أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن سورية تتعرض لغزو خارجي ماكر متعدد الأطراف ومدبر وتآمر دولي كبير من كل جانب يتربص بالبلاد والعباد بهدف القضاء على وجودها وكيانها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ووحدة ترابها.

وقال السيد في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري أمس إن فتوى مجلس الإفتاء الأعلى تقول بالدفاع عن سورية وشعبها وحقن دماء أبنائها ومنع الاعتداء عنهم وليس الاعتداء على أحد وهي رأي وحكم الشريعة بالأحداث في سورية.

وأوضح السيد أن هناك حربا على سورية وليس أحداثا أمنية ولا يمكن تجاهل الغزو الخارجي المتعدد الأطراف الذي تتعرض له البلاد وتدفق المسلحين والسلاح إليها تحت غطاء ديني مغلف بفتاوى صدرت ومن ضمنها فتاوى يوسف القرضاوي الذي استدعى حكم الشريعة وفق أجندة معينة وطلبات محددة من قطر وسواها وأصدر فتاوى تتعلق بسفك الدماء والجهاد وهو خارج سورية وهو ليس سورياً ولا يعلم الواقع الحقيقي لما يجري في سورية ليتبعه على نفس المنوال أشخاص من السعودية وقطر ومصر ومن سار في الركب الصهيوني والأمريكي والقطري والتركي والسعودي وأصدروا فتاوى تكفيرية وجهادية ضد سورية وشعبها بدل أن يصدروا الفتاوى حول غزو العراق والاعتداء على غزة ولبنان.

 

وأشار السيد إلى أن الطاقات الروحية ومنها القوة والثبات والصبر والدفاع عن حياض الوطن التي تستمدها الشعوب من قيمها الروحية والدينية لا يمكن أن تغفل عندما يتعرض الشعب والبلد والأرض والوطن والعرض والمقدسات لهجمات خارجية كما أن للأفراد أعمارا يموتون بعدها ولكن الأوطان لا ينطبق عليها ما ينطبق على الإنسان فهي لا تموت وإنما تحمى بوقوف أبنائها صفا واحدا للدفاع عنها.

وقال وزير الأوقاف إن الدين هو دين تدبير وليس دين تبرير والذين أفتوا بالقتل في سورية أرادوا الدين أن يكون لتبرير مخططاتهم ومؤامراتهم واستهدافهم لسورية وشعبها وليس لوضع الحلول للمشاكل.

وأضاف السيد إننا لا يمكن أن نسمح لكل هؤلاء أن يفتوا ونبقى نحن ساكتين وألا نقول كلمة الحق وألا نصدر فتوى تؤدي إلى الدفاع عن أرضنا ووطننا وهو يتعرض لكل هذا الغزو من كل الاتجاهات وهذه الفتوى تبين للناس حكم الشريعة الإسلامية عندما تتعرض البلاد للغزو ولهذا الكم من الأسلحة والمسلحين والتنظيمات الإرهابية.

وقال السيد إن علماء سورية الأفاضل وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام وسماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدرالدين حسون يقولون رأيهم في كل خطب الجمعة الذي هو نفس مضمون ما حملته فتوى مجلس الإفتاء الأعلى ولكن إعلان الجامعة العربية بدء التسليح ضد سورية والحرب عليها بشكل سافر وقاطع دفع إلى تأطير إجماع السادة العلماء في سورية في رأي شرعي واحد جسدته الفتوى الصادرة.

وأكد السيد أن علماء سورية هم الذين رأوا الواقع واستنبطوا أحكام هذه الفتوى الشرعية التي هي رأي وحكم الشريعة الإسلامية في الأحداث التي تجري في سورية.

وأوضح وزير الأوقاف أن مصطلح الجهاد العظيم تم تحريفه حيث أصبح الكثير من الناس يعتقدون أنه رفع السلاح من أجل إجبار الناس على شهادة أن لا إله إلا الله وعلى الإسلام بينما هو في الشرع الإسلامي متعدد الأوجه فهناك جهاد النفس وجهاد الكلمة.

وقال السيد إن الجهاد القتالي لم يشرع إلا بعد أن انتقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بعدما كان جهادا بالكلمة في مكة المكرمة والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول إن أعظم الجهاد هو جهاد النفس وبالتالي فإن الجهاد القتالي شرع عندما أصبحت هناك دولة بثلاثة مقومات الأرض والشعب والسلطة وهي التي تعلن الجهاد للدفاع عن الدولة والشعب والوطن ولرد المعتدين وليس للاعتداء وليس الأفراد من يعلنون الجهاد ولا يجوز لشخص أطلق لحية ولبس عمامة أن يخرج ليفتي بالجهاد ويكفر البشر ويقسم المجتمع.

وأشار السيد إلى أن تعرض سورية لغزو بالسلاح والمال والإعلام من دول وأطراف متعددة لا تخفي نفسها ومن تنظيمات إرهابية يفرض أن يكون الدفاع عن الوطن والوقوف صفا واحدا مع الجيش العربي السوري فرض عين على كل الناس كل حسب استطاعته ويفرض الالتحاق بخدمة العلم التي هي خدمة للوطن فالجندية شرف ومسؤولية وأمانة وإيمان بهدف الدفاع عن سورية وحقن الدماء فيها وليست لإسالتها.

وقال وزير الأوقاف إن الدفاع عن الوطن فرض عين على كل السوريين ولكن كل إنسان حسب استطاعته وهو فرض كفاية على جميع الدول العربية والإسلامية لأن كلمة حق عند سلطان جائر تكفي ويكفي أن يقولوا لسلاطينهم في تركيا وقطر والسعودية وغيرها كفى ولوغا في دماء الشعب العربي السوري وامنعوا الأسلحة والتمويل والإيواء والتدريب للإرهابيين وعندها يكون ذلك جهادا بالكلمة الذي هو أفضل أنواع الجهاد.

وأوضح السيد أن من فسر دعوة الدول العربية والإسلامية للدفاع عن سورية بأنها دعوة لمؤازرة الجيش العربي السوري من خارج الحدود يريد أن يحرف الفتوى عن مضمونها الواضح والصريح والتي تريد فقط من الشعوب العربية والإسلامية أن تقف بالكلمة إلى جانب سورية وشعبها.

وردا على من قال كيف تصدر فتوى من دولة علمانية قال السيد إن لكل دولة مفهوما لكلمة العلمانية ونحن في سورية نطبق حرية الأديان والمعتقدات وممارسة الشعائر الدينية والمادة الثانية من الدستور تنص صراحة على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر أساسي من مصادر التشريع وبالتالي لا يمكن القول إننا لا نستطيع أن نصدر فتوى وبغض النظر عن كل ما يقال فنحن نقصد بكلمة العلمانية هي حرية الأديان وليس ضد الأديان ومن ير أن العلمانية هي ضد الدين فله الحق في ذلك ولكن هذا المعنى ليس عندنا داخل سورية.

وأكد السيد أن سورية هي النموذج الأمثل في العالم العربي والإسلامي لموضوع الإخاء بين الأديان وما يوجد فيها من أنشطة إسلامية ومسيحية لا يوجد في أي دولة عربية أو إسلامية وبالتالي كيف يحق لهم وهم خارج سورية وليسوا من أهلها أن يفتوا عن السوريين ولا يحق لمفتي الجمهورية ولمجلس الإفتاء الأعلى في سورية أن يصدر فتوى عن شعبها.

ولفت وزير الأوقاف إلى أن فتوى مجلس الإفتاء الأعلى ليست ضد الحوار بل هي لمنع إسالة الدماء ولمنع المعتدين من الخارج وسورية تطالب منذ البداية بالحوار وفتحت الأبواب له ولكنه بحاجة إلى رمي السلاح من أجل تحقيق مصالح الوطن لأن من يرد الإصلاح لا يمكن أن يتخذ الإفساد طريقاً لذلك.

وقال السيد إننا مستعدون لحوار كل من خالفنا بالرأي من أجل سورية ولكن استخدام العنف وتدمير البنية التحتية وقتل الأبرياء واستدعاء التدخل الخارجي لا يرضي الله ولا يرضي البشر والتاريخ سيكتب أن الجامعة العربية كتبت بمداد صهيوني قرار إرسال السلاح إلى الإرهابيين على حساب دماء أبناء الشعب السوري.

وأضاف السيد إن سورية اليوم بحاجة إلى كل جهد وكل مواطن من أجل حقن الدماء ومنع الاعتداء ونحن سنقف صفا واحدا مع الجيش العربي السوري في الدفاع عن الوطن وهذا الجيش أكثر قوة ومناعة وإيمانا بالنصر القادم ولن تستطيع هذه المجموعات التي جاءت من كل حدب وصوب تحقيق أهدافها.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-03-13
  • 11471
  • من الأرشيف

وزير الأوقاف: سورية تتعرض لغزو خارجي وفتوى مجلس الإفتاء الأعلى تقول بالدفاع عن سورية وشعبها

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن سورية تتعرض لغزو خارجي ماكر متعدد الأطراف ومدبر وتآمر دولي كبير من كل جانب يتربص بالبلاد والعباد بهدف القضاء على وجودها وكيانها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ووحدة ترابها. وقال السيد في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري أمس إن فتوى مجلس الإفتاء الأعلى تقول بالدفاع عن سورية وشعبها وحقن دماء أبنائها ومنع الاعتداء عنهم وليس الاعتداء على أحد وهي رأي وحكم الشريعة بالأحداث في سورية. وأوضح السيد أن هناك حربا على سورية وليس أحداثا أمنية ولا يمكن تجاهل الغزو الخارجي المتعدد الأطراف الذي تتعرض له البلاد وتدفق المسلحين والسلاح إليها تحت غطاء ديني مغلف بفتاوى صدرت ومن ضمنها فتاوى يوسف القرضاوي الذي استدعى حكم الشريعة وفق أجندة معينة وطلبات محددة من قطر وسواها وأصدر فتاوى تتعلق بسفك الدماء والجهاد وهو خارج سورية وهو ليس سورياً ولا يعلم الواقع الحقيقي لما يجري في سورية ليتبعه على نفس المنوال أشخاص من السعودية وقطر ومصر ومن سار في الركب الصهيوني والأمريكي والقطري والتركي والسعودي وأصدروا فتاوى تكفيرية وجهادية ضد سورية وشعبها بدل أن يصدروا الفتاوى حول غزو العراق والاعتداء على غزة ولبنان.   وأشار السيد إلى أن الطاقات الروحية ومنها القوة والثبات والصبر والدفاع عن حياض الوطن التي تستمدها الشعوب من قيمها الروحية والدينية لا يمكن أن تغفل عندما يتعرض الشعب والبلد والأرض والوطن والعرض والمقدسات لهجمات خارجية كما أن للأفراد أعمارا يموتون بعدها ولكن الأوطان لا ينطبق عليها ما ينطبق على الإنسان فهي لا تموت وإنما تحمى بوقوف أبنائها صفا واحدا للدفاع عنها. وقال وزير الأوقاف إن الدين هو دين تدبير وليس دين تبرير والذين أفتوا بالقتل في سورية أرادوا الدين أن يكون لتبرير مخططاتهم ومؤامراتهم واستهدافهم لسورية وشعبها وليس لوضع الحلول للمشاكل. وأضاف السيد إننا لا يمكن أن نسمح لكل هؤلاء أن يفتوا ونبقى نحن ساكتين وألا نقول كلمة الحق وألا نصدر فتوى تؤدي إلى الدفاع عن أرضنا ووطننا وهو يتعرض لكل هذا الغزو من كل الاتجاهات وهذه الفتوى تبين للناس حكم الشريعة الإسلامية عندما تتعرض البلاد للغزو ولهذا الكم من الأسلحة والمسلحين والتنظيمات الإرهابية. وقال السيد إن علماء سورية الأفاضل وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام وسماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدرالدين حسون يقولون رأيهم في كل خطب الجمعة الذي هو نفس مضمون ما حملته فتوى مجلس الإفتاء الأعلى ولكن إعلان الجامعة العربية بدء التسليح ضد سورية والحرب عليها بشكل سافر وقاطع دفع إلى تأطير إجماع السادة العلماء في سورية في رأي شرعي واحد جسدته الفتوى الصادرة. وأكد السيد أن علماء سورية هم الذين رأوا الواقع واستنبطوا أحكام هذه الفتوى الشرعية التي هي رأي وحكم الشريعة الإسلامية في الأحداث التي تجري في سورية. وأوضح وزير الأوقاف أن مصطلح الجهاد العظيم تم تحريفه حيث أصبح الكثير من الناس يعتقدون أنه رفع السلاح من أجل إجبار الناس على شهادة أن لا إله إلا الله وعلى الإسلام بينما هو في الشرع الإسلامي متعدد الأوجه فهناك جهاد النفس وجهاد الكلمة. وقال السيد إن الجهاد القتالي لم يشرع إلا بعد أن انتقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بعدما كان جهادا بالكلمة في مكة المكرمة والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول إن أعظم الجهاد هو جهاد النفس وبالتالي فإن الجهاد القتالي شرع عندما أصبحت هناك دولة بثلاثة مقومات الأرض والشعب والسلطة وهي التي تعلن الجهاد للدفاع عن الدولة والشعب والوطن ولرد المعتدين وليس للاعتداء وليس الأفراد من يعلنون الجهاد ولا يجوز لشخص أطلق لحية ولبس عمامة أن يخرج ليفتي بالجهاد ويكفر البشر ويقسم المجتمع. وأشار السيد إلى أن تعرض سورية لغزو بالسلاح والمال والإعلام من دول وأطراف متعددة لا تخفي نفسها ومن تنظيمات إرهابية يفرض أن يكون الدفاع عن الوطن والوقوف صفا واحدا مع الجيش العربي السوري فرض عين على كل الناس كل حسب استطاعته ويفرض الالتحاق بخدمة العلم التي هي خدمة للوطن فالجندية شرف ومسؤولية وأمانة وإيمان بهدف الدفاع عن سورية وحقن الدماء فيها وليست لإسالتها. وقال وزير الأوقاف إن الدفاع عن الوطن فرض عين على كل السوريين ولكن كل إنسان حسب استطاعته وهو فرض كفاية على جميع الدول العربية والإسلامية لأن كلمة حق عند سلطان جائر تكفي ويكفي أن يقولوا لسلاطينهم في تركيا وقطر والسعودية وغيرها كفى ولوغا في دماء الشعب العربي السوري وامنعوا الأسلحة والتمويل والإيواء والتدريب للإرهابيين وعندها يكون ذلك جهادا بالكلمة الذي هو أفضل أنواع الجهاد. وأوضح السيد أن من فسر دعوة الدول العربية والإسلامية للدفاع عن سورية بأنها دعوة لمؤازرة الجيش العربي السوري من خارج الحدود يريد أن يحرف الفتوى عن مضمونها الواضح والصريح والتي تريد فقط من الشعوب العربية والإسلامية أن تقف بالكلمة إلى جانب سورية وشعبها. وردا على من قال كيف تصدر فتوى من دولة علمانية قال السيد إن لكل دولة مفهوما لكلمة العلمانية ونحن في سورية نطبق حرية الأديان والمعتقدات وممارسة الشعائر الدينية والمادة الثانية من الدستور تنص صراحة على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر أساسي من مصادر التشريع وبالتالي لا يمكن القول إننا لا نستطيع أن نصدر فتوى وبغض النظر عن كل ما يقال فنحن نقصد بكلمة العلمانية هي حرية الأديان وليس ضد الأديان ومن ير أن العلمانية هي ضد الدين فله الحق في ذلك ولكن هذا المعنى ليس عندنا داخل سورية. وأكد السيد أن سورية هي النموذج الأمثل في العالم العربي والإسلامي لموضوع الإخاء بين الأديان وما يوجد فيها من أنشطة إسلامية ومسيحية لا يوجد في أي دولة عربية أو إسلامية وبالتالي كيف يحق لهم وهم خارج سورية وليسوا من أهلها أن يفتوا عن السوريين ولا يحق لمفتي الجمهورية ولمجلس الإفتاء الأعلى في سورية أن يصدر فتوى عن شعبها. ولفت وزير الأوقاف إلى أن فتوى مجلس الإفتاء الأعلى ليست ضد الحوار بل هي لمنع إسالة الدماء ولمنع المعتدين من الخارج وسورية تطالب منذ البداية بالحوار وفتحت الأبواب له ولكنه بحاجة إلى رمي السلاح من أجل تحقيق مصالح الوطن لأن من يرد الإصلاح لا يمكن أن يتخذ الإفساد طريقاً لذلك. وقال السيد إننا مستعدون لحوار كل من خالفنا بالرأي من أجل سورية ولكن استخدام العنف وتدمير البنية التحتية وقتل الأبرياء واستدعاء التدخل الخارجي لا يرضي الله ولا يرضي البشر والتاريخ سيكتب أن الجامعة العربية كتبت بمداد صهيوني قرار إرسال السلاح إلى الإرهابيين على حساب دماء أبناء الشعب السوري. وأضاف السيد إن سورية اليوم بحاجة إلى كل جهد وكل مواطن من أجل حقن الدماء ومنع الاعتداء ونحن سنقف صفا واحدا مع الجيش العربي السوري في الدفاع عن الوطن وهذا الجيش أكثر قوة ومناعة وإيمانا بالنصر القادم ولن تستطيع هذه المجموعات التي جاءت من كل حدب وصوب تحقيق أهدافها.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة