الاوساط المواكبة للمجريات السورية لا تخفي خشيتها من التطورات على الساحة المذكورة وانعكاساتها على الساحة المحلية لاسباب عدة، ياتي في طليعتها تورط الافرقاء اللبنانيين فيها بطريقة او باخرى وفق ما قاله فريق الامم المتحدة المكلف بمواكبة الاوضاع السورية بتطوراتها اليومية من جهة والنزوح السوري الفلسطيني من جهة اخرى بما لا طاقة على البلد الصغير بتحمله ناهيك بملف المخطوفين اللبنانيين الذين تم اختطافهم اثناء عودتهم من زيارة العتبات المقدسة في اعزاز بالاضافة الى اشتعال حرب المذكرات القضائية بين البلدين ما يشير الى ان الساحة السورية نسخة طبق الاصل عن الساحة المحلية مع فارق في المواجهات حيث لا صوت يعلو فوق صوت المدافع في سورية بينما المواجهات على الساحة المحلية لا تزال في خانة الحروب الكلامية والتنفيس الذي يحصل بين فترة واخرى في المواجهات بين باب التبانة وجبل محسن في طرابلس.

وتقول الاوساط ان اعلان رئيس الوزراء الروسي بوتين عن قلقه على مصير سورية وليس على النظام فيها اضافة الى الخوف على مصير الاقليات في المنطقة وفق بعثة الامم المتحدة ان دل على شيء فعلى ان مخطط وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسينجر قد قامت الادارة الاميركية بنفض الغبار عنه سعيا لتقسيم المنطقة بدءا من سورية كونها كانت الحلقة الاقوى والمحور الذي كان يشكل جدارا في وجه مخطط كيسينجر لا سيما وان الاحداث السورية بدات تتجه نحو الاقتتال...خصوصا وان جبهة النصرة باتت تشكل العصب الرئيسي للمعارضة المسلحة وهي اسم اخر للقاعدة والتي استقطبت الالاف من المقاتلين الشيشانيين والافارقة ومن مختلف الجنسيات للقتال في سورية

وتضيف الاوساط ان انتقال شرارة المعارك في سورية الى مخيم اليرموك لم يأت من باب الصدفة انما من ضمن مخطط لتصدير الاحداث الى لبنان لا سيما وان المخيمات الفلسطينية سريعة التاثر بما حولها اضافة الى فقدان المرجعية الفلسطينية الموحدة في لبنان وان الهدف الاساسي من نقل المعركة الى مخيم اليرموك دفع سكانه الى النزوح باتجاه لبنان ما يغذي الاحقاد على دمشق من زاوية مذهبية بحتة لا سيما وان التطرف الاسلامي يعتبر مخيم عين الحلوة حاضنة طبيعية له قبل اندلاع الحريق في سوريا وان مجموعات فلسطينية متطرفة غادرت لبنان نحو سورية رافعة رايات" الجهاد" اضافة الى ان النقلة النوعية لحماس من الانضواء تحت سقف دمشق الى احضان اخصامها ليس بعيدا او خارج اجندة المخطط الاميركي لفرز المنطقة وفق معايير طائفية ومذهبية واتنية.

وتشير الاوساط الى ان الكلام المنسوب الى بطريرك موسكو عن مخطط لتهجير المسيحيين من الشرق لم يات من فراغ وان الموقف الروسي الداعم للنظام السوري يصب في هذا المجال وان زيارة المبعوث الاميركي في السبعينات ابان الحروب الاهلية اللبنانية دين براون ولقائه الشهير مع الجبهة اللبنانية معلنا انذاك عن استعداد الاساطيل الاميركية لنقل المسيحيين الى الغرب والذي جوبه برفض قاطع من اركان الجبهة عاد الى الذاكرة وعلى خلفية ان مخطط كيسينجر مطروح في الاسواق بحلة سورية.

واذا كان الانقسام العمودي على الساحة المحلية ساهم بطريقة او باخرى على تبريد المرجل الداخلي مقرونا برغبة خارجية بوضع لبنان في الثلاجة فان الامر اشبه ما يكون بالذبيحة التي تعلف للعيد في ظل الانقسامات الحادة على الساحة الهشة وهذا الامر لم يثر الا اهتمام النائب وليد جنبلاط المعروف بقدرته على الاستشراف والمسكون بهاجس مصير طائفته كونها من الاقليات ما يدفعه الى زيارات خارجية الى عواصم القرار بحثا عما يطبخ للمنطقة وما مصير الاقليات ومستقبلها ليؤسس للموقف المناسب في الوقت الذي يضرب فيه التشرذم الساحة المسيحية التي لم تر اقتلاع المسيحيين من العراق وما يعانيه الاقباط في مصر واحوال المسيحيين في سورية فهل تحضر للمنطقة وخصوصا للمسيحيين زيارات على غرار زيارة دين براون وهل ما عجز عنه كيسينجر من توطين للفلسطينيين في لبنان والشتات في السبعينات من القرن الماضي قد ينجح من خلال الاحداث في سوريا وتداعياتها على لبنان.

  • فريق ماسة
  • 2012-12-21
  • 12131
  • من الأرشيف

هل نقل المعارك الى مخيّم اليرموك جزء من مُخطط خارجي

الاوساط المواكبة للمجريات السورية لا تخفي خشيتها من التطورات على الساحة المذكورة وانعكاساتها على الساحة المحلية لاسباب عدة، ياتي في طليعتها تورط الافرقاء اللبنانيين فيها بطريقة او باخرى وفق ما قاله فريق الامم المتحدة المكلف بمواكبة الاوضاع السورية بتطوراتها اليومية من جهة والنزوح السوري الفلسطيني من جهة اخرى بما لا طاقة على البلد الصغير بتحمله ناهيك بملف المخطوفين اللبنانيين الذين تم اختطافهم اثناء عودتهم من زيارة العتبات المقدسة في اعزاز بالاضافة الى اشتعال حرب المذكرات القضائية بين البلدين ما يشير الى ان الساحة السورية نسخة طبق الاصل عن الساحة المحلية مع فارق في المواجهات حيث لا صوت يعلو فوق صوت المدافع في سورية بينما المواجهات على الساحة المحلية لا تزال في خانة الحروب الكلامية والتنفيس الذي يحصل بين فترة واخرى في المواجهات بين باب التبانة وجبل محسن في طرابلس. وتقول الاوساط ان اعلان رئيس الوزراء الروسي بوتين عن قلقه على مصير سورية وليس على النظام فيها اضافة الى الخوف على مصير الاقليات في المنطقة وفق بعثة الامم المتحدة ان دل على شيء فعلى ان مخطط وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسينجر قد قامت الادارة الاميركية بنفض الغبار عنه سعيا لتقسيم المنطقة بدءا من سورية كونها كانت الحلقة الاقوى والمحور الذي كان يشكل جدارا في وجه مخطط كيسينجر لا سيما وان الاحداث السورية بدات تتجه نحو الاقتتال...خصوصا وان جبهة النصرة باتت تشكل العصب الرئيسي للمعارضة المسلحة وهي اسم اخر للقاعدة والتي استقطبت الالاف من المقاتلين الشيشانيين والافارقة ومن مختلف الجنسيات للقتال في سورية وتضيف الاوساط ان انتقال شرارة المعارك في سورية الى مخيم اليرموك لم يأت من باب الصدفة انما من ضمن مخطط لتصدير الاحداث الى لبنان لا سيما وان المخيمات الفلسطينية سريعة التاثر بما حولها اضافة الى فقدان المرجعية الفلسطينية الموحدة في لبنان وان الهدف الاساسي من نقل المعركة الى مخيم اليرموك دفع سكانه الى النزوح باتجاه لبنان ما يغذي الاحقاد على دمشق من زاوية مذهبية بحتة لا سيما وان التطرف الاسلامي يعتبر مخيم عين الحلوة حاضنة طبيعية له قبل اندلاع الحريق في سوريا وان مجموعات فلسطينية متطرفة غادرت لبنان نحو سورية رافعة رايات" الجهاد" اضافة الى ان النقلة النوعية لحماس من الانضواء تحت سقف دمشق الى احضان اخصامها ليس بعيدا او خارج اجندة المخطط الاميركي لفرز المنطقة وفق معايير طائفية ومذهبية واتنية. وتشير الاوساط الى ان الكلام المنسوب الى بطريرك موسكو عن مخطط لتهجير المسيحيين من الشرق لم يات من فراغ وان الموقف الروسي الداعم للنظام السوري يصب في هذا المجال وان زيارة المبعوث الاميركي في السبعينات ابان الحروب الاهلية اللبنانية دين براون ولقائه الشهير مع الجبهة اللبنانية معلنا انذاك عن استعداد الاساطيل الاميركية لنقل المسيحيين الى الغرب والذي جوبه برفض قاطع من اركان الجبهة عاد الى الذاكرة وعلى خلفية ان مخطط كيسينجر مطروح في الاسواق بحلة سورية. واذا كان الانقسام العمودي على الساحة المحلية ساهم بطريقة او باخرى على تبريد المرجل الداخلي مقرونا برغبة خارجية بوضع لبنان في الثلاجة فان الامر اشبه ما يكون بالذبيحة التي تعلف للعيد في ظل الانقسامات الحادة على الساحة الهشة وهذا الامر لم يثر الا اهتمام النائب وليد جنبلاط المعروف بقدرته على الاستشراف والمسكون بهاجس مصير طائفته كونها من الاقليات ما يدفعه الى زيارات خارجية الى عواصم القرار بحثا عما يطبخ للمنطقة وما مصير الاقليات ومستقبلها ليؤسس للموقف المناسب في الوقت الذي يضرب فيه التشرذم الساحة المسيحية التي لم تر اقتلاع المسيحيين من العراق وما يعانيه الاقباط في مصر واحوال المسيحيين في سورية فهل تحضر للمنطقة وخصوصا للمسيحيين زيارات على غرار زيارة دين براون وهل ما عجز عنه كيسينجر من توطين للفلسطينيين في لبنان والشتات في السبعينات من القرن الماضي قد ينجح من خلال الاحداث في سوريا وتداعياتها على لبنان.

المصدر : الديار/ اسكندر شاهين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة