دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
طرح صحفي متخصص بالسياسة اللبنانية والعلاقات مع سوريا ولديه نظرة عربية على رئيس تحرير "الديار" سؤالاً على اي اساس تمت التسوية بتكليف تمام سلام، وهل التوافق سيحصل على قاعدة تسوية بين ايران والسعودية في المنطقة، وبالتالي نصل الى حلول على المستوى الاقليمي.
وبالفعل، هذا هو جوهر الموضوع، عبر هذا السؤال، ولا شك ان الرئيس ميشال سليمان يحمل الورقة والقلم ويكتب كتلة جنبلاط من 8 نواب أيدوا تمام سلام، كتلة حزب الله وغيرهم، لكن يبقى السؤال الذي طرحه الصحافي، وهو هل تشمل التسوية او الاتفاق التأليف بعد التكليف؟ فاختيار رئيس حكومة جاء بسهولة بالغة، ودون نزاع بين الاطراف، والجواب هو انه في صعوبة كبيرة في تأليف الحكومة، لانها مدخل الى الانتخابات وموقف الاطراف وشعبيتهم في الانتخابات النيابية. لكن لا يبدو ان الاتفاق شامل انما هنالك رغبة عربية سعودية – سورية عربية شاملة رأت ان الوضع اصبح في لبنان في خطر كبير فتدخلت وجاءت كلمة السر للرئيس نجيب ميقاتي كي يستقيل. وفجأة حلّت النعمة على الجميع، وكأن طيراً غطّ على رؤوسهم، فتقدموا الى رئيس الجمهورية بالموافقة على تكليف النائب تمام سلام لرئاسة الحكومة دون اي مشكلة، حتى التصريحات التي صدرت بعد الاستشارات من الكتل كانت معتدلة للغاية، ومناخ الاعتدال اصبح يسيطر اكثر من التطرف، لان الناس ملّت الهجومات السياسية والمواقف العنيفة التي وصلت بلبنان الى حد ان الاقتصاد تراجع 7 % الى الوراء، وهو يتحضر لرجوع 3 نقاط اي يصبح النمو سلبي بنسبة 2 %، وهذا خطر كبير. اضافة الى ان لبنان اصبح هنالك 10 الاف شاب الى 15 الف شاب يقاتلون في سوريا، وهم من الطوائف السنيّة والشيعية. لكن الطابع السنّي يغلب على المجموعات التي دخلت سوريا من لبنان، او التي استعملت مطار بيروت للوصول الى لبنان ومنه الدخول الى سوريا عن طريق شمال لبنان.
وهنا شعرت الدول العربية والاوروبية والاميركية ان لبنان اصبح في خطر كبير، ولذلك لا بدّ من لملمة الموضوع وتأليف حكومة باتحاد وطني.
ولنبدأ من السعودية حيث كان النائب تمام سلام في زيارة اجتماع مع الرئيس سعد الحريري، الذي ذهبا سوية الى مكتب الامير بندر، وبحثوا معه موضوع لبنان، وليس بالصدفة ذكر ان تمام سلام اجتمع مع الامير بندر. انما الموضوع مقصود، على أساس ان السعودية مهتمة بجدية عالية بلبنان. وكان الكلام عن حزب الله هو الاكثر في الحديث وكيفية التعاطي معه، وجعل حزب الله يكون ضمن الدولة اللبنانية أكثر من ان يكون مرتبطاً مع ايران.
ثانياً، شرح الامير بندر موقف المملكة من ناحية الانتشار الايراني في المنطقة، ورأى ان من مهمة رئيس الوزراء القادم التعاطي مع ايران، لكن عدم جعلها تستبيح الساحة اللبنانية.
ثالثاً، ان تنشيط 14 آذار واعادة زخمها هو اساسي، وهنا تحدث الرئيس سعد الحريري عن موقف الدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل وضرورة دعمهم في وجه العماد ميشال عون. وكان التوافق على وقوف مسيحيي 14 اذار في وجه العماد عون.
وابلغ الامير بندر ان السعودية تثق جداً بالنائب تمام سلام، الذي لعب بيته وعائلته دوراً تاريخياً في العلاقة مع السعودية. وقال له "نحن لن نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، نحن نريد الخير للبنان، ونريد مساعدته، لكننا لا نقبل ان يكون محطة ايرانية في المنطقة".
كذلك تم التفاهم على كيفية معالجة الوضع الاصولي والسلفي في لبنان من خلال تعاون الاجهزة اللبنانية لاحقاً، خاصة شعبة المعلومات مع السعودية.
وسمع النائب تمام سلام كلاماً طيبا من الامير بندر انه بمقدار ما يسرع في تأليف الحكومة وتجميد النزاع السنّي – الشيعي في لبنان، لاننا ننظر الى سنة وشيعة لبنان انهم عرب وللعروبة، فاننا سنسمح للرعايا السعوديين ونشجعهم للسفر الى لبنان، مع طلب ذلك ايضا من دول الخليج، اضافة الى ان الاستثمارات الخارجية ستعود الى لبنان، وانه اذا كان لبنان مستقراً هذا الصيف، فان السعودية والكويت والخليج على توافق مسبق بأن يأتي السوّاح العرب والخليجيين الى لبنان، ليؤدي ذلك الى ازدهار لبنان.
وتمنى النائب تمام سلام، بعد استقرار الاوضاع وغيرها، دعوة الامير بندر لزيارة لبنان، فوعده خيراً، وقال له اننا ندعمك في المهمة التي ستقوم بها، وكن حر التصرف والمملكة لا تريد غير عروبة لبنان، لكن في ذات الوقت، فان السلاح لدى حزب الله لا يجب استعماله في الداخل، ولا يجب ان تخضعوا لسلاح حزب الله في السياسة اللبنانية، اما بالنسبة الى اسرائيل فالامر شأن آخر.
وعلى صعيد سوريا، يبدو ان الأمير بندر كما فهمنا من خلال اجواء النائب تمام سلام، تعتبر ان الرئيس بشار الاسد لن يبقى في الحكم، ففي نهاية المطاف، سيذهب من الحكم الى حالة جديدة في سوريا. وان المملكة لا تثق بوعود الرئيس بشار الاسد، لانه اعطى وعوداً كثيرة، وقام بالتغيير لاحقاً، الى حدّ انه وعد شيئاً مع خادم الحرمين الشريفين، وقام لاحقاً بتغيير رأيه.وان خادم الحرمين الشريفين الزم الرئيس الحريري بالذهاب الى دمشق والنوم هناك ومصالحة سوريا والتنازل عن المحكمة الدولية، وهكذا فعل الرئيس الحريري وبالفعل حتى الان لم تفهم السعودية لماذا اصدرت سوريا بعد زيارة الرئيس سعد الحريري اليها بحوالي شهر ونصف مذكرات توقيف في حق كل المحيطين في الرئيس سعد الحريري.
وفق معلومات خاصة بـ "الديار"، فان الامير بندر ينظر الى ايران على اساس ان هنالك فريق يمكن التعاون معه وفريق لا يمكن التعاون معه، وانه في لبنان حالياً سيطر السيد حسن نصرالله على الوضع في حزب الله، في حين ان الفترة السابقة كان الحرس الثوري الايراني يسيطر، وكان جناح الشهيد عماد مغنية، هو الذي يقرر امور كثيرة ميدانيا. اما اليوم فان حزب الله والجناح المعتدل في ايران بدأوا يلعبون دورهم. ولن ينجلي الموضوع قبل سنة ونصف لانه في نهاية سنة 2014 سيتبين الملف النووي، بالنسبة الى ايران.
وتمنى على الرئيس تمام سلام ان يلعب دوراً كبيراً في اقامة علاقة مع الرئيس نبيه بري ممتازة ومع حزب الله وان السعودية تدعم هذا الاتجاه وهي قامت بتقديم 800 مليون دولار بعد عدوان اسرائيل على لبنان دعماً للمقاومة. وان السعودية عندما تدعم لبنان، انما تعرف ايضا انها تفيد حزب الله والمقاومة ماديا. لكن هنالك على الساحة اللبنانية سلسلة اغتيالات حصلت وتحولات، ابلغنا اياها الوزير وليد جنبلاط وغيره، مما ادت الى انقلاب نتائج الانتخابات من اكثرية 14 اذار الى اقلية.
وان السعودية هذه المرة ستحمي الرئيس تمام سلام، بينما بالنسبة للرئيس نجيب ميقاتي، لم تقم السعودية بحماية رئاسة مجلس الوزراء، بل تركت الامر لحزب الله و8 آذار لحماية الرئيس نجيب ميقاتي. اما هي فلم تفتح الباب للرئيس نجيب ميقاتي.
اما بالنسبة للرئيس تمام سلام فسيكون هنالك دعم كبير من السعودية له، وتمنى عليه زيارة سوريا، والانفتاح على المسؤولين السوريين، وابقاء لبنان بعيدا عن الصراع في الساحة السورية، لانها صعبة للغاية، والسعودية اوقفت ارسال اي نوع من السلاحاو اي نوع من الدعم الى تركيا لمساعدة المعارضة السورية. وهو يتمنى على النائب تمام سلام ان يزور دمشق والقاهرة وغيره، وسيلقى دعماً كبيراً وحماية من قبل المملكة التي ستفتح له الابواب مع اوروبا ومع دول الخليج ومع اميركا. وان السعودية هي في مناخ تفاهم الرئيس بوتين مع الرئيس التركي اردوغان، وتبلغت تفاصيله بموجب وثائق وابلغت الاطراف المعنية موقفها، والسعودية مرتاحة لانها لا تطمع بأرض لبنان ولا تطمع بسيادته بل تريده حراً قوياً.
وعندما كانت الولايات المتحدة في عز دعم اسرائيل اثناء حرب تموز، قامت المملكة قبل انتهاء المعارك بالاعلان عن تقديم حوالي مليار دولار نقدا الى لبنان.
وتساءل الامير بندر لماذا تقدم السعودية مليار دولار وراء مليار دولار، وترى العداء في وجهها على الساحة اللبنانية، في حين ان دولا عربية مثلا مثل قطر يجري اقامة مهرجانات لها وتعليق يافطات شكراً قطر. لذلك من واجب رئيس الحكومة ان يدعم العلاقة مع الدول العربية، وان يتفاهم مع السعودية على سياسة عربية هي التالية:
1 – العمل على التضامن العربي.
2 – تعزيز مبدأ عروبة لبنان وعروبة المنطقة.
3 – ايقاف الانتشار الفارسي عند حدود معينة، مع ابقاء العلاقة مع ايران.
4 – العمل على تعددية لبنان والديموقراطية فيه، وان السعودية ليس لها اي مطمع في لبنان، لا من جهة المال، بل هي تقدم المال، ولا من جهة الامن ولا من جهة مصالح شخصية، بل تريد ان يكون العالم العربي عربي بالمعنى الحقيقي وليس تابعاً لايران.
التأليف وانطباعات سليمان
شعر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأن هنالك مودّة خاصة له من النواب، وقالوا كلمة واحدة، تمام سلام، لكنهم أثنوا كلهم على الرئيس العماد ميشال سليمان وشكروه على حياديته على الساحة اللبنانية، وقالوا له عندما كنت قائدا للجيش كنت هكذا فتركت المتظاهرين وحفظت الامن وسقطت حكومة عمر كرامي، لكنك استطعت الحفاظ على الوضع من دون دماء ومشاكل رغم حدة الصراع بين 14 و8 اذار. والان بعد 4 سنوات من عهدك مر رئيس جمهورية وسطي بالنتيجة انتصر عبر توافق 14 اذار و8 اذار على تأليف حكومة مشتركة وعلى عودة الامور ان تكلف الكتلة السنية رئيس الحكومة منها وان يكون لبقية الاطراف حق الفيتو. كذلك فان سياستك الهادئة يا فخامة الرئيس ادت الى التخفيف من التشنج رغم الصراع السني الشيعي القوي، ونحن نقدّر موقفك الذي لم تشعر الطائفة السنيّة انك معها، ولا الطائفة الشيعية انك معها، على اساس تحالف مع فريق ضد فريق، بل كنت حياديا في كل المجالات، ونحن نتمنى لبقية عهدك مع حكومة الرئيس تمام سلام النجاح.
ويقول مراقبون ان بروفا الاستشارات لتكليف النائب تمام سلام، هي بروفا رقم 1، ثم ستأتي بعد الانتخابات، ليعود النائب تمام سلام رئيساً للحكومة في نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان.
اما بالنسبة الى تشكيل الحكومة، وبعد التوافق بشكل سريع على اسم النائب تمام سلام، بدأ المطبخ عند الرئيس نبيه بري في طبخ تركيبة تشكيل الحكومة. فرأى الرئيس نبيه بري ان حركة امل ليست طامحة الى نفوذ او غيره، انما حفاظا على الاعتدال ستبقى في الخارجية، وعلى صعيد نجاح الوزير علي حسن خليل سيبقى في وزارة الصحة. اما بالنسبة للمشاكل التي ينتظرها الرئيس بري فهي بين الوزير وليد جنبلاط والعماد ميشال عون على الوزارات.
ويبدو ان فكرة 10 – 10 – 10 قد عادت، حيث يكون لـ 14 اذار 10 وزراء، ولـ 8 اذار 10 وزراء، ولرئيس الجمهورية مع الوسطيين 10 وزراء.
على كل حال، سيظهر قريباً اذا كان التأليف سهل ام صعب للغاية، لكن من المؤكد ان عقدة ستحصل وهي ان الوزير وليد جنبلاط لم يعد يريد الوزير جبران باسيل في وزارة الطاقة.
المصدر :
الديار/ المحرر السياسي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة