مع حلول شهر آذار المقبل يكون انقضى نحو سنتين على بدء أعتى وأقذر حرب كونية ضد سورية. حرب استخدم فيها المعتدون، بالإضافة إلى الأسلحة المدمرة،أسلحة الحصار الإقتصادي عبر جامعة لا تعرف من العروبة شيئاً، وتهويل إعلاميّ عبر مئات بل آلاف الوسائط الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة، الناطقة بكل لغات الأرض وأوّلها لغة الضاد أو لغة «أهل الجنّة».

لم يترك أعداء سورية وسيلة إلاّ استخدموها في حربهم القذرة، لكن الجيش السوري العظيم، حماة الديار، من ضباط وأفراد مؤمنين بأمتهم وحقها في الوجود، طبق عقيدته القتالية التي نشأ عليها طوال عقود من الزمن مثبتاً أنه من أفضل جيوش العالم تدريباً وعقيدة وإخلاصاً وحباً للوطن، وسانده وعي أكثرية الشعب السوري بكل فئاته، واقفاً إلى جانب قائده الشجاع الرئيس بشار الأسد الذي لم ترد فكرة الإنهزام والتراجع في باله على الإطلاق، بل كان واثقاً ومؤمناً بأن النصر سيكون حليفه منذ بدء هذه الهجمة الهمجية على سورية، فهو مؤمن بقضية تساوي الوجود، هي قضية سورية.

حماة الديار كانوا في كل زاوية من زوايا سورية. أتوا من كل قرى سورية وحاراتها وأريافها يدافعون عن أرض بلادهم من دنس الإرهاب القادم بلبوس الديمقراطية وحقوق الإنسان أو بلبوس الدين الذي هو منهم براء. أبطال جيش سورية يحملون دماءهم على أكفهم، يقفون بحزم في وجه المؤامرة الخبيثة التي انقلبت مع سابق تصور وتصميم إلى حرب «جهادية» كاذبة باسم الدين يقودها أمراء جماعات وعصابات أتوا من كل أصقاع الدنيا وامتلأت جيوبهم بثلاثينات من الفضة دفعها أقوام عرب كانوا حتى الأمس القريب يتغنّون بسورية وعظمة تاريخها وصدق عروبتها وحكمة قائدها وأصالة شعبها وصلابة نظامها.

حماة الديار سينتصرون حتماً على هؤلاء الأخوة «محبي سورية» الذين يدفعون ملياراتهم المسروقة من أموال شعوبهم لشراء السلاح خدمة للأجنبي (أبو العيون الزرق) ودفع تكاليف الحرب الشعواء المعلنة على سورية عبر «جزيرتهم» و»عربيتهم» كون أعداد جيوشهم كلها لا تكفي لحماية حدود صحاراهم ونفطهم وغازهم، فيستعيضون عن ذلك بتمويل القتلة المأجورين للتوجه للقتال في سورية باسم الدين حيث تنتظرهم ألوف مؤلفة من حور العين خالدين معهم أبداً في حال قتلوا وهذا هو مصيرهم المحتوم.

لم يترك «أخوة» سورية من الأعراب مرتزقاً قاتل في أفغانستان والصومال واليمن وبلوشستان وعربستان ومجاهل أفريقيا إلا «استوظفوه» ليقاتل في سبيل تحقيق «الديمقراطية والعدالة الاجتماعية» في سورية حتى فاق عدد الإمارات الإسلامية التي تشارك في العدوان على سورية أكثر من مئتي تنظيم وإمارة.

عن أي جهاد يتحدثون وأيّ دين يعبدون؟ وأي رب يقبل بما يفعله أمراء «الجهاد» في سورية؟ هل يخوّل لهم إيمانهم الدينيّ أن يسرقوا أرزاق الناس وبيوتهم ويحرقوا محاصيلهم ويختطفوا بناتهم ونساءهم ويتخذونهن سبايا حرب؟ وهل هو الدين الذي يسمح لهم بإعدام الرجال ميدانياً من دون وجه حق؟ وعلى أي إيمان يعتمدون حين يقومون يفككون المصانع الحديثة ويبيعونها للأتراك بأبخس الأثمان ويحرقون البيوت والمزارع ويدمّرون الجامعات والمدارس والمشافي والمؤسسات الحكومية ويسرقون صوامع القمح والذرة ومخازن القطن؟ أهذا هو الجهاد؟

إن دين الإسلام الذي نعرفه والذي تعلّمناه في بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا ومجتمعاتنا أسمى وأرقى وأعظم من ممارسات هؤلاء القتلة بكثير.

سنتان مرّتا وسنوات ستأتي وسيبقى جيش سورية لكم بالمرصاد. سيبقى جيش سورية الحارس الوفي لهذه الأرض الطيبة، أرض العطاء والبطولات، من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها.

مشاهد الدمار مؤلمة في سورية ومؤلمة أكثر مشاهد من فقدوا أحبتهم ومشاهد النازحين والمهجرين قسراً عن ديارهم وبيوتهم التي عاشوا فيها لأجيال كثيرة، إنما للنصر ثمن، وها نحن نرى نتائج صمود جيش سورية وشعبها يؤتي ثماره.

رغم توقعات «الجزيرة» و»العربية» وتمنيات حليفهم تلفزيون «المستقبل» بسقوط النظام مع بداية كل نشرة إخبارية على مدى امتداد الأزمة، إلاّ أن كل آمالهم وتوقعاتهم خابت. فها مواقف «الأم الحنون» فرنسا تتراجع حيال الأزمة السورية، معترفة بقوة النظام وتغزو (هربا) دولة مالي الأفريقية بحجة محاربة الإرهاب، والولايات المتحدة تلتزم الصمت والترقب حتى يعين الرئيس أوباما باقي أعضاء إدارته ويبدأ مفاوضات جدية مع الروس، والسعودية تبعث «المراسيل» للتواصل مع القيادة السورية بحجة محاربة الإرهاب، وقطر تتهرّب من دفع مئات الملايين الموعودة لمجموعات المعارضة لتشكيل حكومة في المنفى بحجة التنسيق، وتركيا أردوغان تفتش عن مخرج لها قبل الانتخابات المقبلة. وعلى المقلب الموازي نرى قادة المعارضة السورية المهاجرة والداخلية يعلنون عبر مؤتمرات صحافية في جنيف وباريس، وعبر مقابلات تلفزيونية نقلتها محطات «الفتنة» مجبرة وفي قلب مذيعيها غصة، مواقف قبول للحوار مع النظام ما كانوا ليتخذونها لو كانت سورية ضعيفة أو مهزومة.

ميز الرئيس الأسد قبل سنة ونصف بين المطالب المحقة للمعارضة والإرهاب، وناشد بعض أركان المعارضة قائلاً إنه مستعد (ولا يزال) للحوار تحت سقف الدولة، لكنه لن يتساهل مع الإرهاب ولن يتساهل. كان مدركاً في خاتمة الأمور أن سورية ستنتصر بفضل ولاء جيشها لوطنه، ولإيمانه بأن سورية لن يحكمها إلاّ من يؤمن بعزتها وبأن مصلحتها فوق كل مصلحة.

خاتمة: وحدهم ما تبقى من تحالف «14 آذار» و»تيار المستقبل» ما زالوا يأملون بهزيمة سورية وعودة فارسهم «مظفراً» من غربته الباريسية عبر مطار دمشق الدولي، ويبدو أن إنتظارهم سيطول.

  • فريق ماسة
  • 2013-01-31
  • 10003
  • من الأرشيف

حماة الديار ..حقا" ..حقّاً ..عليكم السلام

مع حلول شهر آذار المقبل يكون انقضى نحو سنتين على بدء أعتى وأقذر حرب كونية ضد سورية. حرب استخدم فيها المعتدون، بالإضافة إلى الأسلحة المدمرة،أسلحة الحصار الإقتصادي عبر جامعة لا تعرف من العروبة شيئاً، وتهويل إعلاميّ عبر مئات بل آلاف الوسائط الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة، الناطقة بكل لغات الأرض وأوّلها لغة الضاد أو لغة «أهل الجنّة». لم يترك أعداء سورية وسيلة إلاّ استخدموها في حربهم القذرة، لكن الجيش السوري العظيم، حماة الديار، من ضباط وأفراد مؤمنين بأمتهم وحقها في الوجود، طبق عقيدته القتالية التي نشأ عليها طوال عقود من الزمن مثبتاً أنه من أفضل جيوش العالم تدريباً وعقيدة وإخلاصاً وحباً للوطن، وسانده وعي أكثرية الشعب السوري بكل فئاته، واقفاً إلى جانب قائده الشجاع الرئيس بشار الأسد الذي لم ترد فكرة الإنهزام والتراجع في باله على الإطلاق، بل كان واثقاً ومؤمناً بأن النصر سيكون حليفه منذ بدء هذه الهجمة الهمجية على سورية، فهو مؤمن بقضية تساوي الوجود، هي قضية سورية. حماة الديار كانوا في كل زاوية من زوايا سورية. أتوا من كل قرى سورية وحاراتها وأريافها يدافعون عن أرض بلادهم من دنس الإرهاب القادم بلبوس الديمقراطية وحقوق الإنسان أو بلبوس الدين الذي هو منهم براء. أبطال جيش سورية يحملون دماءهم على أكفهم، يقفون بحزم في وجه المؤامرة الخبيثة التي انقلبت مع سابق تصور وتصميم إلى حرب «جهادية» كاذبة باسم الدين يقودها أمراء جماعات وعصابات أتوا من كل أصقاع الدنيا وامتلأت جيوبهم بثلاثينات من الفضة دفعها أقوام عرب كانوا حتى الأمس القريب يتغنّون بسورية وعظمة تاريخها وصدق عروبتها وحكمة قائدها وأصالة شعبها وصلابة نظامها. حماة الديار سينتصرون حتماً على هؤلاء الأخوة «محبي سورية» الذين يدفعون ملياراتهم المسروقة من أموال شعوبهم لشراء السلاح خدمة للأجنبي (أبو العيون الزرق) ودفع تكاليف الحرب الشعواء المعلنة على سورية عبر «جزيرتهم» و»عربيتهم» كون أعداد جيوشهم كلها لا تكفي لحماية حدود صحاراهم ونفطهم وغازهم، فيستعيضون عن ذلك بتمويل القتلة المأجورين للتوجه للقتال في سورية باسم الدين حيث تنتظرهم ألوف مؤلفة من حور العين خالدين معهم أبداً في حال قتلوا وهذا هو مصيرهم المحتوم. لم يترك «أخوة» سورية من الأعراب مرتزقاً قاتل في أفغانستان والصومال واليمن وبلوشستان وعربستان ومجاهل أفريقيا إلا «استوظفوه» ليقاتل في سبيل تحقيق «الديمقراطية والعدالة الاجتماعية» في سورية حتى فاق عدد الإمارات الإسلامية التي تشارك في العدوان على سورية أكثر من مئتي تنظيم وإمارة. عن أي جهاد يتحدثون وأيّ دين يعبدون؟ وأي رب يقبل بما يفعله أمراء «الجهاد» في سورية؟ هل يخوّل لهم إيمانهم الدينيّ أن يسرقوا أرزاق الناس وبيوتهم ويحرقوا محاصيلهم ويختطفوا بناتهم ونساءهم ويتخذونهن سبايا حرب؟ وهل هو الدين الذي يسمح لهم بإعدام الرجال ميدانياً من دون وجه حق؟ وعلى أي إيمان يعتمدون حين يقومون يفككون المصانع الحديثة ويبيعونها للأتراك بأبخس الأثمان ويحرقون البيوت والمزارع ويدمّرون الجامعات والمدارس والمشافي والمؤسسات الحكومية ويسرقون صوامع القمح والذرة ومخازن القطن؟ أهذا هو الجهاد؟ إن دين الإسلام الذي نعرفه والذي تعلّمناه في بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا ومجتمعاتنا أسمى وأرقى وأعظم من ممارسات هؤلاء القتلة بكثير. سنتان مرّتا وسنوات ستأتي وسيبقى جيش سورية لكم بالمرصاد. سيبقى جيش سورية الحارس الوفي لهذه الأرض الطيبة، أرض العطاء والبطولات، من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها. مشاهد الدمار مؤلمة في سورية ومؤلمة أكثر مشاهد من فقدوا أحبتهم ومشاهد النازحين والمهجرين قسراً عن ديارهم وبيوتهم التي عاشوا فيها لأجيال كثيرة، إنما للنصر ثمن، وها نحن نرى نتائج صمود جيش سورية وشعبها يؤتي ثماره. رغم توقعات «الجزيرة» و»العربية» وتمنيات حليفهم تلفزيون «المستقبل» بسقوط النظام مع بداية كل نشرة إخبارية على مدى امتداد الأزمة، إلاّ أن كل آمالهم وتوقعاتهم خابت. فها مواقف «الأم الحنون» فرنسا تتراجع حيال الأزمة السورية، معترفة بقوة النظام وتغزو (هربا) دولة مالي الأفريقية بحجة محاربة الإرهاب، والولايات المتحدة تلتزم الصمت والترقب حتى يعين الرئيس أوباما باقي أعضاء إدارته ويبدأ مفاوضات جدية مع الروس، والسعودية تبعث «المراسيل» للتواصل مع القيادة السورية بحجة محاربة الإرهاب، وقطر تتهرّب من دفع مئات الملايين الموعودة لمجموعات المعارضة لتشكيل حكومة في المنفى بحجة التنسيق، وتركيا أردوغان تفتش عن مخرج لها قبل الانتخابات المقبلة. وعلى المقلب الموازي نرى قادة المعارضة السورية المهاجرة والداخلية يعلنون عبر مؤتمرات صحافية في جنيف وباريس، وعبر مقابلات تلفزيونية نقلتها محطات «الفتنة» مجبرة وفي قلب مذيعيها غصة، مواقف قبول للحوار مع النظام ما كانوا ليتخذونها لو كانت سورية ضعيفة أو مهزومة. ميز الرئيس الأسد قبل سنة ونصف بين المطالب المحقة للمعارضة والإرهاب، وناشد بعض أركان المعارضة قائلاً إنه مستعد (ولا يزال) للحوار تحت سقف الدولة، لكنه لن يتساهل مع الإرهاب ولن يتساهل. كان مدركاً في خاتمة الأمور أن سورية ستنتصر بفضل ولاء جيشها لوطنه، ولإيمانه بأن سورية لن يحكمها إلاّ من يؤمن بعزتها وبأن مصلحتها فوق كل مصلحة. خاتمة: وحدهم ما تبقى من تحالف «14 آذار» و»تيار المستقبل» ما زالوا يأملون بهزيمة سورية وعودة فارسهم «مظفراً» من غربته الباريسية عبر مطار دمشق الدولي، ويبدو أن إنتظارهم سيطول.

المصدر : علي البقاعي\البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة