يفترض أن يعلن اليوم رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين ديميرطاش نص الرسالة التي سيوجهها زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان المعتقل في جزيرة ايمرالي.

وكان ديميرطاش قد التقى أوجلان مع زميليه في الحزب سري ثريا اوندير والنائبة بيرفين بولدان الاثنين الماضي حيث نقلوا إليه أجوبة على الرسائل التي كان أرسلها، واستلموا منه الرسالة التي ستعلن اليوم.

وسيجري احتفال مركزي للمرة الأولى في مكان واحد هو ديار بكر، ليكون الحشد الكردي هائلا من كل مناطق «كردستان تركيا». ومن المقرر أن يعلن ديميرطاش بنفسه رسالة أوجلان وسط حشد عالمي من الصحافيين يناهز الخمسمئة صحافي وإجراءات أمنية عالية المستوى. أما صحيفة «يني شفق» فرجحت أن تتلو الرسالة النائبة الكردية ليلى زانا، فيما أعلنت نائبة رئيس الحزب غولتان قيشاناق أن الرسالة سيتلوها نائبان، واحد باللغة الكردية وآخر باللغة التركية.

وفي نشاط للمناسبة في مدينة سعرت، كشفت قيشاناق عما ستتضمنه رسالة أوجلان، فقالت إن الناس يسألونها دائما ويحذرونها من فخ ينصب للأكراد، فكانت تجيبهم ان هذا الشعب لا يمكن لأحد أن يخدعه وان يلعب عليه.

وأضافت أن «الشعب الكردي يثق بزعيمه أوجلان الذي سيشرح خريطة الطريق». وتابعت أن «أوجلان سيدعو كل محبي السلام أن يوقفوا نزيف الدم، وسيقول انه إذا كان هناك من يحب السلام ويريد السلام فهو هذا الشعب المحتشد في الميدان الذي يريد السلام ومستعد للسلام وأن يعيش بمساواة مع الآخرين». وتابعت ان «أوجلان سيقول كل هذا للعالم ولتركيا. وسيقول: نحن إلى جانب سلام مشرّف. نحن نريد السلام. ومن الممكن حل المشكلة الكردية. وسيكسب الشعب الكردي ممثلا بأوجلان وستكسب كل تركيا». وأعلنت قيشاناق انه بفضل أوجلان وصل الشعب الكردي إلى هذه المرحلة، وسيصل هذا الشعب إلى حريته.

وكانت وسائل الإعلام قد نشرت سيناريوهات متعددة لـ«خريطة طريق» حل المشكلة الكردية تتضمن وقفاً للنار من جانب الأكراد، وانسحاب مقاتليهم الموجودين في تركيا إلى خارج تركيا، وتحديدا إلى جبال قنديل في العراق بدءا من غد الجمعة، على أن يكتمل الانسحاب حتى مطلع الصيف المقبل وربما حتى نهاية العام الحالي.

في هذا الوقت، شدد أوجلان على أن يواكب هذه المرحلة تعاون البرلمان التركي، وتمرير تشريعات تضمن إطلاق سراح المعتقلين وإعداد دستور جديد يتضمن الاعتراف بالهوية الكردية ومنح ما يشبه الحكم الذاتي للأكراد والتعلم باللغة الأم، ومن بعدها وربما في نهايتها إطلاق سراح أوجلان. ومقابل هذا يوافق الأكراد أثناء هذه المرحلة على دستور يتضمن الانتقال إلى نظام رئاسي، وهو مطلب أساسي لرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ليتمكن من أن يصبح رئيسا للجمهورية في العام 2014 بصلاحيات مطلقة لخمس سنوات قابلة للتجديد. وإذا أنجزت كل هذه العناوين فسيعلن «الكردستاني» ترك السلاح نهائيا والتحول إلى حزب سياسي في الداخل التركي.

وكشف ديميرطاش بعضاً مما دار في لقاء الاثنين الماضي مع زعيم «الكردستاني»، فقال إن «أوجلان دعا الحكومة إلى عدم تضييع هذه الفرصة، والبرلمان التركي للعمل الكثيف لمواكبة المرحلة عبر القيام بما يجب من تشريعات وتشكيل لجان تحقيق وما إلى ذلك».

وقال أوجلان للوفد الكردي انه «كما كان الفحم والفولاذ بالنسبة للاتحاد الأوروبي فهنا عندنا مياه الفرات ودجلة من أجل كونفدرالية الشرق الأوسط الديموقراطية». وأضاف ان «هذا مهم ليس للشهر المقبل بل للقرون المقبلة».

وقال ديميرطاش إنها المرة الأولى التي يسلم فيها على أوجلان و«كنا كما لو أننا نعرف بعضنا بعضا منذ زمان، وكان أحدنا يشد على يد الآخر بحيث لم يكن يريد للمصافحة أن تنتهي». ونقل عن أوجلان قوله إن «الحرية أهم من الأرض والوطن والنفط. هي أهم شيء في العالم».

وقال ديميرطاش انه كان لدى أوجلان الإصرار والتصميم على ألا يموت أحد وان يحل السلام. وأضاف ان «أوجلان دعا الحكومة إلى العمل بسرعة منعا لتخريب العملية»، لكنه أشار إلى أن أوجلان «ليس واثقاً مئة في المئة في ما إذا كانت الحكومة والبرلمان سيقدمان على هذه الخطوات أم لا».

ونقل عن أوجلان قوله ان «حزب العدالة والتنمية أكثر جدية هذه المرة، لكنه توصل الى نتيجة ان هذا عصيان مسلح وجب إنهاؤه. وأنا ايضا مصمم على إنهاء هذا العصيان. وهو على أي حال عصيان استمر 40 عاما. الآن أنا مصمم على إنهاء هذا العصيان، لكن هل البرلمان والحكومة مصممان على إنهاء العصيان؟». وأضاف ان «الدولة جربت كل الوسائل لضرب الحركة الكردية ولكنها لم تنجح فجاءت الآن لتجرب المفاوضات والسلام. سنرى ماذا سيحدث».

وفي مقابل التصريحات المتكررة من جانب الأكراد وأوجلان حول تفاصيل الخطط المفترضة فإن الحكومة التزمت بما يشبه الصمت، وقد اعترف أردوغان بذلك قائلا انه يجب التعامل بحساسية كبيرة مع متطلبات مرحلة المفاوضات مع الأكراد، لذلك «نحن نتكلم قليلا ولا نصدر بيانات إلا نادرا». وقال «أيا يكن الثمن فسنحل هذه المشكلة. سنحلها حتى لو اضطررنا إلى تجرّع سم الشَوكران (نبات شديد السمومة)». وتابع «ليكن النوروز عيد الأمل وتبسم الوجوه وليكن آذار شهر البشرى والأخوة» من دون أن يفصح عن طبيعة الخطوات التي ستتخذ للوصول إلى حل.

  • فريق ماسة
  • 2013-03-20
  • 3415
  • من الأرشيف

أوجلان ليس واثقاً مما سيفعله أردوغان: رسالة «سلام مشرّف» من ديار بكر اليوم

يفترض أن يعلن اليوم رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين ديميرطاش نص الرسالة التي سيوجهها زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان المعتقل في جزيرة ايمرالي. وكان ديميرطاش قد التقى أوجلان مع زميليه في الحزب سري ثريا اوندير والنائبة بيرفين بولدان الاثنين الماضي حيث نقلوا إليه أجوبة على الرسائل التي كان أرسلها، واستلموا منه الرسالة التي ستعلن اليوم. وسيجري احتفال مركزي للمرة الأولى في مكان واحد هو ديار بكر، ليكون الحشد الكردي هائلا من كل مناطق «كردستان تركيا». ومن المقرر أن يعلن ديميرطاش بنفسه رسالة أوجلان وسط حشد عالمي من الصحافيين يناهز الخمسمئة صحافي وإجراءات أمنية عالية المستوى. أما صحيفة «يني شفق» فرجحت أن تتلو الرسالة النائبة الكردية ليلى زانا، فيما أعلنت نائبة رئيس الحزب غولتان قيشاناق أن الرسالة سيتلوها نائبان، واحد باللغة الكردية وآخر باللغة التركية. وفي نشاط للمناسبة في مدينة سعرت، كشفت قيشاناق عما ستتضمنه رسالة أوجلان، فقالت إن الناس يسألونها دائما ويحذرونها من فخ ينصب للأكراد، فكانت تجيبهم ان هذا الشعب لا يمكن لأحد أن يخدعه وان يلعب عليه. وأضافت أن «الشعب الكردي يثق بزعيمه أوجلان الذي سيشرح خريطة الطريق». وتابعت أن «أوجلان سيدعو كل محبي السلام أن يوقفوا نزيف الدم، وسيقول انه إذا كان هناك من يحب السلام ويريد السلام فهو هذا الشعب المحتشد في الميدان الذي يريد السلام ومستعد للسلام وأن يعيش بمساواة مع الآخرين». وتابعت ان «أوجلان سيقول كل هذا للعالم ولتركيا. وسيقول: نحن إلى جانب سلام مشرّف. نحن نريد السلام. ومن الممكن حل المشكلة الكردية. وسيكسب الشعب الكردي ممثلا بأوجلان وستكسب كل تركيا». وأعلنت قيشاناق انه بفضل أوجلان وصل الشعب الكردي إلى هذه المرحلة، وسيصل هذا الشعب إلى حريته. وكانت وسائل الإعلام قد نشرت سيناريوهات متعددة لـ«خريطة طريق» حل المشكلة الكردية تتضمن وقفاً للنار من جانب الأكراد، وانسحاب مقاتليهم الموجودين في تركيا إلى خارج تركيا، وتحديدا إلى جبال قنديل في العراق بدءا من غد الجمعة، على أن يكتمل الانسحاب حتى مطلع الصيف المقبل وربما حتى نهاية العام الحالي. في هذا الوقت، شدد أوجلان على أن يواكب هذه المرحلة تعاون البرلمان التركي، وتمرير تشريعات تضمن إطلاق سراح المعتقلين وإعداد دستور جديد يتضمن الاعتراف بالهوية الكردية ومنح ما يشبه الحكم الذاتي للأكراد والتعلم باللغة الأم، ومن بعدها وربما في نهايتها إطلاق سراح أوجلان. ومقابل هذا يوافق الأكراد أثناء هذه المرحلة على دستور يتضمن الانتقال إلى نظام رئاسي، وهو مطلب أساسي لرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ليتمكن من أن يصبح رئيسا للجمهورية في العام 2014 بصلاحيات مطلقة لخمس سنوات قابلة للتجديد. وإذا أنجزت كل هذه العناوين فسيعلن «الكردستاني» ترك السلاح نهائيا والتحول إلى حزب سياسي في الداخل التركي. وكشف ديميرطاش بعضاً مما دار في لقاء الاثنين الماضي مع زعيم «الكردستاني»، فقال إن «أوجلان دعا الحكومة إلى عدم تضييع هذه الفرصة، والبرلمان التركي للعمل الكثيف لمواكبة المرحلة عبر القيام بما يجب من تشريعات وتشكيل لجان تحقيق وما إلى ذلك». وقال أوجلان للوفد الكردي انه «كما كان الفحم والفولاذ بالنسبة للاتحاد الأوروبي فهنا عندنا مياه الفرات ودجلة من أجل كونفدرالية الشرق الأوسط الديموقراطية». وأضاف ان «هذا مهم ليس للشهر المقبل بل للقرون المقبلة». وقال ديميرطاش إنها المرة الأولى التي يسلم فيها على أوجلان و«كنا كما لو أننا نعرف بعضنا بعضا منذ زمان، وكان أحدنا يشد على يد الآخر بحيث لم يكن يريد للمصافحة أن تنتهي». ونقل عن أوجلان قوله إن «الحرية أهم من الأرض والوطن والنفط. هي أهم شيء في العالم». وقال ديميرطاش انه كان لدى أوجلان الإصرار والتصميم على ألا يموت أحد وان يحل السلام. وأضاف ان «أوجلان دعا الحكومة إلى العمل بسرعة منعا لتخريب العملية»، لكنه أشار إلى أن أوجلان «ليس واثقاً مئة في المئة في ما إذا كانت الحكومة والبرلمان سيقدمان على هذه الخطوات أم لا». ونقل عن أوجلان قوله ان «حزب العدالة والتنمية أكثر جدية هذه المرة، لكنه توصل الى نتيجة ان هذا عصيان مسلح وجب إنهاؤه. وأنا ايضا مصمم على إنهاء هذا العصيان. وهو على أي حال عصيان استمر 40 عاما. الآن أنا مصمم على إنهاء هذا العصيان، لكن هل البرلمان والحكومة مصممان على إنهاء العصيان؟». وأضاف ان «الدولة جربت كل الوسائل لضرب الحركة الكردية ولكنها لم تنجح فجاءت الآن لتجرب المفاوضات والسلام. سنرى ماذا سيحدث». وفي مقابل التصريحات المتكررة من جانب الأكراد وأوجلان حول تفاصيل الخطط المفترضة فإن الحكومة التزمت بما يشبه الصمت، وقد اعترف أردوغان بذلك قائلا انه يجب التعامل بحساسية كبيرة مع متطلبات مرحلة المفاوضات مع الأكراد، لذلك «نحن نتكلم قليلا ولا نصدر بيانات إلا نادرا». وقال «أيا يكن الثمن فسنحل هذه المشكلة. سنحلها حتى لو اضطررنا إلى تجرّع سم الشَوكران (نبات شديد السمومة)». وتابع «ليكن النوروز عيد الأمل وتبسم الوجوه وليكن آذار شهر البشرى والأخوة» من دون أن يفصح عن طبيعة الخطوات التي ستتخذ للوصول إلى حل.

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة