هو الكاتب والناقد العلماني السوري نبيل فياض. ولد في بلدة القريتين الواقعة شرق محافظة حمص، واهتمّ بدراسة الطوائف والأقليات الدينية والمذهبية، فتناول في كتاباته الأديان والتراث الإسلامي والمجتمع العربي والإسلامي بالنقد العلمي الباحث عن الجذور والخلفيات لخلق حالة من الوعي العلمي إزاء المفاهيم والظواهر الدينية.

ورغم دراسته الصيدلة إلا أنّ ميوله الفكرية واهتماماته الثقافية بدأت بقراءة مستلهمة للفلسفة الأوروبية، كما درس اللاهوت المسيحي في الكسليك بلبنان، وفي هذا الاتجاه تعلم العبرية والآرامية، مما فتح له آفاقاً كبيرة في الرجوع إلى مصادر الفكر الديني بلغتها الأم، هذا فضلاً عن إتقانه للّغات الألمانية والإنكليزية والإيطالية.

فياض، الذي عمل فترة في الصحافة اللبنانية، وقام في هذا الإطار بدراسات ميدانية للطوائف والفِرَق الدينية في المنطقة، كان لـ"سلاب نيوز" هذا الحديث الخاص معه بوصفه ناشطاً في معارضة الداخل السوري، والذي تمّ خلاله تناول أهمّ التطورات الحاصلة في المشهد السوري.

بدءًا بمساعي المبعوث الدولي للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، أكّد فيّاض حصول توافق بين الحكومة السورية والإبراهيمي ، وذلك "على عكس ما نراه على شاشات التلفزة من إشاعات وتحليلات عارية عن الصحة حول فشل مهمة الإبراهيمي في سوريا، وأرى أن خطة جنيف هي الأنسب حالياً مع احتمال كبير لحدوث جنيف 2 في المستقبل القريب".

وأشار فيّاض إلى أنه يوجد عند السلطة السورية والابراهيمي وجميع أطراف المعارضة السلمية نية حقيقية وجدية من أجل الحوار والخروج من الأزمة، ولكن" المشكلة الحقيقة تكمن بكيفية التزام هذه المجموعات الإرهابية السلفية التي لاضابط ولا رادع لها بمساعي الابراهيمي، لاسيما أنها منتشرة بكثرة في الأراضي السورية".

وإذ اعتبر أنّ مجموعة ما يسمّى "بجبهة النصرة" لاعلاقة لها بأي نوع من أنواع الحرية والديمقراطية، أكّد من خلال معلومات خاصّة وردته حول هؤلاء المجموعات السلفية الإرهابية، أنّها "ليست سوى مجموعات من المرتزقة واللصوص، مجموعة زعران، تتلقّى أموالًا من أطراف خارجية وتقوم بتشكيل "ميلشيات مسلحة" يفرضون ارهابهم على المدنيين العزّل، وهذا ما يحدث الآن في ريف حماه، وخاصة محردة والسقيلبية، واصفاً الوضع هناك "بالمزري حيث قامت مجموعات من جبهة النصرة بضرب المحطة الكهربائية ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن كافة محافظة حماة.  كما طالب فياض "بضرورة قيام روسيا بالضغط على السعودية من أجل منع هذه المجموعات من الاعتداء على سكان هذه المنطقة ذات الغالبية المسيحية".

وحول حقيقة ما يسمّى بالجيش الحر، جزم فياض أنه" لايوجد شيء اسمه الجيش الحر"، فهؤلاء، وبحسب رأيه، "مجرد مرتزقة لصوص يفرضون "الأتوات" على سكان المناطق السورية مقابل عدم التعرض لهم. وهناك معلومات لدي على سبيل المثال في منطقة يبرود و النبك في ريف دمشق، أن هناك مجموعات سلفية ارهابية يفرضون على مدينة يبرود حوالي 6 مليون ليرة سورية، مليون وثمانمائة ليرة سورية تدفعها كنيسة الروم الكاثوليك والباقي يدفعه المسلمون السنة"،ويتساءل فياض بشدة "هل هم هؤلاء من يريدون الحرية و النهوض بالوطن؟؟ وهل من المعقول أن أستعين بعصابات مستبدة ومرتزقة من أجل التخلص من نظام يقال أنه استبدادي؟"

ويتابع الناقد العلماني حديثه قائلًا: "عندما تقوم الدولة بضرب هذه المجموعات السلفية وسحقها، يخرجون على المحطات التلفزيونية ويتباكون على أن الجيش السوري قصف المدنيين و قام بمجازر، وأن الحكومة السورية حكومة استبدادية ، واذا قامت بتركهم يمارسون إرهابهم سوف يتابعون بقتل جميع الأقليات الموجودة في هذه المناطق والاعتداء على المدنيين"، مؤكدًا أن الدولة السورية "أعطت صلاحيات هامة لمعارضة الداخل، وقدمت الكثير من أجل انجاح الحوار والتوصل إلى صيغة مشتركة، وقد ارتفعت صورة النقد بشكل لافت ولاذع بعد المؤتمر الذي عقد في دمشق والذي حضره أعضاء من هيئة التنسيق الوطني السوري، ويتابع فياض حديثه "أنه والى الآن يقوم "حسن عبد العظيم" بالظهور على الشاشات وشتم الحكومة السورية ولم يتدخل أحد بشؤونه أو تصريحاته"، مشيرًا إلى أنه "هناك رغبة جدية عند الحكومة السورية في استقبال هيثم مناع في سوريا واجراء حوار معه".

وتساءل فياض "لو أن كتلة معارضة مثل هيئة التنسيق السورية ذهبت إلى بلد أوروبي كالسويد، وفعلت ما فعلته من انتقاد وشتم تحت ظل الحكومة الرسمية، فمن المؤكّد أنه كان سيتم اعتقالهم مباشرةً، لأنه هناك قوانين محددة، وعلى الجميع الانصياع للقوانين والأنظمة وعدم تجاوزها، بمعنى آخر، ان طروحات المعارضة السورية أصبحت فوق القانون، ومع ذلك لم يتدخل أحد بشؤونهم".

وحول رأيه في المعارضة الخارجية، اعتبر فياض أنّه "من جهة أخرى هناك بعض دمى ما يسمّى بـ" ائتلاف الدوحة"، وأنا على صلة ببعض منه، وقالوا لي بالحرف الواحد إننا نحسدك على كونك في سوريا على الرغم من الوضع الأمني من قتل وتدمير، ومع ذلك أنت أفضل حالٍ منا كوننا قابعين في عش دبابير وغرف مؤامرات قذرة".

و توجّه فياض في حديثه بشكل مباشر للمعارض السوري سمير التقي، والذي كان عنصرًا في المخابرات السورية ويعمل في فرع أمن الدولة، مستغربًا" وبكل وقاحة اليوم يخرج على شاشات التلفزة، وأنه عندما قام كل من هشام بختيار ومحمد خير صالح بعرض استلام مركز البحوث التابع لأمن الدولة وأنا رفضته لأني لست بحاجة للمال، ولكن سمير التقي قبله من أجل المال، وهو الآن نقل سلاحه من كتف لآخر، وأصبح عميلًا للمخابرات المركزية الأميركية ويخرج ليتكلم عن تحرير المنطقة الشمالية السورية!! تحريرها من ماذا يا سمير؟؟ من جبهة النصرة ؟؟ ويضيف فياض "إنّ أمثال هؤلاء هم أشخاص يمارسون الدعارة السياسية وليس السياسة، ففي ظل ما نراه اليوم من دعارة سياسية أصبحت الآن أحترم"العاهرات"، كما أن العهر الجسدي هو أشرف أنواع الدعارة وأشرف من العهر السياسي، لأن هؤلاء الفتيات يقومون بالعهر الجسدي من أجل الحاجة لقوت يومهم أو ما شابه، أمّا القابعين في أوكار الدوحة، فإنهم يمارسون العهر السياسي ضد سوريا"، متسائلًا "أمّا أنت يا رياض سيف كنت عضو ببرلمان لمدة طويلة أنا شخصياً كنت أرفض الدخول به، مالذي حدث الآن ؟؟ وبالنسبة لرئيس الشرطة العسكرية عبد العزيز جاسم الشلال كم دفعوا لك كي تخون بلدك الآن ؟؟ القضية دفع فقط؟!"، متابعًا "الآن و بعد عامين اكتشفت أنّ النظام مجرم وقمعي أم أن المبلغ المدفوع لاقى رضاك؟ مثل هؤلاء الأشخاص أتمنى لو أنهم يمارسون العهر الجسدي مع الذين يدفعون لهم فذلك أشرف مما يقومون به من عهر سياسي".

وفيما يتعلّق بالأحداث الميدانية الأخيرة التي شهدها مخيم اليرموك الفلسطيني في مدينة دمشق، والذي بات جزء كبير منه تحت سيطرة الجيش العربي السوري، انتقد فياض الحكومة السورية بسبب "احتضانها لخالد مشعل"، معلّقا "حقيقة لابد من الاعتراف بالخطأ الفادح للحكومة السورية حين احتضنت خالد مشعل وقدّمت له كل وسائل الرفاهية، حيث كان يخرج لممارسة رياضته الصباحية ومعه مجموعة كبيرة من المرافقة الشخصية".

و تابع فياض "أنا من قرابة عشرة أعوام طالبت بطرد خالد مشعل من سوريا، حينها انزعج القائمون بالحكومة السورية بسبب هذا الطرح إلّا أنني لم أكن أهتم لهذا الموضوع بقدر ما كان يفاجئني التناقض الايديولوجي بين فكر خالد مشعل والحكومة السورية".

وحول المواقف الاقليمية والدولية، أبدى فياض استغرابه من سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية، واصفًا موقفه بعبارات قاسية جدًا، وأنّ هذا الموقف "براغماتي ومخزي، وذلك عندما يقف جعجع مع جماعات إرهابية سلفية متطرفة كجبهة النصرة ضدّ مسيحيي سوريا".  كما استعرض مواقف كل من ايران وروسيا، لاسيما أنه تم مؤخرًا طرح المبادرة الإيرانية على لسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بأن تكون هناك حكومة انتقالية برئاسة الرئيس بشار الأسد، معلقًا "سوريا الآن بحاجة إلى أية مبادرة من شأنها ايجاد حل للأزمة السورية والتخلص من المجموعات الإرهابية التي دمرت سوريا".

وفي كواليس ما جرى قبل هذه المبادرة، وبالتحديد خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في طهران في  18تشرين الثاني تحت عنوان "لا للعنف، نعم للديمقراطية"، وضم المؤتمر أكثر من مئة وخمسين شخصية سوريّة،فقد قام السيد شريف شحادة بتقديم رسالة مكتوبة للحكومة الإيرانية تضمّنت ما تمّ الإعلان عنه فيما بعد تحت عنوان "المبادرة الايرانية".

أمّا فيما يتعلق بالموقف الروسي من الأزمة السورية، أكّد فياض أن "روسيا لن تتخلى عن سوريا، ولن تسمح بأي شكل من الأشكال لعصابات جبهة النصرة بأن تحتل سوريا"، موضحًا "أنه على زمن ريغن والملك فهد تمّ تأسيس ما يسمّى "القاعدة"، وخرج الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان منهارًا أمام ضغط طالبان-القاعدة، وسقطت منظومة القطبين العالمية، وانتهى حلف وارسو، وتفكّك الاتحاد السوفيتي. أمّا اليوم"، يضيف المعارض السوري، "ومع صمود سوريا أمام هجمة القاعدة المدعومة هذه المرة من تركيا والخليج وأميركا والناتو وإسرائيل، تعاد كتابة تاريخ عالمي جديد أبرز معالمه نهاية منظومة القطب الأمريكي الأوحد، وستعود روسيا من خلال سوريا لسياسة القطبين العالمية، وانّه، وعلى الرغم من الدعم الروسي الكبير، فإنها لن تقبل بعودة المنظومة السورية القديمة".

وختم فياض حديثه  بالقول: "الدولة السورية لن تسقط... سندافع جميعًا عنها، وأن كل من يقف بجانب جبهة النصرة وكل معارضة مرتبطة بأجندات خارجية هم يمارسون العهر السياسي، وأنا شخصيًا سعيد بكل من يقوم بالانشقاق الآن .. لندعهم يخرجون وينظّفون البلد من قذاراتهم".

 

  • فريق ماسة
  • 2012-12-27
  • 9884
  • من الأرشيف

المعارض السوري نبيل فياض ...هل من المعقول أن أستعين بعصابات مستبدة ومرتزقة من أجل التخلص من نظام يقال أنه استبدادي؟"

هو الكاتب والناقد العلماني السوري نبيل فياض. ولد في بلدة القريتين الواقعة شرق محافظة حمص، واهتمّ بدراسة الطوائف والأقليات الدينية والمذهبية، فتناول في كتاباته الأديان والتراث الإسلامي والمجتمع العربي والإسلامي بالنقد العلمي الباحث عن الجذور والخلفيات لخلق حالة من الوعي العلمي إزاء المفاهيم والظواهر الدينية. ورغم دراسته الصيدلة إلا أنّ ميوله الفكرية واهتماماته الثقافية بدأت بقراءة مستلهمة للفلسفة الأوروبية، كما درس اللاهوت المسيحي في الكسليك بلبنان، وفي هذا الاتجاه تعلم العبرية والآرامية، مما فتح له آفاقاً كبيرة في الرجوع إلى مصادر الفكر الديني بلغتها الأم، هذا فضلاً عن إتقانه للّغات الألمانية والإنكليزية والإيطالية. فياض، الذي عمل فترة في الصحافة اللبنانية، وقام في هذا الإطار بدراسات ميدانية للطوائف والفِرَق الدينية في المنطقة، كان لـ"سلاب نيوز" هذا الحديث الخاص معه بوصفه ناشطاً في معارضة الداخل السوري، والذي تمّ خلاله تناول أهمّ التطورات الحاصلة في المشهد السوري. بدءًا بمساعي المبعوث الدولي للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، أكّد فيّاض حصول توافق بين الحكومة السورية والإبراهيمي ، وذلك "على عكس ما نراه على شاشات التلفزة من إشاعات وتحليلات عارية عن الصحة حول فشل مهمة الإبراهيمي في سوريا، وأرى أن خطة جنيف هي الأنسب حالياً مع احتمال كبير لحدوث جنيف 2 في المستقبل القريب". وأشار فيّاض إلى أنه يوجد عند السلطة السورية والابراهيمي وجميع أطراف المعارضة السلمية نية حقيقية وجدية من أجل الحوار والخروج من الأزمة، ولكن" المشكلة الحقيقة تكمن بكيفية التزام هذه المجموعات الإرهابية السلفية التي لاضابط ولا رادع لها بمساعي الابراهيمي، لاسيما أنها منتشرة بكثرة في الأراضي السورية". وإذ اعتبر أنّ مجموعة ما يسمّى "بجبهة النصرة" لاعلاقة لها بأي نوع من أنواع الحرية والديمقراطية، أكّد من خلال معلومات خاصّة وردته حول هؤلاء المجموعات السلفية الإرهابية، أنّها "ليست سوى مجموعات من المرتزقة واللصوص، مجموعة زعران، تتلقّى أموالًا من أطراف خارجية وتقوم بتشكيل "ميلشيات مسلحة" يفرضون ارهابهم على المدنيين العزّل، وهذا ما يحدث الآن في ريف حماه، وخاصة محردة والسقيلبية، واصفاً الوضع هناك "بالمزري حيث قامت مجموعات من جبهة النصرة بضرب المحطة الكهربائية ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن كافة محافظة حماة.  كما طالب فياض "بضرورة قيام روسيا بالضغط على السعودية من أجل منع هذه المجموعات من الاعتداء على سكان هذه المنطقة ذات الغالبية المسيحية". وحول حقيقة ما يسمّى بالجيش الحر، جزم فياض أنه" لايوجد شيء اسمه الجيش الحر"، فهؤلاء، وبحسب رأيه، "مجرد مرتزقة لصوص يفرضون "الأتوات" على سكان المناطق السورية مقابل عدم التعرض لهم. وهناك معلومات لدي على سبيل المثال في منطقة يبرود و النبك في ريف دمشق، أن هناك مجموعات سلفية ارهابية يفرضون على مدينة يبرود حوالي 6 مليون ليرة سورية، مليون وثمانمائة ليرة سورية تدفعها كنيسة الروم الكاثوليك والباقي يدفعه المسلمون السنة"،ويتساءل فياض بشدة "هل هم هؤلاء من يريدون الحرية و النهوض بالوطن؟؟ وهل من المعقول أن أستعين بعصابات مستبدة ومرتزقة من أجل التخلص من نظام يقال أنه استبدادي؟" ويتابع الناقد العلماني حديثه قائلًا: "عندما تقوم الدولة بضرب هذه المجموعات السلفية وسحقها، يخرجون على المحطات التلفزيونية ويتباكون على أن الجيش السوري قصف المدنيين و قام بمجازر، وأن الحكومة السورية حكومة استبدادية ، واذا قامت بتركهم يمارسون إرهابهم سوف يتابعون بقتل جميع الأقليات الموجودة في هذه المناطق والاعتداء على المدنيين"، مؤكدًا أن الدولة السورية "أعطت صلاحيات هامة لمعارضة الداخل، وقدمت الكثير من أجل انجاح الحوار والتوصل إلى صيغة مشتركة، وقد ارتفعت صورة النقد بشكل لافت ولاذع بعد المؤتمر الذي عقد في دمشق والذي حضره أعضاء من هيئة التنسيق الوطني السوري، ويتابع فياض حديثه "أنه والى الآن يقوم "حسن عبد العظيم" بالظهور على الشاشات وشتم الحكومة السورية ولم يتدخل أحد بشؤونه أو تصريحاته"، مشيرًا إلى أنه "هناك رغبة جدية عند الحكومة السورية في استقبال هيثم مناع في سوريا واجراء حوار معه". وتساءل فياض "لو أن كتلة معارضة مثل هيئة التنسيق السورية ذهبت إلى بلد أوروبي كالسويد، وفعلت ما فعلته من انتقاد وشتم تحت ظل الحكومة الرسمية، فمن المؤكّد أنه كان سيتم اعتقالهم مباشرةً، لأنه هناك قوانين محددة، وعلى الجميع الانصياع للقوانين والأنظمة وعدم تجاوزها، بمعنى آخر، ان طروحات المعارضة السورية أصبحت فوق القانون، ومع ذلك لم يتدخل أحد بشؤونهم". وحول رأيه في المعارضة الخارجية، اعتبر فياض أنّه "من جهة أخرى هناك بعض دمى ما يسمّى بـ" ائتلاف الدوحة"، وأنا على صلة ببعض منه، وقالوا لي بالحرف الواحد إننا نحسدك على كونك في سوريا على الرغم من الوضع الأمني من قتل وتدمير، ومع ذلك أنت أفضل حالٍ منا كوننا قابعين في عش دبابير وغرف مؤامرات قذرة". و توجّه فياض في حديثه بشكل مباشر للمعارض السوري سمير التقي، والذي كان عنصرًا في المخابرات السورية ويعمل في فرع أمن الدولة، مستغربًا" وبكل وقاحة اليوم يخرج على شاشات التلفزة، وأنه عندما قام كل من هشام بختيار ومحمد خير صالح بعرض استلام مركز البحوث التابع لأمن الدولة وأنا رفضته لأني لست بحاجة للمال، ولكن سمير التقي قبله من أجل المال، وهو الآن نقل سلاحه من كتف لآخر، وأصبح عميلًا للمخابرات المركزية الأميركية ويخرج ليتكلم عن تحرير المنطقة الشمالية السورية!! تحريرها من ماذا يا سمير؟؟ من جبهة النصرة ؟؟ ويضيف فياض "إنّ أمثال هؤلاء هم أشخاص يمارسون الدعارة السياسية وليس السياسة، ففي ظل ما نراه اليوم من دعارة سياسية أصبحت الآن أحترم"العاهرات"، كما أن العهر الجسدي هو أشرف أنواع الدعارة وأشرف من العهر السياسي، لأن هؤلاء الفتيات يقومون بالعهر الجسدي من أجل الحاجة لقوت يومهم أو ما شابه، أمّا القابعين في أوكار الدوحة، فإنهم يمارسون العهر السياسي ضد سوريا"، متسائلًا "أمّا أنت يا رياض سيف كنت عضو ببرلمان لمدة طويلة أنا شخصياً كنت أرفض الدخول به، مالذي حدث الآن ؟؟ وبالنسبة لرئيس الشرطة العسكرية عبد العزيز جاسم الشلال كم دفعوا لك كي تخون بلدك الآن ؟؟ القضية دفع فقط؟!"، متابعًا "الآن و بعد عامين اكتشفت أنّ النظام مجرم وقمعي أم أن المبلغ المدفوع لاقى رضاك؟ مثل هؤلاء الأشخاص أتمنى لو أنهم يمارسون العهر الجسدي مع الذين يدفعون لهم فذلك أشرف مما يقومون به من عهر سياسي". وفيما يتعلّق بالأحداث الميدانية الأخيرة التي شهدها مخيم اليرموك الفلسطيني في مدينة دمشق، والذي بات جزء كبير منه تحت سيطرة الجيش العربي السوري، انتقد فياض الحكومة السورية بسبب "احتضانها لخالد مشعل"، معلّقا "حقيقة لابد من الاعتراف بالخطأ الفادح للحكومة السورية حين احتضنت خالد مشعل وقدّمت له كل وسائل الرفاهية، حيث كان يخرج لممارسة رياضته الصباحية ومعه مجموعة كبيرة من المرافقة الشخصية". و تابع فياض "أنا من قرابة عشرة أعوام طالبت بطرد خالد مشعل من سوريا، حينها انزعج القائمون بالحكومة السورية بسبب هذا الطرح إلّا أنني لم أكن أهتم لهذا الموضوع بقدر ما كان يفاجئني التناقض الايديولوجي بين فكر خالد مشعل والحكومة السورية". وحول المواقف الاقليمية والدولية، أبدى فياض استغرابه من سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية، واصفًا موقفه بعبارات قاسية جدًا، وأنّ هذا الموقف "براغماتي ومخزي، وذلك عندما يقف جعجع مع جماعات إرهابية سلفية متطرفة كجبهة النصرة ضدّ مسيحيي سوريا".  كما استعرض مواقف كل من ايران وروسيا، لاسيما أنه تم مؤخرًا طرح المبادرة الإيرانية على لسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بأن تكون هناك حكومة انتقالية برئاسة الرئيس بشار الأسد، معلقًا "سوريا الآن بحاجة إلى أية مبادرة من شأنها ايجاد حل للأزمة السورية والتخلص من المجموعات الإرهابية التي دمرت سوريا". وفي كواليس ما جرى قبل هذه المبادرة، وبالتحديد خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في طهران في  18تشرين الثاني تحت عنوان "لا للعنف، نعم للديمقراطية"، وضم المؤتمر أكثر من مئة وخمسين شخصية سوريّة،فقد قام السيد شريف شحادة بتقديم رسالة مكتوبة للحكومة الإيرانية تضمّنت ما تمّ الإعلان عنه فيما بعد تحت عنوان "المبادرة الايرانية". أمّا فيما يتعلق بالموقف الروسي من الأزمة السورية، أكّد فياض أن "روسيا لن تتخلى عن سوريا، ولن تسمح بأي شكل من الأشكال لعصابات جبهة النصرة بأن تحتل سوريا"، موضحًا "أنه على زمن ريغن والملك فهد تمّ تأسيس ما يسمّى "القاعدة"، وخرج الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان منهارًا أمام ضغط طالبان-القاعدة، وسقطت منظومة القطبين العالمية، وانتهى حلف وارسو، وتفكّك الاتحاد السوفيتي. أمّا اليوم"، يضيف المعارض السوري، "ومع صمود سوريا أمام هجمة القاعدة المدعومة هذه المرة من تركيا والخليج وأميركا والناتو وإسرائيل، تعاد كتابة تاريخ عالمي جديد أبرز معالمه نهاية منظومة القطب الأمريكي الأوحد، وستعود روسيا من خلال سوريا لسياسة القطبين العالمية، وانّه، وعلى الرغم من الدعم الروسي الكبير، فإنها لن تقبل بعودة المنظومة السورية القديمة". وختم فياض حديثه  بالقول: "الدولة السورية لن تسقط... سندافع جميعًا عنها، وأن كل من يقف بجانب جبهة النصرة وكل معارضة مرتبطة بأجندات خارجية هم يمارسون العهر السياسي، وأنا شخصيًا سعيد بكل من يقوم بالانشقاق الآن .. لندعهم يخرجون وينظّفون البلد من قذاراتهم".  

المصدر : زينة كنعان \سلاب نيوز


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة