دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أثارت الصفقة التي تمت بين تركيا وايران والتي اثمرت اطلاق 2100 معتقل ورهينة في سورية، بينهم اربعة طيارين اتراك كانوا في قبضة السلطة السورية مقابل الإفراج عن 48 رهينة من الجنسية الايرانية كانوا في قبضة المعارضة، تساؤلات عن سبب عدم شمول هذه الصفقة اللبنانيين التسعة المحتجزين في اعزاز السورية اضافة الى لبنانيين آخرين احتجزوا في مناطق سورية مختلفة.
ولاحظ المراقبون ان صفقة الرهائن بين انقرة وطهران كان بإمكانها ان تشمل الرهائن اللبنانيين، وطرحوا السؤال المشروع «هل ايران غير حريصة على سلامة الرهائن اللبنانيين عبر الافراج عنهم وهل سورية غير حريصة عليهم ايضا؟ والجواب البديهي ان الجانبين شديدي الحرص على سلامتهم والافراج عنهم، الا ان قطبة مخفية ما زالت تتحكم بهذا الملف الذي طال أوان إنهائه بسلام».
يقول مصدر معني مواكب لمسار هذا الملف انه «من غير المنطقي عزل ملف الرهائن اللبنانيين عن مسارات داخلية واقليمية، خصوصاً مع انسداد افق التواصل بين الافرقاء اللبنانيين الا في ما ندر من محطات ومناسبات، لذلك فان البحث ممن يسعون دائماً لرأب الصدع لإيجاد نافذة امل لإعادة فتح قنوات التواصل وانهاء القطيعة التي طالت بين الافرقاء الاساسيين في لبنان، وربما يكون ملف الرهائن على حساسيته الانسانية عاملاً اساسياً في فتح الابواب المغلقة داخلياً واقليمياً».
ويضيف المصدر ان «الصفقة التركية ـ الايرانية والتي تمت كان محورها الافراج عن الايرانيين الرهائن والطيارين الاتراك من دون النظر الى اي عامل آخر، اي انه لولا وجود ضباط أتراك من سلاح الجو في قبضة النظام السوري لما سارعت انقرة الى التوسط عبر ايران للإفراج عنهم، وبالتالي كانت الصفقة محصورة في أهدافها وعناصرها وليست قابلة اصلاً للتوسع، انما ستكون قاعدة يبنى على مجرياتها لإتمام صفقة شبيهة تشمل اللبنانيين، ادواتها مختلفة لجهة الدول التي تعمل على إنجازها في توقيت يفيد الوضع اللبناني المشغول باستحقاقات مقبلة يدور حولها صراع محتدم».
ويوضح المصدر ان «الصفقة التركية الايرانية والتي كان السبب الحاسم في نجاحها وجـود الطيارين الاتراك أسرى في يد القوات السـورية النظامية، ستوازيها صفقة سورية ـ سـعودية تؤدي الى اطلاق الرهائن اللبنانيين التسعة، اذ ان الاتصالات بين دمشق والرياض اخذت مداها لا سيما منها الاتصالات على مستوى القناة الأمنية، وهناك صفقة يجري الإعداد لها تعطي سبق إطلاق الرهائن اللبنانيين الى رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري بتدبير سعودي لتكـون عملية تحريرهم عبر الحريري نفسه».
ويرجح المصدر «أن تتم الصفقة بين شهري آذار ونيسان بحيث يطلق الرهائن اللبنانيون التسعة ويعودون الى لبنان عبر طائرة الرئيس سعد الحريري وبرفقته ويتسلمهم من السلطات التركية بعد إتمام الترتيبات الامنيـة بين الجانبين اللبناني والتركي، على ان يكون في استقبال المفرج عنهم على ارض المطار الرئيس نبيه بري ونائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم والرئيس فـؤاد السنيورة الى قيادات أخرى. وتكون بداية مصالحة بين «تيار المستقبل» والثنائي الشيعي وتحديداً «حزب الله» تجسّد عودة التواصل بين سـوريا والسـعودية وتنفّس أجواء الاحتقان والتوتر لاسـيما تجاه سورية، وهذا يمهد لعودة الحريري من الباب العريض الى رئاسة الحكومة بموافقة إيران وسـوريا و«حزب الله»».
ولفت المصدر النظر إلى «أن كل ما يدور من سجال حول قانون الانتخابات لجهة طبيعة هذا النظام وشكل الدوائر الانتخابية، هو بمثابة ملء للفراغ في الوقت الضائع والمستقطع لحين إتمام الصفقة السياسية الشاملة والتي لن تحصل من دون عودة التواصل الجدي والعملي بين «المستقبل» من جهة و«حزب الله» وحركة «أمل» ومن جهة ثانية لكسر حدة الاصطفاف القائم حالياً ولإخراج البلاد من دوامة الجمود السياسي، والتي سيكون مدخلها إطلاق اللبنانيين المختطفين في سوريا».
المصدر :
داود رمال\ السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة