سواء كان وصول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى باريس مرتبط باطلالته الاعلامية المقبلة، وسواء كان وصوله مرتبط بالاستماع عن قرب من الحليف الفرنسي عن اسباب "التشاؤم" حيال الازمة في سوريا، وسواء التقى النائب وليد جنبلاط الموجود هناك للاسباب المقلقة اياها او لم يلتقه، فان كل هذا الحراك لن يغير من الوقائع في المنطقة شيئا، فلقاء "المتعوس" مع "خائب الرجاء" لن ينتج الا المزيد من "النحس" الذي يلاحق الرجلين منذ ان وحدا خياراتهما الاستراتيجية في الازمة السورية، واذا كان "البيك" قد بدأ مبكرا البحث عن "مظلات" دولية واقليمية تحميه "غدر الزمان"، فان الحريري امام فرصة جديدة على ابواب استحقاقات مفصلية لبنانيا، لاعادة "نفض الغبار" عن مشروعه السياسي "المأزوم" والانخراط جديا في مشروع وطني يلاقي فيه اليد الممدودة من قبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي كان صريحا بدعوته الحريري للتخلي عن "اوهامه" السورية .فهل يستفيد من تجربته "القاسية" ويفتح الباب امام نقاش جدي يساهم في تحييد لبنان عن "العاصفة" التي تضرب المنطقة؟ ام انه سيواصل ممارسة هواية "الجري" وراء "السراب"؟

اوساط سياسية عليمة بما يدور في كواليس تيار المستقبل لا تعول كثيرا على تحولات نوعية في توجهات الحريري رغم ادراكها انه مسخن بالجراح نتيجة مستجدات الاوضاع في سوريا، وبفعل الندوب التي اصابته بعد انكشاف تورط "يده اليمنى" عقاب صقر مع المعارضة السورية، وبفعل خروج القوات والكتائب من "عباءته" الانتخابية، ولكنه هذه المرة امام معادلة صعبة لانه لا يملك الكثير من الاجابات على الكثير من الاسئلة المطروحة من قبل الحلفاء قبل الخصوم، وهو يملك فرصة قد تكون اخيرة للولوج من "الباب الموارب" قبل ان يقفل بشكل نهائي.

ففي الملف الانتخابي لا احد ينتظر منه اعادة شرح للنظرية "البلهاء" حول ربط رفض القانون النسبي بوجود سلاح حزب الله، فهذه النظرية باتت مكشوفة الاهداف وغير قابلة للتصديق وجل ما في الامر ان تيار المستقبل سيخسر اي انتخابات وفق القانون النسبي، "ونقطة على اخرالسطر"، واي شيء اخر هو مجرد "ترهات" لا "تغني ولا تثمن من جوع"، ولذلك فان استمرار اللف والدوران في هذا الملف لن يكون مجديا مع اقتراب "ساعة الحسم الانتخابية"، خصوصا ان "الكرة" قد باتت في "ملعب" اخر وبعنوان جديد، فشركاء الحريري المسيحيين في 14 اذار الذين صعدوا الى "شجرة" القانون الارثوذكسي، يحتاجون الى سماع بديل منطقي لا يحرجهم في الشارع المسيحي ويؤمن لهم نزولا امنا من اعلى "الشجرة"، وهذا الامر لا يتحقق الا من خلال مشروع واضح يتبناه رئيس الحكومة السابق باسم تيار المستقبل يؤمن الحد الادنى من الانصاف للناخب المسيحي، وموقفه اليوم اكثر حراجة بعد كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي قدم مروحة واسعة من الخيارات الانتخابية المقبولة من قبل الحزب تحت عنوان اتاحة الفرصة للمسيحيين لاستعادة شيء من حقوقهم المهدورة. فهل يمكن لجمهور 14 اذار المسيحي ان يقبل من الحريري باقل مما قدمه "الشريك" المسلم في الاكثرية لحلفائه ؟.

أما بشأن عودته الى لبنان فالحجج الامنية لم تعد تقنع الحلفاء، كما انها لم تعد مرتبطة بسقوط النظام السوري فالعودة عبر مطار دمشق لا يبدو انها قابلة للتحقق، ومسألة العودة باتت مرتبطة بحصول الانتخابات النيابية في موعدها، وهذا الامر سيحتم على رئيس الحكومة السابق تحديد موعد حتمي للتواجد على الاراضي اللبنانية فهو غير قادر على ادارة هذه المعركة عبر "الريموت كونترول" وغيابه قد يؤدي الى نتائج "كارثية" على الجمهور "الاذاري" وخصوصا في جزئه المسيحي حيث يتصاعد "التململ" على هذا "الغياب" الذي لم يعد مبررا لهذه القيادات التي تخوض "معركة فاصلة" وتتحمل المخاطر الامنية واعباء المواجهة، وثمة من قال كلاما صريحا ،في مجالسه الخاصة وعلى مسمع "مندوبي" زعيم المستقبل، "اذا لم يأت الحريري في مثل هذه الظروف ويدير الملفات بنفسه فمتى يأتي؟ وهل تحول الى مجرد مادة اعلانية لافكار "ثورة الارز" يتم اللجوء اليها في عملية تسويقية محدودة في زمن الاستحقاقات الانتخابية ثم يعاد وضعها في "الجارور" بانتظار مناسبة اخرى"؟.

واذا ما تجاوز الحريري "مطب" قانون الانتخاب بنجاح، وهو امر مشكوك فيه، فان السؤال الرئيسي الاخر المطلوب اجابة واضحة عليه هو كيف سيتعامل مع فشل رهاناته على سقوط النظام في سوريا؟ وكيف سيتعامل مع حلفاء دمشق بعد ان بنى "استراتيجيته" وربط مستقبله السياسي على افتراض "الوهن" الحتمي لهؤلاء بفعل سقوط النظام؟ هذه الاسئلة التي لا يملك الحريري اجابات واضحة عليها تدل على حجم الارباك في "معسكر" خصوم دمشق، فبعد ان كان السؤال المركزي منذ نحو عامين مع بدء الاحداث في سوريا، هو ماذا سيفعل حزب الله اذا ما سقط النظام، وبدأت يومها العروض والاقتراحات تاتي من كل حدب وصوب للحزب بالاسراع في ترتيب اوضاعه قبل ان تصبح ظروفه اكثر صعوبة،يجد الحريري نفسه اليوم امام تلك المعادلة البالغة التعقيد، وسيجد صعوبة في اقناع المحيطين به قبل خصومه بانه يملك رؤية واضحة لكيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، خصوصا انه اكثر العارفين بان مسألة الانتخابات ليست الا محطة "تفصيلية" في المعركة الكبرى على مستوى المنطقة، وتجربته اكبر دليل على صحة هذه النظرية، فهو ربح الانتخابات مع حلفائه في العام 2009 ولكنه لم يتمكن من الحكم وخسر السلطة وتحول الى "لاجىء "سياسي.

وتبدو الاجابة عن السؤال "السوري" اكثر إلحاحا بعد ان سمع الحريري القادم من الرياض كلاما سيعيد الفرنسيون تكراره على مسامعه، وهو ان المعادلة في الحرب السورية قد تغيرت، والاولويات قد تبدلت، وبغض النظر عن تبلور الحل النهائي الذي لم ينضج بعد، فان الحد الادنى المتفق عليه بين الدول المؤثرة في الازمة ان تنحي الرئيس بشار الاسد لم يعد على "الاجندة" كشرط للتسوية،وهذا التراجع ليس نتيجة انتفاء الرغبة ولكن لانتفاء القدرة، وهو يعرف جيدا ان المقترحات الجديدة التي يحاول الاميركيون تسويقها تقوم على وضع مسألة الأسد جانبا بمعنى عدم الانطلاق من الاشتراط بأن لا دور له في العملية الانتقالية السياسية والتسوية التي يحاولون تسويقها "لتجميل"التراجع واقناع الحلفاء، هو "الافتراض" أن بشار الأسد لن يبقى رئيساً في نهاية المطاف بعد أن تبدأ حكومة انتقالية أعمالها ويتم التوصل إلى دستور يحدد مدة الرئاسة وبعدما يتم إجراء انتخابات بمراقبة دولية حقيقية.

ووفقا للمعطيات المتوافرة فإن جهات حليفة للحريري نصحته بضرورة وجود تصور واضح حول كافة التحديات المطروحة كي لا تحمل اطلالته نتائج عكسية على قوى 14 اذار، فظهوره كجزء من الفلكلور المعتاد قبيل احياء ذكرى اغتيال والده في 14 شباط لا تليق به في هذه المرحلة، وتكرار الشعارات المعتادة حول سلاح حزب الله وغيرها من "الاسطوانة المشروخة" المعتادة لشد عصب جمهوره "التائه" بسبب كثرة الوعود وقلة النتائج، كلام تجاوزته الوقائع ولم يعد مجديا في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به لبنان والمنطقة، وبالتالي بات عليه التقليل من "النق" ووقف سرد الرؤى غير المنطقية لتبرير عجز قوى 14 اذار، وتقديم اجابات واضحة تكون بمثابة مراجعة نقدية لسلسلة من الرهانات الخاطئة التي سببت كل هذا التراجع في اداء فريق سياسي قدمت له "الاقدار" فرصة تاريخية لوضع اليد على السلطة في لبنان لكنه خسرها بفعل "مراهقة" سياسية سببت نتائج كارثية، وبدل ان يكون هذا الفريق اليوم مرتاحا يبحث عن تعزيز المكاسب يخوض معركة مصيرية لتقليل الخسائر في مواجهة خصم اثبتت الاحداث انه يتفوق عليه ذكاء وحنكة. فهل من يستطيع اقناع الحريري "بالتواضع" والاقرار بفشل رهاناته؟ ام انه لا يزال اسير "اجندة" تقودها بعض "الرؤوس الاقليمية الحامية"؟

  • فريق ماسة
  • 2013-01-27
  • 11434
  • من الأرشيف

إشارات إقليميّة ودوليّة تلقاها الحريري : تنحي الأسد لم يعد على "جدول الأعمال"

سواء كان وصول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى باريس مرتبط باطلالته الاعلامية المقبلة، وسواء كان وصوله مرتبط بالاستماع عن قرب من الحليف الفرنسي عن اسباب "التشاؤم" حيال الازمة في سوريا، وسواء التقى النائب وليد جنبلاط الموجود هناك للاسباب المقلقة اياها او لم يلتقه، فان كل هذا الحراك لن يغير من الوقائع في المنطقة شيئا، فلقاء "المتعوس" مع "خائب الرجاء" لن ينتج الا المزيد من "النحس" الذي يلاحق الرجلين منذ ان وحدا خياراتهما الاستراتيجية في الازمة السورية، واذا كان "البيك" قد بدأ مبكرا البحث عن "مظلات" دولية واقليمية تحميه "غدر الزمان"، فان الحريري امام فرصة جديدة على ابواب استحقاقات مفصلية لبنانيا، لاعادة "نفض الغبار" عن مشروعه السياسي "المأزوم" والانخراط جديا في مشروع وطني يلاقي فيه اليد الممدودة من قبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي كان صريحا بدعوته الحريري للتخلي عن "اوهامه" السورية .فهل يستفيد من تجربته "القاسية" ويفتح الباب امام نقاش جدي يساهم في تحييد لبنان عن "العاصفة" التي تضرب المنطقة؟ ام انه سيواصل ممارسة هواية "الجري" وراء "السراب"؟ اوساط سياسية عليمة بما يدور في كواليس تيار المستقبل لا تعول كثيرا على تحولات نوعية في توجهات الحريري رغم ادراكها انه مسخن بالجراح نتيجة مستجدات الاوضاع في سوريا، وبفعل الندوب التي اصابته بعد انكشاف تورط "يده اليمنى" عقاب صقر مع المعارضة السورية، وبفعل خروج القوات والكتائب من "عباءته" الانتخابية، ولكنه هذه المرة امام معادلة صعبة لانه لا يملك الكثير من الاجابات على الكثير من الاسئلة المطروحة من قبل الحلفاء قبل الخصوم، وهو يملك فرصة قد تكون اخيرة للولوج من "الباب الموارب" قبل ان يقفل بشكل نهائي. ففي الملف الانتخابي لا احد ينتظر منه اعادة شرح للنظرية "البلهاء" حول ربط رفض القانون النسبي بوجود سلاح حزب الله، فهذه النظرية باتت مكشوفة الاهداف وغير قابلة للتصديق وجل ما في الامر ان تيار المستقبل سيخسر اي انتخابات وفق القانون النسبي، "ونقطة على اخرالسطر"، واي شيء اخر هو مجرد "ترهات" لا "تغني ولا تثمن من جوع"، ولذلك فان استمرار اللف والدوران في هذا الملف لن يكون مجديا مع اقتراب "ساعة الحسم الانتخابية"، خصوصا ان "الكرة" قد باتت في "ملعب" اخر وبعنوان جديد، فشركاء الحريري المسيحيين في 14 اذار الذين صعدوا الى "شجرة" القانون الارثوذكسي، يحتاجون الى سماع بديل منطقي لا يحرجهم في الشارع المسيحي ويؤمن لهم نزولا امنا من اعلى "الشجرة"، وهذا الامر لا يتحقق الا من خلال مشروع واضح يتبناه رئيس الحكومة السابق باسم تيار المستقبل يؤمن الحد الادنى من الانصاف للناخب المسيحي، وموقفه اليوم اكثر حراجة بعد كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي قدم مروحة واسعة من الخيارات الانتخابية المقبولة من قبل الحزب تحت عنوان اتاحة الفرصة للمسيحيين لاستعادة شيء من حقوقهم المهدورة. فهل يمكن لجمهور 14 اذار المسيحي ان يقبل من الحريري باقل مما قدمه "الشريك" المسلم في الاكثرية لحلفائه ؟. أما بشأن عودته الى لبنان فالحجج الامنية لم تعد تقنع الحلفاء، كما انها لم تعد مرتبطة بسقوط النظام السوري فالعودة عبر مطار دمشق لا يبدو انها قابلة للتحقق، ومسألة العودة باتت مرتبطة بحصول الانتخابات النيابية في موعدها، وهذا الامر سيحتم على رئيس الحكومة السابق تحديد موعد حتمي للتواجد على الاراضي اللبنانية فهو غير قادر على ادارة هذه المعركة عبر "الريموت كونترول" وغيابه قد يؤدي الى نتائج "كارثية" على الجمهور "الاذاري" وخصوصا في جزئه المسيحي حيث يتصاعد "التململ" على هذا "الغياب" الذي لم يعد مبررا لهذه القيادات التي تخوض "معركة فاصلة" وتتحمل المخاطر الامنية واعباء المواجهة، وثمة من قال كلاما صريحا ،في مجالسه الخاصة وعلى مسمع "مندوبي" زعيم المستقبل، "اذا لم يأت الحريري في مثل هذه الظروف ويدير الملفات بنفسه فمتى يأتي؟ وهل تحول الى مجرد مادة اعلانية لافكار "ثورة الارز" يتم اللجوء اليها في عملية تسويقية محدودة في زمن الاستحقاقات الانتخابية ثم يعاد وضعها في "الجارور" بانتظار مناسبة اخرى"؟. واذا ما تجاوز الحريري "مطب" قانون الانتخاب بنجاح، وهو امر مشكوك فيه، فان السؤال الرئيسي الاخر المطلوب اجابة واضحة عليه هو كيف سيتعامل مع فشل رهاناته على سقوط النظام في سوريا؟ وكيف سيتعامل مع حلفاء دمشق بعد ان بنى "استراتيجيته" وربط مستقبله السياسي على افتراض "الوهن" الحتمي لهؤلاء بفعل سقوط النظام؟ هذه الاسئلة التي لا يملك الحريري اجابات واضحة عليها تدل على حجم الارباك في "معسكر" خصوم دمشق، فبعد ان كان السؤال المركزي منذ نحو عامين مع بدء الاحداث في سوريا، هو ماذا سيفعل حزب الله اذا ما سقط النظام، وبدأت يومها العروض والاقتراحات تاتي من كل حدب وصوب للحزب بالاسراع في ترتيب اوضاعه قبل ان تصبح ظروفه اكثر صعوبة،يجد الحريري نفسه اليوم امام تلك المعادلة البالغة التعقيد، وسيجد صعوبة في اقناع المحيطين به قبل خصومه بانه يملك رؤية واضحة لكيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، خصوصا انه اكثر العارفين بان مسألة الانتخابات ليست الا محطة "تفصيلية" في المعركة الكبرى على مستوى المنطقة، وتجربته اكبر دليل على صحة هذه النظرية، فهو ربح الانتخابات مع حلفائه في العام 2009 ولكنه لم يتمكن من الحكم وخسر السلطة وتحول الى "لاجىء "سياسي. وتبدو الاجابة عن السؤال "السوري" اكثر إلحاحا بعد ان سمع الحريري القادم من الرياض كلاما سيعيد الفرنسيون تكراره على مسامعه، وهو ان المعادلة في الحرب السورية قد تغيرت، والاولويات قد تبدلت، وبغض النظر عن تبلور الحل النهائي الذي لم ينضج بعد، فان الحد الادنى المتفق عليه بين الدول المؤثرة في الازمة ان تنحي الرئيس بشار الاسد لم يعد على "الاجندة" كشرط للتسوية،وهذا التراجع ليس نتيجة انتفاء الرغبة ولكن لانتفاء القدرة، وهو يعرف جيدا ان المقترحات الجديدة التي يحاول الاميركيون تسويقها تقوم على وضع مسألة الأسد جانبا بمعنى عدم الانطلاق من الاشتراط بأن لا دور له في العملية الانتقالية السياسية والتسوية التي يحاولون تسويقها "لتجميل"التراجع واقناع الحلفاء، هو "الافتراض" أن بشار الأسد لن يبقى رئيساً في نهاية المطاف بعد أن تبدأ حكومة انتقالية أعمالها ويتم التوصل إلى دستور يحدد مدة الرئاسة وبعدما يتم إجراء انتخابات بمراقبة دولية حقيقية. ووفقا للمعطيات المتوافرة فإن جهات حليفة للحريري نصحته بضرورة وجود تصور واضح حول كافة التحديات المطروحة كي لا تحمل اطلالته نتائج عكسية على قوى 14 اذار، فظهوره كجزء من الفلكلور المعتاد قبيل احياء ذكرى اغتيال والده في 14 شباط لا تليق به في هذه المرحلة، وتكرار الشعارات المعتادة حول سلاح حزب الله وغيرها من "الاسطوانة المشروخة" المعتادة لشد عصب جمهوره "التائه" بسبب كثرة الوعود وقلة النتائج، كلام تجاوزته الوقائع ولم يعد مجديا في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به لبنان والمنطقة، وبالتالي بات عليه التقليل من "النق" ووقف سرد الرؤى غير المنطقية لتبرير عجز قوى 14 اذار، وتقديم اجابات واضحة تكون بمثابة مراجعة نقدية لسلسلة من الرهانات الخاطئة التي سببت كل هذا التراجع في اداء فريق سياسي قدمت له "الاقدار" فرصة تاريخية لوضع اليد على السلطة في لبنان لكنه خسرها بفعل "مراهقة" سياسية سببت نتائج كارثية، وبدل ان يكون هذا الفريق اليوم مرتاحا يبحث عن تعزيز المكاسب يخوض معركة مصيرية لتقليل الخسائر في مواجهة خصم اثبتت الاحداث انه يتفوق عليه ذكاء وحنكة. فهل من يستطيع اقناع الحريري "بالتواضع" والاقرار بفشل رهاناته؟ ام انه لا يزال اسير "اجندة" تقودها بعض "الرؤوس الاقليمية الحامية"؟

المصدر : ابراهيم ناصرالدين\ الديار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة