كان لافتا للانتباه بعد الزيارة الأخيرة للأخضر الإبراهيمي، إلى دمشق خروج مواقف علنية متبادلة بين القيادة السورية وبين الموفد العربي والدولي،دلّت على وجود أزمة ثقة بين الجانبين وبالتالي، اعتبر السوريون أن ما قدمه الإبراهيمي «أدى إلى إخراج مهمته من إطارها المحايد حيث كان يؤمل ان يؤسس لوقف العنف وبدء الحوار وفق «أجندة» متفق على خطوطها العريضة للوصول الى صياغة تفاهم يؤدي الى خروج سورية من دائرة الدمار والدماء والعنف».

من الواضح ان زيارة الابراهيمي الأخيرة بما حملته في طياتها أدت الى خروج الامور عن مسارها الطبيعي، فما أن غادر الموفد العربي والدولي حتى بدأت تتوالى وتتصاعد المواقف الاتهامية واضعة مصير مهمة الابراهيمي على محك الاستمرار واعادة بناء الثقة.

ما هي الاسباب التي ادت بمهمة الابراهيمي للوصول إلى هذا الافق المظلم؟ وما هي دوافع الانتقادات المفاجئة التي وجهها الى الرئيس السوري بشار الاسد وخطته التي اعلنها في خطابه الشهير في «دار الاوبرا» في دمشق؟

يكشف مصدر ديبلوماسي لـ«السفير» ان اعلان الرئيس السوري عن خطته للحل في بلاده جاء بعد حدثين سياسيين:

الاول، الاجتماع الموسع الذي عقد بين الاسد والابراهيمي والذي كان الحديث خلاله بلا قفازات.

الثاني، الاجتماع الذي عقد في دبلن في الرابع من كانون الاول الماضي والذي جمع وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة الاميركية هيلاري كلينتون والاخضر الابراهيمي.

ويوضح المصدر انه «عندما اطلق الرئيس الاسد خطته اعتبر الابراهيمي ان الرئيس السوري ضرب كل جهوده، وانه اسقط نتائج الاجتماع الذي عقد بينهما في دمشق كما اسقط مفاعيل نتائج اجتماع دبلن، كما ان الاسد بالاعلان عن خطته اراد ان يوجه رسائل في اتجاهات متعددة ابرزها ثلاث رسائل واضحة وهي:

1ـ ان اي كلام للموفد الدولي (الابراهيمي) مع الجانب السوري او مع المعارضة السورية او مع القيادة السورية سقفه مشروع الحل الذي قدمه الاسد وخارج هذا السقف لا يمكن البحث عن حل جدي وعملي قابل للحياة.

2ـ اذا قبل الابراهيمي السير بالحل الذي طرحه الاسد يكون مرحبا به في سورية مجددا واذا لم يقبل، فلا حاجة للمجيء الى سورية مجددا لان ذلك سيكون بمثابة تقطيع للوقت لن يؤدي الى اي امر مفيد.

3ـ الرئيس السوري ما كان ليطرح خطته لو لم يكن قد نسّق مضمونها مسبقا مع كل من روسيا والصين وايران ودول «البريكس»، حيث ظهر الابراهيمي انه كـ«الزوج المخدوع» على حد تعبير المصدر الديبلوماسي.

واعتبر المصدر نفسه انه بمجرد اعلان الابراهيمي عن عدم وجود أي دور للرئيس الاسد في الحل الانتقالي المنشود وفق خطة جنيف، يكون كمن اعلن بنفسه انتهاء مهمته التي اوكل بها وفق توافق دولي اقليمي، وذلك بعدما شعر ان الرئيس السوري انهى مهمته مسبقا عبر طرح مبادرته التي لاقت ترحيبا وتأييدا من الدول الداعمة للنظام السوري وخاصة طهران وموسكو.

ولفت المصدر الانتباه الى «بعد مهم ركّز عليه اجتماع دبلن، اذ ان القلق الذي عكسته كلينتون ولافروف بوجوب الاسراع في الوصول الى حلّ سياسي للازمة السورية، ينبع من الخوف الجدّي من وصول السلاح الكيميائي السوري ليس الى «حزب الله» في لبنان، انما الى «حزب العمال الكردستاني» ما يشكل تهديدا مباشرا وخطيرا للدولة التركية، والى «جبهة النصرة» (تنظيم «القاعدة») التي ستستخدمه بلا اية ضوابط لا سيما ضد المصالح الاميركية ولا سيما الجيش الاميركي الذي تنتشر قواعده في دول الخليج».

  • فريق ماسة
  • 2013-01-31
  • 9058
  • من الأرشيف

لهذه الأسباب انتقد الإبراهيمي الرئيس الأسد وخطته

كان لافتا للانتباه بعد الزيارة الأخيرة للأخضر الإبراهيمي، إلى دمشق خروج مواقف علنية متبادلة بين القيادة السورية وبين الموفد العربي والدولي،دلّت على وجود أزمة ثقة بين الجانبين وبالتالي، اعتبر السوريون أن ما قدمه الإبراهيمي «أدى إلى إخراج مهمته من إطارها المحايد حيث كان يؤمل ان يؤسس لوقف العنف وبدء الحوار وفق «أجندة» متفق على خطوطها العريضة للوصول الى صياغة تفاهم يؤدي الى خروج سورية من دائرة الدمار والدماء والعنف». من الواضح ان زيارة الابراهيمي الأخيرة بما حملته في طياتها أدت الى خروج الامور عن مسارها الطبيعي، فما أن غادر الموفد العربي والدولي حتى بدأت تتوالى وتتصاعد المواقف الاتهامية واضعة مصير مهمة الابراهيمي على محك الاستمرار واعادة بناء الثقة. ما هي الاسباب التي ادت بمهمة الابراهيمي للوصول إلى هذا الافق المظلم؟ وما هي دوافع الانتقادات المفاجئة التي وجهها الى الرئيس السوري بشار الاسد وخطته التي اعلنها في خطابه الشهير في «دار الاوبرا» في دمشق؟ يكشف مصدر ديبلوماسي لـ«السفير» ان اعلان الرئيس السوري عن خطته للحل في بلاده جاء بعد حدثين سياسيين: الاول، الاجتماع الموسع الذي عقد بين الاسد والابراهيمي والذي كان الحديث خلاله بلا قفازات. الثاني، الاجتماع الذي عقد في دبلن في الرابع من كانون الاول الماضي والذي جمع وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة الاميركية هيلاري كلينتون والاخضر الابراهيمي. ويوضح المصدر انه «عندما اطلق الرئيس الاسد خطته اعتبر الابراهيمي ان الرئيس السوري ضرب كل جهوده، وانه اسقط نتائج الاجتماع الذي عقد بينهما في دمشق كما اسقط مفاعيل نتائج اجتماع دبلن، كما ان الاسد بالاعلان عن خطته اراد ان يوجه رسائل في اتجاهات متعددة ابرزها ثلاث رسائل واضحة وهي: 1ـ ان اي كلام للموفد الدولي (الابراهيمي) مع الجانب السوري او مع المعارضة السورية او مع القيادة السورية سقفه مشروع الحل الذي قدمه الاسد وخارج هذا السقف لا يمكن البحث عن حل جدي وعملي قابل للحياة. 2ـ اذا قبل الابراهيمي السير بالحل الذي طرحه الاسد يكون مرحبا به في سورية مجددا واذا لم يقبل، فلا حاجة للمجيء الى سورية مجددا لان ذلك سيكون بمثابة تقطيع للوقت لن يؤدي الى اي امر مفيد. 3ـ الرئيس السوري ما كان ليطرح خطته لو لم يكن قد نسّق مضمونها مسبقا مع كل من روسيا والصين وايران ودول «البريكس»، حيث ظهر الابراهيمي انه كـ«الزوج المخدوع» على حد تعبير المصدر الديبلوماسي. واعتبر المصدر نفسه انه بمجرد اعلان الابراهيمي عن عدم وجود أي دور للرئيس الاسد في الحل الانتقالي المنشود وفق خطة جنيف، يكون كمن اعلن بنفسه انتهاء مهمته التي اوكل بها وفق توافق دولي اقليمي، وذلك بعدما شعر ان الرئيس السوري انهى مهمته مسبقا عبر طرح مبادرته التي لاقت ترحيبا وتأييدا من الدول الداعمة للنظام السوري وخاصة طهران وموسكو. ولفت المصدر الانتباه الى «بعد مهم ركّز عليه اجتماع دبلن، اذ ان القلق الذي عكسته كلينتون ولافروف بوجوب الاسراع في الوصول الى حلّ سياسي للازمة السورية، ينبع من الخوف الجدّي من وصول السلاح الكيميائي السوري ليس الى «حزب الله» في لبنان، انما الى «حزب العمال الكردستاني» ما يشكل تهديدا مباشرا وخطيرا للدولة التركية، والى «جبهة النصرة» (تنظيم «القاعدة») التي ستستخدمه بلا اية ضوابط لا سيما ضد المصالح الاميركية ولا سيما الجيش الاميركي الذي تنتشر قواعده في دول الخليج».

المصدر : السفير/ داوود رمال


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة