كشف دبلوماسي أوروبي متابع لما يجري في المنطقة عن ما وصفه بمضمون الاتفاق على النقاط العريضة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أن الإجتماع الأخير الذي جمع وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف في السابع من كانون الأول الماضي في دبلن إنتهى إلى تفويض روسيا تسويق فكرة الحل السياسي التي استندت في مضمونها إلى اتفاق جنيف المبرم في حزيران المنصرم وذلك بالتعاون مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، باعتبار الأولى حليفة طبيعية للنظام السوري وهي قادرة على اقناعه بالحلول الوسط، بينما الثاني يتميز بعلاقاته الممتازة مع الدول العربية والخليجية الداعمة للمعارضة، وبالتالي فأنه الأقرب إلى محاورة معارضتي الداخل والخارج، مع الاشارة إلى أن مفاتيح معارضة الخارج تكمن في الخارج بحسب اعتقاد المصدر.

ويؤكد الدبلوماسي أن هذا التوافق المستند إلى مقررات جنيف التي لم تتطرق بحسب القراءة الروسية إلى موضوع تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ولو تلميحا ، بشرط بعض التعديلات الطفيفة التي لا تغير في الشكل انما في المضمون، لم يولد الا بعد مخاض عسير وبعد أن تيقنت ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن موقف روسيا الرافض لاسقاط سوريا واخضاعها استراتيجي ونهائي لتعلقه بمستقبل الاتحاد الروسي وليس من باب المناورة أو رفع السقف، وبالتالي فانها مستعدة لاشعال حرب اقليمية ترغم الدول الكبرى على الجلوس إلى طاولة مفاوضات واعادة هيكلة النظام العالمي الجديد وفق موازين قوى متعادلة وخطيرة للغاية، بيد أن الولايات المتحدة حاذرت منذ بدء الأزمة السورية ودخول موسكو على خطها الوصول إلى الخطوط الحمراء أو تخطي السقوف التي تؤدي إلى كسر التوازنات المعروفة، فهي التي حالت دون تدخل الناتو، وهي من دوزنت عمليات الدعم اللوجستي للمعارضة، فضلا عن سماحها للجيش السوري باستخدام الاسلحة الاستراتيجية التي يمتلكها على غرار سلاح الطيران الكاسر للتوازن أو صواريخ الارض أرض التي استخدمتها القوات النظامية في حرب الارياف.

وفي هذا السياق لخص الدبلوماسي بعضاً من النقاط التي تم التوافق عليها، فاشار الى التوافق التام على حكومة النتقالية تتولى ادارة البلاد حتى موعد الانتخابات الرئاسية في العام 2014، ولم يستبعد أن يكون رئيس الحكومة الانتقالية المتوافق عليه نائب الرئيس فاروق الشرع، غير أن النقطة الملتبسة تكمن في نقل صلاحيات الرئيس إلى رئيس الحكومة، وماهية الصلاحيات التي يتم التوافق على التنازل عنها. وفي المقابل يلحظ الاتفاق ضرورة اجراء انتخابات تشريعية جديدة بادارة الحكومة الانتقالية تحدد المسار الديمقراطي تمهيداً للانتخابات الرئاسية التي يتم التوافق بشأنها، بحيث لم يلحظ علنا حق الرئيس الأسد في الترشح لولاية جديدة.

غير أن الاشكالية تبقى في اطلاق يد روسيا للتحاور مع حليفتيها سوريا وايران بحيث تعظم الخشية من انحياز موسكو واعطاء الضوء الأخضر للجيش السوري لتحقيق ما يمكن تحقيقه بسرعة قياسية تسمح لها بتعزيز مواقعها التفوضية للمرحلة المقبلة، خصوصاً أن الاتفاق على الآلية يحتاج إلى المزيد من التنسيق والاجتماعات بحسب التعبير.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-01-10
  • 10602
  • من الأرشيف

توافق اميركي روسي يطلق يد موسكو للتأثير على موقف سورية من الحوار

كشف دبلوماسي أوروبي متابع لما يجري في المنطقة عن ما وصفه بمضمون الاتفاق على النقاط العريضة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أن الإجتماع الأخير الذي جمع وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف في السابع من كانون الأول الماضي في دبلن إنتهى إلى تفويض روسيا تسويق فكرة الحل السياسي التي استندت في مضمونها إلى اتفاق جنيف المبرم في حزيران المنصرم وذلك بالتعاون مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، باعتبار الأولى حليفة طبيعية للنظام السوري وهي قادرة على اقناعه بالحلول الوسط، بينما الثاني يتميز بعلاقاته الممتازة مع الدول العربية والخليجية الداعمة للمعارضة، وبالتالي فأنه الأقرب إلى محاورة معارضتي الداخل والخارج، مع الاشارة إلى أن مفاتيح معارضة الخارج تكمن في الخارج بحسب اعتقاد المصدر. ويؤكد الدبلوماسي أن هذا التوافق المستند إلى مقررات جنيف التي لم تتطرق بحسب القراءة الروسية إلى موضوع تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ولو تلميحا ، بشرط بعض التعديلات الطفيفة التي لا تغير في الشكل انما في المضمون، لم يولد الا بعد مخاض عسير وبعد أن تيقنت ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن موقف روسيا الرافض لاسقاط سوريا واخضاعها استراتيجي ونهائي لتعلقه بمستقبل الاتحاد الروسي وليس من باب المناورة أو رفع السقف، وبالتالي فانها مستعدة لاشعال حرب اقليمية ترغم الدول الكبرى على الجلوس إلى طاولة مفاوضات واعادة هيكلة النظام العالمي الجديد وفق موازين قوى متعادلة وخطيرة للغاية، بيد أن الولايات المتحدة حاذرت منذ بدء الأزمة السورية ودخول موسكو على خطها الوصول إلى الخطوط الحمراء أو تخطي السقوف التي تؤدي إلى كسر التوازنات المعروفة، فهي التي حالت دون تدخل الناتو، وهي من دوزنت عمليات الدعم اللوجستي للمعارضة، فضلا عن سماحها للجيش السوري باستخدام الاسلحة الاستراتيجية التي يمتلكها على غرار سلاح الطيران الكاسر للتوازن أو صواريخ الارض أرض التي استخدمتها القوات النظامية في حرب الارياف. وفي هذا السياق لخص الدبلوماسي بعضاً من النقاط التي تم التوافق عليها، فاشار الى التوافق التام على حكومة النتقالية تتولى ادارة البلاد حتى موعد الانتخابات الرئاسية في العام 2014، ولم يستبعد أن يكون رئيس الحكومة الانتقالية المتوافق عليه نائب الرئيس فاروق الشرع، غير أن النقطة الملتبسة تكمن في نقل صلاحيات الرئيس إلى رئيس الحكومة، وماهية الصلاحيات التي يتم التوافق على التنازل عنها. وفي المقابل يلحظ الاتفاق ضرورة اجراء انتخابات تشريعية جديدة بادارة الحكومة الانتقالية تحدد المسار الديمقراطي تمهيداً للانتخابات الرئاسية التي يتم التوافق بشأنها، بحيث لم يلحظ علنا حق الرئيس الأسد في الترشح لولاية جديدة. غير أن الاشكالية تبقى في اطلاق يد روسيا للتحاور مع حليفتيها سوريا وايران بحيث تعظم الخشية من انحياز موسكو واعطاء الضوء الأخضر للجيش السوري لتحقيق ما يمكن تحقيقه بسرعة قياسية تسمح لها بتعزيز مواقعها التفوضية للمرحلة المقبلة، خصوصاً أن الاتفاق على الآلية يحتاج إلى المزيد من التنسيق والاجتماعات بحسب التعبير.  

المصدر : أنطوان الحايك - مقالات النشرة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة