اثارت الغارة الاسرائيلية على المنشأة العسكرية السورية تساؤلات لدى الاوساط الرسمية والسياسية اللبنانية، ليس لأن الهدف المقصود قريب من الحدود اللبنانية،بل بفعل الغطاء الذي جرى العدوان تحته وهو نقل السلاح السوري الى «حزب الله»، من دون اغفال احتمال وجود حسابات اسرائيلية بهدف خلط الأوراق في المنطقة.

وبغض النظر عما سيكون عليه الرد السوري على العدوان، فإن اوساطاً سياسية لبنانية ترى ان المقاومة في لبنان ستتعاطى مع العدوان بوصفه شأنا اقليميا خطيرا، لكنه يفترض الا ينعكس سلباً على لبنان ومشكلاته الداخلية، كما يجب الا يؤثر على مسار العملية السياسية القائمة حالياً في الشأن الانتخابي، وعلى الاستقرار الداخلي الذي تحرص عليه جميع العواصم المؤثرة، فضلا عن جميع اللاعبين الداخليين، وإن كان العدوان قد حظي بقراءة خاصة لدى قيادة المقاومة بالمعنى الاستراتيجي، كونه استهدف الحليف الاول للمقاومة، وهي تتابعه من هذا المنظار.

وتقول الاوساط ان بعض الاطراف اللبنانية ستحاول توظيف العدوان في المعركة السياسية القائمة بوجه سلاح المقاومة في الداخل اللبناني، تحت حجة ان اسرائيل قصفت الموقع السوري لأنه ينتج سلاحاً يذهب بعضه الى «حزب الله» في لبنان، وهذا يتلاقى مع المنطق الغربي والاسرائيلي الذي يهوّل منذ فترة بموضوع نقل السلاح الاستراتيجي السوري الى المقاومة في لبنان، والذي يقول العدو الاسرائيلي انه يرصده منذ مدة لأنه يخلّ بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة.

لكن الاوساط تقلل من اهمية الاستفادة من استثمار هذا العدوان على الصعيد الداخلي للوصول الى نتائج معينة فيه، لأنه برأيها لن يغير شيئاً في المعادلات، ولو كان سيستخدم مادة في السجال السياسي العقيم حول سلاح المقاومة. إلا ان الاوساط نفسها ترى ان هذا العدوان قد يؤدي الى تفاعلات اقليمية ودولية حول الوضع السوري،لأنه اتى بالتزامن مع الكلام عن بداية تبلور نقاط تلاق روسية اميركية حول الحل السياسي للأزمة في سوريا، وكذلك بالتزامن مع معطيات ميدانية لمصلحة استعادة زمام المبادرة العسكرية من جانب قوات النظام السوري بعد انتكاسات في اكثر من منطقة.

وترى الاوساط ان العدو الاسرائيلي يحاول ان يقلب الوضع الذي بدأ يتحول مجدداً لمصلحة النظام السوري، عبر تصوير النظام بالعاجز عن ردّ الضربة الجوية، ما يحرجه امام شعبه اولاً وامام حلفائه الاقليميين ثانيا، كما انه يشكل رسالة واضحة المعالم للمقاومة في لبنان، لكنها رسالة وصلت الى العنوان الخاطئ لانها لن تغير شيئاً مما هو مرسوم.

  • فريق ماسة
  • 2013-01-31
  • 9369
  • من الأرشيف

أوساط سياسية لبنانية تقرأ العدوان : حذارِ الرهان على العصا الإسرائيلية..

اثارت الغارة الاسرائيلية على المنشأة العسكرية السورية تساؤلات لدى الاوساط الرسمية والسياسية اللبنانية، ليس لأن الهدف المقصود قريب من الحدود اللبنانية،بل بفعل الغطاء الذي جرى العدوان تحته وهو نقل السلاح السوري الى «حزب الله»، من دون اغفال احتمال وجود حسابات اسرائيلية بهدف خلط الأوراق في المنطقة. وبغض النظر عما سيكون عليه الرد السوري على العدوان، فإن اوساطاً سياسية لبنانية ترى ان المقاومة في لبنان ستتعاطى مع العدوان بوصفه شأنا اقليميا خطيرا، لكنه يفترض الا ينعكس سلباً على لبنان ومشكلاته الداخلية، كما يجب الا يؤثر على مسار العملية السياسية القائمة حالياً في الشأن الانتخابي، وعلى الاستقرار الداخلي الذي تحرص عليه جميع العواصم المؤثرة، فضلا عن جميع اللاعبين الداخليين، وإن كان العدوان قد حظي بقراءة خاصة لدى قيادة المقاومة بالمعنى الاستراتيجي، كونه استهدف الحليف الاول للمقاومة، وهي تتابعه من هذا المنظار. وتقول الاوساط ان بعض الاطراف اللبنانية ستحاول توظيف العدوان في المعركة السياسية القائمة بوجه سلاح المقاومة في الداخل اللبناني، تحت حجة ان اسرائيل قصفت الموقع السوري لأنه ينتج سلاحاً يذهب بعضه الى «حزب الله» في لبنان، وهذا يتلاقى مع المنطق الغربي والاسرائيلي الذي يهوّل منذ فترة بموضوع نقل السلاح الاستراتيجي السوري الى المقاومة في لبنان، والذي يقول العدو الاسرائيلي انه يرصده منذ مدة لأنه يخلّ بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة. لكن الاوساط تقلل من اهمية الاستفادة من استثمار هذا العدوان على الصعيد الداخلي للوصول الى نتائج معينة فيه، لأنه برأيها لن يغير شيئاً في المعادلات، ولو كان سيستخدم مادة في السجال السياسي العقيم حول سلاح المقاومة. إلا ان الاوساط نفسها ترى ان هذا العدوان قد يؤدي الى تفاعلات اقليمية ودولية حول الوضع السوري،لأنه اتى بالتزامن مع الكلام عن بداية تبلور نقاط تلاق روسية اميركية حول الحل السياسي للأزمة في سوريا، وكذلك بالتزامن مع معطيات ميدانية لمصلحة استعادة زمام المبادرة العسكرية من جانب قوات النظام السوري بعد انتكاسات في اكثر من منطقة. وترى الاوساط ان العدو الاسرائيلي يحاول ان يقلب الوضع الذي بدأ يتحول مجدداً لمصلحة النظام السوري، عبر تصوير النظام بالعاجز عن ردّ الضربة الجوية، ما يحرجه امام شعبه اولاً وامام حلفائه الاقليميين ثانيا، كما انه يشكل رسالة واضحة المعالم للمقاومة في لبنان، لكنها رسالة وصلت الى العنوان الخاطئ لانها لن تغير شيئاً مما هو مرسوم.

المصدر : السفير/غاصب المختار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة