للمرة الأولى يدلي القيادي في «حزب العمال الكردستاني» مراد قره يلان برأي الحزب في مسألة المفاوضات الجارية الآن بين الدولة التركية وزعيم الحزب عبد الله أوجلان.

وجاءت تصريحات قره يلان بعد لقائه قبل أيام وفدا من نواب «حزب السلام والديموقراطية» الكردي في تركيا، نقل إليه رسالة من أوجلان تتعلق بعملية المفاوضات. ومن أبرز عناوين تصريحات قره يلان ما يأتي:

ـ لنجاح عملية السلام لا بد من أن يكون الطرفان مخلصين لها ونحن من جهتنا مخلصون لإنجاحها.

ـ إن اضطلاع «حزب السلام والديموقراطية» بدور الواصل بين أوجلان وقيادة قنديل مهمة لكنها ليست كافية، ويجب أن يتم الاتصال مباشرة بين قيادة الحزب واوجلان.

ـ هناك طرفان مسلحان، ولنجاح عملية وقف النار يجب أن يلتزم بها الطرفان، وليس فقط «حزب العمال الكردستاني».

ـ إن حل المسألة ممكن من خلال إعادة الحقوق للشعب الكردي كشعب، ونحن نقول بإعادة الحقوق وليس منحها. إعادة الحقوق التي اغتصبها منا دستور العام 1924.

ـ إن مقاربة (رئيس الحكومة التركية رجب طيب) اردوغان لحل المشكلة موضع تقدير، لكن اللغة التي يتكلم بها بعض أركان «حزب العدالة والتنمية» لا تزال لغة استعلائية. إن الاعتماد على عامل الثقة فقط لحل المشكلة لا يؤدي إلى نتيجة، وعملية المفاوضات الآن هي جزء من عملية نضالنا.

ـ إن هذه العملية مرشحة لتكون أساساً لسلام بنّاء، لكنها في الوقت ذاته يمكن أن تنكسر وتتحول إلى صدامات شاملة.

ـ هناك واقع اننا لا ننظر بارتياح إلى سياسة حكومة «حزب العدالة والتنمية»، لكن في الوقت ذاته نحن لنا ملء الثقة بزعيمنا أوجلان، وهذه الثقة موجودة حتى النهاية.

ـ يجب أن يكون كل شعبنا متفائلا بحذر تجاه العملية القائمة حاليا، ولكن يجب ألا ينظر على أن كل شيء قد انتهى.

ـ الشيء المؤثر في اتخاذ قرارنا، ولا شيء غيره، هو ما ينتظره شعبنا في إطار الخط الذي رسمه أوجلان، وهي رؤية عمرها مئة عام.

ـ إن عملية المفاوضات يجب أن تكون شفافة، وألا يقلق أحد من عرض الإعلام لوجهة نظر أوجلان.

ـ أقول لـ«حزب الحركة القومية»، وجزئيا لـ«حزب الشعب الجمهوري»: هل تريدون الحرب؟ إذا كنتم تريدونها فسنحارب خمسين عاما أخرى، وإذا أردتم أن نعيش معاً فيجب البحث عن صيغة لذلك. إن «حزب الشعب الجمهوري» و«حزب الحركة القومية» يشيعان مناخاً من أن تركيا ستتقسم نتيجة المفاوضات الجارية. وأقول لهم لن تستطيعوا إبادة شعبنا، ومنطقكم لا يزال منطق الإنكار الذي عمره تسعون عاما ولا يمت إلى العصر بصلة.

وفي بادرة حسن نية، أعلن «حزب السلام والديموقراطية» أنه سيقصر احتفالاته بعيد النوروز لهذا العام على احتفال مركزي في مدينة ديار بكر، دون سائر المناطق الكردية الأخرى، منعا لأية تطورات غير محسوبة.

وفي صحيفة «ميللييت» تساءل الكاتب فؤاد كايمان عن موقف الولايات المتحدة من عملية ايمرالي للسلام، مشككا بدعم صادق لها من قبل واشنطن. وكتب ان «نجاح عملية ايمرالي بين أوجلان والدولة التركية مرتبط بعوامل داخلية، كما بعوامل خارجية. وعندما نقول بالعامل الخارجي فإن ما يرد على الذهن أولا موقف الولايات المتحدة. لقد جاء (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري إلى أنقرة، التي كانت تريد سماع شيء منه حول سوريا وحول المفاوضات لحل المشكلة الكردية، لكن كيري كان منشغلا بإسرائيل وتصريحاته كانت غامضة حول سوريا وعملية ايمرالي. واكتفى بالإشارة إلى أن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية».

وأضاف ان «موقف أميركا الغامض هذا، إضافة إلى عدم ارتياحها للموقف التركي من حكومة (رئيس الحكومة العراقي نوري) المالكي والعلاقات مع إسرائيل، يظهر لتركيا ضرورة وضع رؤية جديدة في سياستها الخارجية، التي أدخلت تركيا في مأزق نتيجة الأزمة السورية، والتي تجعل موقف واشنطن متردداً في دعم عملية ايمرالي».

  • فريق ماسة
  • 2013-03-07
  • 10355
  • من الأرشيف

متفائلون بحذر.. والأمل قد يتحوّل إلى صدام عسكري

  للمرة الأولى يدلي القيادي في «حزب العمال الكردستاني» مراد قره يلان برأي الحزب في مسألة المفاوضات الجارية الآن بين الدولة التركية وزعيم الحزب عبد الله أوجلان. وجاءت تصريحات قره يلان بعد لقائه قبل أيام وفدا من نواب «حزب السلام والديموقراطية» الكردي في تركيا، نقل إليه رسالة من أوجلان تتعلق بعملية المفاوضات. ومن أبرز عناوين تصريحات قره يلان ما يأتي: ـ لنجاح عملية السلام لا بد من أن يكون الطرفان مخلصين لها ونحن من جهتنا مخلصون لإنجاحها. ـ إن اضطلاع «حزب السلام والديموقراطية» بدور الواصل بين أوجلان وقيادة قنديل مهمة لكنها ليست كافية، ويجب أن يتم الاتصال مباشرة بين قيادة الحزب واوجلان. ـ هناك طرفان مسلحان، ولنجاح عملية وقف النار يجب أن يلتزم بها الطرفان، وليس فقط «حزب العمال الكردستاني». ـ إن حل المسألة ممكن من خلال إعادة الحقوق للشعب الكردي كشعب، ونحن نقول بإعادة الحقوق وليس منحها. إعادة الحقوق التي اغتصبها منا دستور العام 1924. ـ إن مقاربة (رئيس الحكومة التركية رجب طيب) اردوغان لحل المشكلة موضع تقدير، لكن اللغة التي يتكلم بها بعض أركان «حزب العدالة والتنمية» لا تزال لغة استعلائية. إن الاعتماد على عامل الثقة فقط لحل المشكلة لا يؤدي إلى نتيجة، وعملية المفاوضات الآن هي جزء من عملية نضالنا. ـ إن هذه العملية مرشحة لتكون أساساً لسلام بنّاء، لكنها في الوقت ذاته يمكن أن تنكسر وتتحول إلى صدامات شاملة. ـ هناك واقع اننا لا ننظر بارتياح إلى سياسة حكومة «حزب العدالة والتنمية»، لكن في الوقت ذاته نحن لنا ملء الثقة بزعيمنا أوجلان، وهذه الثقة موجودة حتى النهاية. ـ يجب أن يكون كل شعبنا متفائلا بحذر تجاه العملية القائمة حاليا، ولكن يجب ألا ينظر على أن كل شيء قد انتهى. ـ الشيء المؤثر في اتخاذ قرارنا، ولا شيء غيره، هو ما ينتظره شعبنا في إطار الخط الذي رسمه أوجلان، وهي رؤية عمرها مئة عام. ـ إن عملية المفاوضات يجب أن تكون شفافة، وألا يقلق أحد من عرض الإعلام لوجهة نظر أوجلان. ـ أقول لـ«حزب الحركة القومية»، وجزئيا لـ«حزب الشعب الجمهوري»: هل تريدون الحرب؟ إذا كنتم تريدونها فسنحارب خمسين عاما أخرى، وإذا أردتم أن نعيش معاً فيجب البحث عن صيغة لذلك. إن «حزب الشعب الجمهوري» و«حزب الحركة القومية» يشيعان مناخاً من أن تركيا ستتقسم نتيجة المفاوضات الجارية. وأقول لهم لن تستطيعوا إبادة شعبنا، ومنطقكم لا يزال منطق الإنكار الذي عمره تسعون عاما ولا يمت إلى العصر بصلة. وفي بادرة حسن نية، أعلن «حزب السلام والديموقراطية» أنه سيقصر احتفالاته بعيد النوروز لهذا العام على احتفال مركزي في مدينة ديار بكر، دون سائر المناطق الكردية الأخرى، منعا لأية تطورات غير محسوبة. وفي صحيفة «ميللييت» تساءل الكاتب فؤاد كايمان عن موقف الولايات المتحدة من عملية ايمرالي للسلام، مشككا بدعم صادق لها من قبل واشنطن. وكتب ان «نجاح عملية ايمرالي بين أوجلان والدولة التركية مرتبط بعوامل داخلية، كما بعوامل خارجية. وعندما نقول بالعامل الخارجي فإن ما يرد على الذهن أولا موقف الولايات المتحدة. لقد جاء (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري إلى أنقرة، التي كانت تريد سماع شيء منه حول سوريا وحول المفاوضات لحل المشكلة الكردية، لكن كيري كان منشغلا بإسرائيل وتصريحاته كانت غامضة حول سوريا وعملية ايمرالي. واكتفى بالإشارة إلى أن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية». وأضاف ان «موقف أميركا الغامض هذا، إضافة إلى عدم ارتياحها للموقف التركي من حكومة (رئيس الحكومة العراقي نوري) المالكي والعلاقات مع إسرائيل، يظهر لتركيا ضرورة وضع رؤية جديدة في سياستها الخارجية، التي أدخلت تركيا في مأزق نتيجة الأزمة السورية، والتي تجعل موقف واشنطن متردداً في دعم عملية ايمرالي».

المصدر : السفير \ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة