ملحمة دمشق والمحاولة الأخيرةكثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن اقتراب اتفاق روسي ـ أميركي بشأن إيجاد حلّ للأزمة القائمة في سورية.

في ظلّ التصريحات التي صدرت من أكثر من وزير في الحكومة السورية مؤكدة أنّ الحكومة على استعداد للحوار من دون شروط حتى مع المسلحين، بل وتوجيه دعوة بالاسم لما يسمى (تنسيقيات) لحضور هذا الحوار ولتكون طرفاً فاعلاً في إيجاد حلّ سياسي للأزمة القائمة.

هو حراك دولي متسارع على خط الازمة من خلال لقاءات مكثّفة بين مختلف القوى الدولية المؤثرة على أطراف الصراع وتصريحات «حنونة» تؤكد أن الحوار والحل السياسي هو الطريق الوحيد للخلاص من جحيم الأحداث على الساحة السورية.

فحظر للأسلحة من هنا وتنديد بالتفجيرات الارهابية من هناك و ضغط على ائتلاف الدوحة لحضور مؤتمر روما لما يسمى (اصدقاء سورية) ومبادرة الرئيس الاسد للحل و الضمانات التي قدمتها الحكومة للمعارضات في الخارج والحديث عن تقارب في وجهات النظر بين الروس والاميركان، كل ذلك اوحى بان:

«الحل اقترب و الازمة خلصت والشعب انبسط والمؤامرة فشلت»

فالى متى …..؟

 

هل تراجع الاميركي في اللحظة الاخيرة عن الحل السياسي ليجرب حظه للمرة الاخيرة في (ملحمة اخرى) لعلها تنجح؟

هل ما حدث أمس في دمشق من محاولة لدخولها من المحور الشمالي سيكون آخر (ملحمة للثوار الاشاوس)؟ أم انهم ينوون (استئجار ملاحم اخرى لاستثمارها في وقت لاحق)؟

الم يقتنع الغرب بعد بأن السوريين الحقيقيين لا يُستوردون حريتهم من الخارج بل يصنعونها بأيديهم إن أرادوا؟

الم يقتنع الغرب بعد بأن الجيش السوري الذي صمد سنتين في وجه الارهاب يستطيع ان يصمد عشرة أوعشرين سنة أخرى؟

الم يقتنع العرب بعد بأن البلاد السورية يدافع عن سلامتها جيش سوري لا جيش تركي؟

الم يقتنع العرب بعد بأنهم إن لم يكونوا أحراراً ومن أمة حرة فحريات الامم عار عليهم؟

الم يقتنع السوريون بعد بأنهم ليسوا أخوة… بل شعب واحد و نسيج واحد لا تشوبه شائبة؟

الم يقتنع السوريون بعد بأن مصلحة سورية فوق كل مصلحة؟

  • فريق ماسة
  • 2013-02-26
  • 11801
  • من الأرشيف

ملحمة دمشق والمحاولة الأخيرة

ملحمة دمشق والمحاولة الأخيرةكثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن اقتراب اتفاق روسي ـ أميركي بشأن إيجاد حلّ للأزمة القائمة في سورية. في ظلّ التصريحات التي صدرت من أكثر من وزير في الحكومة السورية مؤكدة أنّ الحكومة على استعداد للحوار من دون شروط حتى مع المسلحين، بل وتوجيه دعوة بالاسم لما يسمى (تنسيقيات) لحضور هذا الحوار ولتكون طرفاً فاعلاً في إيجاد حلّ سياسي للأزمة القائمة. هو حراك دولي متسارع على خط الازمة من خلال لقاءات مكثّفة بين مختلف القوى الدولية المؤثرة على أطراف الصراع وتصريحات «حنونة» تؤكد أن الحوار والحل السياسي هو الطريق الوحيد للخلاص من جحيم الأحداث على الساحة السورية. فحظر للأسلحة من هنا وتنديد بالتفجيرات الارهابية من هناك و ضغط على ائتلاف الدوحة لحضور مؤتمر روما لما يسمى (اصدقاء سورية) ومبادرة الرئيس الاسد للحل و الضمانات التي قدمتها الحكومة للمعارضات في الخارج والحديث عن تقارب في وجهات النظر بين الروس والاميركان، كل ذلك اوحى بان: «الحل اقترب و الازمة خلصت والشعب انبسط والمؤامرة فشلت» فالى متى …..؟   هل تراجع الاميركي في اللحظة الاخيرة عن الحل السياسي ليجرب حظه للمرة الاخيرة في (ملحمة اخرى) لعلها تنجح؟ هل ما حدث أمس في دمشق من محاولة لدخولها من المحور الشمالي سيكون آخر (ملحمة للثوار الاشاوس)؟ أم انهم ينوون (استئجار ملاحم اخرى لاستثمارها في وقت لاحق)؟ الم يقتنع الغرب بعد بأن السوريين الحقيقيين لا يُستوردون حريتهم من الخارج بل يصنعونها بأيديهم إن أرادوا؟ الم يقتنع الغرب بعد بأن الجيش السوري الذي صمد سنتين في وجه الارهاب يستطيع ان يصمد عشرة أوعشرين سنة أخرى؟ الم يقتنع العرب بعد بأن البلاد السورية يدافع عن سلامتها جيش سوري لا جيش تركي؟ الم يقتنع العرب بعد بأنهم إن لم يكونوا أحراراً ومن أمة حرة فحريات الامم عار عليهم؟ الم يقتنع السوريون بعد بأنهم ليسوا أخوة… بل شعب واحد و نسيج واحد لا تشوبه شائبة؟ الم يقتنع السوريون بعد بأن مصلحة سورية فوق كل مصلحة؟

المصدر : أحمد عبود\ البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة