عندما تخلّى العالم كله عن "حماس"، احتضنتها سورية واستقبلت قيادييها، في إطار الدعم السوري - الإيراني لمحور المقاومة والممانعة، والذي كانت "حماس" تنضوي تحت لوائه، لكن ما أن عصف "الربيع العربي" بالمنطقة،حتى انقلبت الأخيرة على تاريخ ونهج المقاومة، وانخرطت في المشروع الخليجي الرامي إلى تخريب سورية، التي قدمت كل أشكال الدعم لصمود الشعب الفلسطيني، ومنحته امتيازات اجتماعية لم تمنحها أي دولة عربية، كما كانت تشكل الملاذ الآمن لقادة مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأدت الامتيازات المذكورة، خصوصاً حق التملك، إضافة إلى تزايد نفوذ "حماس" في المخيمات الفلسطينية في سورية في السنوات الأخيرة الفائتة، من خلال الدعم غير المسبوق الذي حصلت عليه من القيادة في دمشق، إلى تغلغل بعض الحركات التكفيرية في مناطق الانتشار الفلسطيني على الأراضي السورية، والتي اتخذت من المناطق المذكورة قواعد لانطلاق العمليات الإرهابية التي تستهدف الاستقرار السوري، في محاولة لإقحام الفلسطينيين في أتون الأزمة السورية، وفي هذا الإطار تأتي المعارك التي تدور راهناً في جنوب العاصمة السورية، تحديداً في حي التضامن ذات الغالبية الفلسطينية.

ولم تقف حدود الاعتداءات على الأمن القومي السوري عند هذا الحد، فيؤكد مصدر سوري واسع الاطلاع تورط "حماس" في الأزمة السورية، من خلال إعداد المسلحين وتدريبهم للقتال في سورية، كاشفاً أن الأجهزة المختصة قتلت إرهابياً تونسياً في حلب، واعتقلت آخرين قادمين من غزة، الأمر الذي أثار حفيظة القيادة السورية، ودفعها إلى إقفال مكاتب "حماس" بالشمع الأحمر، بعدما تحولت إلى مجرد أداة من أدوات المؤامرة على سورية، على حد قول المصدر.

وفي الشأن الميداني، يلفت المصدر إلى أن المعارك تتركز راهناً في الغوطة الشرقية لدمشق، وفي الشمال السوري وبعض مناطق دير الزور، مؤكداً أن الجيش تمكن من إحباط كل الهجمات التي قام بها المسلحون، في محاولات متكررة فاشلة لدخول دمشق، التي تشهد بعض الأعمال الأمنية في جنوبها، إضافة إلى قيام المسلحين بإطلاق النار وإلقاء أصابع الديناميت في بعض شوارعها الآمنة لإرهاب المواطنين.

ولا ينفي المصدر تأثير العمليات في ريف دمشق على الحياة في العاصمة، خصوصاً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، معتبراً أن السوريين يعانون من حالة معيشية صعبة في الوقت الراهن.

وبالانتقال إلى الشمال، يلفت المصدر إلى أن العمليات العسكرية تتركز على محور مدينتي حارم ومعرة النعمان في ريف إدلب، كاشفاً أن القوات المسلحة تمكنت من دخول بعض مناطق الأخيرة، وأن المسلحين بدأوا يفقدون السيطرة عليها.

ويختم المصدر بالقول: "إن العمليات الإرهابية التي تشهدها سورية راهناً قد تتعب الجيش السوري قليلاً، ولكنها لن تربكه ولن تنهكه".

وفي سياق متصل، عن الوضع الأمني على الحدود الشمالية - الشرقية، يؤكد مصدر حزبي لبناني مطلع، أن الوضع الأمني في القرى العكارية المحاذية لسورية مستقر نسبياً، ما خلا بعض الخروقات البسيطة، واستمرار بعض عمليات التهريب التي لم تنقطع في شكل نهائي يوماً، معتبراً أن غالبية عمليات التهريب لها بُعد منفعي - مادي أكثر من كونه سياسياً – أمنياً، مستبعداً وجود معسكرات تدريب للمسلحين السوريين في عكار، ولافتاً إلى أن النازحين من سورية منتشرون في مختلف منازل القرى العكارية، وكاشفاً أن إيجار الغرفة الواحدة مع منتفعاتها بلغ خمسمئة دولار أميركي، على نفقة مؤسسات دعم النازحين في الأمم المتحدة.

وحذر المصدر في الوقت عينه من تنامي نفوذ النازحين في شمال لبنان، معتبراً أن الخطورة اليوم تكمن في وجود هؤلاء النازحين بين الأهالي، وليسوا محصورين في بقعة جغرافية محددة، ولافتاً إلى أنهم باتوا يهددون الوضع الأمني في عكار، لاسيما بعد أن قام عدد من النازحين بالاعتداء على المواطنين في قرية "مشتى حسن".

وأمل المصدر من السلطات المعنية معالجة التفلت الأمني في عكار، قبل أن تصل الأمور إلى حد لا يمكن معالجتها، وبالتالي تهديد المنطقة بمخاطر داخلية وخارجية أيضاً.

  • فريق ماسة
  • 2012-11-07
  • 8066
  • من الأرشيف

تحذيرات من تنامي نفوذ "النازحين" السوريين في شمال لبنان

عندما تخلّى العالم كله عن "حماس"، احتضنتها سورية واستقبلت قيادييها، في إطار الدعم السوري - الإيراني لمحور المقاومة والممانعة، والذي كانت "حماس" تنضوي تحت لوائه، لكن ما أن عصف "الربيع العربي" بالمنطقة،حتى انقلبت الأخيرة على تاريخ ونهج المقاومة، وانخرطت في المشروع الخليجي الرامي إلى تخريب سورية، التي قدمت كل أشكال الدعم لصمود الشعب الفلسطيني، ومنحته امتيازات اجتماعية لم تمنحها أي دولة عربية، كما كانت تشكل الملاذ الآمن لقادة مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية. وأدت الامتيازات المذكورة، خصوصاً حق التملك، إضافة إلى تزايد نفوذ "حماس" في المخيمات الفلسطينية في سورية في السنوات الأخيرة الفائتة، من خلال الدعم غير المسبوق الذي حصلت عليه من القيادة في دمشق، إلى تغلغل بعض الحركات التكفيرية في مناطق الانتشار الفلسطيني على الأراضي السورية، والتي اتخذت من المناطق المذكورة قواعد لانطلاق العمليات الإرهابية التي تستهدف الاستقرار السوري، في محاولة لإقحام الفلسطينيين في أتون الأزمة السورية، وفي هذا الإطار تأتي المعارك التي تدور راهناً في جنوب العاصمة السورية، تحديداً في حي التضامن ذات الغالبية الفلسطينية. ولم تقف حدود الاعتداءات على الأمن القومي السوري عند هذا الحد، فيؤكد مصدر سوري واسع الاطلاع تورط "حماس" في الأزمة السورية، من خلال إعداد المسلحين وتدريبهم للقتال في سورية، كاشفاً أن الأجهزة المختصة قتلت إرهابياً تونسياً في حلب، واعتقلت آخرين قادمين من غزة، الأمر الذي أثار حفيظة القيادة السورية، ودفعها إلى إقفال مكاتب "حماس" بالشمع الأحمر، بعدما تحولت إلى مجرد أداة من أدوات المؤامرة على سورية، على حد قول المصدر. وفي الشأن الميداني، يلفت المصدر إلى أن المعارك تتركز راهناً في الغوطة الشرقية لدمشق، وفي الشمال السوري وبعض مناطق دير الزور، مؤكداً أن الجيش تمكن من إحباط كل الهجمات التي قام بها المسلحون، في محاولات متكررة فاشلة لدخول دمشق، التي تشهد بعض الأعمال الأمنية في جنوبها، إضافة إلى قيام المسلحين بإطلاق النار وإلقاء أصابع الديناميت في بعض شوارعها الآمنة لإرهاب المواطنين. ولا ينفي المصدر تأثير العمليات في ريف دمشق على الحياة في العاصمة، خصوصاً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، معتبراً أن السوريين يعانون من حالة معيشية صعبة في الوقت الراهن. وبالانتقال إلى الشمال، يلفت المصدر إلى أن العمليات العسكرية تتركز على محور مدينتي حارم ومعرة النعمان في ريف إدلب، كاشفاً أن القوات المسلحة تمكنت من دخول بعض مناطق الأخيرة، وأن المسلحين بدأوا يفقدون السيطرة عليها. ويختم المصدر بالقول: "إن العمليات الإرهابية التي تشهدها سورية راهناً قد تتعب الجيش السوري قليلاً، ولكنها لن تربكه ولن تنهكه". وفي سياق متصل، عن الوضع الأمني على الحدود الشمالية - الشرقية، يؤكد مصدر حزبي لبناني مطلع، أن الوضع الأمني في القرى العكارية المحاذية لسورية مستقر نسبياً، ما خلا بعض الخروقات البسيطة، واستمرار بعض عمليات التهريب التي لم تنقطع في شكل نهائي يوماً، معتبراً أن غالبية عمليات التهريب لها بُعد منفعي - مادي أكثر من كونه سياسياً – أمنياً، مستبعداً وجود معسكرات تدريب للمسلحين السوريين في عكار، ولافتاً إلى أن النازحين من سورية منتشرون في مختلف منازل القرى العكارية، وكاشفاً أن إيجار الغرفة الواحدة مع منتفعاتها بلغ خمسمئة دولار أميركي، على نفقة مؤسسات دعم النازحين في الأمم المتحدة. وحذر المصدر في الوقت عينه من تنامي نفوذ النازحين في شمال لبنان، معتبراً أن الخطورة اليوم تكمن في وجود هؤلاء النازحين بين الأهالي، وليسوا محصورين في بقعة جغرافية محددة، ولافتاً إلى أنهم باتوا يهددون الوضع الأمني في عكار، لاسيما بعد أن قام عدد من النازحين بالاعتداء على المواطنين في قرية "مشتى حسن". وأمل المصدر من السلطات المعنية معالجة التفلت الأمني في عكار، قبل أن تصل الأمور إلى حد لا يمكن معالجتها، وبالتالي تهديد المنطقة بمخاطر داخلية وخارجية أيضاً.

المصدر : حسان الحسن\ الثبات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة