قابلت رؤساء عديدين في حياتي , وربطتني ببعضهم علاقات صداقة و تبادل فكري و نقاش في صلب السياسة العربية و الدولية ...

و أعترف أن واحدا من هؤلاء الرؤساء العرب الذين لفتوا نظري بحنكته وذكائه و قدراته العقلية و إدراكه للتفاصيل المحلية و الإقليمية و الدولية كان القائد العربي الدكتور بشار الأسد ...

حرصت أن يكون اللقاء بعيدا عن الأضواء ..لكن ما دام الأمر عرف بطريقة أو بأخرى فلابد أن أسجل هذه اللحظة للتاريخ ..

كان اللقاء قبل أيام حيث إستقبلني الرئيس العربي الدكتور بشار الأسد في دمشق العروبة في الساعة الثامنة صباحا كان موعدنا ...

ذهبت إليه بكامل أشيائي و أقلامي و هواتفي ,,ولا أحد فتشني أو سألني ماذا تحمل من أغراض و هو الذي يتكالب عليه العالم كل العالم و ما زال واقفا و صامدا متحديا كل الإرادات الأمريكية و الصهيونية و الأعرابية المتأمركة ...طبعا شكرته مليا على هذه الثقة العالية في شخصي و في هذا الظرف الحساس ..

و أردت أن أمازحه في بداية اللقاء .. فقلت له : فخامة الرئيس صحيح أنت رئيس الجمهورية العربية السورية ..لكنني أكبر منك بسنة ...وهنا تبسم وقال لي : نحن من نفس الجيل ...

و أنا أتجاذب معه أطراف الحديث ..وجدت نفسي أمام رئيس عربي محنك و غيور على أمته ..وفي نفس الوقت رأيت رئيسا مظلوما بأتم معنى الكلمة ..كل الصفات السيئة التي نسجها الإعلام الأمريكو صهيو خليجي ضده كانت منافية بالكامل لأخلاقه و تربيته و أدبه ...وهنا خطر في بالي الرئيس العربي حافظ الأسد رحمه الله الذي ربى أبناءه على قيم الوفاء و العروبة و الرجولة و الشهامة ..

رأيت رئيسا متواضعا متدينا محبا لشعبه و أمته العربية عارفا بدقائق الأزمة السورية مؤمنا بالحوار إلى الأخير زاهدا في المنصب , لكن مصرا على إنقاذ سورية من المؤامرة الدولية التي حبكت ضد وطنه الذي يعتز به إعتزازا كبيرا .

معنويات الرئيس العربي الدكتور بشار الأسد كانت مرتفعة جدا , بدا واثقا من نصر الله , مؤمنا بدولته القوية و مؤسساتها , و مؤمنا بالجيش العربي السوري العمود الفقري للدولة السورية ...عاتبا على العرب الذين طعنوا سورية في الظهر .. لأن سورية و على إمتداد تاريخها كانت مع كل القضايا العادلة في العالم العربي ...

تكلمنا كثيرا في ملفات متعددة ...أثناءها دخل البروتوكول علينا ... فقال : فخامة الرئيس إنتهى الوقت ...فقال له الرئيس العربي الدكتور بشار الأسد فليتمدد الوقت .. فشكرته أن خصني بوقت إضافي ...تيقنت خلاله أن هذا الرئيس العربي سيكون من القادة التاريخيين للعالم العربي و سيكون واحدا من الذين سيسهمون في تحرير فلسطين ...وعلم الله أن هذا الرئيس العربي المتواضع ظل يستمع و يناقش ما أقول .. إلى أن مازحته قائلا :

فخامة الرئيس إنتهى الوقت , و أردت بذلك أن أتركه يتفرغ لعمله ... وطلب مني أن أسلم على زوجتي و أولادي ..

ودعته , وقلت له : فخامة الرئيس أريدك أن تمنحني شرف الإعلان و بصوتي عن إنتصار سورية القريب على المشروع الأمريكو صهيو خليجي ..ولم يغب عن بالي أن سورية بخير في عهدة الرئيس العربي الدكتور بشار الأسد .. الذي ظلمه العرب قبل الأعداء الأمركيين و الصهاينة ...

د. يحيى أبوزكريا

  • فريق ماسة
  • 2013-01-30
  • 13635
  • من الأرشيف

ساعتان و نصف مع رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد ...

قابلت رؤساء عديدين في حياتي , وربطتني ببعضهم علاقات صداقة و تبادل فكري و نقاش في صلب السياسة العربية و الدولية ... و أعترف أن واحدا من هؤلاء الرؤساء العرب الذين لفتوا نظري بحنكته وذكائه و قدراته العقلية و إدراكه للتفاصيل المحلية و الإقليمية و الدولية كان القائد العربي الدكتور بشار الأسد ... حرصت أن يكون اللقاء بعيدا عن الأضواء ..لكن ما دام الأمر عرف بطريقة أو بأخرى فلابد أن أسجل هذه اللحظة للتاريخ .. كان اللقاء قبل أيام حيث إستقبلني الرئيس العربي الدكتور بشار الأسد في دمشق العروبة في الساعة الثامنة صباحا كان موعدنا ... ذهبت إليه بكامل أشيائي و أقلامي و هواتفي ,,ولا أحد فتشني أو سألني ماذا تحمل من أغراض و هو الذي يتكالب عليه العالم كل العالم و ما زال واقفا و صامدا متحديا كل الإرادات الأمريكية و الصهيونية و الأعرابية المتأمركة ...طبعا شكرته مليا على هذه الثقة العالية في شخصي و في هذا الظرف الحساس .. و أردت أن أمازحه في بداية اللقاء .. فقلت له : فخامة الرئيس صحيح أنت رئيس الجمهورية العربية السورية ..لكنني أكبر منك بسنة ...وهنا تبسم وقال لي : نحن من نفس الجيل ... و أنا أتجاذب معه أطراف الحديث ..وجدت نفسي أمام رئيس عربي محنك و غيور على أمته ..وفي نفس الوقت رأيت رئيسا مظلوما بأتم معنى الكلمة ..كل الصفات السيئة التي نسجها الإعلام الأمريكو صهيو خليجي ضده كانت منافية بالكامل لأخلاقه و تربيته و أدبه ...وهنا خطر في بالي الرئيس العربي حافظ الأسد رحمه الله الذي ربى أبناءه على قيم الوفاء و العروبة و الرجولة و الشهامة .. رأيت رئيسا متواضعا متدينا محبا لشعبه و أمته العربية عارفا بدقائق الأزمة السورية مؤمنا بالحوار إلى الأخير زاهدا في المنصب , لكن مصرا على إنقاذ سورية من المؤامرة الدولية التي حبكت ضد وطنه الذي يعتز به إعتزازا كبيرا . معنويات الرئيس العربي الدكتور بشار الأسد كانت مرتفعة جدا , بدا واثقا من نصر الله , مؤمنا بدولته القوية و مؤسساتها , و مؤمنا بالجيش العربي السوري العمود الفقري للدولة السورية ...عاتبا على العرب الذين طعنوا سورية في الظهر .. لأن سورية و على إمتداد تاريخها كانت مع كل القضايا العادلة في العالم العربي ... تكلمنا كثيرا في ملفات متعددة ...أثناءها دخل البروتوكول علينا ... فقال : فخامة الرئيس إنتهى الوقت ...فقال له الرئيس العربي الدكتور بشار الأسد فليتمدد الوقت .. فشكرته أن خصني بوقت إضافي ...تيقنت خلاله أن هذا الرئيس العربي سيكون من القادة التاريخيين للعالم العربي و سيكون واحدا من الذين سيسهمون في تحرير فلسطين ...وعلم الله أن هذا الرئيس العربي المتواضع ظل يستمع و يناقش ما أقول .. إلى أن مازحته قائلا : فخامة الرئيس إنتهى الوقت , و أردت بذلك أن أتركه يتفرغ لعمله ... وطلب مني أن أسلم على زوجتي و أولادي .. ودعته , وقلت له : فخامة الرئيس أريدك أن تمنحني شرف الإعلان و بصوتي عن إنتصار سورية القريب على المشروع الأمريكو صهيو خليجي ..ولم يغب عن بالي أن سورية بخير في عهدة الرئيس العربي الدكتور بشار الأسد .. الذي ظلمه العرب قبل الأعداء الأمركيين و الصهاينة ... د. يحيى أبوزكريا

المصدر : الماسة السورية/الدكتور يحيى ابوزكريا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة