استندت الإستراتيجية الوطنية في عملية التنمية والإصلاح الاقتصادي خلال السنوات العشر الماضية إلى قراءة دقيقة للحاجات والضرورات والاولويات وسلسلة من التشريعات وسياسات اصلاح النظم الاقتصادية والمالية والادارية والانفتاح على الخارج والانتقال التدريجي نحو اقتصاد السوق الاجتماعي وتوسيع دور القطاع الخاص وتفعيل مبدأ التشاركية بين قطاعات الاقتصاد الوطني وتحقيق شراكات استراتيجية مع دول الجوار

وحقق الاقتصاد الوطني نمواً سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي بالرغم من ظروف الجفاف التي مرت على سورية وتأثير الأزمة المالية العالمية حيث ارتفع معدل النمو السنوي إلى 5ر5 بالمئة عام 2009 وازدادت مساهمة القطاع الخاص بنسبة 5ر65 بالمئة وتضاعفت الموازنة العامة للدولة من 460 مليار ليرة سورية عام 2005 إلى 754 مليار ليرة سورية عام 2010 وارتفعت الودائع المصرفية وحجم التسليفات المصرفية إضافة إلى ازدياد حجم الصادرات غير النفطية وتضاعف حجم الاستثمارات في المدن الصناعية الكبرى المتوزعة في جميع أنحاء سورية

بالتوازي مع ذلك استمر إصدار التشريعات لاستكمال البيئة القانونية المتوافقة مع التطورات الاقتصادية التي تؤطر عمل السوق والقطاعات الاقتصادية والخدمية لضمان المنافسة ومنع الاحتكار واعتماد المعايير الدولية ترافق ذلك مع معطيات كثيرة في واقع سورية الاقتصادي من اعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية في آذار الماضي والسماح لشركات التطوير والتمويل العقاري بالعمل والاستثمار ومؤسسات التمويل التي تستهدف المشروعات الصغيرة والمتوسطة وافتتاح مصارف خاصة وشركات التأمين والصيرفة كل ذلك لمواكبة التغييرات في الاقتصاد العالمي

ووصل عدد المصارف في سورية الى 18 مصرفاً عاملاً في القطاعين العام والخاص و13 شركة تأمين و22 مكتباً وشركة صرافة اضافة الى مؤسستين للتمويل الصغير ما يؤكد قوة الاقتصاد السوري ونجاح عمليات الإصلاح الاقتصادي والإداري وبالتالي وجود البيئة الاستثمارية الجاذبة للمشاريع الاستثمارية الاستراتيجية والضامنة للجدوى الاقتصادية والريعية الربحية

ووضع الحراك الاقتصادي خلال الفترة الماضية سورية في مراتب الدول الناهضة بالمنطقة التي تشكل موقعا مهما للاستثمار عززه خلق بيئة تشريعية شفافة ومحفزة ومنافسة تصب في جانب توفير المناخ الاستثماري الملائم لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية وخاصة بعد صدور قانوني الاستثمار 8 و15 وإحداث هيئة الاستثمار السورية ووضعها الخارطة الاستثمارية لسورية واعتماد مبدأ النافذة الواحدة واستمارة موحدة للاستثمار إلى جانب تنظيم مؤتمرات وملتقيات الاستثمار بهدف اكتشاف الفرص في مختلف المحافظات سورية في المناطق الشمالية والشرقية والمنطقة الجنوبية والساحلية ولجميع أنواع الاستثمار السياحي والصناعي والزراعي والعقاري وقد بلغ عدد المشاريع التي شملتها هيئة الاستثمار خلال النصف الأول من العام الحالي 232 مشروعاً وبتكلفة تقديرية اجمالية 26ر46 مليار ليرة سورية

وقطعت سورية أشواطا في عملية الإصلاح الاقتصادي من خلال برامج اقتصادية وسياسات تنموية واضحة منذ اعلانها من خلال الخطة الخمسية العاشرة 2006-2010 الانتقال إلى اقتصاد السوق الاجتماعي والانفتاح على اقتصاديات العالم وتعزيز القدرة على المنافسة وتحرير التجارة الخارجية وتطوير الأنظمة والتشريعات المشجعة والمحفزة على الاستثمار مع الحفاظ على السياسة التنموية اجتماعية الطابع والعمل على تغيير الفكر التنظيمي لمؤسسات القطاع العام وتنويع سلتها الاقتصادية وتطويرها بما يحقق توازنا أكبر في التنمية الإقليمية ويضمن استفادة مختلف القطاعات من استثمارات القطاع الخاص. ‏

وساهم الانفتاح الاقتصادي في تعزيز قدرات الاقتصاد السوري وتنويع موارده وزيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي ورفع معدلات النمو الاقتصادي إضافة إلى إفساح المجال أمام القطاع الخاص ليكون شريكا في عملية التنمية وتوفير مناخ استثماري وبيئة مغرية ومحفزة أمام الاستثمار الأجنبي المباشر الذي يسهم في تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على تحقيق النمو في الناتج والقيمة المضافة والعمالة

ان التطورات الاقتصادية الإيجابية وتحسن مناخ الاستثمار في سورية وزيادة حجمه في القطاعين العام والخاص خلال العقد المنصرم مهد لها صدور العديد من القوانين التي ترسخ بيئة الاستثمار الإيجابي وكان التوجه إلى تنشيط الاقتصاد السياحي من خلال مشاريع وهيكليات جديدة والاستثمار في فنادق الإقامة والشقق الفندقية وفنادق التدريب واحداث كليات للسياحة اذ تشكل السياحة في سورية ما نسبته 11 بالمئة من الناتج المحلى الإجمالي

كما حظي القطاع الزراعي بالاهتمام والأولوية حيث كان هدفا رئيسيا في الخطط والبرامج التنموية انطلاقا من أهمية هذا القطاع الحيوي في تأمين الغذاء وتوفير المواد الاولية للصناعات التحويلية والغذائية ودعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها سورية عبر اتخاذ عدد من الإجراءات أبرزها دعم المنتجات الزراعية وإقامة السدود المائية واستصلاح الأراضي الزراعية لزيادة المساحات المروية واستخدام التقانات الحديثة والاستفادة من البحوث العلمية لزيادة الإنتاج الزراعي والتحول للري الحديث واحداث صندوق دعم الإنتاج الزراعي للعام 2010 والعمل على زيادة الانتاجية الزراعية في وحدة المساحة بما يحقق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وتعزيز القرار الوطني رغم التحديات التي واجهت هذا القطاع نظرا لموجات الجفاف التي عاشتها سورية خلال السنوات الماضية

وأسهمت الإصلاحات الاقتصادية في زيادة حصة الفرد في الناتج المحلي الإجمالي وارتفعت قيمة هذا الناتج من 1343 مليار ليرة عام 2008 إلى 1422 مليار ليرة عام 2009 إضافة إلى التأسيس لتوازن اقتصادي كلي مقبول وخفض عجز الموازنة إلى أقل من 3 بالمئة والتضخم إلى أقل من 3 بالمئة وعجز الميزان التجاري إلى أقل من 3 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي بينما نما القطاع الصناعي التحويلي أكثر من 14 في المئة سنوياً

ومع بذل الجهود لدفع اصلاح الاقتصاد ووضع آلية لتحقيق نمو مستدام كان الهاجس تحسين مستوى الدخول والمعاشات التقاعدية لرفع مستوى معيشة المواطنين حيث شهدت الاعوام الماضية ما بين 2000 و2008 زيادات على الرواتب تجاوزت نسبتها المئة في المئة

وكان التكامل بين كافة الجهود المبذولة لتطوير العمل التنموي بالشراكة بين القطاعات الثلاثة العام والخاص والمجتمع الأهلي وتعميق التنمية الانسانية والاقتصادية من ابرز سمات هذه المرحلة وجاء انعقاد المؤتمر الدولي الاول للتنمية في سورية بداية العام تأكيدا على الدور الذي يمكن ان يلعبه المجتمع الاهلي في عملية التنمية من خلال تأسيس مؤسسات تعليمية عالية المستوى وإصلاح نظام التأمينات الاجتماعية وتطوير بيئة الشركات الصغيرة والمتوسطة

وحققت سورية خطوات ملموسة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والتحول الهيكلي خلال السنوات الأربع الماضية وتعمل على تحقيق نمو محاب للفقراء ولعدالة توزيع الدخل وللعدالة الاجتماعية ويضمن فرص عمل مستدامة ودخلا كريما للمواطنين وشعوراً بالاطمئنان للمستقبل مع السعي إلى إنجاز عملية الإصلاح المؤسساتي وشمل جميع المواطنين بالحماية الاجتماعية وإصلاح التعليم والصحة نوعاً وكماً

وتشكل تجربة المدن الصناعية بعد مضي خمس سنوات على انشائها في عدرا بدمشق والشيخ نجار بحلب وحسياء في حمص والمدينة الصناعية في دير الزور تجربة مهمة في استقطاب المستثمرين ورجال الاعمال ووصل عدد المعامل قيد البناء والإنتاج في هذه المدن الى 4000 منشأة وبحجم استثمار قدره 290 مليار ليرة وتشغل حوالي 80 ألف عامل وتم اقرار دعم احتياجات المدن الثلاث الشيخ نجار عدرا دير الزور بمبلغ قدره 6ر7 مليارات ليرة كقروض من تآلف البنوك السورية

ويتكامل عمل المدن الصناعية مع عمل المناطق الحرة كاحدى الأدوات الأساسية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخاصة في تنويع مصادر الدخل وتحفيز القطاع الخاص واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية والمساهمة في زيادة حجم الناتج الإجمالي ومكافحة البطالة وتوطين التكنولوجيا ورفع كفاءات الصناعات الوطنية

ومن ابرز القوانين والتشريعات الصادرة قانون التطوير العقاري رقم 15 لعام 2008 والتمويل العقاري وقانون الكهر والمصارف بتملك الأجنبي 60 بالمئة وقانون الاستعلام الضريبي ومكافحة التهرب الضريبي رقم 25 الذي بدأ العمل به في 1-1-2004 وصدور تشريعات ضريبية خفضت الحد الأعلى للضريبة من حوالي 63 بالمئة إلى 28 بالمئة فقط إضافة إلى إلغاء العديد من الضرائب والرسوم مثل ضريبة الآلات.. رسم التركات.. ضريبة المواشي.. رسم الاغتراب وغيرها كما تم تخفيض الرسوم الجمركية من معدلات كانت تصل إلى 255 بالمئة إلى أعلى رسم حاليا وهو 60 بالمئة وأحدثت دوائر لكبار دافعي الضرائب وأقسام للمتوسطين وتسهيلات مختلفة في آلية تقدير وجباية الضرائب والرسوم

كما انتقلت سورية من الاعتماد الكبير على النفط والمواد الأولية في صادراتها وتمويل إنفاقها العام وإلى الاعتماد على صادرات سلعية ذات قيمة مضافة أعلى وارتفعت نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج الإجمالي المحلي إلى 5ر65 بالمئة عام 2009 مع استمرار ضبط عجز الموازنة والدين العام ضمن حدود منخفضة الأمر الذي يؤكد مصداقية صوابية الخطوات المتخذة والإصلاحات المنفذة

واتخذت سورية عددا من الاجراءات للمضي قدما في عملية تحرير التجارة الخارجية وإزالة القيود ما اعطى الاقتصاد الوطني منافع عدة وسمح بتوسيع النشاط الاقتصادي وزيادة الطلب على المنتجات السورية وتوسيع عمل المصانع السورية واستقطابها لايد عاملة وزيادة انتاجيتها وحصولها على قطع اجنبي اضافي وفي هذا الاطار وقعت سورية اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا والدخول في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى

ومن هنا جاء الاهتمام بمجالس رجال الاعمال واطلاقها مع مختلف الدول لأهميتها في إقامة أفضل العلاقات بين سورية والدول العربية الشقيقة والاجنبية الصديقة من خلال الاستثمارات المشتركة وزيادة حجم التبادل التجاري وفتح آفاق عمل وأسواق جديدة والتكامل الاقتصادي واتفاقيات التجارة الحرة فوضعت الإطارات التشريعية المناسبة وقدمت التسهيلات اللازمة لقطاع الأعمال بهدف تنمية الاقتصاد الوطني كل ذلك كخطوة في تحقيق التوجهات الاستراتيجية لسورية نحو تكامل أكبر مع محيطها الاقليمي العربي والدول المجاورة

ومن موقع سورية في قلب العالم واستعادة لدورها التاريخي في طريق الحرير يجري العمل على ان تكون ممرا استراتيجيا لحركة التجارة العالمية ومرتكزا لإقامة استثمارات مشتركة مع دول الجوار في مجالات عديدة كالطاقة والصناعة والتعدين والزراعة والمعلوماتية والاتصالات بما يمكنها من لعب دورها الإقليمي كقطب للنمو وجسر لمرور الطاقة والبضائع والخدمات بين دول المنطقة

وحققت سورية في الفترة الماضية القريبة تطورا لافتا في علاقاتها مع جوارها الاقليمي وتشكل ايران وتركيا مثالا لتقديم هذا الشكل من أشكال العمل السريع على المستوى الإقليمي حيث تم تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى مع تركيا ومجلس تعاون استراتيجي رباعي بين سورية وتركيا والاردن ولبنان واهمية هذه المجالس في تطوير واقامة الشراكات الاستراتيجية وتحقيق التكامل الاقتصادي بما تشكله من فضاء اقتصادي مفتوح ونواة لاقامة تكتلات اقتصادية بين دول المنطقة العربية والصديقة تعود بالفائدة على شعوب هذه الدول

وتتطلع سورية عبر رؤية مستقبلية استراتيجية بعيدة المدى إلى ربط البحار الاربعة المتوسط والخليج وقزوين والاسود بما يشكل فضاء رحبا للشراكات الاستراتيجية وتوسيع التعاون باتجاه دول آسيا في جو آمن ينعم بالاستقرار والازدهار على الشعوب الواقعة على شواطىء وما بين هذه البحار

واخيرا كان البعد الاقتصادي احد الاهداف الرئيسية لزيارة السيد الرئيس بشار الاسد إلى أمريكا الجنوبية من خلال فتح آفاق لمرحلة جديدة في هذه العلاقات ووضع تصورات لاتفاقيات عملية تحقق خطوات ملموسة في زيادة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة مع هذه الدول حيث أكد قادة هذه الدول ضرورة زيادة التعاون الاقتصادي والانتقال من الاتفاقيات إلى تحقيق انجازات على الارض في العلاقات الاقتصادية مع سورية.

  • فريق ماسة
  • 2010-07-16
  • 14285
  • من الأرشيف

الاقتصاد السوري في عشر سنوات.. نمو متزايد وتوسع في التشاركية وانفتاح على الاقتصاد العالمي

استندت الإستراتيجية الوطنية في عملية التنمية والإصلاح الاقتصادي خلال السنوات العشر الماضية إلى قراءة دقيقة للحاجات والضرورات والاولويات وسلسلة من التشريعات وسياسات اصلاح النظم الاقتصادية والمالية والادارية والانفتاح على الخارج والانتقال التدريجي نحو اقتصاد السوق الاجتماعي وتوسيع دور القطاع الخاص وتفعيل مبدأ التشاركية بين قطاعات الاقتصاد الوطني وتحقيق شراكات استراتيجية مع دول الجوار وحقق الاقتصاد الوطني نمواً سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي بالرغم من ظروف الجفاف التي مرت على سورية وتأثير الأزمة المالية العالمية حيث ارتفع معدل النمو السنوي إلى 5ر5 بالمئة عام 2009 وازدادت مساهمة القطاع الخاص بنسبة 5ر65 بالمئة وتضاعفت الموازنة العامة للدولة من 460 مليار ليرة سورية عام 2005 إلى 754 مليار ليرة سورية عام 2010 وارتفعت الودائع المصرفية وحجم التسليفات المصرفية إضافة إلى ازدياد حجم الصادرات غير النفطية وتضاعف حجم الاستثمارات في المدن الصناعية الكبرى المتوزعة في جميع أنحاء سورية بالتوازي مع ذلك استمر إصدار التشريعات لاستكمال البيئة القانونية المتوافقة مع التطورات الاقتصادية التي تؤطر عمل السوق والقطاعات الاقتصادية والخدمية لضمان المنافسة ومنع الاحتكار واعتماد المعايير الدولية ترافق ذلك مع معطيات كثيرة في واقع سورية الاقتصادي من اعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية في آذار الماضي والسماح لشركات التطوير والتمويل العقاري بالعمل والاستثمار ومؤسسات التمويل التي تستهدف المشروعات الصغيرة والمتوسطة وافتتاح مصارف خاصة وشركات التأمين والصيرفة كل ذلك لمواكبة التغييرات في الاقتصاد العالمي ووصل عدد المصارف في سورية الى 18 مصرفاً عاملاً في القطاعين العام والخاص و13 شركة تأمين و22 مكتباً وشركة صرافة اضافة الى مؤسستين للتمويل الصغير ما يؤكد قوة الاقتصاد السوري ونجاح عمليات الإصلاح الاقتصادي والإداري وبالتالي وجود البيئة الاستثمارية الجاذبة للمشاريع الاستثمارية الاستراتيجية والضامنة للجدوى الاقتصادية والريعية الربحية ووضع الحراك الاقتصادي خلال الفترة الماضية سورية في مراتب الدول الناهضة بالمنطقة التي تشكل موقعا مهما للاستثمار عززه خلق بيئة تشريعية شفافة ومحفزة ومنافسة تصب في جانب توفير المناخ الاستثماري الملائم لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية وخاصة بعد صدور قانوني الاستثمار 8 و15 وإحداث هيئة الاستثمار السورية ووضعها الخارطة الاستثمارية لسورية واعتماد مبدأ النافذة الواحدة واستمارة موحدة للاستثمار إلى جانب تنظيم مؤتمرات وملتقيات الاستثمار بهدف اكتشاف الفرص في مختلف المحافظات سورية في المناطق الشمالية والشرقية والمنطقة الجنوبية والساحلية ولجميع أنواع الاستثمار السياحي والصناعي والزراعي والعقاري وقد بلغ عدد المشاريع التي شملتها هيئة الاستثمار خلال النصف الأول من العام الحالي 232 مشروعاً وبتكلفة تقديرية اجمالية 26ر46 مليار ليرة سورية وقطعت سورية أشواطا في عملية الإصلاح الاقتصادي من خلال برامج اقتصادية وسياسات تنموية واضحة منذ اعلانها من خلال الخطة الخمسية العاشرة 2006-2010 الانتقال إلى اقتصاد السوق الاجتماعي والانفتاح على اقتصاديات العالم وتعزيز القدرة على المنافسة وتحرير التجارة الخارجية وتطوير الأنظمة والتشريعات المشجعة والمحفزة على الاستثمار مع الحفاظ على السياسة التنموية اجتماعية الطابع والعمل على تغيير الفكر التنظيمي لمؤسسات القطاع العام وتنويع سلتها الاقتصادية وتطويرها بما يحقق توازنا أكبر في التنمية الإقليمية ويضمن استفادة مختلف القطاعات من استثمارات القطاع الخاص. ‏ وساهم الانفتاح الاقتصادي في تعزيز قدرات الاقتصاد السوري وتنويع موارده وزيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي ورفع معدلات النمو الاقتصادي إضافة إلى إفساح المجال أمام القطاع الخاص ليكون شريكا في عملية التنمية وتوفير مناخ استثماري وبيئة مغرية ومحفزة أمام الاستثمار الأجنبي المباشر الذي يسهم في تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على تحقيق النمو في الناتج والقيمة المضافة والعمالة ان التطورات الاقتصادية الإيجابية وتحسن مناخ الاستثمار في سورية وزيادة حجمه في القطاعين العام والخاص خلال العقد المنصرم مهد لها صدور العديد من القوانين التي ترسخ بيئة الاستثمار الإيجابي وكان التوجه إلى تنشيط الاقتصاد السياحي من خلال مشاريع وهيكليات جديدة والاستثمار في فنادق الإقامة والشقق الفندقية وفنادق التدريب واحداث كليات للسياحة اذ تشكل السياحة في سورية ما نسبته 11 بالمئة من الناتج المحلى الإجمالي كما حظي القطاع الزراعي بالاهتمام والأولوية حيث كان هدفا رئيسيا في الخطط والبرامج التنموية انطلاقا من أهمية هذا القطاع الحيوي في تأمين الغذاء وتوفير المواد الاولية للصناعات التحويلية والغذائية ودعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها سورية عبر اتخاذ عدد من الإجراءات أبرزها دعم المنتجات الزراعية وإقامة السدود المائية واستصلاح الأراضي الزراعية لزيادة المساحات المروية واستخدام التقانات الحديثة والاستفادة من البحوث العلمية لزيادة الإنتاج الزراعي والتحول للري الحديث واحداث صندوق دعم الإنتاج الزراعي للعام 2010 والعمل على زيادة الانتاجية الزراعية في وحدة المساحة بما يحقق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وتعزيز القرار الوطني رغم التحديات التي واجهت هذا القطاع نظرا لموجات الجفاف التي عاشتها سورية خلال السنوات الماضية وأسهمت الإصلاحات الاقتصادية في زيادة حصة الفرد في الناتج المحلي الإجمالي وارتفعت قيمة هذا الناتج من 1343 مليار ليرة عام 2008 إلى 1422 مليار ليرة عام 2009 إضافة إلى التأسيس لتوازن اقتصادي كلي مقبول وخفض عجز الموازنة إلى أقل من 3 بالمئة والتضخم إلى أقل من 3 بالمئة وعجز الميزان التجاري إلى أقل من 3 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي بينما نما القطاع الصناعي التحويلي أكثر من 14 في المئة سنوياً ومع بذل الجهود لدفع اصلاح الاقتصاد ووضع آلية لتحقيق نمو مستدام كان الهاجس تحسين مستوى الدخول والمعاشات التقاعدية لرفع مستوى معيشة المواطنين حيث شهدت الاعوام الماضية ما بين 2000 و2008 زيادات على الرواتب تجاوزت نسبتها المئة في المئة وكان التكامل بين كافة الجهود المبذولة لتطوير العمل التنموي بالشراكة بين القطاعات الثلاثة العام والخاص والمجتمع الأهلي وتعميق التنمية الانسانية والاقتصادية من ابرز سمات هذه المرحلة وجاء انعقاد المؤتمر الدولي الاول للتنمية في سورية بداية العام تأكيدا على الدور الذي يمكن ان يلعبه المجتمع الاهلي في عملية التنمية من خلال تأسيس مؤسسات تعليمية عالية المستوى وإصلاح نظام التأمينات الاجتماعية وتطوير بيئة الشركات الصغيرة والمتوسطة وحققت سورية خطوات ملموسة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والتحول الهيكلي خلال السنوات الأربع الماضية وتعمل على تحقيق نمو محاب للفقراء ولعدالة توزيع الدخل وللعدالة الاجتماعية ويضمن فرص عمل مستدامة ودخلا كريما للمواطنين وشعوراً بالاطمئنان للمستقبل مع السعي إلى إنجاز عملية الإصلاح المؤسساتي وشمل جميع المواطنين بالحماية الاجتماعية وإصلاح التعليم والصحة نوعاً وكماً وتشكل تجربة المدن الصناعية بعد مضي خمس سنوات على انشائها في عدرا بدمشق والشيخ نجار بحلب وحسياء في حمص والمدينة الصناعية في دير الزور تجربة مهمة في استقطاب المستثمرين ورجال الاعمال ووصل عدد المعامل قيد البناء والإنتاج في هذه المدن الى 4000 منشأة وبحجم استثمار قدره 290 مليار ليرة وتشغل حوالي 80 ألف عامل وتم اقرار دعم احتياجات المدن الثلاث الشيخ نجار عدرا دير الزور بمبلغ قدره 6ر7 مليارات ليرة كقروض من تآلف البنوك السورية ويتكامل عمل المدن الصناعية مع عمل المناطق الحرة كاحدى الأدوات الأساسية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخاصة في تنويع مصادر الدخل وتحفيز القطاع الخاص واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية والمساهمة في زيادة حجم الناتج الإجمالي ومكافحة البطالة وتوطين التكنولوجيا ورفع كفاءات الصناعات الوطنية ومن ابرز القوانين والتشريعات الصادرة قانون التطوير العقاري رقم 15 لعام 2008 والتمويل العقاري وقانون الكهر والمصارف بتملك الأجنبي 60 بالمئة وقانون الاستعلام الضريبي ومكافحة التهرب الضريبي رقم 25 الذي بدأ العمل به في 1-1-2004 وصدور تشريعات ضريبية خفضت الحد الأعلى للضريبة من حوالي 63 بالمئة إلى 28 بالمئة فقط إضافة إلى إلغاء العديد من الضرائب والرسوم مثل ضريبة الآلات.. رسم التركات.. ضريبة المواشي.. رسم الاغتراب وغيرها كما تم تخفيض الرسوم الجمركية من معدلات كانت تصل إلى 255 بالمئة إلى أعلى رسم حاليا وهو 60 بالمئة وأحدثت دوائر لكبار دافعي الضرائب وأقسام للمتوسطين وتسهيلات مختلفة في آلية تقدير وجباية الضرائب والرسوم كما انتقلت سورية من الاعتماد الكبير على النفط والمواد الأولية في صادراتها وتمويل إنفاقها العام وإلى الاعتماد على صادرات سلعية ذات قيمة مضافة أعلى وارتفعت نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج الإجمالي المحلي إلى 5ر65 بالمئة عام 2009 مع استمرار ضبط عجز الموازنة والدين العام ضمن حدود منخفضة الأمر الذي يؤكد مصداقية صوابية الخطوات المتخذة والإصلاحات المنفذة واتخذت سورية عددا من الاجراءات للمضي قدما في عملية تحرير التجارة الخارجية وإزالة القيود ما اعطى الاقتصاد الوطني منافع عدة وسمح بتوسيع النشاط الاقتصادي وزيادة الطلب على المنتجات السورية وتوسيع عمل المصانع السورية واستقطابها لايد عاملة وزيادة انتاجيتها وحصولها على قطع اجنبي اضافي وفي هذا الاطار وقعت سورية اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا والدخول في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومن هنا جاء الاهتمام بمجالس رجال الاعمال واطلاقها مع مختلف الدول لأهميتها في إقامة أفضل العلاقات بين سورية والدول العربية الشقيقة والاجنبية الصديقة من خلال الاستثمارات المشتركة وزيادة حجم التبادل التجاري وفتح آفاق عمل وأسواق جديدة والتكامل الاقتصادي واتفاقيات التجارة الحرة فوضعت الإطارات التشريعية المناسبة وقدمت التسهيلات اللازمة لقطاع الأعمال بهدف تنمية الاقتصاد الوطني كل ذلك كخطوة في تحقيق التوجهات الاستراتيجية لسورية نحو تكامل أكبر مع محيطها الاقليمي العربي والدول المجاورة ومن موقع سورية في قلب العالم واستعادة لدورها التاريخي في طريق الحرير يجري العمل على ان تكون ممرا استراتيجيا لحركة التجارة العالمية ومرتكزا لإقامة استثمارات مشتركة مع دول الجوار في مجالات عديدة كالطاقة والصناعة والتعدين والزراعة والمعلوماتية والاتصالات بما يمكنها من لعب دورها الإقليمي كقطب للنمو وجسر لمرور الطاقة والبضائع والخدمات بين دول المنطقة وحققت سورية في الفترة الماضية القريبة تطورا لافتا في علاقاتها مع جوارها الاقليمي وتشكل ايران وتركيا مثالا لتقديم هذا الشكل من أشكال العمل السريع على المستوى الإقليمي حيث تم تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى مع تركيا ومجلس تعاون استراتيجي رباعي بين سورية وتركيا والاردن ولبنان واهمية هذه المجالس في تطوير واقامة الشراكات الاستراتيجية وتحقيق التكامل الاقتصادي بما تشكله من فضاء اقتصادي مفتوح ونواة لاقامة تكتلات اقتصادية بين دول المنطقة العربية والصديقة تعود بالفائدة على شعوب هذه الدول وتتطلع سورية عبر رؤية مستقبلية استراتيجية بعيدة المدى إلى ربط البحار الاربعة المتوسط والخليج وقزوين والاسود بما يشكل فضاء رحبا للشراكات الاستراتيجية وتوسيع التعاون باتجاه دول آسيا في جو آمن ينعم بالاستقرار والازدهار على الشعوب الواقعة على شواطىء وما بين هذه البحار واخيرا كان البعد الاقتصادي احد الاهداف الرئيسية لزيارة السيد الرئيس بشار الاسد إلى أمريكا الجنوبية من خلال فتح آفاق لمرحلة جديدة في هذه العلاقات ووضع تصورات لاتفاقيات عملية تحقق خطوات ملموسة في زيادة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة مع هذه الدول حيث أكد قادة هذه الدول ضرورة زيادة التعاون الاقتصادي والانتقال من الاتفاقيات إلى تحقيق انجازات على الارض في العلاقات الاقتصادية مع سورية.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة