لم يكد رئيس الإئتلاف السوري المعارض الشيخ معاذ الخطيب يعلن موافقته على الجلوس إلى طاولة الحوار مع النظام السوري من اجل التوصل إلى حلول تساهم في وقف نزيف الدماء الحاصل في سورية منذ ما يقارب العامين حتى إنفجر بركان المعارضين السوريين بوجهه، شاجبين كلامه الذي وصفوه بأنه يهدف إلى إجهاض الثورة السورية عبر تقديم خدمات مجانية للنظام.

إمام المسجد الأموي قال كلمته ، وإنتظر ردود الأفعال التي يبدو أنها لم تقتصر على المعارضين السوريين، فصحافيين خليجيين ادلوا بدلوهم في إنتقاد رئيس الإئتلاف المعارض وصولاً إلى إتهامه بإمكانية التعاون مع النظام السوري من تحت الطاولة، معظم مؤيدي إستمرار الأزمة السورية وجهوا سهام إنتقاداتهم إلى الخطيب بسبب هزالة شروطه، وخروجه عن مبادئ إئتلافه كما قالوا، ولكن معارضي النظام السوري، ومؤييدهم في الداخل كان لهم رأيا آخر.

كلام الخطيب أظهر هشاشة العلاقة التي تربط المعارضين السوريين في الخارج، وأبرز خلافاتهم الواسعة بين بعضهم البعض، فشخصيات بارزة في المعارضة السورية إنتقدت مبادرته دون أخذ وقت كاف لدراستها، فميشال كيلو والذي كان يعبر عن المه لما يجري في سورية ميشيل كيلو كان قد اعلن "أن تصريحات معاذ الخطيب هي عبارة عن موقف شخصي"، فيما إعتبر المجلس الوطني "أن هذه التصريحات لا تعبر عن موقف الائتلاف الوطني السوري، وتتناقض مع نظامه الأساسي ووثيقة الدوحة المؤسِّسة للائتلاف من رفض قاطع للتفاوض مع النظام، والإصرار على رحيله بكل رموزه".

إنتقاد مبادرة الشيخ الخطيب لم تقتصر على اعضاء المجلس الوطني والمنبر الديمقراطي، فعضو الائتلاف السوري المعارض كمال اللبواني دعا "رئيسه بالالتزام بميثاق الائتلاف أو الاستقالة من قيادته"، بينما طبلت إحدى المعارضات السوريات وزمرت لمبادرة الشيخ في البداية، لكنها فجأة إنقلبت على مواقفها، لتسأل زعيم المعارضة حالياً "بماذا تختلف إذن عن هيثم مناع الذي طاف العالم من اجل القول إن الحل السياسي، والحوار وحده كفيل بحقن الدماء، وإنقاذ ارواح الأبرياء".

صحافييون خليجييون حاول النيل من الشيخ ايضاً، فالكاتب في صحيفة الشرق الأوسط السعودية عبد الرحمن الراشد بدا، وكأنه احرص على مصير السوريين من الخطيب، لذلك لم يتوانى عن محاولة التحقير بكلام رئيس الإئتلاف، ومبادرته فكتب يقول "أن الخطيب لم يخاطب مواطنيه وثواره مباشرة بل استخدم صفحته على فيسبوك ليشير إلى انه مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول"، متهما إياه " ببيع المعارضة عبر إعلانه فشل الثورة السورية".

معارض سوري قال لعربي برس : "إن رافضي مبادرة الخطيب ينصب كل همهم في إطالة امد الأزمة التي يبين يوما بعد يوم ان لا افق لها، فهم يستفيدون من إستمرار الاحداث ليتصدروا شاشات التلفزة، والتنقل بين عواصم العالم للترفيه تحت ستار طلب الدعم للثورة"، مضيفا" بعد كلام الخطيب انقسم مناوئو النظام السوري إلى قسمين: المعارضة التي ترفض كل شيء، ولا تملك اي سيطرة على الأرض، واثبتت التجارب أنها فاشلة، وثوار يمثلون اكثرية الشارع المعارض، ويمكن القول ان هؤلاء يمثل الشيخ الخطيب طروحاتهم، وهم اصبحوا على قناعة بأن دول العالم لها مصلحة فقط في تدمير سورية".

الشيخ معاذ هو اكثر من عايش الثورة السورية منذ إنطلاقتها يقول المعارض، ويشير إلى ان رئيس الإئتلاف "اعلن ما لا يجرؤ المعارضون السورييون على إعلانه رغم معرفتهم بصوابية مبادرته، في سورية اصبحت الأمور واضحة، وقف المعارك يتطلب حلا سياسيا يجلس بموجبه افرقاء الصراع على طاولة واحدة".

وبالنسبة إلى ما سيكون عليه موقف المعارضين الذين رفضوا مبادرة الخطيب في حال قدّر لهذه المبادرة ان ترى النور يلفت المصدر إلى "ان من ينتقد كلام الخطيب بالكاد يمثل نفسه، والثورة ستلفظ هؤلاء الذين تسببوا بكبح مسيرتها، وتشتت افرقائها تارة عبر تشكيلات، والمجالس، والجبهات، وطوراً بإختلاق اكاذيب، وإشاعات عن انشقاقات وهمية كان لها وقع سلبي على المعارضين بعد إنكشافها، كما لا يمكن نسيان ما إقترفته ايادي البعض في بث التفرقة بين شخصيات معارضة، وبين قيادات الجيش السوري الحر".

  • فريق ماسة
  • 2013-02-02
  • 10194
  • من الأرشيف

المعارضة السورية لزعيمها: يلاّ إرحل يا معاذ

لم يكد رئيس الإئتلاف السوري المعارض الشيخ معاذ الخطيب يعلن موافقته على الجلوس إلى طاولة الحوار مع النظام السوري من اجل التوصل إلى حلول تساهم في وقف نزيف الدماء الحاصل في سورية منذ ما يقارب العامين حتى إنفجر بركان المعارضين السوريين بوجهه، شاجبين كلامه الذي وصفوه بأنه يهدف إلى إجهاض الثورة السورية عبر تقديم خدمات مجانية للنظام. إمام المسجد الأموي قال كلمته ، وإنتظر ردود الأفعال التي يبدو أنها لم تقتصر على المعارضين السوريين، فصحافيين خليجيين ادلوا بدلوهم في إنتقاد رئيس الإئتلاف المعارض وصولاً إلى إتهامه بإمكانية التعاون مع النظام السوري من تحت الطاولة، معظم مؤيدي إستمرار الأزمة السورية وجهوا سهام إنتقاداتهم إلى الخطيب بسبب هزالة شروطه، وخروجه عن مبادئ إئتلافه كما قالوا، ولكن معارضي النظام السوري، ومؤييدهم في الداخل كان لهم رأيا آخر. كلام الخطيب أظهر هشاشة العلاقة التي تربط المعارضين السوريين في الخارج، وأبرز خلافاتهم الواسعة بين بعضهم البعض، فشخصيات بارزة في المعارضة السورية إنتقدت مبادرته دون أخذ وقت كاف لدراستها، فميشال كيلو والذي كان يعبر عن المه لما يجري في سورية ميشيل كيلو كان قد اعلن "أن تصريحات معاذ الخطيب هي عبارة عن موقف شخصي"، فيما إعتبر المجلس الوطني "أن هذه التصريحات لا تعبر عن موقف الائتلاف الوطني السوري، وتتناقض مع نظامه الأساسي ووثيقة الدوحة المؤسِّسة للائتلاف من رفض قاطع للتفاوض مع النظام، والإصرار على رحيله بكل رموزه". إنتقاد مبادرة الشيخ الخطيب لم تقتصر على اعضاء المجلس الوطني والمنبر الديمقراطي، فعضو الائتلاف السوري المعارض كمال اللبواني دعا "رئيسه بالالتزام بميثاق الائتلاف أو الاستقالة من قيادته"، بينما طبلت إحدى المعارضات السوريات وزمرت لمبادرة الشيخ في البداية، لكنها فجأة إنقلبت على مواقفها، لتسأل زعيم المعارضة حالياً "بماذا تختلف إذن عن هيثم مناع الذي طاف العالم من اجل القول إن الحل السياسي، والحوار وحده كفيل بحقن الدماء، وإنقاذ ارواح الأبرياء". صحافييون خليجييون حاول النيل من الشيخ ايضاً، فالكاتب في صحيفة الشرق الأوسط السعودية عبد الرحمن الراشد بدا، وكأنه احرص على مصير السوريين من الخطيب، لذلك لم يتوانى عن محاولة التحقير بكلام رئيس الإئتلاف، ومبادرته فكتب يقول "أن الخطيب لم يخاطب مواطنيه وثواره مباشرة بل استخدم صفحته على فيسبوك ليشير إلى انه مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول"، متهما إياه " ببيع المعارضة عبر إعلانه فشل الثورة السورية". معارض سوري قال لعربي برس : "إن رافضي مبادرة الخطيب ينصب كل همهم في إطالة امد الأزمة التي يبين يوما بعد يوم ان لا افق لها، فهم يستفيدون من إستمرار الاحداث ليتصدروا شاشات التلفزة، والتنقل بين عواصم العالم للترفيه تحت ستار طلب الدعم للثورة"، مضيفا" بعد كلام الخطيب انقسم مناوئو النظام السوري إلى قسمين: المعارضة التي ترفض كل شيء، ولا تملك اي سيطرة على الأرض، واثبتت التجارب أنها فاشلة، وثوار يمثلون اكثرية الشارع المعارض، ويمكن القول ان هؤلاء يمثل الشيخ الخطيب طروحاتهم، وهم اصبحوا على قناعة بأن دول العالم لها مصلحة فقط في تدمير سورية". الشيخ معاذ هو اكثر من عايش الثورة السورية منذ إنطلاقتها يقول المعارض، ويشير إلى ان رئيس الإئتلاف "اعلن ما لا يجرؤ المعارضون السورييون على إعلانه رغم معرفتهم بصوابية مبادرته، في سورية اصبحت الأمور واضحة، وقف المعارك يتطلب حلا سياسيا يجلس بموجبه افرقاء الصراع على طاولة واحدة". وبالنسبة إلى ما سيكون عليه موقف المعارضين الذين رفضوا مبادرة الخطيب في حال قدّر لهذه المبادرة ان ترى النور يلفت المصدر إلى "ان من ينتقد كلام الخطيب بالكاد يمثل نفسه، والثورة ستلفظ هؤلاء الذين تسببوا بكبح مسيرتها، وتشتت افرقائها تارة عبر تشكيلات، والمجالس، والجبهات، وطوراً بإختلاق اكاذيب، وإشاعات عن انشقاقات وهمية كان لها وقع سلبي على المعارضين بعد إنكشافها، كما لا يمكن نسيان ما إقترفته ايادي البعض في بث التفرقة بين شخصيات معارضة، وبين قيادات الجيش السوري الحر".

المصدر : جواد الصايغ - عربي برس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة