رغم تصريحات مسؤولين غربيين عن قرب"سقوط النظام" في سورية بحيث وصل الأمر ببعضها إلى إعتبار أن أيامه معدودة ،ينحو خبراء بشأن الأزمة،وبحسب وكالة (آ.ف.ب.) إلى التأكيد أن سلطة الرئيس الأسد مازالت متماسكة ومسيطرة على الهيكلية العسكرية والمؤسساتية للبلاد.

يرى خبراء "أن (النظام السوري) المتكتل حول الرئيس بشار الاسد ما زال متماسكاً وقادراً على تكذيب التكهنات الغربية بقرب سقوطه"، رغم نجاح المعارضين المسلّحين في تنفيذ هجمات في قلب دمشق وسيطرتهم على أجزاء من البلاد.ويعتبر هؤلاء أن "التصريحات الغربية الأخيرة عن وصول الحكم إلى أيامه الأخيرة، ، دلائل على أن هذه الأخيرة تعزز مواقعها، لكنهّم يرون أنّ "سقوطه" يتطلب أكثر من هذه الضربات الصغيرة".ويقول براء ميخائيل، الباحث في المعهد الجيوسياسي الإسباني، أن الحكم في سورية "لا يمكن أن يسقط سوى بانقلاب او تدخل خارجي او من خلال زيادة هائلة في الدعم اللوجستي الذي تقدمه الدول الاجنبية للمقاتلين المسلحين المعارضين في سورية".ويضيف هذا الخبير في شؤون الشرق الأوسط أن ثمة "تصريحات دبلوماسية قوية لكن لا يجدر تقديرها بأكثر مما هي عليه لأن "النظام" ما زال يحافظ على الهيكلية العسكرية والمؤسساتية رغم أنه يفاجأ في بعض الأحيان" بهجمات من المقاتلين المعارضين.وكانت مواقف دولية عدة ألمحت إلى قرب سقوط الرئيس الأسد. فقد اعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي انديرس فوغ راسموسن الأسبوع الماضي أنّ النظام "قريب من الإنهيار الذي هو ليس سوى مسألة وقت".ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى أنّ تحدد الاسرة الدولية هدفا لها هو "دفع الأسد إلى الرحيل في أسرع وقت ممكن"، بينما إعتبرت واشنطن أنّ "يأس النظام" يزداد.

ويشيرخبير عسكري غربي في بيروت إلى أنه "من المؤكد أن المقاتلين المعارضين حققّوا تقدماً ويبدون جريئين لكن في الوقت الراهن ما زال الجيش النظامي يحافظ بشكل عام على تماسكه ويدافع عن المدن الكبرى".ويضيف "رغم عدد من الإنشقاقات وأعداد الجنود القتلى، يضم الجيش النظامي أكثر من مئتي ألف عنصر من كلّ الطوائف، وهو لم يزج بكل وحداته في النزاع. ما زال يتصرف كجسم واحد لديه مهمة لتنفيذها".ويشير إلى أنّ "الجيش النظامي كان في وضع غير مريح مع بداية النزاع خاصة مع لبوس بعض التحركات لباساً مدنياً، لكن الأمر بات أسهل في مواجهة مقاتلين مسلحين".ويعتمد الرئيس الأسد بحسب الخبراءعلى دعم ثلاثة حلفاء هم إيران وروسيا والصين، علما ًان الاخيرتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن للحؤول دون صدور أيّ قرار ضد الحكومة السورية.وكانت موسكو أكدت مؤخراً، ان موقفها من الأزمة السورية لم ولن يتغير.ويعتبر خبير يتردد على العاصمة السورية دمشق إن "كلّ هذه التصريحات تشير إلى أنّ المفاوضات بدأت فعلاً بين الولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى حلّ للازمة. ويضيف "لكن الإعلان على الملأ أن "النظام" سيسقط قريباً قد يكون غير منتج، لإنه في حال عدم حصول ذلك في الأيام او الأسابيع المقبلة، يمكن القول أنه أقوى من أن يكون مضطراً إلى تقديم تنازلات".

  • فريق ماسة
  • 2012-12-17
  • 9430
  • من الأرشيف

خبراء : حكم الأسد متماسك والجيش قوي

رغم تصريحات مسؤولين غربيين عن قرب"سقوط النظام" في سورية بحيث وصل الأمر ببعضها إلى إعتبار أن أيامه معدودة ،ينحو خبراء بشأن الأزمة،وبحسب وكالة (آ.ف.ب.) إلى التأكيد أن سلطة الرئيس الأسد مازالت متماسكة ومسيطرة على الهيكلية العسكرية والمؤسساتية للبلاد. يرى خبراء "أن (النظام السوري) المتكتل حول الرئيس بشار الاسد ما زال متماسكاً وقادراً على تكذيب التكهنات الغربية بقرب سقوطه"، رغم نجاح المعارضين المسلّحين في تنفيذ هجمات في قلب دمشق وسيطرتهم على أجزاء من البلاد.ويعتبر هؤلاء أن "التصريحات الغربية الأخيرة عن وصول الحكم إلى أيامه الأخيرة، ، دلائل على أن هذه الأخيرة تعزز مواقعها، لكنهّم يرون أنّ "سقوطه" يتطلب أكثر من هذه الضربات الصغيرة".ويقول براء ميخائيل، الباحث في المعهد الجيوسياسي الإسباني، أن الحكم في سورية "لا يمكن أن يسقط سوى بانقلاب او تدخل خارجي او من خلال زيادة هائلة في الدعم اللوجستي الذي تقدمه الدول الاجنبية للمقاتلين المسلحين المعارضين في سورية".ويضيف هذا الخبير في شؤون الشرق الأوسط أن ثمة "تصريحات دبلوماسية قوية لكن لا يجدر تقديرها بأكثر مما هي عليه لأن "النظام" ما زال يحافظ على الهيكلية العسكرية والمؤسساتية رغم أنه يفاجأ في بعض الأحيان" بهجمات من المقاتلين المعارضين.وكانت مواقف دولية عدة ألمحت إلى قرب سقوط الرئيس الأسد. فقد اعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي انديرس فوغ راسموسن الأسبوع الماضي أنّ النظام "قريب من الإنهيار الذي هو ليس سوى مسألة وقت".ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى أنّ تحدد الاسرة الدولية هدفا لها هو "دفع الأسد إلى الرحيل في أسرع وقت ممكن"، بينما إعتبرت واشنطن أنّ "يأس النظام" يزداد. ويشيرخبير عسكري غربي في بيروت إلى أنه "من المؤكد أن المقاتلين المعارضين حققّوا تقدماً ويبدون جريئين لكن في الوقت الراهن ما زال الجيش النظامي يحافظ بشكل عام على تماسكه ويدافع عن المدن الكبرى".ويضيف "رغم عدد من الإنشقاقات وأعداد الجنود القتلى، يضم الجيش النظامي أكثر من مئتي ألف عنصر من كلّ الطوائف، وهو لم يزج بكل وحداته في النزاع. ما زال يتصرف كجسم واحد لديه مهمة لتنفيذها".ويشير إلى أنّ "الجيش النظامي كان في وضع غير مريح مع بداية النزاع خاصة مع لبوس بعض التحركات لباساً مدنياً، لكن الأمر بات أسهل في مواجهة مقاتلين مسلحين".ويعتمد الرئيس الأسد بحسب الخبراءعلى دعم ثلاثة حلفاء هم إيران وروسيا والصين، علما ًان الاخيرتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن للحؤول دون صدور أيّ قرار ضد الحكومة السورية.وكانت موسكو أكدت مؤخراً، ان موقفها من الأزمة السورية لم ولن يتغير.ويعتبر خبير يتردد على العاصمة السورية دمشق إن "كلّ هذه التصريحات تشير إلى أنّ المفاوضات بدأت فعلاً بين الولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى حلّ للازمة. ويضيف "لكن الإعلان على الملأ أن "النظام" سيسقط قريباً قد يكون غير منتج، لإنه في حال عدم حصول ذلك في الأيام او الأسابيع المقبلة، يمكن القول أنه أقوى من أن يكون مضطراً إلى تقديم تنازلات".

المصدر : الميادين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة