تشنّ اسرائيل حرباً وحشية ضد قطاع غزة مستعملة اهم الطائرات الحربية من طراز اف.16 واف.15 لتقصف مراكز الشرطة وبيوت غزة الفقيرة، وتقتل القائد العسكري لحركة حماس بعد ان استردّت الجندي الاسرائيلي شاليط لتنتقم لان الشهيد الجعبري هو من استطاع اختطاف الجندي شاليط وابقاه لدى حركة حماس ولم يتم الافراج عنه الا بعد مبادلة لاسرى فلسطينيين.

ها هو النموذج الاسرائيلي يظهر بوضوح، ماذا عندها اسرائيل الا الردّ بوحشية وقصف على المناطق العربية، على مدى التاريخ هذه كانت الطريقة الاسرائيلية في التعامل معنا. في كل مرة يحصل حادث تقوم الطائرات الاسرائيلية بالإغارة بشكل وحشي وبطريقة الإبادة الجماعية. فقد استشهد أمس اكثر من 10 قتلى في غزة نتيجة الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الاسرائيلية، وسقط عشرات الجرحى، وليس لدى حركة حماس والجهاد الاسلامي امكانية الدفاع الجوي ضد الطائرات التي تغير على قطاع غزة. لكن شعبنا هو شعب مؤمن بأرضه، بشخصيته، ومؤمن بنفسه، ولذلك فان العين تقاوم المخرز ويقف شعبنا الفلسطيني في غزة ضد اسرائيل وعدوانها ويدافع فيقصف البوارج في البحر ويقصف بصواريخ الغراد مستعمرة ديمونا ولا ينكسر امام العدوان الاسرائيلي، مع كل ما استعملته اسرائيل من قصف بالدبابات وقصف بالمدفعية وقصف بالطيران على قطاع غزة.

 

آن الأوان للذين يبشّرون بأن اسرائيل يمكن ان يكون لها أمان ان يقتنعوا بأنه ليس مع اسرائيل أمان وان يقتنعوا بان اسرائيل لا تفهم الا لغة القوة ولغة الدفاع عن النفس، وكلما كان لديك قدرة على الدفاع على النفس كانت اسرائيل تتراجع ولا تقوم باعتداء، بينما كلما شعرت اسرائيل بأن ليس لديك الوسائل للدفاع عن نفسك كعربيّ فانها تستعمل اقصى طاقاتها لقصفك وقتل شعبنا العربي بالغارات والمدفعية والدبابات.

نقول هذا الكلام لنصل الى لبنان، حيث المقاومة وقوتها الصاروخية الرادعة، فلولا سلاح المقاومة لكانت اسرائيل اعتدت علينا مئة مرة واكثر، ولما كانت احترمت الخط الازرق، وهي حتى الان ما زالت تخرق الاجواء اللبنانية، وهي لولا وجود المقاومة لكانت اخترقت منطقة الجنوب وسحبت مياه الوزاني كلها وسيطرت على منطقة الشريط الحدودي لان اسرائيل لا يهمها الا توسيع مستوطناتها. لكن المقاومة وقوتها الصاروخية وقوتها البشرية وايمانها بسيادة لبنان وارض لبنان وبالحفاظ على الكرامة الوطنية جعلت اسرائيل تفكر مئة مرة قبل ان تقوم بعدوان على لبنان كما كانت تفعل في السابق، وتتصرف بكل سهولة بعدوانها على لبنان.

ماذا يرى العالم اليوم، ان المشهد هو بيوت فقيرة في غزة، مليون ومئتي الف نسمة محاصرين في مدينة هي غزة، لا تسمح اسرائيل للصيادين بأن يصطادوا في البحر، ولا تسمح لهم بالعبور من بوابة رفح كي يتعايشوا مع العريش ومع اهلهم في سيناء، وشوارع كلها طرقات محفّرة، وبنية تحتية مفقودة، واسرائيل تمنع مادة الفيول عن محرّكات الكهرباء لغزة، فتقع غزة في الظلام ودون كهرباء، وتحاصر اسرائيل مليون ومئتي الف انسان من رجل وامرأة وطفل وشاب وصبيّة، وتستعمل ضدهم النار والطائرات التي تطلق صواريخها القاتلة والملتهبة والمعبّأة بمواد متفجّرة وحارقة، كذلك تستعمل مدفعيتها الميدانية ضد بيوت اهل غزة الفقراء، كلها بيوت جدرانها تخرقها القذيفة بكل سهولة وتدمّر المنزل كله. فلماذا يكون قدر العرب ان يكونوا ضعفاء وان تملك اسرائيل أهم أنواع الأسلحة وتستعملها ضد شعبنا؟

كيف تستطيع اميركا تأييد اسرائيل في عدوانها على غزة، وكيف تقبل اميركا التي تضع في دستورها شعار الحرية للشعوب واحترام حقوق الانسان القبول بهذه الوحشية الاسرائيلية بقصف غزة، بقتل الناس الابرياء، باستعمال أحدث الطائرات ضد أهداف مدنية، فليس في غزة ثكنات عسكرية، وليس لدى المقاومة في غزة مدفعية، وليس لديها آليات أو دبابات، بل لديها بضعة صواريخ غراد مخبّأة تطلقها للدفاع عن النفس ولاثبات الوجود، فيما الآلة العسكرية الاسرائيلية الوحشية تستعمل كل طاقاتها لتضرب غزة ويسقط اكثر من عشرة شهداء نتيجة الغارات الاسرائيلية، اضافة الى عشرات الجرحى وتدمير اكثر من ثلاثين منزل في الغارات الجوية حتى الآن.

لا يكفي لمصر ان تسحب سفيرها، والعرب الذين قاموا بتجميد عضوية سوريا ومحاصرتها والطلب باسقاط النظام السوري لانه لم يقدم كل الاصلاحات التي تريدها معارضة متطرفة، عليهم ان ينظروا الى المشهد في غزة، وان تكون ردّة فعلهم على الاقل، احتراماً للنفس، بمستوى ردّة فعلهم مع سوريا. وان يطلبوا مقاطعة اسرائيل من كل النواحي، بما فيها اتفاقيات وادي عربة وكامب دايفيد واوسلو واعادة النظر في الوضع العربي العام ومواجهة اسرائيل ديبلوماسيا عبر دعوة مجلس الامن اضافة الى اعانة الشعب الفلسطيني في غزة على تحمّل الخسائر التي تقع في صفوفه وعلى المصائب التي تقع على رؤوس الفلسطينيين في غزة المحتلة والمحاصرة.

ماذا فعلت اسرائيل، تقول انها انسحبت من غزة، لكنها عملياً ما زالت تحتلها وتحاصرها من كل الجهات، والمطار التي كان في غزة جرفته الجرافات الاسرائيلية، ومرفأ غزة دمّرته البحرية الاسرائيلية، وأنابيب المياه التي تصل الى غزة تصل بالقطّارة وفق ما تريد اسرائيل. فيحق للمواطن بثلاث ليترات من المياه في اليوم، ولا يحصل على أكثر من ذلك، بينما المواطن الاسرائيلي في المستعمرات يستعمل 400 ليتر في اليوم الواحد، فلماذا هذا الظلم، ولماذا السكوت عن الوحشية الاسرائيلية، وكيف يقبل العالم ان يحصل هذا الظلم الكبير من قبل اسرائيل على شعب فلسطين في غزة، الذي يعيش تحت حدّ الفقر، فلا مادّة الطحين يحصل عليها كفاية لتأمين الخبز اليومي، والمواد الغذائية لا تفتح بوابة اسرائيل لها الطريق ما لم تتأكد من أن التجار هم لا ينتسبون الى حركة حماس او حركة الجهاد الاسلامي، وهي تجمّد شاحنات الغذاء على بوابات الدخول الى غزة، وتمنع المأكولات كلها عن غزة في اكبر انتهاك لحقوق الانسان تقوم به اسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني في غزة.

ثم كيف ينظر العالم الى قصف الطائرات الحربية للبيوت في غزة، والعالم يكفي ان يعرف ما هي طائرة الـ اف.16 والاسلحة التي تحملها وكم هي فتّاكة تلك الاسلحة، وكم هي مؤذية، وكم هي متقدمة في القتل والتفجير، فتقوم هذه الطائرات بقصف شعب أعزل من الدفاع الجوي عن نفسه، وتضرب المنازل والبيوت الفقيرة، وبكل وقاحة تعلن واشنطن انها تقف مع حليفتها وفق ما تقول اسرائيل. واسرائيل تقتل شعبنا والولايات المتحدة تدعمها، فكيف يمكن للعرب أن لا يتحركوا ويقولوا لاميركا نحن لا نقبل ان نقيم علاقة معك طالما انك تدعمين اسرائيل بهذه الوحشية.

نحن نسأل العرب عن الكرامة العربية، نحن نسأل العرب عن الاخوّة العربية، نحن نسأل العرب عن الاخلاق، عن الدين، عن المبادىء الانسانية، ونقول لهم، انهضوا ولبّوا استغاثة غزة، وقولوا للتاريخ مرة واحدة انكم تحترمون الانسان العربي ولا تتركونه تحت العدوان الاسرائيلي، هذا الانسان العربي في غزة المحاصر، المقطوع عنه المأكولات والطعام والطحين والكهرباء والمياه، ومع ذلك يتحمّل ظلم التاريخ وظلم اسرائيل، والدول العربية تتفرّج على شعب أعزل يستشهد واسرائيل تعتدي عليه. فهذا لا يجوز، لا في الدين الاسلامي، ولا في الدين المسيحي، ولا في نظرة الاخلاق، ولا في نظرة الانسانية، فاذا كان العرب قد جمّدوا عضوية سوريا وفرضوا عقوبات اقتصادية عليها، فلماذا لا يستعملون على الاقل ضد العدو الحقيقي اسرائيل المواقف هذه ويبلغون واشنطن التي تدعم اسرائيل انهم لن يقبلوا بالاستمرار في علاقات مع الولايات المتحدة ومع اية دولة طالما انها تدعم اسرائيل بهذا الشكل.

 

نحن في لبنان، والحمد لله بات لدينا مقاومة تردع اسرائيل، والحمدلله ان سلاح المقاومة سيبقى، وسيزداد مناعة وقوة، وسنضرب اسرائيل ان هي ضربتنا، ونحن مؤمنون مع السيد حسن نصرالله، بأن تل ابيب ستكون في المرة القادمة هدفا، وسنغلق مطار بن غوريون ومهما اعتدت علينا اسرائيل بالطيران والبحرية فسنضربها بالصواريخ، وسيقاتل الشبان في الجنوب اي دخول واحتلال اسرائيلي، وهذا ما نفتخر به، وهذا ما نتمسك به، وهذا ما نعتبره ضمانة كبرى لنا على مدى التاريخ كله من الان وحتى نهاية الصراع، وهو سلاح المقاومة الذي يجب ان يبقى ويكون اساساً لوجود لبنان.

مع اسرائيل لا امان ولذلك فسلاح المقاومة هو اكثر من ضرورة، وهو الضمانة في ظل الوحشية الاسرائيلية.

  • فريق ماسة
  • 2012-11-14
  • 9000
  • من الأرشيف

لا أمان مع اسرائيل

تشنّ اسرائيل حرباً وحشية ضد قطاع غزة مستعملة اهم الطائرات الحربية من طراز اف.16 واف.15 لتقصف مراكز الشرطة وبيوت غزة الفقيرة، وتقتل القائد العسكري لحركة حماس بعد ان استردّت الجندي الاسرائيلي شاليط لتنتقم لان الشهيد الجعبري هو من استطاع اختطاف الجندي شاليط وابقاه لدى حركة حماس ولم يتم الافراج عنه الا بعد مبادلة لاسرى فلسطينيين. ها هو النموذج الاسرائيلي يظهر بوضوح، ماذا عندها اسرائيل الا الردّ بوحشية وقصف على المناطق العربية، على مدى التاريخ هذه كانت الطريقة الاسرائيلية في التعامل معنا. في كل مرة يحصل حادث تقوم الطائرات الاسرائيلية بالإغارة بشكل وحشي وبطريقة الإبادة الجماعية. فقد استشهد أمس اكثر من 10 قتلى في غزة نتيجة الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الاسرائيلية، وسقط عشرات الجرحى، وليس لدى حركة حماس والجهاد الاسلامي امكانية الدفاع الجوي ضد الطائرات التي تغير على قطاع غزة. لكن شعبنا هو شعب مؤمن بأرضه، بشخصيته، ومؤمن بنفسه، ولذلك فان العين تقاوم المخرز ويقف شعبنا الفلسطيني في غزة ضد اسرائيل وعدوانها ويدافع فيقصف البوارج في البحر ويقصف بصواريخ الغراد مستعمرة ديمونا ولا ينكسر امام العدوان الاسرائيلي، مع كل ما استعملته اسرائيل من قصف بالدبابات وقصف بالمدفعية وقصف بالطيران على قطاع غزة.   آن الأوان للذين يبشّرون بأن اسرائيل يمكن ان يكون لها أمان ان يقتنعوا بأنه ليس مع اسرائيل أمان وان يقتنعوا بان اسرائيل لا تفهم الا لغة القوة ولغة الدفاع عن النفس، وكلما كان لديك قدرة على الدفاع على النفس كانت اسرائيل تتراجع ولا تقوم باعتداء، بينما كلما شعرت اسرائيل بأن ليس لديك الوسائل للدفاع عن نفسك كعربيّ فانها تستعمل اقصى طاقاتها لقصفك وقتل شعبنا العربي بالغارات والمدفعية والدبابات. نقول هذا الكلام لنصل الى لبنان، حيث المقاومة وقوتها الصاروخية الرادعة، فلولا سلاح المقاومة لكانت اسرائيل اعتدت علينا مئة مرة واكثر، ولما كانت احترمت الخط الازرق، وهي حتى الان ما زالت تخرق الاجواء اللبنانية، وهي لولا وجود المقاومة لكانت اخترقت منطقة الجنوب وسحبت مياه الوزاني كلها وسيطرت على منطقة الشريط الحدودي لان اسرائيل لا يهمها الا توسيع مستوطناتها. لكن المقاومة وقوتها الصاروخية وقوتها البشرية وايمانها بسيادة لبنان وارض لبنان وبالحفاظ على الكرامة الوطنية جعلت اسرائيل تفكر مئة مرة قبل ان تقوم بعدوان على لبنان كما كانت تفعل في السابق، وتتصرف بكل سهولة بعدوانها على لبنان. ماذا يرى العالم اليوم، ان المشهد هو بيوت فقيرة في غزة، مليون ومئتي الف نسمة محاصرين في مدينة هي غزة، لا تسمح اسرائيل للصيادين بأن يصطادوا في البحر، ولا تسمح لهم بالعبور من بوابة رفح كي يتعايشوا مع العريش ومع اهلهم في سيناء، وشوارع كلها طرقات محفّرة، وبنية تحتية مفقودة، واسرائيل تمنع مادة الفيول عن محرّكات الكهرباء لغزة، فتقع غزة في الظلام ودون كهرباء، وتحاصر اسرائيل مليون ومئتي الف انسان من رجل وامرأة وطفل وشاب وصبيّة، وتستعمل ضدهم النار والطائرات التي تطلق صواريخها القاتلة والملتهبة والمعبّأة بمواد متفجّرة وحارقة، كذلك تستعمل مدفعيتها الميدانية ضد بيوت اهل غزة الفقراء، كلها بيوت جدرانها تخرقها القذيفة بكل سهولة وتدمّر المنزل كله. فلماذا يكون قدر العرب ان يكونوا ضعفاء وان تملك اسرائيل أهم أنواع الأسلحة وتستعملها ضد شعبنا؟ كيف تستطيع اميركا تأييد اسرائيل في عدوانها على غزة، وكيف تقبل اميركا التي تضع في دستورها شعار الحرية للشعوب واحترام حقوق الانسان القبول بهذه الوحشية الاسرائيلية بقصف غزة، بقتل الناس الابرياء، باستعمال أحدث الطائرات ضد أهداف مدنية، فليس في غزة ثكنات عسكرية، وليس لدى المقاومة في غزة مدفعية، وليس لديها آليات أو دبابات، بل لديها بضعة صواريخ غراد مخبّأة تطلقها للدفاع عن النفس ولاثبات الوجود، فيما الآلة العسكرية الاسرائيلية الوحشية تستعمل كل طاقاتها لتضرب غزة ويسقط اكثر من عشرة شهداء نتيجة الغارات الاسرائيلية، اضافة الى عشرات الجرحى وتدمير اكثر من ثلاثين منزل في الغارات الجوية حتى الآن. لا يكفي لمصر ان تسحب سفيرها، والعرب الذين قاموا بتجميد عضوية سوريا ومحاصرتها والطلب باسقاط النظام السوري لانه لم يقدم كل الاصلاحات التي تريدها معارضة متطرفة، عليهم ان ينظروا الى المشهد في غزة، وان تكون ردّة فعلهم على الاقل، احتراماً للنفس، بمستوى ردّة فعلهم مع سوريا. وان يطلبوا مقاطعة اسرائيل من كل النواحي، بما فيها اتفاقيات وادي عربة وكامب دايفيد واوسلو واعادة النظر في الوضع العربي العام ومواجهة اسرائيل ديبلوماسيا عبر دعوة مجلس الامن اضافة الى اعانة الشعب الفلسطيني في غزة على تحمّل الخسائر التي تقع في صفوفه وعلى المصائب التي تقع على رؤوس الفلسطينيين في غزة المحتلة والمحاصرة. ماذا فعلت اسرائيل، تقول انها انسحبت من غزة، لكنها عملياً ما زالت تحتلها وتحاصرها من كل الجهات، والمطار التي كان في غزة جرفته الجرافات الاسرائيلية، ومرفأ غزة دمّرته البحرية الاسرائيلية، وأنابيب المياه التي تصل الى غزة تصل بالقطّارة وفق ما تريد اسرائيل. فيحق للمواطن بثلاث ليترات من المياه في اليوم، ولا يحصل على أكثر من ذلك، بينما المواطن الاسرائيلي في المستعمرات يستعمل 400 ليتر في اليوم الواحد، فلماذا هذا الظلم، ولماذا السكوت عن الوحشية الاسرائيلية، وكيف يقبل العالم ان يحصل هذا الظلم الكبير من قبل اسرائيل على شعب فلسطين في غزة، الذي يعيش تحت حدّ الفقر، فلا مادّة الطحين يحصل عليها كفاية لتأمين الخبز اليومي، والمواد الغذائية لا تفتح بوابة اسرائيل لها الطريق ما لم تتأكد من أن التجار هم لا ينتسبون الى حركة حماس او حركة الجهاد الاسلامي، وهي تجمّد شاحنات الغذاء على بوابات الدخول الى غزة، وتمنع المأكولات كلها عن غزة في اكبر انتهاك لحقوق الانسان تقوم به اسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني في غزة. ثم كيف ينظر العالم الى قصف الطائرات الحربية للبيوت في غزة، والعالم يكفي ان يعرف ما هي طائرة الـ اف.16 والاسلحة التي تحملها وكم هي فتّاكة تلك الاسلحة، وكم هي مؤذية، وكم هي متقدمة في القتل والتفجير، فتقوم هذه الطائرات بقصف شعب أعزل من الدفاع الجوي عن نفسه، وتضرب المنازل والبيوت الفقيرة، وبكل وقاحة تعلن واشنطن انها تقف مع حليفتها وفق ما تقول اسرائيل. واسرائيل تقتل شعبنا والولايات المتحدة تدعمها، فكيف يمكن للعرب أن لا يتحركوا ويقولوا لاميركا نحن لا نقبل ان نقيم علاقة معك طالما انك تدعمين اسرائيل بهذه الوحشية. نحن نسأل العرب عن الكرامة العربية، نحن نسأل العرب عن الاخوّة العربية، نحن نسأل العرب عن الاخلاق، عن الدين، عن المبادىء الانسانية، ونقول لهم، انهضوا ولبّوا استغاثة غزة، وقولوا للتاريخ مرة واحدة انكم تحترمون الانسان العربي ولا تتركونه تحت العدوان الاسرائيلي، هذا الانسان العربي في غزة المحاصر، المقطوع عنه المأكولات والطعام والطحين والكهرباء والمياه، ومع ذلك يتحمّل ظلم التاريخ وظلم اسرائيل، والدول العربية تتفرّج على شعب أعزل يستشهد واسرائيل تعتدي عليه. فهذا لا يجوز، لا في الدين الاسلامي، ولا في الدين المسيحي، ولا في نظرة الاخلاق، ولا في نظرة الانسانية، فاذا كان العرب قد جمّدوا عضوية سوريا وفرضوا عقوبات اقتصادية عليها، فلماذا لا يستعملون على الاقل ضد العدو الحقيقي اسرائيل المواقف هذه ويبلغون واشنطن التي تدعم اسرائيل انهم لن يقبلوا بالاستمرار في علاقات مع الولايات المتحدة ومع اية دولة طالما انها تدعم اسرائيل بهذا الشكل.   نحن في لبنان، والحمد لله بات لدينا مقاومة تردع اسرائيل، والحمدلله ان سلاح المقاومة سيبقى، وسيزداد مناعة وقوة، وسنضرب اسرائيل ان هي ضربتنا، ونحن مؤمنون مع السيد حسن نصرالله، بأن تل ابيب ستكون في المرة القادمة هدفا، وسنغلق مطار بن غوريون ومهما اعتدت علينا اسرائيل بالطيران والبحرية فسنضربها بالصواريخ، وسيقاتل الشبان في الجنوب اي دخول واحتلال اسرائيلي، وهذا ما نفتخر به، وهذا ما نتمسك به، وهذا ما نعتبره ضمانة كبرى لنا على مدى التاريخ كله من الان وحتى نهاية الصراع، وهو سلاح المقاومة الذي يجب ان يبقى ويكون اساساً لوجود لبنان. مع اسرائيل لا امان ولذلك فسلاح المقاومة هو اكثر من ضرورة، وهو الضمانة في ظل الوحشية الاسرائيلية.

المصدر : شارل ايوب \ الديار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة