في وسط الصراع الدموي الذي لا تبدو له نهاية , و خضم صراع المصالح على سورية التي أثبتت بأنها ليست مجرد دولة صغيرة في الحجم نسبيا , بل إنها قلب الشرق الأوسط و الإقليم برمته . إذا استطعنا ان نخرج من قوقعة المعارضة و التأييد و ننظر بواقعية للأمور بعين المراقب الحيادي , نصل الى نتائج كارثية عن أسباب اندلاع الازمة في سورية ومن يقف خلفها و كم من الاموال صرفت لها , سنعرف حينها ان شعارات الثورة المزعومة لم تكن سوى شعارات غوغائية طرحتها بعض الدول على الشعب السوري الذي أؤمن بان له مطالب محقة و ان هذا الشعب يستحق ان يكون في مصاف الشعوب . التحالف الشيطاني على سورية من قبل دول لم تؤمن يوما بحرية او حقوق انسان و لها سجل مخزي في هذا المجال من قطر الى تركيا و غيرها و هي بدورها ليست الا ادوات مطيعة بيد اسيادها.

لن أتحدث اليوم عن الدور الصهيوامريكي و عن ادواته في المنطقة كقطر و تركيا و امثالها , لكنني سأسلط الضوء على موقف تركيا و هنا أعني به موقف أردوغان و ليس الشعب التركي , الذي اصبحت واثقا بان اغلبيتة تقف ضد سياسته تجاه سورية و ما ان التقيت أحدا من الجالية التركية إلا و عبر عن امتعاضه من سياسة أردوغان و خاصة حيال سورية الدولة الجارة التي تربط بينهم علاقات صداقة و دم و هم الذين اطلقوا علينا لقب *همشري* دونا عن أي دولة مجاورة لهم . و لكن ما الذي قلب أردوغان وهي التصورات المستقبلية لديه في حال سقوط سورية وما هي المكتسبات التي سيفوز بها او التي وعد بها في حال سقوط سورية و نظامها ؟؟ أسئلة كثيرة حيرت المقربين من أردوغان فما بالكم نحن !!! لا بد للحقيقة ان تسطع كاشعة الشمس مهما حاولنا ان نخبئها و ان غدا لناظره فريب.

يتحدث أردوغان عن الاخلاق و القيم الدينية و الاسلامية و يساهم في تدمير بلد الحضارات و الديانات و يساهم في سرقة ثرواته بعلم أو بدون علم مع انني واثق بل أجزم انه يعلم كل شيئ , لكن الحقد و الغل الذي حمله قلبه تجاه صمود سورية شعبا و قيادة جعله يتصرف بشكل هستيري و هو الذي يعلم ماذا سيحل به حين تنتهي الأزمة في سورية فسيكون له خصوم كثر أولهم الشعب التركي الذي لم يكن راضيا منذ البداية على مواقفه تجاه سورية و التي كانت أكبر شريك تجاري لها عدا صلة الجوار و القربي و ثانيهما ما يسمى الثوا ر و كتائب الجيش السوري الحر و التي كشفت نواياه بتدمير سورية و هي تعرف حقائق و خفايا كثيرة لا بد لها ان تنكشف و هذا ما عنيته مسبقا و ثالثها سورية بأكملها شعبا و قيادة و رابعها الدول الاخرى و خاصة اوربا التي خدعها و جعلها تصدق بأن أمر النظام في سورية بات منتهيا و ما هي إلا أيام و ينقضي الامر , فوجدت نفسها في نفق طويل و استنفذت قواها تارة بالتسليح و تارة بالمال و أخرى بالضغط و الحظر و العرّاب أردوغان يطلب المزيد و يتخبط في دوامة عهره . هذا الذي يدعي نصرته للشعب السوري و بعد ان قام و يقوم بكل فعل شنيع و لم ينجح , ها هو يعاقب الشعب السوري و يقطع عنهم المياه انتقاما لصمودهم في وجه المؤامرة , فهل حجز المياه سلاحا يستخدمه ليسقط الدولة السورية أم أن الحقد العثماني الدفين في صدره وراء هذا العمل الاجرامي ؟

  • فريق ماسة
  • 2013-05-09
  • 10336
  • من الأرشيف

أردوغان تخيلتك وضيعا و لكن صدقا لم اتخيلك بهذه الوضاعة

في وسط الصراع الدموي الذي لا تبدو له نهاية , و خضم صراع المصالح على سورية التي أثبتت بأنها ليست مجرد دولة صغيرة في الحجم نسبيا , بل إنها قلب الشرق الأوسط و الإقليم برمته . إذا استطعنا ان نخرج من قوقعة المعارضة و التأييد و ننظر بواقعية للأمور بعين المراقب الحيادي , نصل الى نتائج كارثية عن أسباب اندلاع الازمة في سورية ومن يقف خلفها و كم من الاموال صرفت لها , سنعرف حينها ان شعارات الثورة المزعومة لم تكن سوى شعارات غوغائية طرحتها بعض الدول على الشعب السوري الذي أؤمن بان له مطالب محقة و ان هذا الشعب يستحق ان يكون في مصاف الشعوب . التحالف الشيطاني على سورية من قبل دول لم تؤمن يوما بحرية او حقوق انسان و لها سجل مخزي في هذا المجال من قطر الى تركيا و غيرها و هي بدورها ليست الا ادوات مطيعة بيد اسيادها. لن أتحدث اليوم عن الدور الصهيوامريكي و عن ادواته في المنطقة كقطر و تركيا و امثالها , لكنني سأسلط الضوء على موقف تركيا و هنا أعني به موقف أردوغان و ليس الشعب التركي , الذي اصبحت واثقا بان اغلبيتة تقف ضد سياسته تجاه سورية و ما ان التقيت أحدا من الجالية التركية إلا و عبر عن امتعاضه من سياسة أردوغان و خاصة حيال سورية الدولة الجارة التي تربط بينهم علاقات صداقة و دم و هم الذين اطلقوا علينا لقب *همشري* دونا عن أي دولة مجاورة لهم . و لكن ما الذي قلب أردوغان وهي التصورات المستقبلية لديه في حال سقوط سورية وما هي المكتسبات التي سيفوز بها او التي وعد بها في حال سقوط سورية و نظامها ؟؟ أسئلة كثيرة حيرت المقربين من أردوغان فما بالكم نحن !!! لا بد للحقيقة ان تسطع كاشعة الشمس مهما حاولنا ان نخبئها و ان غدا لناظره فريب. يتحدث أردوغان عن الاخلاق و القيم الدينية و الاسلامية و يساهم في تدمير بلد الحضارات و الديانات و يساهم في سرقة ثرواته بعلم أو بدون علم مع انني واثق بل أجزم انه يعلم كل شيئ , لكن الحقد و الغل الذي حمله قلبه تجاه صمود سورية شعبا و قيادة جعله يتصرف بشكل هستيري و هو الذي يعلم ماذا سيحل به حين تنتهي الأزمة في سورية فسيكون له خصوم كثر أولهم الشعب التركي الذي لم يكن راضيا منذ البداية على مواقفه تجاه سورية و التي كانت أكبر شريك تجاري لها عدا صلة الجوار و القربي و ثانيهما ما يسمى الثوا ر و كتائب الجيش السوري الحر و التي كشفت نواياه بتدمير سورية و هي تعرف حقائق و خفايا كثيرة لا بد لها ان تنكشف و هذا ما عنيته مسبقا و ثالثها سورية بأكملها شعبا و قيادة و رابعها الدول الاخرى و خاصة اوربا التي خدعها و جعلها تصدق بأن أمر النظام في سورية بات منتهيا و ما هي إلا أيام و ينقضي الامر , فوجدت نفسها في نفق طويل و استنفذت قواها تارة بالتسليح و تارة بالمال و أخرى بالضغط و الحظر و العرّاب أردوغان يطلب المزيد و يتخبط في دوامة عهره . هذا الذي يدعي نصرته للشعب السوري و بعد ان قام و يقوم بكل فعل شنيع و لم ينجح , ها هو يعاقب الشعب السوري و يقطع عنهم المياه انتقاما لصمودهم في وجه المؤامرة , فهل حجز المياه سلاحا يستخدمه ليسقط الدولة السورية أم أن الحقد العثماني الدفين في صدره وراء هذا العمل الاجرامي ؟

المصدر : مجلة الفارهايت الألمانية / Dr. Taha-Pascha


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة