تُرى ما الذي يدفع أعراب الشرق والغرب، بما فيهم بائعو الكاز، لهذا التطابق مع الكيان الصهيوني، ومع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في العداء لسورية؟

وما الذي يدفع كل هؤلاء للتطابق مع "الوهابيين" والمتطرفين ومجموعات "القاعدة" في الحرب على سورية ودولتها الوطنية؟

السفير "الإسرائيلي" لدى الولايات المتحدة؛ مايكل أورين، عبّر عنهم بصريح العبارة حينما أكد أن "الرئيس السوري بشار الأسد يشكّل خطراً على المنطقة بأسرها، لا سيما ما يسببه تحالفه مع إيران وحزب الله، وإن رحيله سيكون بمنزلة تطور إيجابي".

 

قد يكون ما ورد في كتاب صدر حديثاً عن دار نشر باريسية "Ellipses"، تحت عنوان "الجانب الخفي للثورات العربية"، جانب كبير من الحقيقة والواقع، إذ إن مجموعة من الباحثين الذين اشتركوا في وضع هذا الكتاب أكدوا أن هناك ثلاث مجموعات شاركت في التخطيط لهذه الأحداث هي: الولايات المتحدة الأميركية، والأنظمة الوراثية الخليجية، والبلدان الأوروبية.

ويرى هؤلاء الباحثون أن الولايات المتحدة وأنظمة الخليج جمعتهما المصلحة في العداء لأكثر الدول العربية حضارة ووعياً وتقدماً، تحديداً العراق وسورية ومصر، وقد سار خلفهما الأوروبي من دون أن يشعر أو ذليلاً ، بذريعة تحقيق مصالحه.

ويشير الكُتاب إلى دراسة أجرتها الولايات المتحدة الأميركية بعد أحداث 11 أيلول 2001 حول أسباب الشعور المعادي لها في الشرقين الأوسط والأقصى، فتوصلت إلى نتيجة مؤداها أن أحد أسباب ذلك هو سقوط مراهنة الدبلوماسية الأميركية على دعم الأنظمة المعادية للمتطرفين الإسلاميين، فكان أن تحوّل الرهان عند الأميركي "لهم الشريعة.. ولنا النفط".

أمام الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت أسس الأنظمة الرأسمالية منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وُضعت الولايات المتحدة أمام مهمة إعادة نمو الاقتصاد الأميركي، من خلال إعادة قدرته التنافسية مع حلفائه الأوروبيين، وفي مواجهة العملاقين الاقتصاديين الناهضين الصين وروسيا، وتطوّر صناعاتهما، خصوصاً الحربية، وتوجههما إلى إيجاد فضاءات جديدة في التوازنات الدولية؛ سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، والتي تتجلى فيما سمّاه الجباران الناهضان أوراسيا، أو في التكتل الدولي الجديد "البريكس"، أو مجموعة شنغهاي.

وبهذا كان ثمة مهمة ملحّة عند الأميركي، وهي السيطرة المطلقة على منابع النفط وخطوطه في الشرق الأوسط، وهو ما شكّل ضرورة مطلقة لوقف المد الروسي والصيني من جهة، ولعرقلة نمو موسكو وبكين من جهة ثانية، ولهذا كان تحالف الضرورة أو الموت مع دول الكاز العربي، فبدأ إعداد الخطة التي تمثلت في: إعداد قادة الحركات الاحتجاجية، وتشكيل شبكة من النشطاء، وتزويدهم بأحدث أنواع الاتصالات، كما كانت هناك برامج أميركية خاصة لإعداد الكوادر، ولم يُكتفَ بالبحث عن هذه الكوادر في داخل البلدان العربية، بل كان هناك دبلوماسيون وأكاديميون أميركيون عملوا للبحث بين المهاجرين العرب الشباب في باريس ولندن، وفي كل مكان، حيث وُجّهت إليهم الدعوات إلى الولايات المتحدة ليتمّ تدريبهم.

ويشدد الكتاب على أن هذه الاستراتيجية استُخدمت في تونس ومصر وليبيا واليمن، وكان هناك تركيز خاص على سورية، لاسيما أن فيها قاعدة بحرية روسية.

ويلفت الكُتّاب إلى أنه في حين قُمعت الانتفاضة في السعودية والبحرين، اللتين فيهما قواعد عسكرية أميركية مهمة، بالقوة، لم تهز الأميركي ولا وسائل الإعلام التي نراها تملأ الدنيا ضجيجاً في ما يجري في الدول الأخرى، لأن عملية التغيير في هذه الدول ووصول "الإسلاميين" يصبّان في مصلحة السعودية وقطر، لكن قبل أي شيء آخر تطبيق "لنا الشريعة.. ولهم النفط".

 

إذاً، هل يمكن أن يكون هناك قراءة هادئة للتطورات الجارية في سورية؟

لماذا يُطلب الحوار في كل مكان؟ هو مطلوب في لبنان، ومطلوب في مصر، حتى أن ولي عهد البحرين خرج على شعبه، الذي يقمعه أبوه ونظامه، بالدعوة إلى الحوار، لكنه ممنوع في سورية، ومسموح فقط أن يبقى الدم يسيل على يد أولئك الذين يطلق عليهم "جهاديون"، والذين تبيّن حتى الآن أنهم استُحضروا من أكثر من 15 دولة عربية، بتواطؤ غربي وتركي وعربي، للتوغل في سفك الدم السوري، وتهديم الدولة الوطنية السورية ومؤسساتها العريقة، حتى أن دبلوماسياً غربياً في بيروت أعلن أمام محدثيه أن هناك مغترباً سورياً في نيجيريا يعمل بتنسيق تام مع جهاز أمن عربي، لنقل العشرات من جماعة "بوكو حرام" إلى سورية.

ثم إلى أين تريد ناقلة الغاز القطرية أن تصل، حينما تسهم في نشر الإرهاب في سورية لتدمير الدولة الوطنية؟ لقد كشفت المعلومات مؤخراً أنها عملت وتعمل وتمول إرسال الجماعات المتطرفة من كل أرجاء العالم إلى سورية، وآخرها إرسالها مجموعتين من المسلحين من ولاية بلوشستان في جنوب غرب باكستان عبر تركيا، للانضمام إلى المجموعات المسلحة.

إذاً، ثمة حشد غير مسبوق في التاريخ الحديث من كل قوى الاستعمار والرجعية والأصولية المتطرفة ضد الدولة الوطنية السورية، لكن هل ستمكّن من إسقاطها؟

ثمة حقيقة وهي أن الدولة الوطنية السورية صمدت، واستطاعت أن تطلق استراتيجية هامة كما يقول الخبراء الاستراتجيون، وهي "الصمود"، أي الهجوم والدفاع تحت هذا العنوان، من دون أن تهتز لحرب الشائعات التي تبثها الفضائيات الشريكة في سفك الدم السوري.

أما أكذوبة الأسلحة الكيمائية، فإن قراءة ما بين السطور الأميركية لحديث "الكيميائي" أظهرت وكأن هناك ضوءاً أخضر لتركيا، لعدوان أو اجتياح من جانب أنقرة، خصوصاً لجهة نصب صواريخ الـ"باتريوت"، لكن موقف دمشق وحلفائها كان حاسماً، فمن أنقرة أعلن بوتين وصول صواريخ "الإسكندر" إلى سورية، ما يوحي بأن دمشق متماسكة وقوية، ومن طهران أعلن مرشد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي عن الانتصار الحتمي للدولة الوطنية السورية، وفي قلب القاهرة رُفعت صور بشار الأسد، فكان أن أعلن الحلف الأطلسي أن الـ"باتريوت" ستُنصب على بعد عشرة كيلومترات عن الحدود السورية داخل الأراضي التركية، وبالتالي فالرسالة فهمتها جيداً طهران وموسكو؛ أنهما مستهدفان أيضاً بالـ"باتريوت"، وكان هناك نوع من الرد الحاسم:

في سورية قُتل في أقل من أسبوع أكثر من ثلاثة آلاف من المسلحين غير السوريين في ريف دمشق، وفي حلب قُتل دفعة واحدة ألف مسلح أثناء هجومهم على محطة لتوليد الكهرباء، وفي داريا وحدها استسلم نحو 150 مسلحاً غير سوري، وقُتل أكثر من ألف معظمهم غير سوري. وفي موسكو حسمها سيرغي لافروف مجدداً مع هيلاري كلينتون الذاهبة إلى التقاعد؛ أن لا حل إلا تحت إشراف الأسد. وفي طهران ثمة إعلان بسيط جداً، لكنه ذو مغازٍ: طائرة أيوب صناعة إيرانية منذ العام 2002. إذاً، إلى أين تسير الأمور؟ فلننتظر اللقاء الموعود بين فلاديمير بوتين وباراك أوباما المزمع قريباً، والذي كان قد اتُّفق عليه خلال لقائهما في المكسيك قبل سنة، حيث أرسيا مروحة تفاهم، كان من ثمارها دعم روسيا لإعادة نجاح أوباما في ولاية ثانية.. ومن خلاصاتها أن أوباما أُفهم جيداً أنه لن يحصل في سورية ما حصل في ليبيا بأي حال من الأحوال.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-12-12
  • 9224
  • من الأرشيف

دمشق صمدت وبوتين أفهم أوباما: سورية ليست ليبيا

تُرى ما الذي يدفع أعراب الشرق والغرب، بما فيهم بائعو الكاز، لهذا التطابق مع الكيان الصهيوني، ومع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في العداء لسورية؟ وما الذي يدفع كل هؤلاء للتطابق مع "الوهابيين" والمتطرفين ومجموعات "القاعدة" في الحرب على سورية ودولتها الوطنية؟ السفير "الإسرائيلي" لدى الولايات المتحدة؛ مايكل أورين، عبّر عنهم بصريح العبارة حينما أكد أن "الرئيس السوري بشار الأسد يشكّل خطراً على المنطقة بأسرها، لا سيما ما يسببه تحالفه مع إيران وحزب الله، وإن رحيله سيكون بمنزلة تطور إيجابي".   قد يكون ما ورد في كتاب صدر حديثاً عن دار نشر باريسية "Ellipses"، تحت عنوان "الجانب الخفي للثورات العربية"، جانب كبير من الحقيقة والواقع، إذ إن مجموعة من الباحثين الذين اشتركوا في وضع هذا الكتاب أكدوا أن هناك ثلاث مجموعات شاركت في التخطيط لهذه الأحداث هي: الولايات المتحدة الأميركية، والأنظمة الوراثية الخليجية، والبلدان الأوروبية. ويرى هؤلاء الباحثون أن الولايات المتحدة وأنظمة الخليج جمعتهما المصلحة في العداء لأكثر الدول العربية حضارة ووعياً وتقدماً، تحديداً العراق وسورية ومصر، وقد سار خلفهما الأوروبي من دون أن يشعر أو ذليلاً ، بذريعة تحقيق مصالحه. ويشير الكُتاب إلى دراسة أجرتها الولايات المتحدة الأميركية بعد أحداث 11 أيلول 2001 حول أسباب الشعور المعادي لها في الشرقين الأوسط والأقصى، فتوصلت إلى نتيجة مؤداها أن أحد أسباب ذلك هو سقوط مراهنة الدبلوماسية الأميركية على دعم الأنظمة المعادية للمتطرفين الإسلاميين، فكان أن تحوّل الرهان عند الأميركي "لهم الشريعة.. ولنا النفط". أمام الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت أسس الأنظمة الرأسمالية منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وُضعت الولايات المتحدة أمام مهمة إعادة نمو الاقتصاد الأميركي، من خلال إعادة قدرته التنافسية مع حلفائه الأوروبيين، وفي مواجهة العملاقين الاقتصاديين الناهضين الصين وروسيا، وتطوّر صناعاتهما، خصوصاً الحربية، وتوجههما إلى إيجاد فضاءات جديدة في التوازنات الدولية؛ سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، والتي تتجلى فيما سمّاه الجباران الناهضان أوراسيا، أو في التكتل الدولي الجديد "البريكس"، أو مجموعة شنغهاي. وبهذا كان ثمة مهمة ملحّة عند الأميركي، وهي السيطرة المطلقة على منابع النفط وخطوطه في الشرق الأوسط، وهو ما شكّل ضرورة مطلقة لوقف المد الروسي والصيني من جهة، ولعرقلة نمو موسكو وبكين من جهة ثانية، ولهذا كان تحالف الضرورة أو الموت مع دول الكاز العربي، فبدأ إعداد الخطة التي تمثلت في: إعداد قادة الحركات الاحتجاجية، وتشكيل شبكة من النشطاء، وتزويدهم بأحدث أنواع الاتصالات، كما كانت هناك برامج أميركية خاصة لإعداد الكوادر، ولم يُكتفَ بالبحث عن هذه الكوادر في داخل البلدان العربية، بل كان هناك دبلوماسيون وأكاديميون أميركيون عملوا للبحث بين المهاجرين العرب الشباب في باريس ولندن، وفي كل مكان، حيث وُجّهت إليهم الدعوات إلى الولايات المتحدة ليتمّ تدريبهم. ويشدد الكتاب على أن هذه الاستراتيجية استُخدمت في تونس ومصر وليبيا واليمن، وكان هناك تركيز خاص على سورية، لاسيما أن فيها قاعدة بحرية روسية. ويلفت الكُتّاب إلى أنه في حين قُمعت الانتفاضة في السعودية والبحرين، اللتين فيهما قواعد عسكرية أميركية مهمة، بالقوة، لم تهز الأميركي ولا وسائل الإعلام التي نراها تملأ الدنيا ضجيجاً في ما يجري في الدول الأخرى، لأن عملية التغيير في هذه الدول ووصول "الإسلاميين" يصبّان في مصلحة السعودية وقطر، لكن قبل أي شيء آخر تطبيق "لنا الشريعة.. ولهم النفط".   إذاً، هل يمكن أن يكون هناك قراءة هادئة للتطورات الجارية في سورية؟ لماذا يُطلب الحوار في كل مكان؟ هو مطلوب في لبنان، ومطلوب في مصر، حتى أن ولي عهد البحرين خرج على شعبه، الذي يقمعه أبوه ونظامه، بالدعوة إلى الحوار، لكنه ممنوع في سورية، ومسموح فقط أن يبقى الدم يسيل على يد أولئك الذين يطلق عليهم "جهاديون"، والذين تبيّن حتى الآن أنهم استُحضروا من أكثر من 15 دولة عربية، بتواطؤ غربي وتركي وعربي، للتوغل في سفك الدم السوري، وتهديم الدولة الوطنية السورية ومؤسساتها العريقة، حتى أن دبلوماسياً غربياً في بيروت أعلن أمام محدثيه أن هناك مغترباً سورياً في نيجيريا يعمل بتنسيق تام مع جهاز أمن عربي، لنقل العشرات من جماعة "بوكو حرام" إلى سورية. ثم إلى أين تريد ناقلة الغاز القطرية أن تصل، حينما تسهم في نشر الإرهاب في سورية لتدمير الدولة الوطنية؟ لقد كشفت المعلومات مؤخراً أنها عملت وتعمل وتمول إرسال الجماعات المتطرفة من كل أرجاء العالم إلى سورية، وآخرها إرسالها مجموعتين من المسلحين من ولاية بلوشستان في جنوب غرب باكستان عبر تركيا، للانضمام إلى المجموعات المسلحة. إذاً، ثمة حشد غير مسبوق في التاريخ الحديث من كل قوى الاستعمار والرجعية والأصولية المتطرفة ضد الدولة الوطنية السورية، لكن هل ستمكّن من إسقاطها؟ ثمة حقيقة وهي أن الدولة الوطنية السورية صمدت، واستطاعت أن تطلق استراتيجية هامة كما يقول الخبراء الاستراتجيون، وهي "الصمود"، أي الهجوم والدفاع تحت هذا العنوان، من دون أن تهتز لحرب الشائعات التي تبثها الفضائيات الشريكة في سفك الدم السوري. أما أكذوبة الأسلحة الكيمائية، فإن قراءة ما بين السطور الأميركية لحديث "الكيميائي" أظهرت وكأن هناك ضوءاً أخضر لتركيا، لعدوان أو اجتياح من جانب أنقرة، خصوصاً لجهة نصب صواريخ الـ"باتريوت"، لكن موقف دمشق وحلفائها كان حاسماً، فمن أنقرة أعلن بوتين وصول صواريخ "الإسكندر" إلى سورية، ما يوحي بأن دمشق متماسكة وقوية، ومن طهران أعلن مرشد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي عن الانتصار الحتمي للدولة الوطنية السورية، وفي قلب القاهرة رُفعت صور بشار الأسد، فكان أن أعلن الحلف الأطلسي أن الـ"باتريوت" ستُنصب على بعد عشرة كيلومترات عن الحدود السورية داخل الأراضي التركية، وبالتالي فالرسالة فهمتها جيداً طهران وموسكو؛ أنهما مستهدفان أيضاً بالـ"باتريوت"، وكان هناك نوع من الرد الحاسم: في سورية قُتل في أقل من أسبوع أكثر من ثلاثة آلاف من المسلحين غير السوريين في ريف دمشق، وفي حلب قُتل دفعة واحدة ألف مسلح أثناء هجومهم على محطة لتوليد الكهرباء، وفي داريا وحدها استسلم نحو 150 مسلحاً غير سوري، وقُتل أكثر من ألف معظمهم غير سوري. وفي موسكو حسمها سيرغي لافروف مجدداً مع هيلاري كلينتون الذاهبة إلى التقاعد؛ أن لا حل إلا تحت إشراف الأسد. وفي طهران ثمة إعلان بسيط جداً، لكنه ذو مغازٍ: طائرة أيوب صناعة إيرانية منذ العام 2002. إذاً، إلى أين تسير الأمور؟ فلننتظر اللقاء الموعود بين فلاديمير بوتين وباراك أوباما المزمع قريباً، والذي كان قد اتُّفق عليه خلال لقائهما في المكسيك قبل سنة، حيث أرسيا مروحة تفاهم، كان من ثمارها دعم روسيا لإعادة نجاح أوباما في ولاية ثانية.. ومن خلاصاتها أن أوباما أُفهم جيداً أنه لن يحصل في سورية ما حصل في ليبيا بأي حال من الأحوال.  

المصدر : أحمد زين الدين\ الثبات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة