أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا أمس أن روسيا ستدافع عن الدور المحوري للأمم المتحدة في الشرق الأوسط.

ونقل موقع (روسيا اليوم) عن بوتين قوله خلال مراسم تسلمه أوراق اعتماد 19 سفيرا جديدا لدى موسكو إن روسيا كأحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي تدرك بشكل كامل مسؤوليتها عن حفظ الأمن في العالم وتسعى إلى التعاون مع شركائها من أجل حل قضايا مشتركة مضيفا ان بلاده تدعو باطراد إلى تعزيز أجواء الانفتاح على الساحة الدولية وتسوية المشاكل الموجودة من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية على أساس احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها والمساواة بينها.

وفي هذا الصدد أشار بوتين إلى ان الموقف الروسي يتسم بالحاح شديد في ظل ازدياد التحديات والأخطار في العلاقات الدولية وقال.. "يكفي النظر إلى ما يجري في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية حيث تتواصل الازمة في سورية منذ عامين تقريبا" لافتا إلى ان الاحداث في ليبيا التي ترافقت بانتشار الأسلحة بلا رقابة اسهمت في احتدام الموقف في مالي وان العواقب المأساوية لهذه الاحداث أدت الى وقوع العمل الإرهابي في الجزائر الذي اودى بحياة مواطنين امنين بمن فيهم مواطنون أجانب.

غاتيلوف: نشر صواريخ باتريوت في تركيا يزيد من حدة التوتر في المنطقة

من جهته أكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن نشر بطاريات صواريخ باتريوت في تركيا على الحدود مع سورية يشكل خطوة لزيادة حدة المواجهة والتوتر في المنطقة ولا يسهم في استقرار أوضاعها.

وقال غاتيلوف في حديث لوكالة إيتار تاس الروسية "إذا كانت تركيا تعتبر أن ذلك ضروري لامنها فهذا قرارها السيادي لكن بشكل عام لا ضرورة لنشر مثل هذه النظم" لكنه أضاف أنه من الطبيعي "ألا يسهم نشر بطاريات صواريخ باتريوت في استقرار عام للأوضاع بل بالعكس أنها خطوة باتجاه زيادة حدة المواجهة والتوتر في المنطقة".

وأشار غاتيلوف إلى "إمكانية حدوث محاولات استفزاز" لافتاً إلى أن استفزازات قد تحدث باستخدام السلاح الكيميائي لاتهام الحكومة السورية بها.

يذكر أن حلف الناتو اتخذ في كانون الأول الماضي قراراً بنشر صواريخ باتريوت على الأراضي التركية بناء على طلب الحكومة التركية.

من جانب آخر جدد غاتيلوف مواقف روسيا الداعية إلى ضرورة إشراك إيران في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية وقال "يجب التركيز على إشراك وليس عزل الإيرانيين الذين يبقون عنصراً مهماً في بنية الأمن الإقليمي ولدينا انطباع ثابت بأن الإيرانيين مستعدون للإسهام بصورة بناءة في الجهود المشتركة".

واعتبر غاتيلوف أن الحديث عن إرسال مراقبين دوليين إلى سورية سابق لأوانه وقال "إن الوضع الراهن لا يسمح بإرسال مراقبين دوليين أو أي قوات حفظ سلام دولية أخرى لحفظ السلام إلى سورية" مشيراً إلى أن إرسال قوات حفظ السلام إليها يتطلب موافقة الأطراف كافة وهم الحكومة في سورية والمعارضة لخلق الظروف لتحقيق استقرار الأوضاع وذلك وفقا لأصول الأمم المتحدة.

واستطرد غاتيلوف قائلاً إن قرار إرسال قوات حفظ السلام يعود إلى الوضع الميداني العام لافتاً إلى أن هذه المسألة لم تناقش بعد في إطار عملي.

واعتبر غايتلوف أن "مراقبي الجامعةالعربية وبعثة الأمم المتحدة مع مجموعة من مراقبيها قد عملوا في سورية وحسب تقديراتنا فإن عملهم ساهم إلى درجة معينة في استقرار الوضع حيث ساعد في وضع تقييم موضوعي وأدى دوراً إيجابياً".

أكاديمي روسي: موقف روسيا ثابت من الأزمة في سورية

إلى ذلك أكد مدير معهد أفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية ألكسي فاسيلييف ثبات الموقف الروسي القاضي بضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة في سورية بعيداً عن التدخل الخارجي لافتا الى ان التحام الشعب السوري مع قيادته أدى لصمود سورية أمام الإرهاب والمخططات الغربية.

وقال فاسيلييف في حديث لمراسل سانا في موسكو أمس "إن روسيا في كل الأحوال تؤكد ضرورة وقف العنف وتصر على عدم حدوث تدخل أجنبي في الشأن السوري وتصر أيضاً على أن حل الأزمة في سورية بأيدي السوريين أنفسهم".

وانتقد فاسيلييف رغبة ما يسمى المعارضة السورية بالوصول إلى السلطة عن طريق قوى حلف الناتو بالرغم من ثبات الموقفين الروسي والصيني من القضية السورية كما أن الدول الغربية لا تنوي التدخل العسكري المباشر في سورية.

ولفت فاسيلييف إلى التاييد الشعبي الكبير الذي تتمتع به القيادة في سورية معتبراً أنه لولا هذا التأييد "لما استطاعت سورية الصمود طيلة هذه الفترة إضافة إلى تخوف مجموعات واسعة من السوريين من مجيء المجموعات المسلحة إلى السلطة وخاصة أن قسمها الأكبر هم من المتطرفين الذين تحاربهم فرنسا في مالي وتدعمهم في سورية".

وأشار فاسيلييف إلى أن المتطرفين الإسلاميين الذين تحاربهم فرنسا في مالي وتدعمهم في سورية يشغلون قسماً كبيراً من المعارضة المسلحة في سورية.

واستغرب فاسيلييف موقف الحكومة التركية المستعجل وغير المدروس من الأحداث في سورية وجنوحها لموقف متطرف في معاداة القيادة في سورية بدلاً من المساعدة في التوصل لحل سياسي مشيراً إلى احتمال انتقال العمليات الحربية إلى دول الجوار وأن تتوسع الأزمة المسلحة في المنطقة.

ورأى أن الحزب الحاكم في تركيا وقيادته الراهنة حاولت إبراز أنها الحليف الأقرب للغرب وعليها دعم المطالب الغربية حيال سورية.

وفي سياق أخر أكد فاسيلييف أن روسيا ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري حتى يتجاوز محنته وانتهاء الأزمة.

وتطرق فاسيلييف إلى الأوضاع في شمال أفريقيا وفي مالي خاصة مشيراً إلى أن فرنسا لم تجر مشاورات مع روسيا حول التدخل في مالي والموقف الروسي من هذه المسألة يتمثل بضرورة عدم السماح بانتشار التنظيمات المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة في مناطق أفريقيا والمغرب العربي وإقامة معسكرات لتدريب وتجنيد المحاربين الإسلاميين ولهذا لم تعترض روسيا على العمليات العسكرية الفرنسية في أفريقيا.

ووصف فاسيلييف الموقف الفرنسي حيال الإسلاميين المتطرفين بأنه متناقض جداً ويضع العراقيل أمام فرنسا نفسها حيث يشن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حربا ضد الإسلاميين المتطرفين والأصوليين في أفريقيا في الوقت الذي دعمت فيه بلاده نفسها هذه القوى الإسلامية المتطرفة خلال وقوفها مع الدول الغربية ضد نظام معمر القذافي في ليبيا جيث قدمت لها الدعم العسكري المباشر وهي تدعم اليوم وبشدة هذه القوى أيضاً في سورية.

  • فريق ماسة
  • 2013-01-24
  • 4417
  • من الأرشيف

بوتين: تسوية المشاكل سياسيا على أساس احترام سيادة الدول.. غاتيلوف: استفزازات قد تحدث باستخدام السلاح الكيميائي لاتهام الحكومة السورية

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا أمس أن روسيا ستدافع عن الدور المحوري للأمم المتحدة في الشرق الأوسط. ونقل موقع (روسيا اليوم) عن بوتين قوله خلال مراسم تسلمه أوراق اعتماد 19 سفيرا جديدا لدى موسكو إن روسيا كأحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي تدرك بشكل كامل مسؤوليتها عن حفظ الأمن في العالم وتسعى إلى التعاون مع شركائها من أجل حل قضايا مشتركة مضيفا ان بلاده تدعو باطراد إلى تعزيز أجواء الانفتاح على الساحة الدولية وتسوية المشاكل الموجودة من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية على أساس احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها والمساواة بينها. وفي هذا الصدد أشار بوتين إلى ان الموقف الروسي يتسم بالحاح شديد في ظل ازدياد التحديات والأخطار في العلاقات الدولية وقال.. "يكفي النظر إلى ما يجري في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية حيث تتواصل الازمة في سورية منذ عامين تقريبا" لافتا إلى ان الاحداث في ليبيا التي ترافقت بانتشار الأسلحة بلا رقابة اسهمت في احتدام الموقف في مالي وان العواقب المأساوية لهذه الاحداث أدت الى وقوع العمل الإرهابي في الجزائر الذي اودى بحياة مواطنين امنين بمن فيهم مواطنون أجانب. غاتيلوف: نشر صواريخ باتريوت في تركيا يزيد من حدة التوتر في المنطقة من جهته أكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن نشر بطاريات صواريخ باتريوت في تركيا على الحدود مع سورية يشكل خطوة لزيادة حدة المواجهة والتوتر في المنطقة ولا يسهم في استقرار أوضاعها. وقال غاتيلوف في حديث لوكالة إيتار تاس الروسية "إذا كانت تركيا تعتبر أن ذلك ضروري لامنها فهذا قرارها السيادي لكن بشكل عام لا ضرورة لنشر مثل هذه النظم" لكنه أضاف أنه من الطبيعي "ألا يسهم نشر بطاريات صواريخ باتريوت في استقرار عام للأوضاع بل بالعكس أنها خطوة باتجاه زيادة حدة المواجهة والتوتر في المنطقة". وأشار غاتيلوف إلى "إمكانية حدوث محاولات استفزاز" لافتاً إلى أن استفزازات قد تحدث باستخدام السلاح الكيميائي لاتهام الحكومة السورية بها. يذكر أن حلف الناتو اتخذ في كانون الأول الماضي قراراً بنشر صواريخ باتريوت على الأراضي التركية بناء على طلب الحكومة التركية. من جانب آخر جدد غاتيلوف مواقف روسيا الداعية إلى ضرورة إشراك إيران في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية وقال "يجب التركيز على إشراك وليس عزل الإيرانيين الذين يبقون عنصراً مهماً في بنية الأمن الإقليمي ولدينا انطباع ثابت بأن الإيرانيين مستعدون للإسهام بصورة بناءة في الجهود المشتركة". واعتبر غاتيلوف أن الحديث عن إرسال مراقبين دوليين إلى سورية سابق لأوانه وقال "إن الوضع الراهن لا يسمح بإرسال مراقبين دوليين أو أي قوات حفظ سلام دولية أخرى لحفظ السلام إلى سورية" مشيراً إلى أن إرسال قوات حفظ السلام إليها يتطلب موافقة الأطراف كافة وهم الحكومة في سورية والمعارضة لخلق الظروف لتحقيق استقرار الأوضاع وذلك وفقا لأصول الأمم المتحدة. واستطرد غاتيلوف قائلاً إن قرار إرسال قوات حفظ السلام يعود إلى الوضع الميداني العام لافتاً إلى أن هذه المسألة لم تناقش بعد في إطار عملي. واعتبر غايتلوف أن "مراقبي الجامعةالعربية وبعثة الأمم المتحدة مع مجموعة من مراقبيها قد عملوا في سورية وحسب تقديراتنا فإن عملهم ساهم إلى درجة معينة في استقرار الوضع حيث ساعد في وضع تقييم موضوعي وأدى دوراً إيجابياً". أكاديمي روسي: موقف روسيا ثابت من الأزمة في سورية إلى ذلك أكد مدير معهد أفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية ألكسي فاسيلييف ثبات الموقف الروسي القاضي بضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة في سورية بعيداً عن التدخل الخارجي لافتا الى ان التحام الشعب السوري مع قيادته أدى لصمود سورية أمام الإرهاب والمخططات الغربية. وقال فاسيلييف في حديث لمراسل سانا في موسكو أمس "إن روسيا في كل الأحوال تؤكد ضرورة وقف العنف وتصر على عدم حدوث تدخل أجنبي في الشأن السوري وتصر أيضاً على أن حل الأزمة في سورية بأيدي السوريين أنفسهم". وانتقد فاسيلييف رغبة ما يسمى المعارضة السورية بالوصول إلى السلطة عن طريق قوى حلف الناتو بالرغم من ثبات الموقفين الروسي والصيني من القضية السورية كما أن الدول الغربية لا تنوي التدخل العسكري المباشر في سورية. ولفت فاسيلييف إلى التاييد الشعبي الكبير الذي تتمتع به القيادة في سورية معتبراً أنه لولا هذا التأييد "لما استطاعت سورية الصمود طيلة هذه الفترة إضافة إلى تخوف مجموعات واسعة من السوريين من مجيء المجموعات المسلحة إلى السلطة وخاصة أن قسمها الأكبر هم من المتطرفين الذين تحاربهم فرنسا في مالي وتدعمهم في سورية". وأشار فاسيلييف إلى أن المتطرفين الإسلاميين الذين تحاربهم فرنسا في مالي وتدعمهم في سورية يشغلون قسماً كبيراً من المعارضة المسلحة في سورية. واستغرب فاسيلييف موقف الحكومة التركية المستعجل وغير المدروس من الأحداث في سورية وجنوحها لموقف متطرف في معاداة القيادة في سورية بدلاً من المساعدة في التوصل لحل سياسي مشيراً إلى احتمال انتقال العمليات الحربية إلى دول الجوار وأن تتوسع الأزمة المسلحة في المنطقة. ورأى أن الحزب الحاكم في تركيا وقيادته الراهنة حاولت إبراز أنها الحليف الأقرب للغرب وعليها دعم المطالب الغربية حيال سورية. وفي سياق أخر أكد فاسيلييف أن روسيا ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري حتى يتجاوز محنته وانتهاء الأزمة. وتطرق فاسيلييف إلى الأوضاع في شمال أفريقيا وفي مالي خاصة مشيراً إلى أن فرنسا لم تجر مشاورات مع روسيا حول التدخل في مالي والموقف الروسي من هذه المسألة يتمثل بضرورة عدم السماح بانتشار التنظيمات المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة في مناطق أفريقيا والمغرب العربي وإقامة معسكرات لتدريب وتجنيد المحاربين الإسلاميين ولهذا لم تعترض روسيا على العمليات العسكرية الفرنسية في أفريقيا. ووصف فاسيلييف الموقف الفرنسي حيال الإسلاميين المتطرفين بأنه متناقض جداً ويضع العراقيل أمام فرنسا نفسها حيث يشن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حربا ضد الإسلاميين المتطرفين والأصوليين في أفريقيا في الوقت الذي دعمت فيه بلاده نفسها هذه القوى الإسلامية المتطرفة خلال وقوفها مع الدول الغربية ضد نظام معمر القذافي في ليبيا جيث قدمت لها الدعم العسكري المباشر وهي تدعم اليوم وبشدة هذه القوى أيضاً في سورية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة