري فعال، حتى أن بعض المحللين الاستراتيجيين يجزمون أن استهداف مركز الأبحاث العلمية في جمرايا كان بصورايخ أطلقتها الطائرات الحربية "الإسرائيلية" من الأجواء اللبنانية، حيث كانت تحركاتها المكثفة وغاراتها الوهمية في تلك الأثناء تؤشّر إلى عمل عدواني محتمل، وبالتالي فإن هذا العدوان - كما تجزم المعلومات - كان يصب في خطط الهجوم لإسقاط دمشق. في الخلاصة، فإن العدوان الأميركي - الصهيوني - الرجعي العربي الجديد فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه، حيث لم تُجَرّ سورية وحلفاؤها إلى معركة حدد زمانها ومكانها العدو "الإسرائيلي"؛ بالغطاء والرضا الأميركي، وتميّز الرد السوري برباطة جأش وحرب أعصاب هزت أوصال الأميركي و"الإسرائيلي"، وتمثّل، كما تؤكد المصادر المطلعة، بنصب بطاريات صواريخ موجّهة نحو فلسطين المحتلة، وإعلان دمشق أنها ستزوّد المقاومة بكل أنواع الأسلحة، بما فيها الجديد والنوعي الذي لم تقدَّم مثله سابقاً، فيما نقلت مصادر موثوقة أنه تم تشكيل كتائب شعبية للمقاومة ضد "إسرائيل" في الجولان، وسُمح للفصائل الفلسطينية بالقيام بعمليات ضد الكيان الصهيوني. باختصار، فإن دمشق أسقطت الهدف الجديد للعدوان، والذي كان يأمل بالرد على الغارات "الإسرائيلية" بصورايخ سورية للتوّ، وبالتالي حصول اشتباكات "إسرائيلية" - سورية واسعة، يتدخّل مجلس الأمن على إثرها ويفرض وقفاً لإطلاق النار، في إطار مفاوضات سورية - "إسرائيلية" ترتكز على وقف نهائي للنار ومفاوضات على الجولان، من دون أي أثر لفلسطين التي قدّم أعرابها وعد بلفور جديد لأوباما ونتنياهو. ثمة خلاصة هنا يخرج بها المحللون الاستراتيجيون، وهي أن قواعد لعبة جديدة فرضها بشار الأسد؛ الذي كان معبّراً خروجه مع عقيلته السيدة أسماء في السادس من أيار نحو مدرسة أبناء الشهداء في رسالة، لا تخفى على لبيب.. فهل لاحظ أحد أنه مع وصول ناظر الخارجية الأميركية جون كيري إلى موسكو، سقطت قذائف الهاون على مواقع الاحتلال "الإسرائيلي" في الجولان، وأن الجيش السوري أحكم الخناق على المسلحين في أكثر من مكان في سورية؟ تابعوا مسلسل الارتباك "الإسرائيلي"، ولو من خلال إعلامه، ستجدون بعضاً من الجواب على أسئلة البعض الخائفة.

المصدر : الثبات \ أحمد زين الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة