دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انتقد الروائي السوري الحائز على جائزة نجيب محفوظ (2010)، المسلسلات التي تصوّر البيئة الشاميّة معتبراً إياها "إعادة إنتاج للتخلف" عبر تكريسها مفاهيم بالية داخل المجتمع العربي. وشبّه الروائي خليل صويلح موجة الدراما الشامية بالبضاعة المزورة التي تباع على أرصفة سوق الحميدية في دمشق.
ورأى الروائي السوري أن هذه الأعمال مضجرة ولا تحمل أي بعد فكري أو ثقافي أو حتى تسلوي. أما حول انفتاح الدراما السورية على الأعمال البدوية فرأى فيها صويلح "مجرد حاجة للشركات إلى التنويع من الفنتازي إلى التاريخي والآن البدوي". مؤكداً على أنها مسألة تسويقية بحتة أكثر مما هي كشف وفحص بيئات مجهولة. مستثنياً مسلسل (فنجان الدم) بالقول: "ربما كان هذا العمل نوعي إلى حد ما بملامسته تفاصيل بيئية حقيقية ولكن بقي البعد الاستشراقي موجوداً في معظم الأعمال البدوية".
وأضاف صويلح: "المشكلة أن هنالك إبهاراً خارجياً لحياة تقشف وهي الحياة البدوية وأنت ترى امرأة جميلة وذهب وهي ذاهبة إلى الرعي أو إلى النبع لإحضار الماء. هذا ليس معقولاً لأن اللباس البدوي هو لباس بسيط وخشن بمعنى أنها كلها ضرورات لإبهار بصري أكثر ما هي اختبار بيئة بالعمق"
وعن مستقبل الدراما السورية إنتاجياً علق الروائي السوري ل"الرياض" قائلاً: أعتقد أنها تعيش مأزقاً تاريخياً في إهمالها المقصود لما يجري في الشارع السوري اليوم فتهرب إلى عناوين أخرى لا تؤذي أحداً، حتى عندما نرى مسلسلاً معاصراً هو يعمل في منطقة غائمة غير واضحة المعالم. هو مدير عام ولكنك لا تعلم ما هذه الشركة وأين وكيف نشأت، حتى الذهاب إلى العشوائيات (الضواحي المجاورة لدمشق) ليس لفضح أحوال بشر مضطهدين يعيشون حالة مزرية بقدر ما هو سكوت على ماذا يجري في الأحياء الفاخرة"
مؤكداً: "يجب أن لا نبتهج كثيراً بواقع الدراما السورية كما يشاع في الصحافة. وأن الدراما السورية قضت على المصرية والخليجية، لا بالعكس، الآن الدراما الكويتية مثلاً، تشتبك مع مواضيع ساخنة جداً في تلك البيئة وكذلك المصرية التي تعالج أحدث الفترات، بينما السورية أعطني عملاً واحداً تشتبك فيه بعنف مع قضاياها"
ورفض صويلح أن يكون المسلسل السوري (زمن العار) قد اشتبك مع قضايا حساسة تمس المجتمع السوري. مشيراً بالقول: "زمن العار انتهى بمصالحة اجتماعية تحمل نفاقاً شديداً، بعد أن ألغى المسلسل تلك المقدمات التي اشتغل عليها". مضيفاً: "بالنتيجة دفعت الفتاة الثمن بطريقة ترضي الذائقة العامة".
أما حول رأيه في تحوّل بعض الروائيين السوريين إلى كتاب سيناريو؛ فيشير صاحب رواية (ورَّاق الحب) إلى أن أي روائي ذهب إلى الدراما ليس لتطويرها بقدر تحسين وضعه الاقتصادي بالدرجة الأولى؛ مضيفاً: "لا أرى أي إضافات بوجود أدباء في الدراما". معتبراً أن الدراما استفادت بشكل ضعيف جداً من الروائي، "لأن الدراما أصلاً لا تحب الأدب، والشركات الإنتاجية إذا جاء إليها مثقف فإن هذه شبهة بالنسبة إليها في أن هذا المثقف جاء ليكتب". مضيفاً: "بعكس الأمي مطلوب أكثر وأنا أعرف عشرات الأميين الذين اتجهوا للدراما ونجحوا فيها بشكل ساحق".
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة