لم يعد أحمد العواوده، 45 عاما، مهتما بتطوير قارب صيد السمك الذي يملكه وتزويده ببعض المعدات التي تمكنه من الصيد بشكل أفضل في بحر غزة، كما تراجع عن فكرة الاستعانة بشقيقه خالد في إنجاز العمل، وذلك بعد أن قلص الجيش الإسرائيلي المساحة المسموح للصيادين بالصيد فيها قبالة شواطئ غزة.

وحسب القرار الإسرائيلي، فإنه لن يسمح للصيادين بالوصول إلى أكثر من 3 أميال في عرض البحر، بعد أن كان يسمح لهم بالوصول إلى مسافة ستة أميال. ويخشى الصيادون أن تؤدي هذه القيود إلى زيادة الإقبال على شراء الأسماك المهربة من مصر. وبالفعل فقد حدث تراجع واضح في كميات الأسماك التي يتم اصطيادها في غزة، في حين زادت كمية الأسماك المهربة. ويطالب الصيادون في قطاع غزة الحكومة المصرية بالتدخل السريع لدى إسرائيل بوصفها الطرف الذي ضمن تفاهمات التهدئة وإقناع إسرائيل بالعدول عن قرارها، والذي جاء بعد أن قال رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان إن إسرائيل وافقت على تخفيف مظاهر الحصار على القطاع.

مثله مثل جميع الصيادين في قطاع غزة، كان العواوده يأمل في أن يستغل إلى أقصى حد موسم صيد سمك السردين، الذي من المقرر أن يبدأ في مطلع أبريل (نيسان) المقبل، ويتواصل لمدة ثلاثة أشهر، وهو الموسم الذي يعتمد عليه الصيادون في تحسين أوضاعهم الاقتصادية بشكل جذري. وقال أحمد: «بعد أن تقلصت مساحة الصيد إلى ثلاثة أميال، فإن فرص العثور على كميات وفيرة من السمك تؤول إلى الصفر، مما يعني أنه لم يعد هناك مسوغ لتطوير المركب واستقدام شقيقي للعمل إلى جانبي». وأضاف أنه فوجئ عندما نصب سلاح البحرية الإسرائيلي علامات حمراء في عرض البحر للتدليل على أنه يتوجب عدم تجاوزها. ويجزم أن السلطات الإسرائيلية اختارت هذا التوقيت لأنها تدرك أن فصل الربيع يمثل أفضل موسم لصيد الأسماك في غزة، سيما في كل ما يتعلق بسمك السردين الذي يقبل الغزيون على تناوله.

وكانت إسرائيل قد وافقت ضمن تفاهمات التهدئة التي جرى التوصل إليها بشكل غير مباشر بعد الحملة العسكرية الأخيرة على القطاع، مع حركة حماس، وبوساطة مصرية على زيادة مساحة الصيد، بحيث يسمح للصيادين الغزيين بالإبحار لمسافة 6 أميال بحرية، بعد أن ظلت لفترة طويلة لا تتجاوز الـ3 أميال. وجاء التحرك الإسرائيلي إثر قيام مجموعة فلسطينية بإطلاق مجموعة صواريخ على المستوطنات في جنوب إسرائيل، دون أن تؤدي إلى حدوث أضرار في الممتلكات أو الأرواح.

واعتبر أحمد خميس، وهو أحد الصيادين، الذين يعملون في شمال قطاع غزة، 39 عاما، أن ما يتعرض له الصيادون في قطاع غزة يمثل كارثة لكل واحد منهم، على اعتبار أن أوضاعهم الاقتصادية ستتدهور. وأشار إلى أنه رغم أن الجيش الإسرائيلي ظل يتحرش بالصيادين ويطلق النار عليهم لإخافتهم، فإنه لا خلاف على أن الفترة التي تلت تطبيق تفاهمات التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل مثلت أفضل فترة صيد خلال أكثر من عشر سنوات.

  • فريق ماسة
  • 2013-03-27
  • 7382
  • من الأرشيف

صيادو غزة يخشون ضياع موسم السردين بعد تقليص مساحة الصيد

لم يعد أحمد العواوده، 45 عاما، مهتما بتطوير قارب صيد السمك الذي يملكه وتزويده ببعض المعدات التي تمكنه من الصيد بشكل أفضل في بحر غزة، كما تراجع عن فكرة الاستعانة بشقيقه خالد في إنجاز العمل، وذلك بعد أن قلص الجيش الإسرائيلي المساحة المسموح للصيادين بالصيد فيها قبالة شواطئ غزة. وحسب القرار الإسرائيلي، فإنه لن يسمح للصيادين بالوصول إلى أكثر من 3 أميال في عرض البحر، بعد أن كان يسمح لهم بالوصول إلى مسافة ستة أميال. ويخشى الصيادون أن تؤدي هذه القيود إلى زيادة الإقبال على شراء الأسماك المهربة من مصر. وبالفعل فقد حدث تراجع واضح في كميات الأسماك التي يتم اصطيادها في غزة، في حين زادت كمية الأسماك المهربة. ويطالب الصيادون في قطاع غزة الحكومة المصرية بالتدخل السريع لدى إسرائيل بوصفها الطرف الذي ضمن تفاهمات التهدئة وإقناع إسرائيل بالعدول عن قرارها، والذي جاء بعد أن قال رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان إن إسرائيل وافقت على تخفيف مظاهر الحصار على القطاع. مثله مثل جميع الصيادين في قطاع غزة، كان العواوده يأمل في أن يستغل إلى أقصى حد موسم صيد سمك السردين، الذي من المقرر أن يبدأ في مطلع أبريل (نيسان) المقبل، ويتواصل لمدة ثلاثة أشهر، وهو الموسم الذي يعتمد عليه الصيادون في تحسين أوضاعهم الاقتصادية بشكل جذري. وقال أحمد: «بعد أن تقلصت مساحة الصيد إلى ثلاثة أميال، فإن فرص العثور على كميات وفيرة من السمك تؤول إلى الصفر، مما يعني أنه لم يعد هناك مسوغ لتطوير المركب واستقدام شقيقي للعمل إلى جانبي». وأضاف أنه فوجئ عندما نصب سلاح البحرية الإسرائيلي علامات حمراء في عرض البحر للتدليل على أنه يتوجب عدم تجاوزها. ويجزم أن السلطات الإسرائيلية اختارت هذا التوقيت لأنها تدرك أن فصل الربيع يمثل أفضل موسم لصيد الأسماك في غزة، سيما في كل ما يتعلق بسمك السردين الذي يقبل الغزيون على تناوله. وكانت إسرائيل قد وافقت ضمن تفاهمات التهدئة التي جرى التوصل إليها بشكل غير مباشر بعد الحملة العسكرية الأخيرة على القطاع، مع حركة حماس، وبوساطة مصرية على زيادة مساحة الصيد، بحيث يسمح للصيادين الغزيين بالإبحار لمسافة 6 أميال بحرية، بعد أن ظلت لفترة طويلة لا تتجاوز الـ3 أميال. وجاء التحرك الإسرائيلي إثر قيام مجموعة فلسطينية بإطلاق مجموعة صواريخ على المستوطنات في جنوب إسرائيل، دون أن تؤدي إلى حدوث أضرار في الممتلكات أو الأرواح. واعتبر أحمد خميس، وهو أحد الصيادين، الذين يعملون في شمال قطاع غزة، 39 عاما، أن ما يتعرض له الصيادون في قطاع غزة يمثل كارثة لكل واحد منهم، على اعتبار أن أوضاعهم الاقتصادية ستتدهور. وأشار إلى أنه رغم أن الجيش الإسرائيلي ظل يتحرش بالصيادين ويطلق النار عليهم لإخافتهم، فإنه لا خلاف على أن الفترة التي تلت تطبيق تفاهمات التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل مثلت أفضل فترة صيد خلال أكثر من عشر سنوات.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة