يقول المحلل السياسي محرر الموقع السياسي الإلكتروني (أنتي وور) جوستين ريموندو: إن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى التخلص من آخر المناهضين لسياستها الأميركية في المنطقة وهم سورية وإيران والمقاومة الفلسطينية واللبنانية وتحويل سورية منذ سنتين إلى ساحة حرب داخلية تقود إلى تحقيق هذا الهدف الذي لم يتحقق حتى الآن.

ولذلك يرى ريموندو أن برنامج الاستمرار في تسليح مجموعات المسلحين المعارضين ومن معهم من مجموعات القاعدة والنصرة سيشكل الخط الموجه للسياسة التي سينتهجها أوباما في ولايته الثانية ضد سورية ويقول ريموندو: "خلال مرحلة كهذه ستتحول المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية إلى الحليف الطبيعي والمباشر للولايات المتحدة وإسرائيل لتحويل سورية إلى بوابة خلفية لشن الحرب على إيران ولبنان"، ويضيف ريموندو المختص بشؤون السياسة الأميركية: إن "أوباما لا يستطيع شن حرب مباشرة على إيران لأن ذلك سيقود إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة ولذلك فضل تصدير المجموعات المسلحة عبر تركيا إلى داخل سورية للتخلص من قيادتها وتحويلها إلى قاعدة لجميع مجموعات القاعدة ضد إيران والعراق وحزب الله تحت شعار حرب الطوائف الإسلامية.."، لكن حسابات أوباما ونتنياهو ستصل إلى نهايتها الفاشلة بموجب ما يقوله عدد من الخبراء العسكريين الأميركيين لأن الحرب الداخلية على سورية لا يمكن الاستمرار بتبريرها وخصوصاً بعد أن كشفت جميع وسائل الإعلام الغربية أنها تجري بين منظمات إسلامية متشددة تحمل أسماء عديدة وبين القيادة السورية والجيش السوري كممثلين لحكومة علمانية في مجتمع متنوع الطوائف والأديان. ويؤكد ريموندو أن واشنطن ولندن وباريس تعرف أن معظم الأسلحة التي أرسلوها مباشرة أو بصورة غير مباشرة بأموال عربية إلى سورية عن طريق تركيا والأردن ولبنان أصبحت بأيدي المتشددين الإسلاميين ولم يعد أحد يسمع إلا عن عملياتهم وتفجيراتهم، وتكشف أنباء أميركية أن واشنطن عينت لجنة خبراء تتولى تدريب هذه المجموعات على استخدام الأسلحة وطريقة شن العمليات المسلحة ضد الجيش السوري وأن هذه اللجنة تعمل منذ فترة في مناطق مجاورة لسورية في أكثر من حدود مع الدول المجاورة.

 

وبالمقابل يرى معهد (بروكينغز) الأميركي للأبحاث أن هذه السياسة الأميركية ستولد تصميماً لدى كل من سورية وإيران والعراق وحزب الله على امتلاك أكبر قدر من المعدات العسكرية وتجنيد أكبر عدد من المتطوعين من أجل خوض حرب طويلة قد تمتد سنوات بعد أن تتسع رقعتها، ويبدو أن هذا السيناريو لا يروق لإسرائيل لأنها ستكون أول من يتورط في هذه الحرب سواء من الجبهة السورية أو أي جبهة أخرى حين تطول الحرب وتفرض توسعها على جبهات كثيرة، فثمة من يرى أن الأردن ومصر لن يتمكنا من السيطرة على الوضع الداخلي حين تظهر صورة الجندي الإسرائيلي في الحرب ضد سورية ولبنان ولذلك يشير عاموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية في السابق إلى التعقيدات التي ستفرزها عملية استمرار الحرب الداخلية على سورية على جبهة إسرائيل التي لا تفضل إلا شن حرب مسبقة ووقائية ضد سورية وحزب الله أو إيران.

ويقول أحد المحللين العسكريين في واشنطن: إن انتصار سورية في حربها الداخلية سيعد هزيمة لواشنطن وإسرائيل وقطر والسعودية وتركيا مثلما يعد استمرار الحرب الداخلية وانتقالها إلى حرب ضد إسرائيل هزيمة أخرى حتى لو توقفت النيران بقرار دولي.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-03-05
  • 9120
  • من الأرشيف

واشنطن بين خياري حرب عالمية ثالثة أو حرب فيتنام شرق أوسطية

يقول المحلل السياسي محرر الموقع السياسي الإلكتروني (أنتي وور) جوستين ريموندو: إن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى التخلص من آخر المناهضين لسياستها الأميركية في المنطقة وهم سورية وإيران والمقاومة الفلسطينية واللبنانية وتحويل سورية منذ سنتين إلى ساحة حرب داخلية تقود إلى تحقيق هذا الهدف الذي لم يتحقق حتى الآن. ولذلك يرى ريموندو أن برنامج الاستمرار في تسليح مجموعات المسلحين المعارضين ومن معهم من مجموعات القاعدة والنصرة سيشكل الخط الموجه للسياسة التي سينتهجها أوباما في ولايته الثانية ضد سورية ويقول ريموندو: "خلال مرحلة كهذه ستتحول المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية إلى الحليف الطبيعي والمباشر للولايات المتحدة وإسرائيل لتحويل سورية إلى بوابة خلفية لشن الحرب على إيران ولبنان"، ويضيف ريموندو المختص بشؤون السياسة الأميركية: إن "أوباما لا يستطيع شن حرب مباشرة على إيران لأن ذلك سيقود إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة ولذلك فضل تصدير المجموعات المسلحة عبر تركيا إلى داخل سورية للتخلص من قيادتها وتحويلها إلى قاعدة لجميع مجموعات القاعدة ضد إيران والعراق وحزب الله تحت شعار حرب الطوائف الإسلامية.."، لكن حسابات أوباما ونتنياهو ستصل إلى نهايتها الفاشلة بموجب ما يقوله عدد من الخبراء العسكريين الأميركيين لأن الحرب الداخلية على سورية لا يمكن الاستمرار بتبريرها وخصوصاً بعد أن كشفت جميع وسائل الإعلام الغربية أنها تجري بين منظمات إسلامية متشددة تحمل أسماء عديدة وبين القيادة السورية والجيش السوري كممثلين لحكومة علمانية في مجتمع متنوع الطوائف والأديان. ويؤكد ريموندو أن واشنطن ولندن وباريس تعرف أن معظم الأسلحة التي أرسلوها مباشرة أو بصورة غير مباشرة بأموال عربية إلى سورية عن طريق تركيا والأردن ولبنان أصبحت بأيدي المتشددين الإسلاميين ولم يعد أحد يسمع إلا عن عملياتهم وتفجيراتهم، وتكشف أنباء أميركية أن واشنطن عينت لجنة خبراء تتولى تدريب هذه المجموعات على استخدام الأسلحة وطريقة شن العمليات المسلحة ضد الجيش السوري وأن هذه اللجنة تعمل منذ فترة في مناطق مجاورة لسورية في أكثر من حدود مع الدول المجاورة.   وبالمقابل يرى معهد (بروكينغز) الأميركي للأبحاث أن هذه السياسة الأميركية ستولد تصميماً لدى كل من سورية وإيران والعراق وحزب الله على امتلاك أكبر قدر من المعدات العسكرية وتجنيد أكبر عدد من المتطوعين من أجل خوض حرب طويلة قد تمتد سنوات بعد أن تتسع رقعتها، ويبدو أن هذا السيناريو لا يروق لإسرائيل لأنها ستكون أول من يتورط في هذه الحرب سواء من الجبهة السورية أو أي جبهة أخرى حين تطول الحرب وتفرض توسعها على جبهات كثيرة، فثمة من يرى أن الأردن ومصر لن يتمكنا من السيطرة على الوضع الداخلي حين تظهر صورة الجندي الإسرائيلي في الحرب ضد سورية ولبنان ولذلك يشير عاموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية في السابق إلى التعقيدات التي ستفرزها عملية استمرار الحرب الداخلية على سورية على جبهة إسرائيل التي لا تفضل إلا شن حرب مسبقة ووقائية ضد سورية وحزب الله أو إيران. ويقول أحد المحللين العسكريين في واشنطن: إن انتصار سورية في حربها الداخلية سيعد هزيمة لواشنطن وإسرائيل وقطر والسعودية وتركيا مثلما يعد استمرار الحرب الداخلية وانتقالها إلى حرب ضد إسرائيل هزيمة أخرى حتى لو توقفت النيران بقرار دولي.  

المصدر : تحسين الحلبي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة