للمرة الأولى تتطرق وسيلة إعلام تركية الى مسألة خبر تعيين تركيا ما سمّي "والياً" على شؤون اللاجئين السوريين في تركيا وفي المناطق التي تعتبرها أنقرة خارج سيطرة النظام.

وتذكر صحيفة "راديكال" انه من خلال التدقيق فإن الاسم الذي ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" على انه عيّن والياً على اللاجئين وهو فيصل يلماز لا وجود له في ملفات وزارة الداخلية، وكل ما في الأمر ان هذا الاسم هو القائمقام الحالي لقضاء تشاناكتشي في محافظة غيريسون على البحرالأسود. لكن الصحيفة تقول ان رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان قد عيّن بالفعل شخصاً اسمه فايسيل (وليس فيصل) دالماز "والي" (أي محافظ) سيواس السابق "منسقاً" يتولى شؤون اللاجئين السوريين في تركيا في 21 أيلول الماضي. ويقول "المنسق" دالماز ان طبيعة مهمته محددة بشكل واضح في قرار التعيين، معتبراً أن وسائل الإعلام العربية قد أخطأت بالاسم.

الى ذلك تتواصل مسألة المفاوضات بين الحكومة التركية وزعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان ومقتل القياديات الكرديات الثلاث في باريس بندا أول في السجال الداخلي.

وإذ كاد شبه إجماع على أن عملية الاغتيال تهدف إلى تخريب عملية الحوار التي بدأت، فإن تبادل الاتهامات حول الجهة المسؤولة عن العملية يكاد يتحول إلى عقبة أمام استمرار المفاوضات.

وكان تصريح رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان حول أن العملية تأتي في سياق تصفية حسابات داخل "حزب العمال الكردستاني" أجج النار.

ولم يختلف موقف زعيم "حزب الشعب الجمهوري" كمال كيليتشدار اوغلو عن موقف اردوغان في تحميل باريس مسؤولية الكشف عن الجناة. واستغرب انتقاد اردوغان للرئيس الفرنسي للقائه مع "إرهابيين" أكراد، وقال لرئيس الحكومة: "أنت مع من تلتقي اليوم؟" في إشارة إلى المفاوضات مع أوجلان، الذي ذكرت وكالة "الأناضول" أن شقيقه محمد أوجلان زاره في سجنه في جزيرة ايمرالي.

وفي افتتاحية بعنوان "اردوغان يعرف القتلة" انتقدت صحيفة "اوزغور غونديم" الموالية لـ"حزب العمال الكردستاني" رئيس الحكومة التركية قائلة إنه "بدلا من البحث عن قتلة الكرديات في باريس شرع في حملة سوداء على الحزب بالقول إنها عملية تصفية داخلية، وهو كان يعرف في 5 تشرين الثاني الماضي بوجود سكينة جانسيز في باريس، متهما الحكومة الفرنسية حينها بأنها لا تتخذ خطوات ضدها". وأضافت إن "وصف اردوغان للمغدورات بأنهن إرهابيات يكذّب ادعاءه انه يريد النجاح للمفاوضات مع أوجلان. كما انه يلقي بالمسؤولية الكاملة على فرنسا من دون أن يتكبد عناء قيام تركيا بمسؤولياتها والتحقيق في اتجاهات أخرى".

وفي صحيفة "ميللييت" كتب قدري غورسيل عن الأخطاء الأربعة في عملية المفاوضات مع أوجلان التي أطلق عليها اسم "عملية ايمرالي":

1 ـ الاعتقاد أن المفاوضات مع أوجلان نفسه كافية لنجاح العملية. الحكومة تقنع أوجلان وهو يقنع القيادة في جبال قنديل. هذا يكرر الخطأ مع سوريا عندما شخصن اردوغان العلاقة معها، فيما القضية الكردية لا تنحصر بشخص واحد ولو كان أوجلان.

2 ـ "حزب العمال الكردستاني" لاعب مهم في منطقة تتصارع فيها الولايات المتحدة مع محور موسكوـ طهران ـ بغداد. وللحزب قاعدة لدى أكراد كل دول المنطقة. باتت قضيته إقليمية.

3 ـ يخطئ "حزب العدالة والتنمية" عندما يرى أن المفاوضات مع أوجلان تفتح أمام أجندة اردوغان في رئاسة الجمهورية، إذ هذه ستخلق مشكلة تركية.

4 ـ إن حل المشكلة الكردية لا يكون بدعم السياسات الكردية لحكومة "حزب العدالة والتنمية" بل في إطار تعزيز الديموقراطية والسلام في كل البلد.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2013-01-14
  • 4147
  • من الأرشيف

"عملية إيمرالي" أمام تحدي اغتيال الكرديات في باريس

للمرة الأولى تتطرق وسيلة إعلام تركية الى مسألة خبر تعيين تركيا ما سمّي "والياً" على شؤون اللاجئين السوريين في تركيا وفي المناطق التي تعتبرها أنقرة خارج سيطرة النظام. وتذكر صحيفة "راديكال" انه من خلال التدقيق فإن الاسم الذي ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" على انه عيّن والياً على اللاجئين وهو فيصل يلماز لا وجود له في ملفات وزارة الداخلية، وكل ما في الأمر ان هذا الاسم هو القائمقام الحالي لقضاء تشاناكتشي في محافظة غيريسون على البحرالأسود. لكن الصحيفة تقول ان رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان قد عيّن بالفعل شخصاً اسمه فايسيل (وليس فيصل) دالماز "والي" (أي محافظ) سيواس السابق "منسقاً" يتولى شؤون اللاجئين السوريين في تركيا في 21 أيلول الماضي. ويقول "المنسق" دالماز ان طبيعة مهمته محددة بشكل واضح في قرار التعيين، معتبراً أن وسائل الإعلام العربية قد أخطأت بالاسم. الى ذلك تتواصل مسألة المفاوضات بين الحكومة التركية وزعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان ومقتل القياديات الكرديات الثلاث في باريس بندا أول في السجال الداخلي. وإذ كاد شبه إجماع على أن عملية الاغتيال تهدف إلى تخريب عملية الحوار التي بدأت، فإن تبادل الاتهامات حول الجهة المسؤولة عن العملية يكاد يتحول إلى عقبة أمام استمرار المفاوضات. وكان تصريح رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان حول أن العملية تأتي في سياق تصفية حسابات داخل "حزب العمال الكردستاني" أجج النار. ولم يختلف موقف زعيم "حزب الشعب الجمهوري" كمال كيليتشدار اوغلو عن موقف اردوغان في تحميل باريس مسؤولية الكشف عن الجناة. واستغرب انتقاد اردوغان للرئيس الفرنسي للقائه مع "إرهابيين" أكراد، وقال لرئيس الحكومة: "أنت مع من تلتقي اليوم؟" في إشارة إلى المفاوضات مع أوجلان، الذي ذكرت وكالة "الأناضول" أن شقيقه محمد أوجلان زاره في سجنه في جزيرة ايمرالي. وفي افتتاحية بعنوان "اردوغان يعرف القتلة" انتقدت صحيفة "اوزغور غونديم" الموالية لـ"حزب العمال الكردستاني" رئيس الحكومة التركية قائلة إنه "بدلا من البحث عن قتلة الكرديات في باريس شرع في حملة سوداء على الحزب بالقول إنها عملية تصفية داخلية، وهو كان يعرف في 5 تشرين الثاني الماضي بوجود سكينة جانسيز في باريس، متهما الحكومة الفرنسية حينها بأنها لا تتخذ خطوات ضدها". وأضافت إن "وصف اردوغان للمغدورات بأنهن إرهابيات يكذّب ادعاءه انه يريد النجاح للمفاوضات مع أوجلان. كما انه يلقي بالمسؤولية الكاملة على فرنسا من دون أن يتكبد عناء قيام تركيا بمسؤولياتها والتحقيق في اتجاهات أخرى". وفي صحيفة "ميللييت" كتب قدري غورسيل عن الأخطاء الأربعة في عملية المفاوضات مع أوجلان التي أطلق عليها اسم "عملية ايمرالي": 1 ـ الاعتقاد أن المفاوضات مع أوجلان نفسه كافية لنجاح العملية. الحكومة تقنع أوجلان وهو يقنع القيادة في جبال قنديل. هذا يكرر الخطأ مع سوريا عندما شخصن اردوغان العلاقة معها، فيما القضية الكردية لا تنحصر بشخص واحد ولو كان أوجلان. 2 ـ "حزب العمال الكردستاني" لاعب مهم في منطقة تتصارع فيها الولايات المتحدة مع محور موسكوـ طهران ـ بغداد. وللحزب قاعدة لدى أكراد كل دول المنطقة. باتت قضيته إقليمية. 3 ـ يخطئ "حزب العدالة والتنمية" عندما يرى أن المفاوضات مع أوجلان تفتح أمام أجندة اردوغان في رئاسة الجمهورية، إذ هذه ستخلق مشكلة تركية. 4 ـ إن حل المشكلة الكردية لا يكون بدعم السياسات الكردية لحكومة "حزب العدالة والتنمية" بل في إطار تعزيز الديموقراطية والسلام في كل البلد.    

المصدر : محمد نور الدين\ السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة