دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لا تقاطعات بين وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ والسفير الأمريكي في سورية روبرت فورد سوى الأسف على عدم التمكن من التدخل في سورية عسكرياً عندما تباكى الأول على زمن ذهبي كان فيه الغرب يكرس مجلس الأمن الدولي لأهوائه بينما كان الثاني حريصاً على تقديم الدعم النفسي للإرهابيين وكيل التهم للدولة السورية.
وعندما يعترف هيغ "بأن زيادة مراكز القرار في العالم جعلت من الصعب على أي بلد فرض إرادته" فإنه ضمنياً يقول كنا نفرض إرادتنا قبل بروز القوى الجديدة "روسيا والصين".
وفي حديث لقناة "سي إن إن" الأمريكية أقر هيغ بأن بلاده وحلفاءها" لم يحصلوا على السلطات التي تشرع التدخل العسكري في سورية" لأن مجلس الأمن لم يقر بذلك ليؤكد مجدداً أن الهدف الرئيسي للمؤامرة الكونية على سورية كان تدميرها والقضاء على قوتها الذاتية من خلال التدخل العسكري.
وأمام الحائط الدولي العالي وقف هيغ حائراً كيف يصل إلى أطماعه الاستعمارية فوجد أمامه روسيا والصين ليكيل لهما الاتهامات لأنهما منعتا بلاده من تنفيذ مآربها بقوله "مسؤولية الفشل في الوصول إلى اتفاق في مجلس الأمن بشأن سورية تقع على عاتق روسيا والصين" متناسياً أن دبلوماسيته الرعناء في كيل التهديدات وتعاملها الفج مع طرف واحد في سورية ممثلاً بالمعارضة المسلحة والإرهابيين هو من عطل الحلول في حين كانت ولا تزال روسيا والصين تدعوان إلى الحوار والحل السلمي بأيدي السوريين أنفسهم بمساعدة دولية.
ولأن الموقف البريطاني كان على الدوام ملحقا بالموقف الأمريكي فلا بد أن يتذكر هيغ دعوات الناطقة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند "للمسلحين" بعدم الاستجابة لدعوات الحكومة السورية لتسليم اسلحتهم والانخراط في العملية السياسية وعندها لم تبد بريطانيا موقفاً مخالفاً يحث على المبادرة للحوار واليوم يبكي مرتزقته في سورية بعد أن باتوا تحت قبضة الجيش العربي السوري ينال منهم حيث وجدهم ويعيد الاستقرار للأماكن التي حاولوا تخريبها.
وبالانتقال إلى فورد فانه كان حريصاً في حديث لقناة فرانس 24 على دعم مرتزقة الغرب من الإرهابيين معنوياً من خلال الادعاء بأن "النظام تدريجياً يفقد السيطرة على الأرض" مع أن الحقيقة تقول بأن الإرهابيين يستغيثون ويطلبون النجدة حتى أن بعضهم طلب الاستسلام بعد أن خرب وقتل فكان الجيش السوري له بالمرصاد.
وحاول فورد أن يجد مبررات لهزيمة مرتزقته بالقول "إن النظام يستخدم أسلحة مرعبة" وهنا يؤكد له السوريون بأن الجيش يواجه إرهابيين مرتزقة مزودين بأسلحة أميركية وغربية متطورة ونجاحه في القضاء عليهم يعود لعقيدته القتالية الوطنية التي يستعيض بها عن التكنولوجيا المتطورة ويستخدمها كسلاح مرعب فعلاً لحسم المعارك التي يخوضها ويذكرون فورد بأن بلاده لديها من الأسلحة ما يمكنها من تدمير العالم وقد استخدمت بعضها في العراق وأفغانستان لكنها لم تنتصر لسبب وحيد هو غياب العقيدة القتالية.
"الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع حكومة من المعارضة" جملة قالها فورد في لقائه تعكس عقلية الإقصاء لدى إدارته فهي تمنع الحوار وتعطل المصالحة الوطنية في سورية وترغم مرتزقتها على مواصلة القتال رغم أنها تعلم أنهم سيهزمون شر هزيمة لأنها تعي أن أمرها انكشف لدى السوريين ولا فرصة أمامها في سورية طالما بقيت إرادة المقاومة لدى السوريين.
من جهة أخرى يدعي فورد أن الولايات المتحدة "اتخذت القرار بعدم توفير الأسلحة للمقاتلين في سورية" فهو يدعم الإرهاب ويزجه في معركة مع الجيش السوري ولكنه يجب أن يعلم أن كل أسلحة الكون لن تفلح في جعل شرذمة من المرتزقة ينتصرون على دولة متماسكة ذات عقيدة تقوم على المقاومة ورفض الإملاءات الخارجية.
وإلى أن تنجلي آخر الغيوم التي تلبد سماء الحقيقة في سورية سيبقى دعاة التخريب والقتل ودعم الإرهاب في واشنطن ولندن يبثون سمومهم علهم يحدثون فارقاً في اللحظات الأخيرة إلا أن من عجز عن اختراق عقول السوريين خلال عامين من الحرب المعلنة سيجد نفسه مرة أخرى أمام التجربة السورية تلقنه درساً في السياسة والوطنية وتعلمه ألا يراهن على إرادة الشعوب ما لم يكن إلى جانبها.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة