شنت جماعات مسلحة تابعة للهيئة الشرعية بحلب حملات اعتقال طالت مسلحي ومقرات لواء يوسف العظمة في ريف منطقة الباب شمال سورية، في وقت تتخوف فيه مصادر اللواء المذكور من اقتتال عنيف بينها بطابعها الكردي وبين الجماعات الإسلامية الموالية لتركيا.

وقال مصدر مقرب من متزعم المجموعة بسام حجي مصطفى إن قراراً قطرياً – تركياً - أمريكياً صدر بتصفية لواء يوسف العظمة، لأنها المجموعة العلمانية المسلحة الوحيدة في الثورة السورية، والتي تتألف من سوريين من قوميات مختلفة، وبينهم عد من الشيوعيين واليساريين المناهضين للسياسة الأميركية.

وأضاف المصدر أن قائد اللواء بسام حجي مصطفى بخير، وهو في مكان آمن، وقد أصدر الأوامر لعناصره بتجنب سفك الدم بين أبناء الثورة في هذه المرحلة، بالأخص وأن النظام يتربص بالجميع حسب تعبيره، لكنه حذر قيادات ميليشيا الجيش الحر في الباب من مغبة التطاول أكثر على قباسين.

وتم تشكيل اللواء الذي يحمل اسم وزير الدفاع السوري يوسف العظمة الذي استشهد بمواجهة الجيش الفرنسي في معركة ميسلون عام 1920 على أبواب دمشق آنذاك، كما حصل اللواء المعارض المسلح مؤخراً على مبلغ 125 ألف يورو بعد قرار فرنسا تقديم 5 ملايين يورو لدعم تجربة الإدارة في " المناطق المحررة".

ويضم اللواء الذي أعلن عنه في نهاية العام 2012 ، مقاتلون أكرادا، بالدرجة الأولى، من قرية قباسين التي ينحدر منها حجي مصطفى ويساعده في قيادته أحد أشقاء زوجته التي تنحدر من محافظة إدلب.

كما يضم اللواء مطلوبين جنائيين بتهمة اغتيال المرشد الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية الشيخ أمين يكن بسب خلاف على أراض زراعية، وقد عادوا إلى سورية بعد ضعف سلطة الدولة حيث كانوا قد لجئوا إلى شمال العراق قبل نحو خمسة عشر سنة.

وتتهم الهيئة الشرعية التي يهيمن عليها الإسلاميون جماعة بسام حجي مصطفى بأنها عصابة كردية قومية ماركسية علمانية، "للتشليح" وتهريب الخمور والخطف والسرقة، حيث قامت بملاحقة مقاتليها ومداهمة بيوتهم ومقراتهم باعتبارهم خارجين عن الإسلام ليطبّق عليهم حد الحرابة الشهير.

وحسب مصدر مقرب من الهيئة فإن "الشرطة الشرعية" حررت عشرة مخطوفين، وصادرت كميات كبيرة من المخدرات، والمشروبات الكحولية والدخان الأجنبي المهرب، وخمسة سيارات مسروقة.

كما تم التحقيق مع عدد من أتباع حجي مصطفى الذين اعترفوا بقيامهم بالخطف مقابل الفدية، وتهريب المشروبات الكحولية والحشيشة والحبوب المخدرة، وأن قائدهم قام ببيع المساعدات الغذائية والدوائية التي كان يحصل عليها من فرنسا والإتحاد الأوروبي لنشر الديانة العلمانية، وفق المصدر.

واعتبر المصدر أن القضاء على هذه المجموعة هو انتصار للإسلام على العلمانية والكفر والماسونية التي تتستر بالثورة لإخفاء مخططها الخبيث لعلمنة سورية، ونشر المجوسية فيها ومحاربة الإسلام.

وذهب المصدر إلى القول أن عصابة بسام حجي مصطفى هي جماعة قومية كردية تسترت بالجيش الحر للحصول على المال والسلاح والذخيرة، ومن ثم نقلها لعصابات "بي كي كي" في رأس العين وعفرين، وقد تأكدنا من قيام حجي بإرسال 30 مقاتلا كردياً من عشيرته لنصرة الأكراد على الكتائب الإسلامية المجاهدة التي حررت رأس العين.

بالمقابل نفى المصدر المقرب من حجي مصطفى التهم الموجهة إليه، وأكد أن قراراً رجعياً اتخذ بضرب لواء يوسف العظمة لأنه نواة وطنية مدنية للثورة.

وأضاف: لقد تبين للعالم أجمع أن الثورة قد سُرقت من قبل الإسلام المتطرف التكفيري الذي لا يؤمن بالحرية، بل بالرأي الواحد، وقهر الشعب الكردي.

وأشار المصدر إلى أن الإخوان المسلمين يحاولون الانتقام من أهالي قباسين من الفلاحين الأكراد الذين قتلوا الإقطاعي الظالم المدعوم من النظام البعثي الاستبدادي الشيخ أمين يكن، مما يعكس التحالف بين الجميع لقهر الأكراد فلا فرق بين البعث وبين الإخوان والتكفيريين.

يذكر أن بسام حجي مصطفى هو ناشط سياسي "نصف معارض" كان ينتمي للحزب الشيوعي السوري جناح خالد بكداش، انضم بعد العام 2000 إلى لجنة وحدة الشيوعيين السوريين التي أسسها قدري جميل، وترشح في العام 2003 للانتخابات على لوائح الشيوعيين السوريين، في دائرة ريف حلب.

وبعد بدء الأزمة في سورية عاود التواصل مع قدري جميل في ذات الوقت الذي حافظ فيه على علاقة مع المعارضة السورية حيث اعتقل في 30 آب 2011 وخرج بالعفو العام في شباط 2012 (كونه لم تتلطخ يده بالدماء حينها) بعد تعهده خطياً بعدم القيام بأي عمل يمس بأمن الدولة ويخالف القوانين.

وبعد خروجه من السجن بالعفو الرئاسي عاود الاتصال بالجماعات المسلحة في منطقة الباب، وبقدري جميل الذي كان أسس للتو حزب الإرادة الشعبية، ثم حصل على تمويل مجهول المصدر وبدأ بتسليح العشائر الكردية في منطقة الباب منذ ربيع العام 2012 ، بعد أن فشلت مساعي المصالحة مع قدري جميل حيث طلب قبول ترشيحه على قائمة حزب الإرادة الشعبية الذي أسسه جميل على أنقاض لجنة وحدة الشيوعيين السوريين، ولكن طلبه قوبل بالرفض.

وينقل المقربون منه أنه لم يعد متمسكاً بالماركسية اللينينية ولكنه متمسك بقوة بالعلمانية، مع ضرورة الانحناء للعاصفة الإسلامية وعدم مواجهتها، وقبول مصطلح الدولة المدنية لكشف زيف الإسلاميين التكفيريين.

  • فريق ماسة
  • 2013-03-18
  • 3598
  • من الأرشيف

جبهة النصرة تصفي المجموعة العلمانية الوحيدة في ما يسمى الثورة السورية

شنت جماعات مسلحة تابعة للهيئة الشرعية بحلب حملات اعتقال طالت مسلحي ومقرات لواء يوسف العظمة في ريف منطقة الباب شمال سورية، في وقت تتخوف فيه مصادر اللواء المذكور من اقتتال عنيف بينها بطابعها الكردي وبين الجماعات الإسلامية الموالية لتركيا. وقال مصدر مقرب من متزعم المجموعة بسام حجي مصطفى إن قراراً قطرياً – تركياً - أمريكياً صدر بتصفية لواء يوسف العظمة، لأنها المجموعة العلمانية المسلحة الوحيدة في الثورة السورية، والتي تتألف من سوريين من قوميات مختلفة، وبينهم عد من الشيوعيين واليساريين المناهضين للسياسة الأميركية. وأضاف المصدر أن قائد اللواء بسام حجي مصطفى بخير، وهو في مكان آمن، وقد أصدر الأوامر لعناصره بتجنب سفك الدم بين أبناء الثورة في هذه المرحلة، بالأخص وأن النظام يتربص بالجميع حسب تعبيره، لكنه حذر قيادات ميليشيا الجيش الحر في الباب من مغبة التطاول أكثر على قباسين. وتم تشكيل اللواء الذي يحمل اسم وزير الدفاع السوري يوسف العظمة الذي استشهد بمواجهة الجيش الفرنسي في معركة ميسلون عام 1920 على أبواب دمشق آنذاك، كما حصل اللواء المعارض المسلح مؤخراً على مبلغ 125 ألف يورو بعد قرار فرنسا تقديم 5 ملايين يورو لدعم تجربة الإدارة في " المناطق المحررة". ويضم اللواء الذي أعلن عنه في نهاية العام 2012 ، مقاتلون أكرادا، بالدرجة الأولى، من قرية قباسين التي ينحدر منها حجي مصطفى ويساعده في قيادته أحد أشقاء زوجته التي تنحدر من محافظة إدلب. كما يضم اللواء مطلوبين جنائيين بتهمة اغتيال المرشد الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية الشيخ أمين يكن بسب خلاف على أراض زراعية، وقد عادوا إلى سورية بعد ضعف سلطة الدولة حيث كانوا قد لجئوا إلى شمال العراق قبل نحو خمسة عشر سنة. وتتهم الهيئة الشرعية التي يهيمن عليها الإسلاميون جماعة بسام حجي مصطفى بأنها عصابة كردية قومية ماركسية علمانية، "للتشليح" وتهريب الخمور والخطف والسرقة، حيث قامت بملاحقة مقاتليها ومداهمة بيوتهم ومقراتهم باعتبارهم خارجين عن الإسلام ليطبّق عليهم حد الحرابة الشهير. وحسب مصدر مقرب من الهيئة فإن "الشرطة الشرعية" حررت عشرة مخطوفين، وصادرت كميات كبيرة من المخدرات، والمشروبات الكحولية والدخان الأجنبي المهرب، وخمسة سيارات مسروقة. كما تم التحقيق مع عدد من أتباع حجي مصطفى الذين اعترفوا بقيامهم بالخطف مقابل الفدية، وتهريب المشروبات الكحولية والحشيشة والحبوب المخدرة، وأن قائدهم قام ببيع المساعدات الغذائية والدوائية التي كان يحصل عليها من فرنسا والإتحاد الأوروبي لنشر الديانة العلمانية، وفق المصدر. واعتبر المصدر أن القضاء على هذه المجموعة هو انتصار للإسلام على العلمانية والكفر والماسونية التي تتستر بالثورة لإخفاء مخططها الخبيث لعلمنة سورية، ونشر المجوسية فيها ومحاربة الإسلام. وذهب المصدر إلى القول أن عصابة بسام حجي مصطفى هي جماعة قومية كردية تسترت بالجيش الحر للحصول على المال والسلاح والذخيرة، ومن ثم نقلها لعصابات "بي كي كي" في رأس العين وعفرين، وقد تأكدنا من قيام حجي بإرسال 30 مقاتلا كردياً من عشيرته لنصرة الأكراد على الكتائب الإسلامية المجاهدة التي حررت رأس العين. بالمقابل نفى المصدر المقرب من حجي مصطفى التهم الموجهة إليه، وأكد أن قراراً رجعياً اتخذ بضرب لواء يوسف العظمة لأنه نواة وطنية مدنية للثورة. وأضاف: لقد تبين للعالم أجمع أن الثورة قد سُرقت من قبل الإسلام المتطرف التكفيري الذي لا يؤمن بالحرية، بل بالرأي الواحد، وقهر الشعب الكردي. وأشار المصدر إلى أن الإخوان المسلمين يحاولون الانتقام من أهالي قباسين من الفلاحين الأكراد الذين قتلوا الإقطاعي الظالم المدعوم من النظام البعثي الاستبدادي الشيخ أمين يكن، مما يعكس التحالف بين الجميع لقهر الأكراد فلا فرق بين البعث وبين الإخوان والتكفيريين. يذكر أن بسام حجي مصطفى هو ناشط سياسي "نصف معارض" كان ينتمي للحزب الشيوعي السوري جناح خالد بكداش، انضم بعد العام 2000 إلى لجنة وحدة الشيوعيين السوريين التي أسسها قدري جميل، وترشح في العام 2003 للانتخابات على لوائح الشيوعيين السوريين، في دائرة ريف حلب. وبعد بدء الأزمة في سورية عاود التواصل مع قدري جميل في ذات الوقت الذي حافظ فيه على علاقة مع المعارضة السورية حيث اعتقل في 30 آب 2011 وخرج بالعفو العام في شباط 2012 (كونه لم تتلطخ يده بالدماء حينها) بعد تعهده خطياً بعدم القيام بأي عمل يمس بأمن الدولة ويخالف القوانين. وبعد خروجه من السجن بالعفو الرئاسي عاود الاتصال بالجماعات المسلحة في منطقة الباب، وبقدري جميل الذي كان أسس للتو حزب الإرادة الشعبية، ثم حصل على تمويل مجهول المصدر وبدأ بتسليح العشائر الكردية في منطقة الباب منذ ربيع العام 2012 ، بعد أن فشلت مساعي المصالحة مع قدري جميل حيث طلب قبول ترشيحه على قائمة حزب الإرادة الشعبية الذي أسسه جميل على أنقاض لجنة وحدة الشيوعيين السوريين، ولكن طلبه قوبل بالرفض. وينقل المقربون منه أنه لم يعد متمسكاً بالماركسية اللينينية ولكنه متمسك بقوة بالعلمانية، مع ضرورة الانحناء للعاصفة الإسلامية وعدم مواجهتها، وقبول مصطلح الدولة المدنية لكشف زيف الإسلاميين التكفيريين.

المصدر : الماسة السورية/ عربي برس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة