أشارت صحيفة "تشرين" إلى أنه "بعد أن غادر المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي مقرّ الجامعة العربية من الباب الخلفي هرباً من التصريح للصحفيين في القاهرة، وقف أمام عدسات الصحفيين وأسئلتهم في سوريا، ليعلن من قلب دمشق أنه لم يأتِ إلى المنطقة لتسويق مشروع روسي ـ أميركي يتعلق بالأزمة في سوريا، بمعنى، أنه لا يحمل أيّ تصوّر جديد، بقدر ما يعتمد في نقاشاته توصيفاً يدخل المضمون المحمول في خانة التأويل والحاجة الملحة للتفسير".

وأضافت: "قبل أن نطالب السيد الإبراهيمي بتفسير عبارته: "الحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة" والتي وصفها بـ"العبارة المفهومة" مع أنها في الحقيقة عبارة منسوخة مشوّهة ومتجاوزة لبيان "جنيف"، نتوقف عند مرجعية واضحة نرصدها من صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، وما نشرته قبل أيام، عن السيناريو الأميركي- الأوروبي "حول سوريا" بخياراته الثلاثة.. أولها يتوافق مع التفسير المطلوب من السيد الإبراهيمي بالمضمون، إذ يدعو الخيار الأول إلى مزيد من الضغط على الأرض، وعلى روسيا، وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات.

وثاني هذه الخيارات: "أن يستمر الغرب في مخطط تشجيع العصابات المسلحة على المزيد من القتل والإرهاب فترة قد تمتد مرحلةً طويلة". وثالثها: "أن تضطر واشنطن في الأشهر الثلاثة المقبلة لتسوية الأزمة السورية مع روسيا تحت عنوان الحوار بين الأطراف السورية"".

ورأت أن "لاشك في أن الوقوف عند الخيار الأول من هذا السيناريو، يوضح معنى أن تكون عبارة "كاملة الصلاحيات" مفهومة في رأي السيد الإبراهيمي، إضافة لما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية "الخميس الماضي" إذ يقول: إن السلطات الفرنسية على اتصال منتظم مع المبعوث الدولي إلى سوريا، وإن وزير الخارجية الفرنسية فابيوس، طلب من الإبراهيمي تمرير رسائل ملائمة عن عملية الانتقال السياسي في سوريا وكذلك مجمل ما سوّقه الإعلام الإسرائيلي عما سمّاه انهيار الدولة السورية".

وشددت على أن "الإبراهيمي سمع الثوابت السورية التي لم ولن تتغير، والأصدقاء الحقيقيون جددوا موقفهم الثابت والرافض لأي شروط بالتدخل، ومن المؤكد أن سوريا منفتحة على أي حلّ سياسي يحمله الإبراهيمي، شرط ألا يمس السيادة الوطنية، ويكون نابعاً من الشعب السوري، ويرتكز إلى الحوار الوطني والتصدي للمجموعات الإرهابية معاً، فمستقبل سورية لن يتقرّر من خارجها، أي من خارج الميدان السوري".

وسألت: "تُرى، هل سيواجه الإبراهيمي الصحفيين مرة أخرى بالحل على أساس مرجعية جنيف بتفسير واضح، أم إنه سيهرب من الباب الخلفي أيضاً؟!".

 

  • فريق ماسة
  • 2012-12-29
  • 9068
  • من الأرشيف

الإبراهيمي سمع الثوابت بدمشق السورية التي لم ولن تتغير

أشارت صحيفة "تشرين" إلى أنه "بعد أن غادر المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي مقرّ الجامعة العربية من الباب الخلفي هرباً من التصريح للصحفيين في القاهرة، وقف أمام عدسات الصحفيين وأسئلتهم في سوريا، ليعلن من قلب دمشق أنه لم يأتِ إلى المنطقة لتسويق مشروع روسي ـ أميركي يتعلق بالأزمة في سوريا، بمعنى، أنه لا يحمل أيّ تصوّر جديد، بقدر ما يعتمد في نقاشاته توصيفاً يدخل المضمون المحمول في خانة التأويل والحاجة الملحة للتفسير". وأضافت: "قبل أن نطالب السيد الإبراهيمي بتفسير عبارته: "الحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة" والتي وصفها بـ"العبارة المفهومة" مع أنها في الحقيقة عبارة منسوخة مشوّهة ومتجاوزة لبيان "جنيف"، نتوقف عند مرجعية واضحة نرصدها من صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، وما نشرته قبل أيام، عن السيناريو الأميركي- الأوروبي "حول سوريا" بخياراته الثلاثة.. أولها يتوافق مع التفسير المطلوب من السيد الإبراهيمي بالمضمون، إذ يدعو الخيار الأول إلى مزيد من الضغط على الأرض، وعلى روسيا، وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات. وثاني هذه الخيارات: "أن يستمر الغرب في مخطط تشجيع العصابات المسلحة على المزيد من القتل والإرهاب فترة قد تمتد مرحلةً طويلة". وثالثها: "أن تضطر واشنطن في الأشهر الثلاثة المقبلة لتسوية الأزمة السورية مع روسيا تحت عنوان الحوار بين الأطراف السورية"". ورأت أن "لاشك في أن الوقوف عند الخيار الأول من هذا السيناريو، يوضح معنى أن تكون عبارة "كاملة الصلاحيات" مفهومة في رأي السيد الإبراهيمي، إضافة لما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية "الخميس الماضي" إذ يقول: إن السلطات الفرنسية على اتصال منتظم مع المبعوث الدولي إلى سوريا، وإن وزير الخارجية الفرنسية فابيوس، طلب من الإبراهيمي تمرير رسائل ملائمة عن عملية الانتقال السياسي في سوريا وكذلك مجمل ما سوّقه الإعلام الإسرائيلي عما سمّاه انهيار الدولة السورية". وشددت على أن "الإبراهيمي سمع الثوابت السورية التي لم ولن تتغير، والأصدقاء الحقيقيون جددوا موقفهم الثابت والرافض لأي شروط بالتدخل، ومن المؤكد أن سوريا منفتحة على أي حلّ سياسي يحمله الإبراهيمي، شرط ألا يمس السيادة الوطنية، ويكون نابعاً من الشعب السوري، ويرتكز إلى الحوار الوطني والتصدي للمجموعات الإرهابية معاً، فمستقبل سورية لن يتقرّر من خارجها، أي من خارج الميدان السوري". وسألت: "تُرى، هل سيواجه الإبراهيمي الصحفيين مرة أخرى بالحل على أساس مرجعية جنيف بتفسير واضح، أم إنه سيهرب من الباب الخلفي أيضاً؟!".  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة