رغم أن القرار بإقامة سياج أمني فاصل على طول الحدود مع مصر ابتداء من الحدود المشتركة مع قطاع غزة وانتهاء بإيلات، اتخذ قبل أشهر عديدة إلا أن البدء بتنفيذه سيتمّ خلال الأسبوع المقبل. وقد تقرّر أن يتم بناء السياج هذا على شكل جدار الكتروني متطور، وبهدف يجمع بين منع تسلل «جهات معادية» وتسلل "لاجئين أفارقة".

وكانت إسرائيل قبل عام قد جعلت من الأمر قضية أمن قومي أساسية بعدما تزايدت أعداد المهاجرين الأفارقة إليها، خصوصاً في أعقاب الاضطرابات والحرب الأهلية في دارفور. وحينها أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن خطر تدفق المهاجرين الأفارقة على إسرائيل بات وجوديا لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة من «دول العالم الأول» التي يمكن للمهاجرين من دول العالم الثالث التسلل إليها سيراً على الأقدام. وكان نتنياهو قد تباحث مع الرئيس المصري حسني مبارك حول هذه المسألة في زيارته الأخيرة للقاهرة قبل أيام.

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن المداولات التي تمت في الأشهر الأخيرة في المؤسسة الأمنية قادت إلى وجوب البدء بتنفيذ السياج الألكتروني على طول الحدود مع مصر من دون أي تأخير. وستبدأ عمليات إنشاء السياج الأسبوع المقبل في القطاع الجنوبي من الحدود، وهو القطاع الأقرب إلى إيلات حيث نشطت عصابات تهريب الأفارقة والرقيق الأبيض إلى إسرائيل.

وأشار ضابط إسرائيلي بارز إلى أنّ البدء بالمشروع من جهة إيلات يرمي إلى «سد الطريق أمام محور التهريب المركزي القائم على طول 60 كيلومتراً» في تلك المنطقة. وبحسب هذا الضابط فإن الهدف هو "خلق عنق زجاجة يسمح لشرطة إسرائيل وحرس الحدود بمواجهة ظاهرة الهجرة غير المشروعة وظاهرة تجارة المخدرات وتهريب الأسلحة أو حتى تهريب المخربين".

فإن المداولات التي انتهت في الأيام الأخيرة في وزارة الدفاع حول السياج الألكتروني أشارت إلى أن الانتهاء من المشروع لن يتم قبل العام 2013. وتشمل الإنشاءات إقامة عقبات في مناطق طوبوغرافية قاسية ونصب منظومة الكترونية في المناطق السهلية تشبه تلك القائمة على الحدود مع لبنان وقطاع غزة. وقالت الصحيفة إنه تمّ تعيين العميد عيران أوفير رئيساً لإدارة الوحدة التي تشرف على إنشاء السياج بعد الخبرة التي راكمها في إدارة إنشاء السياج الأمني ضمن الجدار الفاصل مع الضفة الغربية

وإن تكلفة السياج الألكتروني على الحدود مع مصر تبلغ حوالى مليار و300 مليون شيكل (أكثر من 300 مليون دولار) وتتقاسم تكلفته وزارتا الدفاع والمالية. وتقدر الإدارات الحكومية الإسرائيلية عدد المتسللين إلى داخل إسرائيل من مصر شهرياً بحوالى ألف متسلل. ويأتي معظم هؤلاء من السودان وأرتيريا

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اسحق أهرونفيتش إنه في كل شهر يتسلل إلى إسرائيل 1200 متسلل من أفريقيا، وإن وضعاً كهذا لا يمكن للشرطة مواجهته. وأضاف إن هذا يعني أن «على إسرائيل أن تبني في كل شهر سجناً جديداً». وأوضح أن التوقعات تشير إلى أنه حتى نهاية العام سيتسلل لإسرائيل حوالى 13 ألف متسلل

ونقل أن مصر تؤيد إنشاء هذا السياج الالكتروني لأن اللاجئين الذين ينتظرون في مصر ينضمون لخلايا الإرهاب العالمي على الأرض المصرية

ومن المهم الإشارة إلى أن الحدود الإسرائيلية مع مصر تبلغ حوالى 240 كيلومتراً. ولكن السياج، على الأقل بصورته المقررة، لن يزيد في مرحلته الأولى عن 60 كيلومتراً تقع شمالي إيلات وهي المنطقة التي يسهل التهريب فيها.

  • فريق ماسة
  • 2010-07-21
  • 11514
  • من الأرشيف

إسرائيل تبدأ إقامة سياج إلكتروني على الحدود المصرية

رغم أن القرار بإقامة سياج أمني فاصل على طول الحدود مع مصر ابتداء من الحدود المشتركة مع قطاع غزة وانتهاء بإيلات، اتخذ قبل أشهر عديدة إلا أن البدء بتنفيذه سيتمّ خلال الأسبوع المقبل. وقد تقرّر أن يتم بناء السياج هذا على شكل جدار الكتروني متطور، وبهدف يجمع بين منع تسلل «جهات معادية» وتسلل "لاجئين أفارقة". وكانت إسرائيل قبل عام قد جعلت من الأمر قضية أمن قومي أساسية بعدما تزايدت أعداد المهاجرين الأفارقة إليها، خصوصاً في أعقاب الاضطرابات والحرب الأهلية في دارفور. وحينها أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن خطر تدفق المهاجرين الأفارقة على إسرائيل بات وجوديا لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة من «دول العالم الأول» التي يمكن للمهاجرين من دول العالم الثالث التسلل إليها سيراً على الأقدام. وكان نتنياهو قد تباحث مع الرئيس المصري حسني مبارك حول هذه المسألة في زيارته الأخيرة للقاهرة قبل أيام. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن المداولات التي تمت في الأشهر الأخيرة في المؤسسة الأمنية قادت إلى وجوب البدء بتنفيذ السياج الألكتروني على طول الحدود مع مصر من دون أي تأخير. وستبدأ عمليات إنشاء السياج الأسبوع المقبل في القطاع الجنوبي من الحدود، وهو القطاع الأقرب إلى إيلات حيث نشطت عصابات تهريب الأفارقة والرقيق الأبيض إلى إسرائيل. وأشار ضابط إسرائيلي بارز إلى أنّ البدء بالمشروع من جهة إيلات يرمي إلى «سد الطريق أمام محور التهريب المركزي القائم على طول 60 كيلومتراً» في تلك المنطقة. وبحسب هذا الضابط فإن الهدف هو "خلق عنق زجاجة يسمح لشرطة إسرائيل وحرس الحدود بمواجهة ظاهرة الهجرة غير المشروعة وظاهرة تجارة المخدرات وتهريب الأسلحة أو حتى تهريب المخربين". فإن المداولات التي انتهت في الأيام الأخيرة في وزارة الدفاع حول السياج الألكتروني أشارت إلى أن الانتهاء من المشروع لن يتم قبل العام 2013. وتشمل الإنشاءات إقامة عقبات في مناطق طوبوغرافية قاسية ونصب منظومة الكترونية في المناطق السهلية تشبه تلك القائمة على الحدود مع لبنان وقطاع غزة. وقالت الصحيفة إنه تمّ تعيين العميد عيران أوفير رئيساً لإدارة الوحدة التي تشرف على إنشاء السياج بعد الخبرة التي راكمها في إدارة إنشاء السياج الأمني ضمن الجدار الفاصل مع الضفة الغربية وإن تكلفة السياج الألكتروني على الحدود مع مصر تبلغ حوالى مليار و300 مليون شيكل (أكثر من 300 مليون دولار) وتتقاسم تكلفته وزارتا الدفاع والمالية. وتقدر الإدارات الحكومية الإسرائيلية عدد المتسللين إلى داخل إسرائيل من مصر شهرياً بحوالى ألف متسلل. ويأتي معظم هؤلاء من السودان وأرتيريا وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اسحق أهرونفيتش إنه في كل شهر يتسلل إلى إسرائيل 1200 متسلل من أفريقيا، وإن وضعاً كهذا لا يمكن للشرطة مواجهته. وأضاف إن هذا يعني أن «على إسرائيل أن تبني في كل شهر سجناً جديداً». وأوضح أن التوقعات تشير إلى أنه حتى نهاية العام سيتسلل لإسرائيل حوالى 13 ألف متسلل ونقل أن مصر تؤيد إنشاء هذا السياج الالكتروني لأن اللاجئين الذين ينتظرون في مصر ينضمون لخلايا الإرهاب العالمي على الأرض المصرية ومن المهم الإشارة إلى أن الحدود الإسرائيلية مع مصر تبلغ حوالى 240 كيلومتراً. ولكن السياج، على الأقل بصورته المقررة، لن يزيد في مرحلته الأولى عن 60 كيلومتراً تقع شمالي إيلات وهي المنطقة التي يسهل التهريب فيها.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة