ليس علم الانتداب الفرنسي الطائفي الذي تحمله جماعات اسطنبول وما يعرف بالجيش الحر، المدعومة من قوى الاستعمار القديم (الفرنسي - البريطاني)

والجديد (الأمريكي) والطورانية التركية وقوى التخلف، هو القرينة الوحيدة على أن الجماعات المذكورة هي (ثورة مضادة) ليس ضد الدولة وحسب بل وضد قوى الحراك والتغيير الشعبية السلمية الحقيقية.

فالقرينة الأبرز لكل الثورات المضادة في كل مكان من العالم، هي كلمة (الحرية) المختطفة منذ وقت بعيد، فكل الثورات المضادة، تسوق أكاذيبها بالقناع المضلل الكبير (الحرية) من ثورة المشانق الفرنسية، إلى تمثال الحرية في مدخل عاصمة القتل والمال واللصوصية الدولية، إلى معقل الجاسوسية الدولية والثورات البرتقالية المزعومة، (أكاديمية التغيير البريطانية).

ولكم أن تدققوا وتمعنوا النظر في الأمثلة التالية:

1 - إذاعة أوروبا الحرة، التي كانت تديرها المخابرات الأمريكية ضد دول البلدان الاشتراكية خلال الحرب الباردة.

2 - إذاعات وفضائيات ومجلات تختطف هذا الاسم (الحرة) والحرية.. الخ.

3 - النقابات الحرة.. عمال ومهنيون وإعلاميون في مواجهة النقابات العمالية التقدمية إبان الحرب الباردة..

4 - أسماء عشرات الأحزاب التي شهدتها السنوات الأخيرة مثل العدالة والحرية - الحرية والتنمية.. الخ.

5 - الجيش الحر وبقية الهيئات السورية التابعة له القضاء الحر، الإعلام الحر.. الخ.

وليس بلا معنى أيضا ما أوردته الكاتبة البريطانية، سوندرز في كتابها (من يدفع للزمار) الذي يفضح عشرات الكتّاب الليبراليين واليساريين المزعومين الذين تبين أنهم عملاء بصورة مباشرة وغير مباشرة للمخابرات الأمريكية. فقد كانت مفردات مثل (الحرية) (كلمة السر) والقناع الثقافي المضلل لاختراق واحتلال العقل الجماعي والرأي العام..

والجدير ذكره، هنا أن قاموس الحرية بكل مفرداته وتنوع جذوره المعرفية والسياسية من جون لوك إلى توماس هوبز وبنتام وغيرهم.. استخدم مثل مصدّات الرياح ضد قاموس آخر هو قاموس الديمقراطية الشعبية.. فالأول (الليبرالي) يركز على الحقوق الفردية وفلسفة السوق فيما تربط الديمقراطية بين هذه الحقوق ومصالح الجماعة والقضايا الوطنية والقومية.

  • فريق ماسة
  • 2012-12-28
  • 10336
  • من الأرشيف

حريّة... حريّة ....

ليس علم الانتداب الفرنسي الطائفي الذي تحمله جماعات اسطنبول وما يعرف بالجيش الحر، المدعومة من قوى الاستعمار القديم (الفرنسي - البريطاني) والجديد (الأمريكي) والطورانية التركية وقوى التخلف، هو القرينة الوحيدة على أن الجماعات المذكورة هي (ثورة مضادة) ليس ضد الدولة وحسب بل وضد قوى الحراك والتغيير الشعبية السلمية الحقيقية. فالقرينة الأبرز لكل الثورات المضادة في كل مكان من العالم، هي كلمة (الحرية) المختطفة منذ وقت بعيد، فكل الثورات المضادة، تسوق أكاذيبها بالقناع المضلل الكبير (الحرية) من ثورة المشانق الفرنسية، إلى تمثال الحرية في مدخل عاصمة القتل والمال واللصوصية الدولية، إلى معقل الجاسوسية الدولية والثورات البرتقالية المزعومة، (أكاديمية التغيير البريطانية). ولكم أن تدققوا وتمعنوا النظر في الأمثلة التالية: 1 - إذاعة أوروبا الحرة، التي كانت تديرها المخابرات الأمريكية ضد دول البلدان الاشتراكية خلال الحرب الباردة. 2 - إذاعات وفضائيات ومجلات تختطف هذا الاسم (الحرة) والحرية.. الخ. 3 - النقابات الحرة.. عمال ومهنيون وإعلاميون في مواجهة النقابات العمالية التقدمية إبان الحرب الباردة.. 4 - أسماء عشرات الأحزاب التي شهدتها السنوات الأخيرة مثل العدالة والحرية - الحرية والتنمية.. الخ. 5 - الجيش الحر وبقية الهيئات السورية التابعة له القضاء الحر، الإعلام الحر.. الخ. وليس بلا معنى أيضا ما أوردته الكاتبة البريطانية، سوندرز في كتابها (من يدفع للزمار) الذي يفضح عشرات الكتّاب الليبراليين واليساريين المزعومين الذين تبين أنهم عملاء بصورة مباشرة وغير مباشرة للمخابرات الأمريكية. فقد كانت مفردات مثل (الحرية) (كلمة السر) والقناع الثقافي المضلل لاختراق واحتلال العقل الجماعي والرأي العام.. والجدير ذكره، هنا أن قاموس الحرية بكل مفرداته وتنوع جذوره المعرفية والسياسية من جون لوك إلى توماس هوبز وبنتام وغيرهم.. استخدم مثل مصدّات الرياح ضد قاموس آخر هو قاموس الديمقراطية الشعبية.. فالأول (الليبرالي) يركز على الحقوق الفردية وفلسفة السوق فيما تربط الديمقراطية بين هذه الحقوق ومصالح الجماعة والقضايا الوطنية والقومية.

المصدر : موفق محادين\ العرب اليوم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة