اعتبر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أنّ لا حلاً سياسياً للأزمة السورية بدون الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أنه "لا يتوقع" هذا الحل خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وجاءت تصريحات قاسم خلال استقباله وفدا من وكالة "رويترز" برئاسة رئيس تحريرها في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا مايكل ستوت.

وأعرب قاسم عن اعتقاده بأن الأسد "سيترشح للرئاسة، والخيار للشعب. وأرجح أن يختاره الشعب"، متسائلاً: "كيف يصل الإنسان إلى السلطة؟ إما أن يصل بالقوة، وإما أن يصل عبر الانتخابات. الرئيس الأسد يقول أنا شخص منتخب، وإذا أردتم شيئا آخر تعالوا إلى الانتخابات. وأنا مرشح مثلي مثل الآخرين. هم لا يريدون هذا".

وقال قاسم: "حتى الآن أنا قلت أن هناك ثلاثة أو أربعة أشهر كحد أدنى دون حل. وقد تبقى الأمور على هذا النحو حتى العام 2014، لحين وقت الانتخابات".

وأضاف أنه "إذا تم الحل السياسي، فهذا يعني أن يكون هناك نوع من الإشراف على الانتخابات يطمئن الأطراف المختلفة. وعندها تكون النتيجة هي نتيجة الصناديق. هذا الخيار هو جزء من الحل السياسي. ومن أراد أن يصل إلى نتيجة، ويعتقد أن له شعبية في سوريا يمكنه أن يراهن على هذا الحل للتغيير"، معتبراً أنّ "الأزمة في سوريا، أزمة وجود وليست أزمة سياسية فحسب".

وقال نائب الأمين العام إنّ "الأزمة في سوريا طويلة وتفاجأ الغرب والمجتمع الدولي بمدى صمود النظام السوري وشعبيته. وكل التقديرات بزوال أو سقوط هذا النظام خلال شهرين أو أكثر كانت خاطئة ومبنية على تمنيات وليس على معطيات. وتم تضخيم المعارضة ودورها وقدراتها إعلامياً وسياسياً من خلال استخدام وسائل إعلام عربية وعالمية خلافا للواقع".

ورأى أنه "أصبح واضحاً اليوم أن المشكلة في سوريا ليست مشكلة موالاة ومعارضة. المشكلة في سوريا مشكلة قرار دولي إقليمي عربي يريد إسقاط النظام لإسقاط جزء من مشروع يخالف المسار الأميركي- الإسرائيلي".

وبحسب قاسم فإن "تصرفات المسلحين والدول الداعمة خلال هذه الفترة أثبتت بأن المطروح هو خلاف المشروع المقاوم. ومنذ أربعة أشهر تقريباً أي منذ تفجير مقر الأمن القومي في سوريا وما كان يخطط له وقتها من معركة دمشق، بدأ النظام يربح بشكل واضح بالنقاط وبدا التوتر واضحاً عند الدول الداعمة للمسلحين من خلال اقتراحاتهم وتصريحاتهم وأدائهم العملي كردة فعل على الخسائر الميدانية الواضحة".

وفي تقييمه للمعارضة السورية، قال قاسم "كل حديث اليوم عن حلول سياسية هي مجرد تصريحات حتى الآن، لأن جو المعارضة مفكك ولا يوجد إدارة واحدة، والدول الداعمة مختلفة في كيفية المقاربة السياسية للملف السوري. لذا أتوقع عدة أشهر من الحديث المعلن عن ضرورة الحل السياسي من دون ثمرة عملية ومن دون إجراءات ميدانية بانتظار أن يفرز الميدان نتائج مختلفة ولو قليلاً عن الوضع الحالي لتنضج الخطوات الأولى للحل السياسي، إذ لا يوجد حل عسكري في سوريا، ولا يمكن تغيير المعادلة بالتدخل الخارجي".

وعن موقف الحزب من الأزمة السورية يقول قاسم: "لم نخف يوماً موقفنا السياسي المؤيد لبقاء النظام ومعالجة الثغرات وتلبية المطالب المعيشية والسياسية بحوار بناء داخل الأطر الدستورية السورية ورفضنا منذ اليوم الأول التدخل الدولي الإقليمي العربي المتعدد الجنسيات في محاولة تغيير النظام السوري وإيجاد مشروع آخر".

ورأى أن "أميركا ضائعة في الخطوات التي تريد اتخاذها في سوريا، فهي من ناحية ترغب بأن يسقط النظام، ومن ناحية أخرى تخشى أن تفقد السيطرة ما بعد النظام. ومع ذلك تركت الأمور، ودعمت بما يؤدي إلى إسقاط النظام، لكنها فشلت. والآن هي في حيرة".

وأشار إلى أن "لبنان يتأثر بسوريا بنسبة ما، وهو ليس معزولاً عن تطورات الوضع السوري. ولكن أعتقد إلى الآن أن الوضع مضبوط في الداخل اللبناني بالقرار السياسي المعنون بعنوان (النأي بالنفس) بمعنى عدم زج لبنان بمفردات الأزمة السورية. يعني لا توجد معارك في لبنان انسجاماً مع المعارك الموجودة في سوريا".

وفي معرض حديثه عن الملف النووي الإيراني اعتبر قاسم أن "أي هجوم إسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني سيشعل المنطقة بأسرها".

وقال "أميركا لا تريد ضرب إيران لأنها تعتقد أن الثمن سيكون باهظاً، والنتيجة لن توقف النووي الإيراني السلمي، وإنما ستؤجله بضع سنوات. لكن في المقابل، ستكون مصالح أميركا وإسرائيل في المنطقة في خطر كبير لا يمكن إدراك نتائجه مسبقاً".

  • فريق ماسة
  • 2013-03-12
  • 14104
  • من الأرشيف

حزب الله لا يتوقع حلاً قريباً للأزمة السورية ..الأسد "سيترشح للرئاسة، والخيار للشعب. وأرجح أن يختاره الشعب

اعتبر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أنّ لا حلاً سياسياً للأزمة السورية بدون الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أنه "لا يتوقع" هذا الحل خلال الأشهر القليلة المقبلة. وجاءت تصريحات قاسم خلال استقباله وفدا من وكالة "رويترز" برئاسة رئيس تحريرها في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا مايكل ستوت. وأعرب قاسم عن اعتقاده بأن الأسد "سيترشح للرئاسة، والخيار للشعب. وأرجح أن يختاره الشعب"، متسائلاً: "كيف يصل الإنسان إلى السلطة؟ إما أن يصل بالقوة، وإما أن يصل عبر الانتخابات. الرئيس الأسد يقول أنا شخص منتخب، وإذا أردتم شيئا آخر تعالوا إلى الانتخابات. وأنا مرشح مثلي مثل الآخرين. هم لا يريدون هذا". وقال قاسم: "حتى الآن أنا قلت أن هناك ثلاثة أو أربعة أشهر كحد أدنى دون حل. وقد تبقى الأمور على هذا النحو حتى العام 2014، لحين وقت الانتخابات". وأضاف أنه "إذا تم الحل السياسي، فهذا يعني أن يكون هناك نوع من الإشراف على الانتخابات يطمئن الأطراف المختلفة. وعندها تكون النتيجة هي نتيجة الصناديق. هذا الخيار هو جزء من الحل السياسي. ومن أراد أن يصل إلى نتيجة، ويعتقد أن له شعبية في سوريا يمكنه أن يراهن على هذا الحل للتغيير"، معتبراً أنّ "الأزمة في سوريا، أزمة وجود وليست أزمة سياسية فحسب". وقال نائب الأمين العام إنّ "الأزمة في سوريا طويلة وتفاجأ الغرب والمجتمع الدولي بمدى صمود النظام السوري وشعبيته. وكل التقديرات بزوال أو سقوط هذا النظام خلال شهرين أو أكثر كانت خاطئة ومبنية على تمنيات وليس على معطيات. وتم تضخيم المعارضة ودورها وقدراتها إعلامياً وسياسياً من خلال استخدام وسائل إعلام عربية وعالمية خلافا للواقع". ورأى أنه "أصبح واضحاً اليوم أن المشكلة في سوريا ليست مشكلة موالاة ومعارضة. المشكلة في سوريا مشكلة قرار دولي إقليمي عربي يريد إسقاط النظام لإسقاط جزء من مشروع يخالف المسار الأميركي- الإسرائيلي". وبحسب قاسم فإن "تصرفات المسلحين والدول الداعمة خلال هذه الفترة أثبتت بأن المطروح هو خلاف المشروع المقاوم. ومنذ أربعة أشهر تقريباً أي منذ تفجير مقر الأمن القومي في سوريا وما كان يخطط له وقتها من معركة دمشق، بدأ النظام يربح بشكل واضح بالنقاط وبدا التوتر واضحاً عند الدول الداعمة للمسلحين من خلال اقتراحاتهم وتصريحاتهم وأدائهم العملي كردة فعل على الخسائر الميدانية الواضحة". وفي تقييمه للمعارضة السورية، قال قاسم "كل حديث اليوم عن حلول سياسية هي مجرد تصريحات حتى الآن، لأن جو المعارضة مفكك ولا يوجد إدارة واحدة، والدول الداعمة مختلفة في كيفية المقاربة السياسية للملف السوري. لذا أتوقع عدة أشهر من الحديث المعلن عن ضرورة الحل السياسي من دون ثمرة عملية ومن دون إجراءات ميدانية بانتظار أن يفرز الميدان نتائج مختلفة ولو قليلاً عن الوضع الحالي لتنضج الخطوات الأولى للحل السياسي، إذ لا يوجد حل عسكري في سوريا، ولا يمكن تغيير المعادلة بالتدخل الخارجي". وعن موقف الحزب من الأزمة السورية يقول قاسم: "لم نخف يوماً موقفنا السياسي المؤيد لبقاء النظام ومعالجة الثغرات وتلبية المطالب المعيشية والسياسية بحوار بناء داخل الأطر الدستورية السورية ورفضنا منذ اليوم الأول التدخل الدولي الإقليمي العربي المتعدد الجنسيات في محاولة تغيير النظام السوري وإيجاد مشروع آخر". ورأى أن "أميركا ضائعة في الخطوات التي تريد اتخاذها في سوريا، فهي من ناحية ترغب بأن يسقط النظام، ومن ناحية أخرى تخشى أن تفقد السيطرة ما بعد النظام. ومع ذلك تركت الأمور، ودعمت بما يؤدي إلى إسقاط النظام، لكنها فشلت. والآن هي في حيرة". وأشار إلى أن "لبنان يتأثر بسوريا بنسبة ما، وهو ليس معزولاً عن تطورات الوضع السوري. ولكن أعتقد إلى الآن أن الوضع مضبوط في الداخل اللبناني بالقرار السياسي المعنون بعنوان (النأي بالنفس) بمعنى عدم زج لبنان بمفردات الأزمة السورية. يعني لا توجد معارك في لبنان انسجاماً مع المعارك الموجودة في سوريا". وفي معرض حديثه عن الملف النووي الإيراني اعتبر قاسم أن "أي هجوم إسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني سيشعل المنطقة بأسرها". وقال "أميركا لا تريد ضرب إيران لأنها تعتقد أن الثمن سيكون باهظاً، والنتيجة لن توقف النووي الإيراني السلمي، وإنما ستؤجله بضع سنوات. لكن في المقابل، ستكون مصالح أميركا وإسرائيل في المنطقة في خطر كبير لا يمكن إدراك نتائجه مسبقاً".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة