أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ «الحياة» أن زيارة نائب وزيرة الخارجية الأميركية ويليام برنز لسورية شهدت «اطلاق محادثات في شأن التعاون المشترك لمكافحة الارهاب» وخصوصاً تنظيم «القاعدة»، مشيراً في الوقت نفسه الى أن تسريب السلاح الى «حزب الله» هو «أحد أسباب العقوبات» الأميركية على دمشق وأن واشنطن أوضحت للجانب السوري «مصدر العقوبات والخطوات التي قد تمهد الى مراجعتها».

وأشار المسؤول الى أن محادثات بيرنز الذي زار دمشق على رأس وفد من الادارة الأميركية الأسبوع الماضي، «هي الأرفع منذ وقت طويل، اضافة الى أنها تتقاطع مع الاعلان عن ترشيح روبرت فورد سفيراً لدى دمشق، وتعكس قناعة الرئيس باراك أوباما بأن من مصلحة الولايات المتحدة الانخراط مباشرة مع الحكومة السورية والشعب السوري».

وجدد المسؤول تعريف النهج الأميركي بالتعامل مع دمشق والذي يرتكز الى «ايجاد نقاط مشتركة وفي الوقت نفسه الاشارة بوضوح وصراحة تامة الى المسائل الخلافية والبحث عن السبل لحلها».

ونوّه المسؤول في تصريحه لـ «الحياة»، بمشاركة منسق الخارجية لشؤون الارهاب دانيال بنجامين في الوفد، مشيراً الى أنه «مكث يوماً اضافياً في سورية لمزيد من المحادثات مع المسؤولين السوريين حول مسائل مكافحة الارهاب». ولفت الى أن «اننا نأمل بتطوير نوع من التفاهم المشترك والعمل معاً على رغم وجود خلافات».

وربط المسؤول الخلافات في مجال مكافحة الارهاب «بنظرة سورية وعلاقتها بمنظمات مثل «حزب الله» وحركة «حماس»، تدرجها واشنطن ضمن لائحة الارهاب». الا أنه زاد أن «هناك منظمات أخرى مثل «القاعدة» يمكن أن نجد في شأنها نقاطاً مشتركة وربما هذا قد يوفر فرصاً لبناء الثقة في العلاقة وتوسيعها لمجالات أخرى».

وشدد المسؤول المعني بهذا الملف على أن الولايات المتحدة وسورية «ليس لديهما جهد مشترك في الوقت الحالي لمكافحة الارهاب انما المحادثات انطلقت مع دمشق في هذا الشأن ومن خلال المحادثات (التي أجراها بنجامين)».

كانت العلاقة الاستخباراتية بين دمشق وواشنطن تأزمت عام 2005 بعد اعلان السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى لصحيفة «نيويورك تايمز» في أيار (مايو) من ذلك العام، عن «انقطاع» هذا النوع من التعاون بفعل الخلافات حول حرب العراق وتردي العلاقة الديبلوماسية بين البلدين.

وحاولت وكالات الاستخبارات الأميركية ممارسة ضغوط على البيت الأبيض لاستئناف التعاون، لكون دمشق أفادت الولايات المتحدة في شكل كبير بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بتزويدها معلومات حول عناصر مطلوبة من تنظيم «القاعدة» بينها عناصر في مدينة هامبورغ ألمانية، حيث تواجد محمد حيدر زمار قبل أن يقع في قبضة الأجهزة الأمنية السورية.

وكان القبض على سبعاوي ابراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسين بعد اعتقاله في منطقة الحسكة في 2005، آخر ثمار هذا التعاون. وعرّف المسؤول الشأن العراقي ومسألة ضبط الحدود ضمن قضايا «الأمن الاقليمي» التي يمكن العمل فيها في شكل مشترك.

وعن المسائل الخلافية، تطرق المسؤول الى «سلوك سورية بالنسبة الى لبنان، وتزويد «حزب الله» أسلحة، وأيضاً علاقة دمشق بحركة «حماس» الفلسطينية».

وعن التقارير الأخيرة عن وصول أسلحة متطورة لـ «حزب الله» عبر دمشق، رفض المسؤول التعليق مكتفياً بالقول ان واشنطن «تتطرق دائماً الى مسألة السلاح في الحوار مع سورية، وهذا الأمر يبقى محور قلق كبير ونقطة خلاف وهو أحد أسباب العقوبات».

ولفت المسؤول الى أن الحوار الأميركي - السوري كان صريحاً حول العقوبات «وأسبابها والخطوات الضرورية لتتسنى مراجعتها»، واعتبر «أن هناك امكانية لتحسين العلاقة، انما نحن واضحون حول خلافاتنا والتي يقف بعضها سبباً للعقوبات».

وفي هذا الاطار، أشار المسؤول الى أن ترسيم الحدود السورية - اللبنانية سيكون «خطوة مهمة في حماية السيادة اللبنانية وتسهيل وقف تسريب السلاح عبر الحدود».

وعن فرص استئناف المفاوضات على المسار السوري - الاسرائيلي من خلال وساطة تركية، أشار المسؤول الى «أن في الوقت الحالي ليس هناك اتفاق بين الفرقاء حول وسيط»، وأضاف: «الجانب السوري أبدى اهتماماً وأمامنا احتمالات عدة قد تنتج شيئاً ملموساً ويعمل المبعوث جورج ميتشل على استكشافها».

 

 

 

 

 

 

 

 

  • فريق ماسة
  • 2010-02-24
  • 9218
  • من الأرشيف

واشنطن: المحادثات انطلقت مع دمشق ... ونأمل بتفاهم مشترك

أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ «الحياة» أن زيارة نائب وزيرة الخارجية الأميركية ويليام برنز لسورية شهدت «اطلاق محادثات في شأن التعاون المشترك لمكافحة الارهاب» وخصوصاً تنظيم «القاعدة»، مشيراً في الوقت نفسه الى أن تسريب السلاح الى «حزب الله» هو «أحد أسباب العقوبات» الأميركية على دمشق وأن واشنطن أوضحت للجانب السوري «مصدر العقوبات والخطوات التي قد تمهد الى مراجعتها». وأشار المسؤول الى أن محادثات بيرنز الذي زار دمشق على رأس وفد من الادارة الأميركية الأسبوع الماضي، «هي الأرفع منذ وقت طويل، اضافة الى أنها تتقاطع مع الاعلان عن ترشيح روبرت فورد سفيراً لدى دمشق، وتعكس قناعة الرئيس باراك أوباما بأن من مصلحة الولايات المتحدة الانخراط مباشرة مع الحكومة السورية والشعب السوري». وجدد المسؤول تعريف النهج الأميركي بالتعامل مع دمشق والذي يرتكز الى «ايجاد نقاط مشتركة وفي الوقت نفسه الاشارة بوضوح وصراحة تامة الى المسائل الخلافية والبحث عن السبل لحلها». ونوّه المسؤول في تصريحه لـ «الحياة»، بمشاركة منسق الخارجية لشؤون الارهاب دانيال بنجامين في الوفد، مشيراً الى أنه «مكث يوماً اضافياً في سورية لمزيد من المحادثات مع المسؤولين السوريين حول مسائل مكافحة الارهاب». ولفت الى أن «اننا نأمل بتطوير نوع من التفاهم المشترك والعمل معاً على رغم وجود خلافات». وربط المسؤول الخلافات في مجال مكافحة الارهاب «بنظرة سورية وعلاقتها بمنظمات مثل «حزب الله» وحركة «حماس»، تدرجها واشنطن ضمن لائحة الارهاب». الا أنه زاد أن «هناك منظمات أخرى مثل «القاعدة» يمكن أن نجد في شأنها نقاطاً مشتركة وربما هذا قد يوفر فرصاً لبناء الثقة في العلاقة وتوسيعها لمجالات أخرى». وشدد المسؤول المعني بهذا الملف على أن الولايات المتحدة وسورية «ليس لديهما جهد مشترك في الوقت الحالي لمكافحة الارهاب انما المحادثات انطلقت مع دمشق في هذا الشأن ومن خلال المحادثات (التي أجراها بنجامين)». كانت العلاقة الاستخباراتية بين دمشق وواشنطن تأزمت عام 2005 بعد اعلان السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى لصحيفة «نيويورك تايمز» في أيار (مايو) من ذلك العام، عن «انقطاع» هذا النوع من التعاون بفعل الخلافات حول حرب العراق وتردي العلاقة الديبلوماسية بين البلدين. وحاولت وكالات الاستخبارات الأميركية ممارسة ضغوط على البيت الأبيض لاستئناف التعاون، لكون دمشق أفادت الولايات المتحدة في شكل كبير بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بتزويدها معلومات حول عناصر مطلوبة من تنظيم «القاعدة» بينها عناصر في مدينة هامبورغ ألمانية، حيث تواجد محمد حيدر زمار قبل أن يقع في قبضة الأجهزة الأمنية السورية. وكان القبض على سبعاوي ابراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسين بعد اعتقاله في منطقة الحسكة في 2005، آخر ثمار هذا التعاون. وعرّف المسؤول الشأن العراقي ومسألة ضبط الحدود ضمن قضايا «الأمن الاقليمي» التي يمكن العمل فيها في شكل مشترك. وعن المسائل الخلافية، تطرق المسؤول الى «سلوك سورية بالنسبة الى لبنان، وتزويد «حزب الله» أسلحة، وأيضاً علاقة دمشق بحركة «حماس» الفلسطينية». وعن التقارير الأخيرة عن وصول أسلحة متطورة لـ «حزب الله» عبر دمشق، رفض المسؤول التعليق مكتفياً بالقول ان واشنطن «تتطرق دائماً الى مسألة السلاح في الحوار مع سورية، وهذا الأمر يبقى محور قلق كبير ونقطة خلاف وهو أحد أسباب العقوبات». ولفت المسؤول الى أن الحوار الأميركي - السوري كان صريحاً حول العقوبات «وأسبابها والخطوات الضرورية لتتسنى مراجعتها»، واعتبر «أن هناك امكانية لتحسين العلاقة، انما نحن واضحون حول خلافاتنا والتي يقف بعضها سبباً للعقوبات». وفي هذا الاطار، أشار المسؤول الى أن ترسيم الحدود السورية - اللبنانية سيكون «خطوة مهمة في حماية السيادة اللبنانية وتسهيل وقف تسريب السلاح عبر الحدود». وعن فرص استئناف المفاوضات على المسار السوري - الاسرائيلي من خلال وساطة تركية، أشار المسؤول الى «أن في الوقت الحالي ليس هناك اتفاق بين الفرقاء حول وسيط»، وأضاف: «الجانب السوري أبدى اهتماماً وأمامنا احتمالات عدة قد تنتج شيئاً ملموساً ويعمل المبعوث جورج ميتشل على استكشافها».                

المصدر : الحياة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة